أيها الإخوة الكرام:
الأمل أحد مصادر الأمن والسكينة، وهو شعاع يضيء في الظلمات وينير المعالم، ويوضح السبل، تنمو به شجرة الحياة، يرتفع به صرح العمران، يذوق به المرء طعم السعادة، يحسُّ به بهجة الحياة، إنه قوة دافعة، تشرح الصدر للعمل، تخلق دوافع الكفاح من أجل الواجب تبحث النشاط في النفس والبدن، تدفع الكسول إلى الجد، والمجد إلى المداومة تدفع المخفق إلى تكرار المحاولة، تحفز الناجح إلى مضاعفة الجد، إن الذي يدفع الزارع إلى الكدح والعرق، أمله في الحياة، إن الذي يغري التاجر بالأسفار والمخاطر، أمله في الربح، إن الذي يبعث الطالب إلى الجد أمله في النجاح، إن الذي يحفز الجندي إلى الاستبسال أمله في النصر، إن الذي يحبب الدواء المرَّ إلى المريض أمله في الشفاء، إن الذي يدفع المؤمن إلى أن يخالف هواه ويطيع ربه، أمله في رضوانه وجنته، لولا الأمل ضاع العمل.
للأمل جانب آخر، ذمه القرآن الكريم، وذمته السنة النبوية، وله جانب إيجابي، إنني أتحدث عن الجانب الإيجابي للأمل.
الأمل سرُّ الحياة، دافع نشاطها، مخفف ويلاتها، باعث البهجة والسرور فيها، وضد الأمل اليأس، وهو انطفاء جذوة الأمل في الصدر وانقطاع خيط الرجاء في القلب، هو العقبة الكؤود، والمعوق القاهر الذي يحطم في النفس بواعث العمل، ويضعف في الجسد دواعي القوة ارجو من الله لكم السعادة ولايمان والعمل ولاتنسونا من الدعاء المحب لكم اخوكم صلاح شعبان اسالكم الدعاء بالجنة