أكّد العديد من خبراء الصحة أن تسمية الجنس الضعيف تليق أكثر بالرجال منها بالنساء؛ إذ إنهم -فيما يتعلق بالصحة- يُعتبرون الأضعف بشكل ملحوظ؛ حيث إنهم أكثر عُرضة للإصابة بالسرطان، وهم الأكثر تعرّضاً للوفاة بسببه، كما أن نسبة الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية والسمنة أعلى بين الرجال.
وحتى إذا تعلّق الأمر بالسعادة، فالنساء يظهرن في المقدّمة، ويكفي مجرد النظر في معدّلات الانتحار لمعرفة هذه الحقيقة.
ويبدو جلياً أن العديد من الأمراض التي تصيب الرجال ترجع في الحقيقة إلى نمط الحياة غير الصحي الذي يعيشونه؛ مثل إكثارهم من التدخين والتغذية السيئة مع قلة التمارين. كما أشاروا إلى أن الرجال مهملون في طلب المساعدة الطبية حتى لو كانوا بحاجة إليها؛ إذ إن الرجال يزورون الأطباء أقلّ كثيراً من النساء؛ حتى مع خصم الزيارات التي تحتاجها النساء للعناية بالحمل.
وتُعدّ الأزمات القلبية والسكتات الدماغية الأكثر قتلاً للرجال؛ إذ تقتل 300 شخص من كل 100 ألف رجل، مقارنة بـ190 من كل 100 ألف امرأة، ويأتي السرطان في المرتبة الثانية؛ إذ تشير الإحصاءات إلى أن الرجال أكثر عُرضة للموت بحوالي 70%؛ بسبب السرطان الذي يصيب الجنسين من النساء، كما أنهم أكثر عرضة للإصابة بالسرطان من النساء، بنسبة 60%، وتأتي أمراض الجهاز التنفسي في المرتبة الثالثة، يليها مباشرة الخَرَف وأمراض الكبد.
الرجال هم الأكثر عُرضة أيضاً لإنهاء حياتهم عبر العنف؛ سواء عن غير قصد عبر حوادث الطرق أو بقصد عبر عمليات الانتحار، وبرغم من أن معدلات محاولات الانتحار لا تختلف بين الجنسين؛ فإن الرجال أكثر نجاحاً من النساء في مثل هذه المحاولات، وتبلغ نسبة الرجال 76% من بين الأشخاص الذين نجحوا في قتل أنفسهم من الجنسين.
كما أكّد الباحثون أن ظاهرة الموت المبكر للرجال تنطوي أيضاً على بُعد اجتماعي مهم جداً، يحتاج إلى المزيد من الدراسة؛ فالظاهرة تتعدى فعلاً إهمال الرجال في طلب الرعاية الصحية، ويرى الباحثون أن هذا البُعد الاجتماعي يتضمن عناصر مثل إدمان الرجال للعمل بمعدلات أعلى من النساء، والخوف من فُقدان الوظيفة وما ينطوي عليه من شعور بالعجز، كما أن ميل الرجال لكبت مشاعرهم ورفض الحديث عن مشكلاتهم يساهم في تعقيد الأمور، وفي هذه الحالة يرى الأطباء أن الرجال أمامهم عدة أشياء يُمكنهم بها تحسين نوعية الحياة، ومنها أداء التمارين الرياضية