وقفـــــة:
الذي يتأمل أحوال كثير من الناس في هذا الزمان يرى العجب العجاب
وكأنهم لم يخلقوا للعبادة وإنما خلقوا للدنيا
وشهواتها فإنهم إن فكَّروا فللدنيا
وإن أحبوا فللدنيا وإن عملوا فللدنيا فيها يتخاصمون
وبسببها يتركون كثيراً من أوامر ربهم
قال تعالى: {ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} [الحجر:3]
وقال علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه: أخوف ما أخاف عليكم
اِتباع الهوى وطول الأمل
فأما إِتباع الهوى فإنه يصدُّ عن الحق وأما طول الأمل فإنه ينسي الآخرة
وكان يقول: إرتحلت الدنيا مدبرة وإرتحلت الآخرة مقبلة
ولكل واحدة منهما بنون
فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا
فإن اليوم عملٌ ولا حساب وغداً حسابٌ ولا عمل
ويقول ابن القيم رحمه الله: ما مضى من الدنيا أحلام
وما بقي منها أماني والوقت ضائع بينهما
أسأل الله جلا وعلا أن يجعل الدنيا في أيدينا وألا يجعلها في قلوبنا
وأن يرزقنا وإياكم الحرص للتزود للدار الآخرة