دخل أبو دُلامة على المهدي فأنشده قصيدة , فقال له : سل حاجتك . فقال : يا أمير المؤمنين , هَب لي كلباً . فغضب المهدي وقال : أقول لك سَل حاجتك فتقول هب لي كلباً ؟! فقال : يا أمير المؤمنين , الحاجة لي أو لك ؟ فقال : بل لك . فقال : إني اسألك ان تهب لي كلب صيد . فأمر له بكلب . فقال يا أمير المؤمنين , هبني خرجت للصيد , أعدو على رجلي ؟! فامر له بدابة . فقال: يا امير المؤمنين , فمن يقوم عليها ؟! فامر له بغلام . فقال : يا أمير المؤمنين , هبني صدت صيداً واتيت به المنزل , فمن يطبخه ؟! فامر له بجاريه .فقال : يا امير المؤمنين , فهؤلاء أين يبيتون ؟! فأمر له بدار . فقال : يا أمير المؤمنين , قد صيرت في عنقي عيالاً , فمن أين لي ما يقوت هؤلاء ؟! قال المهدي : أعطوه جريب نخل , ثم قال : هل يقيت لك حاجة ؟ فقال : نعم , فأذن لي ان أقبّل يدك .
إجتمع جرير والفرزدق والأخطل في مجلس عبدالملك فأحضر بين يديه كيساً فيه خمسمائة دينار , وقال لهم : ليقل كلٌ منكم بيتاً في مدح نفسه , فأيكم غلب فله الكيس .
فبدأ الفرزدق وقال :
أنا القطرانُ والشعراءُ جربى
وفي القطرانِ للجربىَ شفاءُ
فقال الأخطل :
فإن تكُ زِقّ زاملةٍ فإني
أنا الطاعونُ ليس له دواءُ
فقال جرير :
أنا الموت الذي آتي عليكمُ
فليس لهاربٍ منّي نجاء
الشاعر المصري الإمام العبد، اشتهر بسرعة خاطره ولباقة نكاته.
وكان له صديق يدعى الشعر اسمه محمود يمازحه أحيانا ويبالغ في المزاح حتى حدود الوقاحة أحيانا.
في إحدى السهرات العائلية قال هذا الشاعر للإمام العبد:
كلما رأيتك تذكرت قصيدة المتنبي والبيت الرائع فيها:
لا تشتر العبد إلا والعصا معه *** إن العبيد لأنجاس مناكيد
..اجاب الشاعر...لكن هذا البيت في القصيدة عينها اشد روعة وهو:
ما كنت احسبني أحيا الى زمن *** يسيئني فيه كلب وهو محمود
روي ياقوت الحموي فقال: بلغني أن رجلا جاء الشافعي برقعة فيها:
ســل المفتــي المكـي مـن آل هاشـم
إذا اشتـد وجد بالفتى ماذا يصنع؟
فكتب الشافعي تحته...
يــداوي هــواه ثــم يكتـــم وجـــده
ويصبــر فـــي كــل الأمـور ويخضـــع
فأخذها صاحبها ثم ذهب بها ثم جاءه وقد كتب تحت بيته هذا البيت:
فكيف يداوي والهوى قاتل الفتى
وفـــي كـــل يـــوم غصــــة يتجـــرع
فكتب الشافعي :
فإن هو لـم يصبــر علــى مـــا اصابــه
فليــس لــه شيـئ سوى الموت انفع