فتاة من وراء القضبان
تقول هذه الفتاة عن نفسها : أنا فتاة أبلغ من العمر 23سنة أحمل مؤهلاً جامعياً في البلاغة والأدب , أكتب لأخواتي الفتيات تجربتي من ظلام السجن الدامس فقصتي مؤلمة وشكواي مبكية فأنا أكتب وقلبي يتمزق ألماً وحسرةً وندماً مما أقدمت عليه يداي من خطأ وزلل فقد وقعت ضحية الصديقة السيئة التي أوقعتني في بحر الشهوة المتلاطم بالغفلة والبعد عن طاعة الله على غفلة من والداي فقد كان أبي غافلاً منشغلاً بأعماله التجارية وأمي بعيدة كل البعد عني ولايعنيها شيء من شأني حتى بالابتسامة الصادقة والكلمة الحانية بخلت بها ولكن قدر الله وما شاء فعل .
أنا فتاة لا أحب الأوامر والقيود ولهذا عشت آخر أيامي الجامعية حياة مليئة بالمغامرات والمفاجآت التي أوردتني المآسي الأحزان فمن يصدق أن أتعرف على شباب أجانب عني وأحمل في مفكرتي أرقام هواتف جوالاتهم مع أني طالبة مجدة ومتفوقة ,
تعرفت على مجموعة شباب عن طريق صديقتي وكانت في البداية مرحلة تسلية وقضاء الوقت لكن بمرور الأيام تطور الأمر إلى ماهو أكبر من التعرف وهو ( اللقاء الجماعي ).
وقد هالني جداً الترتيب والتنظيم لهذه اللقاءات لذلك بدأ الخوف والقلق يحيط بي من كل حدب وصوب , لكن هي البداية التي قتلت بها نفسي ولكم أن تتخيلوا حالتي تحت فقدان التوجيه من الوالدين , حتى فرحة نجاحي وتخرجي من الجامعة أقمتها مع شلتي الحقيرة فقد كنت أحس وأظن بأنني محبوبة بينهم فأنا الخامسة بين أربع فتيات وأربعة شباب وكانوا حريصين جداً على حضوري في أيام الاجتماع الشهري , لكن ساءت حالتي واسودت الدنيا في وجهي بعد أن وقعت في جريمة الزنا تحت ضغط الشهوة وعنفوان الشباب وضعف الإيمان وقلة التوجيه ..
ولما رجعت للمنزل بكيت وحافظت على الصلاة وقررت مقاطعة تلك الفتيات بأكملهن , ثم اتصلت بي صديقتي تخبرني بإشتياق الشلة لي ثم طلبت مني الحضور للحفلة القادمة لأنها ستتزوج بعدها فسألتها عن حضور الشباب فقالت لي : لا ومستحيل جداً بل هو مقصور على البنات والمتخرجات من الجامعة فوافقت وحضرت تلبية لرغبتها وبعد ساعة تقريباً إذ بالشباب يحضرون فرفضت الجلوس وقررت المغادرة وعلى وجه السرعة لكن وتحت نظرات الشاب وضحكته وإشاراته ضعفت لاسيما بعد أن طلب مني الجلوس ولو لدقائق فوافقت تحت ذكرى الماضي !
يالله !! ... أصوات في الخارج تطالب بالاستسلام وعدم الخروج والمقاومة مع أصوات سيارات الأمن ليدخل رجال الأمن وقبضوا علينا جميعاً وحكم عليّ القاضي بالسجن ثلاثة أشهر مقابل اندفاعي وراء الشهوات وهتك الحرمات على حساب الدين والعرض فلقد ألقيت بشرفي في مهاوي الردى وأكثر مايكون ذلك بطوعي واختياري سامحني الله !!
لقد خدعني الشباب بوعودهم البرّاقة وكلامهم المعسول ورومانسيتهم الكاذبة وهذه رسالة اكتبها بدمعي ودمي من جراء الانسياق خلف المغامرات الشبابية وأن حسرتها أقسى من نشوة لذتها .
وأقول هذه هي النهاية الحتمية لمن تتخبط في طريق الشيطان فأنى لها أن تصل لبر الأمان وقد سلكت طريقاً خطأً أسأل الله الهداية لشباب وفتيات المسلمين
كتاب :دموع السجينات