قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن نبي الله نوحا صلى الله عليه وسلم لما حضرته الوفاة قال لابنه : إني قاص عليك الوصية آمرك باثنتين و أنهاك عن اثنتين آمرك بـ ( لا إله إلا الله ) فإن السموات السبع و الأرضين السبع لو وضعت في كفة و وضعت لا إله إلا الله في كفة رجحت بهن لا إله إلا الله و لو أن السموات السبع و الأرضين السبع كن حلقة مبهمة قصمتهن لا إله إلا الله . و سبحان الله و بحمده فإنها صلاة كل شيء و بها يرزق الخلق . و أنهاك عن الشرك و الكبر . قال : قلت : أو قيل : يا رسول الله هذا الشرك قد عرفناه فما الكبر ؟ - قال - : أن يكون لأحدنا نعلان حسنتان لهما شراكان حسنان ؟ قال : لا . قال : هو أن يكون لأحدنا أصحاب يجلسون إليه ؟ قال :لا . قيل : يا رسول الله فما الكبر ؟ قال : سفه الحق و غمص الناس.
غريب الحديث:
1- قوله ( سفه الحق ) أي جهله ، واستحفاف به ، و أن لا يراه على ما هو عليه من الرجحان و الرزانة . و في حديث لمسلم : " بطر الحق " . و المعنى واحد .
( غمص الناس ) أي احتقارهم و الطعن فيهم و الاستخفاف بهم .و في الحديث الآخر : " غمط الناس " و المعنى واحد أيضا .
فوائد من الحديث:
1- مشروعية الوصية عند الوفاة .
2- فضيلة التهليل و التسبيح ، و أنها سبب رزق الخلق .
3-أن الميزان يوم القيامة حق ثابت و له كفتان.
4-أن التجمل باللباس الحسن ليس من الكبر في شيء . بل هو أمر مشروع ، لأن الله
جميل يحب الجمال كما قال عليه السلام بمثل هذه المناسبة ، على ما رواه مسلم في" صحيحه ".
5- أن الكبر الذي قرن مع الشرك و الذي لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة منه إنما هو الكبر على الحق و رفضه بعد تبينه ، و الطعن في الناس الأبرياء بغير حق .
فليحذر المسلم أن يتصف بشيء من مثل هذا الكبر .