ممكن قبلة
قبلة تدخل الجنة
هذه الكلمة ليست للإنشاء أو التعـبير
أو بريق العناوين
إنها فعلاً طريقاً
إلى الجــــنة......
أنت حينما تدخل بيتك و ترى في وسطه عجوز
قد كسى الشيب رأسها
و أحنى الدهـر ظهرها و إذبلت الأيام عينيها
و حفر الدهر آثاره على قسمات وجهها
و شرايين يديها منهدة القوى ضعيفة تأنس
برؤيتك و تسر لحديثك
تفرح لفرحك و يضيق صدرها لحزنك
تنتظر إطلالتك
لا أمل لها في هذه الدنيا سوى أن تراك سعيداً
يتصدع قلبها عند مرضك و ينقبض لتأخرك
أعطتك حنانها وحبها وهبتك الحياة أهلكت جسدها
من أجلك حتى كسى الله
تلك العظام باللحم و جسدك بالطاقه فإشتد عودك
و أصبحت رجلاً يافعاً قوياً أو إمرأة ناضجة فأصبحت أب
و أصبحتي أماً و بدأت مسيرتك من جديد مع أولادك تتعبين
من أجلهم و تشقين لراحتهم
تتعذبين في سبيل إسعادهم تحترقين من أجل إرضائهم
نعم ها قد كبر الأولاد و لكن إنظر إلى نفسك الآن في المرآه
و الشيب قد كسى شعرك و الدهر قد أحنى ظهرك
و أنت جالس تنتظر
أن يطل عليك أحدهم أو يزورك فيدخل عليك
فجأة إبنك البار
فيبتهج قلبك و تنعش روحك و تشرق روحك بين جوانحك
فيجلس بقربك و يتناول رأسك برفقٍ و حنان و يقبله
يالله ياله من مشهد رأئع حينما تنتشر رحمة ربك
و تفيض تلك المشاعر
من بين زخات القبل و نبضات القلوب لا شك
أن المنظر قد أعجبك
و المشهد قد إستهواك
إذن لماذا تبخل على والديك بهذه القبلة
إخواني
أخواتي
إن لوالدينا أفضالٌ علينا وليس هناك أقل و أبسط من هذه القبلة
نعبر بها لهما عن أفضالهما علينا
و لا ننسى أن التوفيق في هذه الحياة
لا يكون ولا نحصل عليه إلا برضى الوالدين
و لنتذكر دائماً قول الله سبحانه و تعالى :
( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً )