من قمم الآداب أدب سيدنا يوسف، هذا الطفل الصغير، الوديع، الذي وضعه إخوته في الجب ليموت، كيف أن سيارةً مرت بهذا البئر، أدلوا دلوهم، فخرج هذا الطفل الصغير:
﴿ قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلَامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً ﴾
الآن بعد أن التقى بإخوته، وهو عزيز مصر، في أعلى مقام، قال:
﴿ وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ ﴾
بربكم، أيهما أخطر السجن أم الجب؟ لم يقل: إذ أخرجني من الجب، لئلا يُذكّر أخوته بجريمتهم، قال:
﴿ وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ ﴾
ثم يقول:
﴿ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي ﴾
لم يقل: تآمروا علي، عزا الأمر إلى الشيطان، هو وإخوته سواء، والشيطان دخل بينهما.