: إذا أراد الله بعبد خيرًا ألهمه الطاعة، وألزمه القناعة، وفقّههُ في الدّين، وعضده باليقين، فاكتفى بالكفاف، واكتسى بالعفاف.
وإذا أراد به شرًّا حَبّب إليه المال، وبسط منه الآمال، وشغله بدنياه، ووكله إلى هواه، فركب الفساد وظَلَم (هذا العبدُ) العِباد.
والثقة بالله أزكى أمل، والتوكل عليه أوفى عمل، من أطاع هواه، باع دِينه بدنياه.
ومن رضي بقضاء الله لم يسخطه أحد، ومن قنع بعطائه لم يدخله حسد.
وخير الناس من أخرج الحِرص مِن قلبه، وعصى هواه في طاعة ربّه.
ومن لَزِم الطمع، عُدم الورع، وإذا ذهب الحياء حَلّ البلاء، وأفضل الناس مَن لم تُفسد الشهوة دينه.
ومِنْ جَهْلِ المرءِ أن يعصي ربّه في طاعة هواه، ويهينَ نفسه في إكرام دنياه.
إياك والحسد فإنه يفسد الدين، ويُضعف اليقين، ويُذهب المروءة