| مواقف نادره في التاريخ البشري للفاروق عمر ابن الخطاب رضي الله عنه | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
منى سفينة عضو فعال
عدد المساهمات : 73 نقاط : 141 تاريخ التسجيل : 24/01/2011
| موضوع: مواقف نادره في التاريخ البشري للفاروق عمر ابن الخطاب رضي الله عنه السبت أكتوبر 19 2013, 02:26 | |
| الفاروق مُنـَظـِّرُ الثورة الفرنسية كما يراه خطيبها لافاييه
الحلقة الأولى:
بعد أن تحررت فرنسا من الظلم الذي خيم عليها عبر الحكومات التي كانت تضرب الشعب بالكرباج والحديد ، قامت الإحتفالات والأفراح بنجاح الثورة ، وعندما وضع قادة فرنسا بيانا لثورتهم، تفاجأ خطيب الثورة الفرنسية (لافاييه) ، بل صُدم عند قراءته البيان الأول للثورة وقرأ: "يولد الرجل حرا ولا يجوز استعباده". فرفع لافييه رأسه وقال: "أيها الملك العربي العظيم عمر بن الخطاب، أنت الذي حققت العدالة كما هي "...
كيف صار أمير المؤمنين عمر بن الخطاب منظرا للثورة الفرنسية؟ صار منظرا يوم أمر عمر بن الخطاب الشاب القبطي المسيحي بضرب ابن عمرو بن العاص حاكم مصر في حضرة كبار الصحابة وأمام أبيه عمرو بن العاص ، وقال قولته المشهورة: "اضرب ابن الأكرمين، متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا!!" .. أليس هذا بيانا للتعايش الحقيقي وإعلانا لحقوق الإنسان واحترام آدميته وإقرار مبدأ العدل والمساواة؟
صار عمر الفاروق منظرا للثورة للفرنسية باقتباسها مقولته الشهيرة، لكن قادة الثورة أخطأوا في النقل عندما حصروا الحرية في الرجل بينما الفاروق عمم الحرية على الناس ذكرانا كانوا أم إناثا، لأن من علم عمر ودرسه هو قرة عينه عليه الصلاة والسلام المبعوث رحمة للعالمين بدين الحق والحرية والعدل والمساواة!!
وعمر الفاروق صار أيضا منظرا لكل حاكم يحكم بالعدل، ولكل ثورة أو حركة أو هيئة تحاول تحقيق العدل والمساواة بين الناس، وذالك كما قال شاعر النيل في ملحمته الكبرى عن عمر، وفيها قصته مع زوجه (زوجته) أم كلثوم ابنة فاطمة الزهراء وابنة علي بن أبي طالب وقد كانت توفر من مصروفها وتقتر على نفسها لتشتري حلوى:
إن جاع في شدة قومٌ شركتهم **** في الجوع أو تنجلي عنهم غواشيها جوع الخليفة و الدنيا بقبضته **** في الزهد منزلة سبحان موليها فمن يباري أبا حفص و سيرته **** أو من يحاول للفاروق تشبيها يوم اشتهت زوجه الحلوى فقال لها **** من أين لي ثمن الحلوى فأشريها لا تمتطي شهوات النفس جامحة **** فكسرة الخبز عن حلواك تجزيها و هل يفي بيت مال المسلمين بما **** توحي إليك إذا طاوعت موحيها قالت لك الله إني لست أرزؤه **** مالا لحاجة نفـس كنـت أبغـيها لكن أجنب شيأ من وظيفتنا **** في كل يوم على حـال أسويـها حتى إذا ما ملكنا ما يكافئـها **** شـريتـها ثـم إنـي لا أثنـيها قال اذهبي و اعلمي إن كنت جاهلة **** أن القناعة تغني نفس كاسيها و أقبلت بعد خمس و هي حاملة **** دريهمات لتقضي من تشهيها فقال نبهت مني غافلا فدعي **** هذي الدراهم إذ لا حق لي فيها ويلي على عمر يرضى بموفية **** على الكفاف و ينهى مستزيدها ما زاد عن قوتنا فالمسلمين به **** أولى فقومي لبيت المال رديها كذاك أخلاقه كانت و ما عهدت **** بعـد النبـوة أخلاق تحـاكيها
| |
|
| |
منى سفينة عضو فعال
عدد المساهمات : 73 نقاط : 141 تاريخ التسجيل : 24/01/2011
