أيُّها القلب:
اجعل خفقاتك تسبيحًا، ونبضاتك تكبيرًا واستغفارًا، حوِّل وجهتك إلى مولاك وبارئك، ابتعد عن وجهه الشَّيطان، إنَّه لا يريد بك إلى شرًّا وحزنًا، وألمًا وغمًّا وكمدًا وهمًّا وحسرةً وندامةً، إنَّ له هدفًا يسعى جاهدًا لتحقيقة، إنَّ الشَّيطان قد أقسم بعزة الله ليغوينك {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} [ص: 82]، انظر إلى هذه الحرب الّتي أعلنها عليك عدوك صريحةً، حربٌ لا تحتمل التَّفكير ولا المراجعة.
أيُّها القلب الصَّديق الحبيب
مازال الطَّريق أمامك، وما زال فيك نبض من حياةٍ، ومازال بك شعور وإحساس، فاستغفر ربِّك من حياتك السَّابقة، واستعد لعمل الخيرات في حياتك القادمة، وتذكر مغفرة الله ورحمته، وإحسانه، وفضله، وعفوه وكرمه، وجوده وعطائه، وسخائه، وبادر إلى الأعمال الطَّيِّبة، ولا تنس قول الرَّسول الكريم: «كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التَّوابون» [رواه التِّرمذي 2499 وحسَّنه الألباني].
جعلك الله من القلوب الّتي تلين وتخشع بذكر الله، وتعود إلى الحق، إنَّه وليُّ ذلك والقادر عليه.