=========
في العشرين من رمضان من العام الثامن من الهجرة استطاع المسلمون فتح مكة وضمها إلى دولتهم الإسلامية
وسميت تلك الغزوة بـغزوة الفتح وتسمى أيضا بـعام الفتح
وسبب الغزوة هو أن قبيلة قريش انتهكت الهدنة التي كانت بينها وبين المسلمين وذلك بإعانتها لحلفائها من بني الدئل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة في الإغارة على قبيلة خزاعة الذين هم حلفاء المسلمين
فنقضت بذلك عهدها مع المسلمين الذي سمي بصلح الحديبية
وردا على ذلك جهز رسول الله صلي الله عليه وسلم جيشا قوامه عشرة آلاف مقاتل لفتح مكة
وتحرك الجيش حتى وصل مكة فدخلها سلما بدون قتال
ولما نزل رسول الله صلي الله عليه وسلم بمكة واطمأن الناس
جاء الكعبة فطاف بها وجعل يطعن الأصنام التي كانت حولها ويقول
(( وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ))
(( قل جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد ))
ورأى في الكعبة الصور والتماثيل فأمر بها فكسرت
ولما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم طوافه يوم الفتح على الراحلة نزل فأخرجت الراحلة من المسجد الحرام فركع ركعتين ثم انصرف إلى زمزم فاطلع فيها
وكان يود أن ينزع بيده لكنه انصرف إلى ناحية المسجد قريبا من مقام إبراهيم
وكان المقام لاصقا بالكعبة المشرفة فأخره رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا بسجل من ماء فشرب وتوضأ والمسلمون يبتدرون وضوءه ويصبونه على وجوههم
والمشركون ينظرون إليهم ويتعجبون ويقولون ما رأينا ملكا قط بلغ هذا ولا سمعنا
وطاف النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح بالبيت يوم الجمعة لعشر بقين من رمضان
وأراد فضالة بن عمير بن الملوح الليثي قتل النبي صلى الله عليه وسلم فلما دنا منه قال «أفضالة ؟؟
قال نعم يا رسول الله
قال ماذا كنت تحدث نفسك ؟؟
قال لا شيء كنت أذكر الله
فضحك النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال أستغفر الله
ثم وضع يده على صدره فسكن قلبه
فكان يقول والله ما رفع يده عن صدري حتى ما خلق الله شيئا أحب إلي منه»
بعدها دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم الكعبة المشرفة وأمر بلالا أن يؤذن وكان قد دخل معه
وكان أبو سفيان بن حرب وعتاب بن أسيد والحارث بن هشام جلوسا بفناء الكعبة
فقال عتاب أكرم الله أسيدا أن لا يكون سمع هذا فيسمع منه ما يغيظه
فقال الحارث أما والله لو أعلم أنه محق لاتبعته
وقال أبو سفيان لا أقول شيئا
لو تكلمت لأخبرته عني هذه الحصاة
فخرج عليهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال «لقد علمت الذي قلتم»
ثم ذكر لهم ذلك
فقال الحارث وعتاب نشهد أنك رسول الله
والله ما اطلع على هذا أحد كان معنا فنقول أخبرك
وقد بلغت مساحة المسجد الحرام في عهد النبي صلى الله عليه وسلم 1490مترا مربعا