| موضوع: رد: مواقف نادره في التاريخ البشري للفاروق عمر ابن الخطاب رضي الله عنه السبت أكتوبر 19 2013, 02:26 | |
| الحلقة الثانية
محكمة العدل الإسلامية
كان الأقباط ممنوعين من ممارسة شعائرهم من قِبل الرومان وقد صادروا كنائسهم وحولوا الأقباط إلى عبيد وخدم بشهادة المؤرخين الأقباط والأوربيين، ويقول القبطي المصري الدكتور نبيل لوقا بباوي عن تعذيب الرومان للأقباط: (حدث في المسيحية أيضاً التناقض بين تعاليمها ومبادئها التي تدعو إلى المحبة والتسامح والسلام بين البشر وعدم الاعتداء على الغير وبين ما فعله بعض أتباعها في البعض الآخر من قتل وسفك دماء واضطهاد وتعذيب ، مما ترفضه المسيحية ولا تقره مبادئها ، مشيرة إلى الاضطهاد والتعذيب والتنكيل والمذابح التي وقعت على المسيحيين الكاثوليك ، لا سيما في عهد الإمبراطور دقلديانوس الذي تولى الحكم في عام 248م ، فكان في عهده يتم تعذيب المسيحيين الأرثوذكس في مصر بإلقائهم في النار أحياء على الصليب حتى يهلكوا جوعا ، ثم تترك جثثهم لتأكلها الغربان ، أو كانوا يوثقون في فروع الأشجار ، بعد أن يتم تقريبها بآلات خاصة ثم تترك لتعود لوضعها الطبيعي فتتمزق الأعضاء الجسدية للمسيحيين إربا إربا..) .. وقال الدكتور نبيل لوقا بباوي: (إن أعداد المسيحيين الذين قتلوا بالتعذيب في عهد الإمبراطور دقلديانوس يقدر بأكثر من مليون مسيحي إضافة إلى المغالاة في الضرائب التي كانت تفرض على كل شيء حتى على دفن الموتى ، لذلك قررت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر اعتبار ذلك العهد عصر الشهداء ، وأرخوا به التقويم القبطي تذكيرا بالتطرف المسيحي. وأشار الباحث إلى الحروب الدموية إلتي حدثت بين الكاثوليك والبروتستانت في أوروبا ، وما لاقاه البروتستانت من العذاب والقتل والتشريد والحبس في غياهب السجون إثر ظهور المذهب البروتستانتي على يد الراهب مارتن لوثر الذي ضاق ذرعا بمتاجرة الكهنة بصكوك الغفران).
وبعد الفتح الإسلامي تم تحرير كنائس نصارى مصر من الاحتلال والاغتصاب الرومانى، لا ليحولها إلى مساجد للمسلمين، وإنما ليردها للنصارى الأقباط مما جعل الأقباط أنفسهم ينسلخون من المسيحية ويدخلون في الإسلام أفواجا..
ساد العدل وعاش الناس في أمان، وتذوق الناس مباديء حقوق الإنسان واقعا لا خيالا، فانتعشت الحياة الإقتصادية والإجتماعية، وصار وئام ووفاق بين المسلمين والمسيحيين، وانتشرت مسابقات ركوب الخيل في مصر بعد الفتح، وفي إحدى المسابقات كان من بين المتسابقين ابن حاكم مصر عمرو بن العاص وعدد من شبان الأقباط، وبعد جولة أو جولتين فاز بالسباق أحد الأقباط المغمورين، فاستدار ابن الأمير، كأنما هو قد أهينت كرامته!! أقبطي يسبق إبن ملك مصر؟ فمال على رأس القبطي وضربه بالسوط وقال له: "أتسبقني وأنا ابن الأكرمين؟"، فغضب والد الغلام القبطي وسافر ومعه ابنه من مصر إلى المدينة المنورة يشكو إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب هَتْكَ العدالة والحرية التي أنعم بها الإسلام عليهم، ويطلب منه إنصاف ولده، ولما استمع عمر بن الخطاب إلى شكوى الرجل تأثر كثيرا وغضب غضبا شديدا، فكتب إلى والي مصر عمرو بن العاص رسالة مختصرة يقول فيها: "إذا وصلك خطابي هاذا فاحضر إليّ وأحضر ابنك معك"!..
