بذور العنب لعلاج السرطان
هذه الثمار ذكرها الله في كتابه المجيد، وقد جاء العلم ليكتشف بعض الفوائد الطبية لها، ومنها قدرتها على شفاء سرطان الدم....
ما أنزل الله من داء إلا وأنزل له الشفاء... هذا ما أخبر به الحبيب صلى الله عليه وسلم، وعندما بحث العلماء عن وسائل للعلاج وجدوا أن الطبيعة تزخر بمثل هذه الوسائل، ولذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم جاء بحقيقة علمية لم تنكشف إلا حديثاً، وهي أن الطبيعة مصدر الشفاء، وهو ما يؤكده العلماء اليوم.
ومن أهم أنواع الفاكهة المستخدمة كغذاء وشفاء "العنب" .... هذه الفاكهة ذكرها الله في كتابه المجيد، وهي غذاء أهل الجنة، والله تعالى لا يختار غذاء لأهل الجنة إلا لحكمة عظيمة، وليعطينا إشارة إلى أهمية هذه الثمرة، يقول تعالى: (فَأَنْشَأْنَا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ) [المؤمنون: 19]. حتى بذور العنب فيها فوائد عظيمة لعلاج أخطر الأمراض وهو السرطان!
فقد أثبت منتج مشتق من بذور العنب فعاليته في إجبار خلايا اللوكيميا (سرطان الدم) على الانتحار والقضاء عليها، ويؤكد الخبراء أن التجارب المعملية أثبتت قدرة المنتج، والمتوفر تجارياً، في القضاء على 76 في المائة من الخلايا السرطانية، وبعد 24 ساعة من تعريضها له، وذلك عبر عملية التدمير الذاتي المعروفة علمياً بـ Apoptosis دون المساس بالخلايا السليمة.
وقال البروفيسور أكسيانجلين شي، من جامعة كنتاكي، الذي قاد الدراسة: "ما يصبو إليه الجميع هو أداة لها تأثير يقتصر على الخلايا السرطانية دون الصحيحة، والتجربة تبين أن مواد مشتقة من بذور العنب يقع ضمن هذه الفئة."
وتحوي بذور العنب عدداً من الكيمائيات النباتية المقاومة للتأكسد، منها Resveratrol المعروفة بخصائصها المضادة للسرطان، ويعتقد الباحثون أن الكشف قد يفتح الباب أمام علاجات واعدة جديدة لسرطان الدم، الذي لم تحدد، حتى اللحظة، الأسباب الكامنة وراء الإصابة به، إلا أن العلماء والباحثون يشكون في احتمالية وجود عوامل متعددة، فيروسية جينية بيئية ومناعية، تدخل في الإصابة بهذا المرض.
وعرَّض هذا العالم خلايا اللوكيميا إلى جرعات متفاوتة من مشتقات بذور العنب، فأثبتت الجرعات العالية منه تأثيراً واضحاً في دفع أعداد كبيرة من الخلايا السرطانية للانتحار. ويشار إلى أن نظام الانتحار المبرمج للخلايا، أو "أبوتوسيس" هو طريقة طبيعية للتخلص من الخلايا المدمّرة أو تلك التي قد تكون عرضة لخطر السرطنة، وعند انهيار الآلية المشغلة للتدمير الذاتي، تبدأ الخلايا السرطانية في التكاثر.
ووجد الباحثون أن المنتج المشتق من بذور العنب ينشط بقوة بروتين JNK، المساعد في تنظيم عملية التدمير الذاتي. وحذر الباحثون من أن الوقت مبكر للغاية للتوصية بأكل العنب أو تناول مشتقات بذوره للحماية من الإصابة بالسرطان.
أثبتت أبحاث مخبرية سابقة أن لبذور العنب خصائص فعالة في التصدي للخلايا السرطانية في الجلد، والثدي، والأمعاء، والرئة والمعدة والبروستاتا، إلا أنه لم يسبق إجراء اختبارات لفعاليته في مقاومة سرطان الدم. ولكن المشاهدات والتجارب الخاصة تؤكد وجود فوائد لا تُحصى للعنب وبذوره وأوراقه وعصيره.
وفي الطب الشعبي المجرَّب لآلاف السنين، فإن العنب هو الغذاء الأمثل لتنشيط الخلايا وبخاصة خلايا الدماغ، وهو غذاء جيد للقلب، ويعتبر العنب من أهم مصادر الطاقة للعضلات والخلايا. ويمكن القول: إن ذكر هذه الفاكهة في القرآن دليل على أنه منزل من عند العليم الخبير. فالنبي صلى الله عليه وسلم، لو لم يكن نبياً مرسلاً، لما كان بحاجة لذكر هذه الأغذية في القرآن، لأنها لا تقدم شيئاً لدعوته، ولو كان يفتري على الله الكذب –كما يقول المشككون- لذكر قصصه وقصص أزواجه وملأ القرآن بالتمجيد والتعظيم لشأنه ومكانته! ولكن الذي يتأمل القرآن لا يجد شيئاً من هذا القبيل.
وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على أن الله تعالى الذي هو أعلم بعباده وأعلم بشفائهم وبأمراضهم، ذكر هذه الفاكهة وغيرها لتكون هذه الآيات إشارة لطيفة إلى أهمية هذه الفواكه، والتي يكتشف العلماء فوائدها يوماً بعد يوم. لنتأمل هذه الآيات الكريمة ونحمد الله تعالى على هذه النعم: (وَآَيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ * وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ * لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ) [يس: 33-35]. يا رب لك الحمد على كل نعمة أنعمتها، ولك الحمد حتى ترضى، والحمد لله رب العالمين.