وان تطيعوه تهتدوا
بينما وانا اقرأ فى كتاب البداية والنهاية للعلامة الحافظ بن كثير رحمه الله عن سيرة النبى صلى الله عليه وسلم ويحكى خبر السيدة حليمة السعدية التى تقول اتيت من ديار بنى سعد انا وصواحبى ناخذ اطفال مكة لنرضعهم
ذهب كل واحدة لدار عبدالمطلب فتعلم ان الطفل الموجود يتيم فيتركونه لانه يتيم الاب وما عسى ان يفعل الجد مع مرضعته فكل مرضعة تبحث عن طفل له اب يغدق عليها المنح والعطايا فرجعت كل مرضعة برضيع لها الا حليمة فلم يكن امامها الا هذا الطفل اليتيم بعد ان رفضته قبل ذلك تحفظ به ماء وجهها امام زميلاتها
جاءت حليمة الى مكة بحمارها الذى يسير ببطء وثديها الذى جف من اللبن فلما اخذت رضيعها والقمته ثديها اذا باللبن يجرى ويتدفق فى ثديها واذا بحمارها الهزيل البطئ يلحق بصواحبها فيقول لها زوجها ياحليمة لا ارى الا انك اخذتى نسمة مباركة من مكة وتقول لها صواحبها ما الذى جرى ياحليمة اليس هذا حمارك فترد عليهن بلى هو حمارى
ولو ان المرضعات يعلمن شأن هذا الرضيع لتنافسن عليه للفوز به
ونكمل الحديث مع حليمة تروى لنا خبرها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتقول كانت ديار بنى سعد قد اصابها القحط والغنم التى تخرج فى الصباح هزيلة تعود كما خرجت لقلة المرعى اما غنمها هى فتعود مملوءة باللبن ببركة هذا الرضيع اليتيم وديار بنى سعد تعود اليها الحياة
انتهى حديث حليمة عن رضيعها ونسال انفسنا سؤالا ماذا لو اخذنا بهدى النبى الان ام اننا ننظر الى تحت اقدامنا فقط الم يقل الله تعالى (وا تطيعوه تهتدوا وما على الرسول الا البلاغ المبين)
الم يكن النبى صلى الله عليه وسلم صادقا حين لاهل مكة قولوا لااله الا الله تفلحوا قولوا لا اله الا الله تملكوا بها وتدين لكم بها العجم
ما احوجنا الى نهتدى بهدى الرسول الامين حتى يتغير حالنا الى الافضل والمسلمون تتقاذفهم الامواج من كل مكان
فاللهم بالصلاة على محمد فرج همومنا وانصرنا على اعدائنا