وحضر عمرو بن العاص ومعه ولده امتثالا لأمر أمير المؤمنين، وعقد عمر بن الخطاب محكمة ليست عسكرية ولا أمنية ولكنها محكمة إسلامية للطرفين تولاها بنفسه، وجمع عمر الصحابة ليشاهدوا نتائج الحكم، وعندما تأكد له اعتداء ابن والي مصر على الغلام القبطي، أخذ عمر بن الخطاب عصاه وأعطاها للغلام القبطي وقال قولته المشهورة: "اضرب ابن الأكرمين، متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا!!" ، وهاذا الإكتشاف الخطير لحقوق الإنسان لم يكتشفه الغربيون إلا حديثا حيث يقولون إن جان جاك روسو، صاحب كتاب "العقد الاجتماعي"، قرر عام 1750 بعد اختراع عجيب أن (الانسان يولد حرا) !! وعندما قرأ خطيب الثورة الفرنسية (لافاييه) بيان الثورة الفرنسية الأول صـُدِم عندما قرأ: " يولد الرجل حرا ولا يجوز استعباده"، فرفع لافييه رأسه وقال: "أيها الملك العربي العظيم عمر بن الخطاب، أنت الذي حققت العدالة كما هي"...
الإسلام إذن نشر العدل والمباديء والمثل الإسلامية العليا، وانتشر عدل عمر وملأ الأفاق، وعندما ضرب ابن عمرو بن العاص الشاب القبطي، تذكر القبطي أن الإسلام لا يقبل هذا التصرف ومن أجل ذالك لا بد من الشكوى وأخذ الحق من خليفة المسلمين في المدينة، فما كان لابن الحاكم أن يعتدي على مواطن عادي لأنه ابن الحاكم!! فقد ولدت كل النساء أولادهن أحرارا، وربما كانت تلك الشكوى من القبطي امتحانا للإسلام المتمثل وقتئذ في خليفة المسلمين عمر، وربما كانت نوعا من التحدي بين من يرى أنه سيأخذ حقه وبين من كان يظن أن هناك تفريق بين أولاد الحكام وأولاد المحكومين!!.. فهل عرف العالم حاكما مسلما وحكما إسلاميا كحكم رسول الله ثم أبي بكر وعمر؟
يتبع مع وفد كسرى...
| |
|
| |
منى سفينة عضو فعال
عدد المساهمات : 73 نقاط : 141 تاريخ التسجيل : 24/01/2011
| موضوع: رد: مواقف نادره في التاريخ البشري للفاروق عمر ابن الخطاب رضي الله عنه السبت أكتوبر 19 2013, 02:27 | |
| الحلقة الثالثة وفد كسرى مع الحرس الجمهوري للفاروق حول قصره العامر
يسمي الروم والفرس عمر ملك العرب، وحق لهم أن يتصوروا ذالك لأنهم لم يعرفوا الإسلام ويعرفوا نبيه وخليفتيه أبابكر وعمر، فكانوا يظنون عمر كملوكهم يعيش في عدة قصور فارهة شاهقة تتخللها البساتين والينابيع، ويعيش فيها من الخدم والحشم والحرس ما يتناسب مع مقام أكبر ملك في العالم عمر الفاروق!
عمر لم يُعرف عنه في الجاهلية غير القوة والبطش، وكان بضعة أصفار على الشمال، ثم صار أمّة بمفرده وأسطورة أذهلت العالم حتى اليوم، وذالك عندما شرح صدره للإسلام ورباه رسول الله صلى الله عليه وسلم تربية نبوية محمدية، فأصبح عمر رجلا آخر، وزعيما وقائدا عظيما... وصار قمة العدل والشورى والرحمة والعزة والهيبة والورع والوقار..
أرسل كسرى سبعة من حاشيته المقربين الى زيارة عاصمة الإسلام وملكهم عمر بن الخطاب حيث كان يظن أنها مملكة .. وأمرهم أن ينظروا كيف يعيش وكيف يتعامل مع شعبه فدخلوا المدينة بالفعل وأرشدوهم إلى المسجد فسألوا أين قصر أمير المؤمنين وأخذهم أحد الصحابة وقال لهم أترون؟ إن بيت الطين هذا هو بيت أمير المؤمنين عمر ، وعليه شعر ماعز وضعه لكي لا يسقط المطر فينهدم البيت على رأس عمر وأهل عمر!! … نظر الرسل بعضهم الى بعض وقد ظنوا أن هذا البيت ربما كان أشبه بالمنتجع الصيفي أو الشتوي لأحد فقراء المدينة المنورة!! أو مكانا ليقضي فيه بعض الوقت هو وأهله فقالوا: بل نريد قصر الإمارة!! فقال لهم الصحابي الذي رافقهم: هاذا هو قصر الحكم والإمارة!! .. فطرقوا الباب غير مصدقين، ففتح لهم عبد الله بن عمر بن الخطاب فسألوه عن أبيه.. فقال ربما كان في نخل المدينة .. فخرج معهم عبد الله حتى وصلوا إلى هناك فقال لهم: أترون هذا الرجل النائم هناك؟ إنه عمر بن الخطاب!! وقد كان المشهد الذى رآه وفد كسرى مشهد رجل نائم على ظهره يغط في نوم عميق على الأرض، يده اليسرى تحت رأسه وسادة، ويده اليمنى على عينيه تحميه من حرارة الشمس ..، كان في نوم عميق، نوم رجل آمن أعياه التعب كل يوم وليل لقضاء حاجات الناس، فكان يطوف على بيوت الأنصار والمهاجرين وممن قطنوا المدينة واستقراوا فيها مستشعرا عظم المسؤولية والأمانة التي يحملها..
