الفرق بين : زواج المسيار .. وزواج المتعة .. والزواج العرفي
التعريف :
ــــــــــــــــ
1 ـ زواج المسيار : هو: أن يعقد الرجل زواجه على امرأة عقدًا شرعيًا مستوفي الأركان . لكن المرأة تتنازل عن السكن والنفقة .
2 ـ زواج المتعة :هو أن يتزوج الرجل المرأة بشيء من المال مدة معينة ، ينتهي النكاح بانتهائها من غير طلاق . وليس فيه وجوب نفقة ولا سُكنى . ولا توارث يجري بينهما إن مات أحدهما قبل انتهاء مدة النكاح .
3 ـ الزواج العرفي :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
أ - باطل ؛ وهو أن يكتب الرجل بينه وبين المرأة ورقة يُقر فيها أنها زوجته ، ويقوم اثنان بالشهادة عليها ، وتكون من نسختين ؛ واحدة للرجل وواحدة للمرأة ، ويعطيها شيئًا من المال ، وهذا النوع باطل ؛ لأنه يفتقد للولي ، ولقيامه على السرية وعدم الإعلان .
ب - شرعي ؛ وهو أن يكون كالزواج العادي ؛ لكنه لا يُقيد رسميًا عند الجهاتالمختصة ! وبعض العلماء يُحرمه بسبب عدم تقييده عند الجهات المختصة ؛ لما ما يترتب عليه مشاكل لا تخفى بسبب ذلك .
أوجه المشابهة بين الزواج العرفيالموافق للشريعة - وزواج المسيار :
1 ـ العقد في كلا الزواجين قد استكمل جميع الأركان والشروط المتفق عليها عند الفقهاء، والمتوفرة في النكاح الشرعي ، من حيث الإيجاب والقبول والشهود والولي.
2 ـ والتوارث بينهما ، ويترتب عليهما من الحرمات ما يترتب على الزواج الشرعي.
3 ـ كلا الزواجين متشابهين في كثير من الأسباب التي أدت إلى ظهورهما بهذا الشكل ، من غلاء المهور، وكثرة العوانس ، والمطلقات ، وعدم رغبة الزوجة الأولى في الزواج الثاني لزوجها ، ورغبة الرجل في المتعة بأكثر من امرأة ، وخوف الرجل على كيان أسرته الأولى... وغيرها.
4 ـ كلا الزواجين يغلب عليهما السرية عن عائلة الزوج !
ويختلفان في النقاط التالية :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ زواج المسيار يوثق في الدوائر الحكومية ، ولكن الزواج العرفي لا يوثق أبداً.
2 ـ في الزواج العرفي تترتب عليه جميع آثاره الشرعية بما فيها حق النفقة والمبيت ، ولكن في زواج المسيار يُتفق على إسقاط حق النفقة والمبيت.
أوجه الفرق بين زواج المسيار وزواج المتعة:
1 ـ المتعة مؤقتة بزمن ، بخلاف المسيار ، فهو غير مؤقت ولا تنفك عقدته إلا بالطلاق.
2 ـ لا يترتب على المتعة أي أثر من آثار الزواج الشرعي ، من وجوب نفقة وسكنى وطلاق وعدة وتوارث ، اللهم إلا إثبات النسب ، بخلاف المسيار الذي يترتب عليه كل الآثارالسابقة ، اللهم إلا عدم وجوب النفقة والسكنى والمبيت.
3 ـ المتفق عليها ، بخلاف المسيار.
4 ـ أن الولي والشهود ليسوا شروطاً في زواج المتعة ، بخلاف المسيار فإن الشهود والولي شرط في صحته .
5 ـ أن للمتمتع في نكاح المتعة التمتع بأي عدد من النساء شاء ، بخلاف المسيار ؛ فليس للرجل إلا التعدد المشروع ، وهو أربع نساء حتى ولو تزوجهن كلهن عن طريق المسيار.
فتوى في زواج المسيار :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا حرج في ذلك إذا استوفى العقد الشروط المعتبرة شرعاً ، وهي وجود الولي ورضا الزوجين : وحضورشاهدي عدل على إجراء العقد ، وسلامة الزوجين من الموانع ، لعموم قول النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : " أحق ما أوفيتم من الشروط أن توفوا به ما استحللتم به الفروج ". وقوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : " المسلمون على شروطهم " فإن اتفق الزوجان على أن المرأة تبقى عند أهلها ، أو على أن القسْم يكون لها نهاراً لا ليلاً ، أو في أيام معينة أو ليالي معينة ، فلا بأس بذلك بشرط إعلان النكاح وعدم إخفائه .
من خلال تأمل أقوال من أباح زواج المسيار من العلماء نجد أنهم استدلوا على رأيهم هذا بعدة أدلة من أهمها:
1 ـ أن هذا الزواج مستكمل لجميع أركانه وشروطه ، ففيه الإيجاب والقبول والتراضي بين الطرفين ، والولي ، والمهر، والشهود .
2 ـ ثبت في السنة أن أم المؤمنين سودة – رضي الله عنها – وهبت يومها من رسول اللهصلى الله عليه وسلم إلى أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها - . فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم لعائشة يومين : يومه ا ، ويوم سودة[1]. .
ووجه الاستدلال من الحديث: أن سودة بنت زمعة رضي الله عنها عندما وهبت يومها لعائشة رضي الله عنها وقبول الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك ، دل على أن من حق الزوجة أن تُسقط حقها الذي جعله الشارع لها كالمبيت والنفقة ، ولو لم يكن جائزاً لما قبل الرسول صلى الله عليه وآله صحبه وسلم إسقاط سودة - رضي الله عنها - ليومها.
3 ـ أن في هذا النوع من النكاح مصالح كثيرة ، فهو يُشبع غريزة الفطرة عند المرأة ، وقد تُرزق منه بالولد ، وهو بدون شك يقلل من العوانس اللاتي فاتهن قطار الزواج ، وكذلك المطلقات والأرامل.
ويعفُ كثيرًا من الرجال الذين لا يستطيعون تكاليف الزواج العادي المرهقة.
( زواج المتعة محرم عند أهل السنة والجماعة ، حلال في المذاهب الشيعية ) والله أعلم