مع هذا الدعاء لا داعي للقلق
لأن الله تعالى سيتولى حلّ الصعوبات التي تعترض المؤمن
ولا داعي للاكتئاب لأن رب العالمين سبحانه سيعالج الأشياء
التي لا يرضى عنها المؤمن
ويجعله راضياً قانعاً بما قسم له الله من الرزق والقدر
لقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كل شيء في حياتنا اليومية
وعند النوم هنالك وضعية يجب على المؤمن أن يتقيد بها
وهي أن ينام على جنبه الأيمن
يقول الرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام: (إذا أتيت مضجعك
فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن ثم قل
: اللهم أسلمت وجهي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك
رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت
وبنبيِّك الذي أرسلت فإن مت من ليلتك فأنت على الفطرة
واجعلهن آخر ما تتكلم به) [رواه البخاري ومسلم].
في هذا الحديث عدة معجزات كشفت عنها الأبحاث العلمية حديثاً علمياً ونفسياً
هنالك فوائد عظيمة للوضوء
فكما نعلم عندما يأوي الإنسان إلى فراشه للنوم فإنه سيبقى عدة ساعات نائماً
وهذه الفترة مناسبة لنموّ وتكاثر مختلف أنواع الجراثيم التي
علقت في جسمه خلال اليوم لذلك فإن الوضوء يقوم بتنظيف معظم هذه الجراثيم
فائدة الاضطجاع أو النوم على الشق الأيمن
إن النوم على الجنب الأيمن يخفف ضغط الرئة على القلب
في هذا الحديث إعجاز نفسي أيضاً
فكما نعلم عندما يذهب الإنسان للنوم يكون محمَّلاً بأعباء نفسية طيلة يومه
كل هذه الأحداث سوف تتفاعل عند نومه
وقد تسبب له أحلاماً مزعجة أو عدم استقرار في النوم
لذلك جاء الهدي النبوي ليأمرنا بتفريغ الشحنات النفسية المزعجة
قبل النوم من خلال الالتجاء إلى الله تعالى والاعتراف بتسليم الأمر لله تعالى
وتأمل معي قوله عليه الصلاة والسلام: (وفوضت أمري إليك)
إنه تصريح من المؤمن واعتراف بتفويض
كل أمره وهمومه ومشاكله ومصاعبه إلى الله تعالى
فهل نطبق هذا الشفاء النبوي الذي لا يستغرق سوى بضع دقائق كل ليلة