نظر وفد كسرى بعضهم إلى بعض!! يتساءلون بينهم، ما هذا الذي نراه؟ أين الحرس الكسروي والقيصري، أين كسرى وقيصر وملوك الأرض ليروا ملك العرب نائما وحده من غير حرس ولا حشم ولا عبيد وجنوده على الثغور يدكون معاقل فارس والروم؟
فقالوا قولتهم الخالدة: حكمت فعدلت فأمنت فنمت
00000
و راع صاحب كسرى أن رأى عمرَ = بين الرعية عطلا و هو راعيها و عهده بملوك الفرس أن لها = سورا من الجند و الأحراس يحميها رآه مستغرقا في نومه فرأى = فيه الجلالة في أسمى معانيها فوق الثرى تحت ظل الدوح مشتملا = ببردة كاد طول العهد يبليها فهان في عينه ما كان يكبره = من الأكاسر والدنيا بأيديها و قال قولة حق أصبحت مثلا = و أصبح الجيل بعد الجيل يرويها أمنت لما أقمت العدل بينهم = فنمت نوم قرير العين هانيها
يتبع
| |
|
| |
منى سفينة عضو فعال
عدد المساهمات : 73 نقاط : 141 تاريخ التسجيل : 24/01/2011
| موضوع: رد: مواقف نادره في التاريخ البشري للفاروق عمر ابن الخطاب رضي الله عنه السبت أكتوبر 19 2013, 02:28 | |
| الحلقة الرابعة
عمر في بيت المقدس يقود الراحلة وغلامه راكب عليها
تلقى عمر بن الخطاب أمير المؤمنين رضى الله عنه خطابا من أبي عبيدة عامر بن الجراح قائد الجيش قال فيها: "يا أمير المؤمنين إن أهل بيت المقدس قد طلبوا الصلح مشترطين أن يتولى خليفة المسلمين ذلك بنفسه وإنا يا أمير المؤمنين حاصرناهم بجيشنا فأطل علينا من فوق أسوار المدينة المقدسة البطريرك صفروينوس وقال إنا نريد أن نسلم لكم المدينة لكن بشرط أن يكون التسليم لأميركم فتقدمت منه وقلت أنا أمير الجيش فقال إنما نريد أمير المؤمنين".. ، فخرج عمر بن الخطاب رضي الله عنه من المدينة المنورة قاصداً بيت المقدس ورافق عمر غلامه وليس عنده إلا بعير واحد، ولم يخرج معه حرس جمهوري أو ملكي ، ولم يرافقه حاشيته وخدمه وعبيده، وإنما غلامه وراحلته ولما صار خارج المدينة المنورة قال عمر لغلامه: "نحن إثنان وليس عندنا إلا راحلة واحدة فإن ركبتُ أنا ومشيتَ أنت ظلمتك وإن ركبتَ أنت ومشيتُ أنا ظلمتني وإن ركبنا نحن الإثنين قصمنا ظهر البعير، فلنقسم الطريق مثالثة (يعني ثلاث مراحل) أنا أركب مرحلة وأنزل وتركب أنت مرحلة و نمشي أنا وأنت ونترك البعير يستريح مرحلة"، فكان عمر يركب فيقرأ سورة ياسين ثم ينزل ثم يركب الغلام فيقرأ سورة ياسين وينزل ويمشي عمر والغلام فيقرآن ياسين والدابة مستريحة، وهكذا استمر يُقسم الطريق مثالثة من المدينة المنورة عاصمة الدولة الإسلامية حتى وصل جبلاً مشرفاً على القدس فكبر عمر وهو على ظهر الراحلة "وعند وصول عمر تخوم القدس قال عمر للغلام: تعال اركب الآن دورك" فقال الغلام: "يا أمير المؤمنين لا تنزل انظر إلى المدينة انظر إلى الخيول المسرجة وإلى العربات المذهبة فإذا دخلنا المدينة أنا أركب وأمير المؤمنين يمشي ويقود بي الراحلة سخروا منا وقد يتراجعوا عن استسلامهم وتسليم المدينة المقدسة" ... فقال أمير المؤمنين عمر: " دورك يا غلام لو كان الدور دوري ما نزلت أما والدور لك لأنزلن ولتركبن"، ونزل و ركب الغلام وأخذ عمر بمقود البعير يجره ولما وصل عمر سور مدينة القدس وجد قساوسة نصارى المدينة في استقباله خارج باب سور المدينة ويسمى باب دمشق وعلى رأسهم البطريرك صفرو ينوس الذي خرج معه النصارى لاستقباله في أبهة عظيمة لتسليم مفاتيح بيت المقدس، وخرجت النساء على أسقف المنازل وعلى أسطحة البيوت، وخرج الأطفال في الطرق والسكك.
