واعلمي يا فتاة الإسلام أن مما يرضاه الله ويحبه رسوله في
حجابك أن يكون مشتملا على شروط معينة لا يتحقق إلا بها وهي كالآتي:
أولاً: أن يكون الحجاب ساترا لجميع البدن، بما
في ذلك الوجه، لأنه أعظم فتنة في المرأة، ولأنه مكان جمال المرأة ومجمع
محاسنها، قال تعالى: (يدنين عليهن من جلابيبهن)
الأحزاب:59 والجلباب: هو الثوب السابغ الذي يستر البدن كله. ومعنى الإدناء:
هو الإرخاء والسدل، فيكون الحجاب الشرعي: ما ستر جميع البدن.
وإن
المتأمل لحال بعض النساء يجد أنهن مع كل أسف يخرجن إلى الأسواق سافرات
كاشفات، يرقبن تلك الحظه التي يخرجن فيها من المنزل ليرمين عن كاهلهن ثياب
استر والحشمة، ويكشفن عن ثوب الحياء، فيخرجن نحورهن وسواعدهن وأرجلهن، مع
ما يحيط بها من أجواء ملبدة بتلك العطورات الفواحة.
فلا أدري ما
الذي أبقينه من الحياء الذي هو زينة المرأة وجمالها الحقيقي؟ ثم ماذا عملت
يا أخية لتلك اليد الماكرة التي امتدت إلى ثوبك لتشرحه وتقصره تدريجيا؟!
قال
صلى الله عليه وسلم: (صنفان من أهل النار لم أرهما ..
وذكر: ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات ، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة،
لا يدخلن ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة وكذا) رواه
مسلم.
ثانياً : أن يكون كثيفا غير
شفاف، لأن الغرض من الحجاب الستر فإذا لم يكن سائرا لا يسمى حجاباً، لأنه
لا يمنع الرؤية ولا يحجب النظر .
ثالثاً :
ألا يكون زينة في نفسه، أو مبهرجا ذا ألوان جذابة يلفت الأنظار، لقوله
تعالى: (ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها)
النور: 31 ، ومعنى ما ظهر منها:- والله أعلم - أي بدون قصد ولا تعمد مع
تعاهد ستره ومنع انكشافه، فإن كان في ذاته زينة فلا يجوز ارتدائه، ولا يسمى
حجاباً، لأن الحجاب هو الذي يمنع ظهور الزينة للأجانب.
رابعاً: أن يكون واسعا غير ضيق، ولا يشف عن
البدن ولا يجسمه ولا يظهر أماكن الفتنة.
يا
فتاة الإسلام …..
لقد امتدت أياد خبيثة إلى حجابك الشريف،
وتحت ستار التقدم والحرية عملت تلك الأيادي على نزع وقار الحشمة ورمز
العفاف وعنوان الإسلام، وبصورة تدريجية . فما يزال الحجاب والثوب والعباءة
تنحسر تدريجياً، وتتقلص عند بعض الفتيات اللاتي وقعن ضحية التهريج الإعلامي
الذي يبثه أعداؤنا، وضحية التقليد الأعمى لكل من هب ودب، ممن لم يلبسن
الحجاب - تدينا واحتسابا، ولكن لبسنه مجاملة لأعراف المجتمع وعوائده ..
فحذار - أخيتي الكريمة - أن تكوني من هؤلاء .
وما يزال خبثهم
يتتابع، وموضاتهم تتوالى، فما زلنا نرى تلك الخمر ذات الشريط الشفاف حول
العينين، وغيرها كثير. وما زلنا نرى بعض أنواع العباءات، أو ما يسمى بـ
(الكاب) وقد طرز بأنماط مختلفة من التطريز الملفت للنظر .. وما تزال أذهان
مصممي هذه الأردية تتفتق كل يوم عن جديد .. والله المستعان .
وسأنبئك
يا أخية - أن الهوة ستكبر ما دامت فتياتنا غافلات عما يكيده لنا الأعداء
.ويا للأسف أن تقع فتاة الإسلام في شراك هؤلاء المفسدين، وتكون حبيسة
فخاخهم، شعرت بذلك أ، لم تشعر، هذه هي الحقيقة ولو كانت علقما مرة.
فأفيقي يا فتاة الإسلام، يا حفيدة خديجة وعائشة،
واعلمي أن ما يحاك لك مؤامرة مراميها عظام، وإن كانت بدايتها بطيئة ولكن
نهايتها سحيقة، والشر لا يأتي دفعة واحدة، فليست الغاية نزع الحجاب فحسب،
وإنما إذ انزع الحجاب انكسر كأس الحياء، وانكفأ ماء الوجه وعندها تكون
الكارثة، خسارة في الدنيا والآخرة فانظري لما حولنا وحينئذ تدركين الحقيقة.
خامساً: ألا يكون الثوب معطرا، فيه إثارة
للرجال لقوله صلى الله عليه وسلم (إن المرأة إذا استعطرت
فمرت بالمجلس فهي كذا وكذا) يعني: زانية . رواه أبو داود وقال
الترمذي: حسن صحيح . وفي رواية النسائي: (أيما امرأة استعطرت فمرت بالقوم
ليجدوا ريحها فهي زانية) .
سادساً:
ألا يكون الثوب فيه تشبه بالرجال، للحديث: (لعن صلى
الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال)
رواه البخاري.
سابعاً: ألا يكون
اللباس أو الحجاب ملفتا للنظر بسبب شهرته أ, فخامته ا, غير ذلك لقوله صلى
الله عليه وسلم (من لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه الله
ثوب مذلة يوم القيامة ثم ألهب فيه ناراً) .