لكل تجمعٍ كبير صفات مشتركة، هذه الأمة التي كبرت، وقويت، وسيطرت، وطغت، وبغت... لها أجل، وهذه الأمة الخيرة التي آمنت بمنهج السماء، وارتقت في مدارج الإحسان... لها أجل، أيضاً،
﴿ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ﴾
الله عز وجل ضرب مثلاً للأمم الطاغية، المتجبرة، المستكبرة، التي تظلم العباد وتسفك الدماء، وتنتهك الأعراض، وتنهب الثروات، هذه الأمم المتجبرة، ضرب الله لنا مثلاً عنها قوم ( عاد ) فقال تعالى عنهم:
﴿ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ ﴾
تفوق في شتى المجالات، وقال عنها:
﴿ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً ﴾
تفوّق وغطرسة لا تحتمل، وقال عنها:
﴿ أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آَيَةً تَعْبَثُونَ ﴾
تفوق عمراني، وقال عنها:
﴿ وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ ﴾
تفوق صناعي، وقال عنها:
﴿ وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ ﴾
تفوق عسكري، وقال عنها:
﴿ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ ﴾
تفوق علمي ....تفوق عمراني، وصناعي بشكل أو بآخر، وعسكري، وعلمي، وغطرسة، بل تفوق في شتى الميادين.
لو أردنا أن نلخص حركة عاد في الحياة ؛ فهما كلمتان:
﴿ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ * فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ ﴾
لم يقل طغوا في بلدهم، بل في كل البلاد، ولم يقل أفسدوا بلدهم، بل أفسدوا في كل البلاد .
﴿ فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ، إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