وأما جيوش المسلمين هناك وقوادها الأربعة فخرجوا في عرض عسكري رائع ما سمعت الدنيا بمثله. فما هو موكبه الذي أتى به ليأخذ مفاتيح بيت المقدس فيه؟ لا موكب ولا حرس جمهوري، ولا حشم ولا حرس ثوري! ظن الناس أنه سوف يأتي في كبار الصحابة، وفي كبار الأنصار والمهاجرين من الصالحين والعلماء، ومن النجوم والنبلاء، لكنه أتى بجمل واحد ومعه خادمه، فمرة عمر يقود الجمل والخادم يركب، ومرة عمر يركب والخادم يقود!
وعندما أشرف على بيت المقدس قال الأمراء المسلمون: من هذا؟ لعله بشير يبشر بقدوم أمير المؤمنين. فاقتربوا منه فإذا هو عمر بن الخطاب ! وقد أتت نوبته، وإذا هو يقود البعير وخادمه على البعير. فقال عمرو بن العاص : يا أمير المؤمنين الناس في انتظارك والدنيا خرجت لاستقبالك، والناس يسمعون بك وأتيت في هذا الزي؟
فقال عمر قولته الشهيرة التي حفظها الدهر ووعتها الدنيا وهو يلوح بدرته صوب عمرو بن العاص: [نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله].
يا من يرى عمراً تكسوه بردته = والزيت أدم له والكوخ مأواه يهتز كسرى على كرسيه فرقاً = من خوفه وملوك الروم تخشاه
يتبع ..,
| |
|
| |
منى سفينة عضو فعال
عدد المساهمات : 73 نقاط : 141 تاريخ التسجيل : 24/01/2011
| موضوع: رد: مواقف نادره في التاريخ البشري للفاروق عمر ابن الخطاب رضي الله عنه السبت أكتوبر 19 2013, 02:28 | |
| الحلقة الخامسة الفاروق يرغب في ضيافة أبي عبيدة وأبوعبيدة لا يريد أن يُضَيِّفَ الفاروق!!
أمين هذه الأمة أبوعبيدة عامر بن الجراح كان في أرض الشام يقود الجيوش، ومعه خالد بن الوليد سيف الله المسلول، وأرض الشام كانت أرض خير وبركة وعطاء، وعندما زار الفاروق أرض الشام لم يرغب أبو عبيدة أن يستضيف الفاروق إلى قصره ومنزله العامر، وقد أتى عمر من المدينة وله حق الضيافة وواجب الكرم، لاسيما أن الفاروق سأل عن أبي عبيدة أول ما نزل قائلا: أين أخي أبو عبيدة؟!! فكان الفاروق يحبه حبا جما، وما فرغ من كلامه حتى أقبل أبوعبيدة يعانق الفاروق وقد تغير بهما العمر، ورأى عمر من رداء أبي عبيدة ومن هيئته ما يثير التساؤل!!.. ولما سكت أبو عبيدة عن استضافة الفاروق إلى داره!!، لم يسكت الفاروق فهو يحب أن يزور بيوت ولاته كي يرى حالهم عن قرب ثم يحكم لهم أو عليهم!! فكانت وجهته الأولى نحو دار أبي عبيدة ليرى قصره المشيد، ويرى كيف يبعثر الأموال ويأكل أطايب الطعام ويكتسي بفاخر اللباس بعد أن صار الوالي على ديار الشام، فقال له الفاروق: اذهب بنا إلى منزلك! قال أبو عبيدة!: وما تصنع عندي؟ ما تريد إلا أن تعصر عي************ عليّ؟! ولماذا يعصر عمر عينيه عليك يا أبا عبيدة؟! أين الكرم يا أباعبيدة؟! هل هو البخل؟ أم مخافة المحاسبة ومهابة درة الفاروق؟ رضخ أبو عبيدة لاستضافة الفاروق!! فلما دخل الفاروق منزل أبي عبيدة المتواضع لم ير شيئاً ذا قيمة!، ثم قال لأبي عبيدة!: أين متاعك؟ لا أرى إلا لَبَداً وصحفة وشناً وأنت أمير، أعندك طعام؟! فقام أبو عبيدة إلى جونة، فأخذ منها كسيرات!!
