فن السرور وامتلاك قلوب الناس
الداعية الإسلامى الدكتور عائض القرنى
هل للسرور ولامتلاك قلوب الناس مهارات وفن ينبغى علينا أن نتعلمها كغيرها من الفنون والمهارات التى نكتسبها الإجابة بكل تأكيد: نعم ولنترك الداعية الإسلامى الدكتور عائض القرنى يعلمنا ذلك الفن والمهارة فيقول فضيلته: الابتسامة. ذلك التعبير الربانى الرائع الذى تملك به قلوب البشر لا تكلفك شيئا بل وتكسبك الكثير فهى رغم بساطتها فإن لها تأثير السحر وتعتبر جواز عبور لكل الحدود وهى لغة تستطيع القول بأنها عالمية لا تحتاج إلى ترجمة لفهمها وكفى بك دافعا للابتسام قوله صلى الله عليه وسلم: "تبسمك فى وجه أخيك صدقة".
ويضيف أن من أعظم النعم سرور القلب واستقراره وهدوءه فإن فى سروره ثبات الذهن وجودة الإنتاج وابتهاج النفس وقالوا: إن السرور فن يدرس فمن عرف كيف يجلبه ويحصل عليه ويحظى به استفاد من مباهج الحياة ومسار العيش والنعم التى من بين يديه ومن خلفه. والأصل الأصيل فى طلب السرور قوة الاحتمال فلا يهاز من الزوابع ولا يتحرك للحوادث ولا ينزعج للتوافه. وبحسب قوة القلب وصفاته تشرق النفس. إن خور الطبيعة وضعف المقاومة وجزع النفس رواحل للهموم والغموم والأحزان، فمن عود نفسه التصبر والتجلد هانت عليه المزعجات وخفت عليه الأزمات.
ومن أعداء السرور ضيق الأفق وضحالة النظرة والاهتمام بالنفس فحسب ونسيان العالم وما فيه والله قد وصف أعداءه بأنهم "أهمتهم أنفسهم، فكأن هؤلاء القاصرون يرون الكون فى داخلهم فلا يفكرون فى غيرهم ولا يعيشون لسواهم ولا يهتمون للآخرين إن على وعليك أن نتشاغل عن أنفسنا أحيانا ونبتعد عن ذواتنا أزمانا لننسى جراحنا وغمومنا وأحزاننا فنكسب أمرين: إسعاد أنفسنا وإسعاد الآخرين. من الأصول فى فن السرور: أن تلجم تفكيرك وتعصمه فلا يتفلت ولا يهرب ولا يطيش فإن تركت تفكيرك وشأنه جمح وطفح وأعاد عليك ملف الأحزان وقرأ عليك كتاب المآسى منذ ولدتك أمك. إن التفكير إذا شرد أعاد لك الماضى الجريح والمستقبل المخيف، فزلزل أركانك وهز كيانك وأحرق مشاعرك فاخطمه بخطام التوجه الجاد المركز على العمل المثمر المفيد "وتوكل على الحى الذى لا يموت".