عجــــــــــــــــــــــــــــبًا وعجـــــــــــــــــــــــــــــــبًا
عجبًا لتسلط المخلوقين على بعضهم البعض من اجتراء على المظالم
واحتقار للنفسيات والعواطف وإيثار الأنفس بثوب من الهوى
والظلم وتشعُّب الجفاء المعكر بين المسلمين
الأم يُسلَّط عليها أبناء لا يعرفون الرحمة ولا البر ولا التقدير
لما فقَدوا تدينهم وفشِلوا في إرضاء ربهم الذي أمرهم بالبرِّ وجعله مقرونًا بعبادته
فمن لم يعرف حدودَ الله وقداستَها فلن يعرف للبر قداسة ولا حدودًا
والزوجة يُسلَّط عليها رجل يُذِيقها
ألوان الذل والهوان مستغلاًّ ضعفها وقلة حيلتها
من فقرأو فقد لوالديها ظانًّا أنه امتلك أزِمَّتها
والوالدان قد يتسلَّطان على أبنائهم الصغار
بالضرب والإهانة فينشأ هذا الصغير
بعُقد نفسية مزعزعة لا تمحوها عشرات السنين بل تنعكس على حياتة
فينشأ مهزومًا بائسًا لا يحقق الخير لنفسه ولا لأمته
وزوجة غليظة عنيدة تُرِك لها المجال
تتصرَّف بطبيعتها المنتنة فجعلت من حياة
زوجها كدرًا وهمًّا يتنفس الصعداء حين يخرج من البيت
الذي لا يُعتَبر له مكانَ سكنٍ ولا راحة
بل منزل حرب تعلوه القذائف والرجوم
فصار يعكف على الجهال من أصحابه هربًا
والمدير يتسلَّط على موظَّفِيه فيشقيهم ظلمًا وقهرًا
فيحط من آخرين ويرفع من آخرين
لا وزن لهم فهو لا يملك الأمانة ولا يفقه من دينه ودنياه شيئًا
فيغرق ويغرق مَن حوله بالبؤس والكآبة وسوء الحال
والمرأة تتسلَّط على خادمةٍ لها فتحمِّلها
من العمل ما لا تطيق وتشدِّد عليها
فلا تخرج من عمل إلا تُكرِهها على آخروكأنها تعمل بالكهرباء بل وكأنها
مملوكة لها فضروب التشبع من راحتها
والإسراف في التزود من نعومتها على حساب الآخر
ورجل الأمن يتسلَّط على السجناء فيجعل من وظيفته
سيفًا عتيدًا يسلطه فيذيقهم ألوان العذاب
ولو سُلِّط عليه لعَلِم وطأته ولخارت قُوَاه ولكن
كما قيل: النار لا تحرق إلا قَدَمَ واطئها
لونٌ من الصرامة والقسوة والغلظة العاتية
وإخوة
أعداء الحرب سجال بينهم
قضايا ومحاكم لا تكاد تهدأ فالشقاق متصل
والأحقاد متواصلة وكلاهما يتربص بالآخر الدوائر ويذيقه الويلات
ليس لهم منهج راشد ولا رجل رشيد
هذه التربية الغليظة التي ساءت بيئتُها
وساد أجواءَها قحطُ الأخلاق الإيمانية
نشأ عنها أغلاطٌ خطيرة حتى سقط الإنسان من نزاهة الإيمان
وامتلأت المحاكم بالمظالم وكأن المطلوب منهم اعملوا ما شئتم
فليس هناك حساب ولا عقاب إنما يسيرون في الكون وَفْق أهوائهم
الإسلام دين الرحمة والعدل