هؤلاء الصحابة الرجال الذين قبلوا الأمور العظام، وآمنوا بالرسول وصدقوه، وسمعوا له وأطاعوه، كيف يتهمهم السبأيون بأنهم ارتدوا على أعقباهم من أجل كرسي دنيوي مآله إلى زوال؟! كيف يطمعون في الكرسي والمنصب والجاه ثم لا تجد في بيت أبي عبيدة ومن قبله أبي بكر وعمر إلا الفقر والجوع؟!!
أهذا هو الطمع الذي أدى بهم إلى الردة والإنتكاس؟ كيف نصرهم الله لنشر دينه وإقامة حكم الله على الأرض على منهاج النبوة؟
لقد ولى الفاروق أخاه وصهره علي بن أبي طالب رضي الله عنه على المدينة وعلى المسلمين بعده، فلماذا لم يقم الكرار الشجاع بانقلاب عسكري وينتصر للوصية والإمامة المزعومة وقد صار الأمر إليه؟ ولماذا لم يرسل علي بن أبي طالب من الهاشميين بضعة فرسان للحاق بعمر وغلامه خارج المدينة لقتلهما وإعلان حكومة الوصية المزعومة؟!!
سحقا لعقول لا تفكر ولا تبحث عن الحق ثم تتبعه!! قال الفاروق لأبي عبيدة!: أين متاعك؟ لا أرى إلا لَبَداً وصحفة وشناً وأنت أمير! أعندك طعام؟! فقام أبو عبيدة إلى جونة، فأخذ منها كسيرات!! نظر عمر إلى أبي عبيدة نظرة إكبار وإجلال وحزن على حال أبي عبيدة، ثم بكى عمر، فقال له أبو عبيدة بصوت أجش: قد قلت لك يا أمير المؤمنين إنك ستعصر عي************ عليّ!، يا أمير المؤمنين يكفيك ما يُبلغُك المقيل!! وكأن أبا عبيدة يقول: (لأجل ما رأيتَ يا أمير المؤمنين لم أرغب في استضافتك لأنه ليس عندي شيء!!)، قال عمر: غيَّرتنا الدنيا كلّنا غيرك يا أبا عبيدة، فبكى عمر وبكى معه أبو عبيدة رضي الله عنهما، وعلق الذهبي على هذه الحادثة فقال: وهذا والله هو الزهد الخالص لا زهد من كان فقيراً معدماً!!
هذه هي عظمة الفاروق، فقد كان عظيماً بإيمانه، عظيما بإسلامه، عظيماً بعلمه، عظيماً بفكره، عظيماً ببيانه، عظيماً بخلقه ، عظيما في قوته، عظيما في رحمته، فقد جمع الفاروق العظمة من أطرافها وكانت عظمته مستمدة من فهمه وتطبيقه للإسلام وصلته العظيمة بالله واتباعه لهدي الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ومن بعده صاحبه خليفة رسول الله أبي بكر الصديق رضي الله عنه.. .
إن جاع في شدة قومٌ شركتهم = في الجوع أو تنجلي عنهم غواشيها جوع الخليفة و الدنيا بقبضته = في الزهد منزلة سبحان موليها فمن يباري أبا حفص و سيرته = أو من يحاول للفاروق تشبيها
يتبع | |
|
| |
منى سفينة عضو فعال
عدد المساهمات : 73 نقاط : 141 تاريخ التسجيل : 24/01/2011
| موضوع: رد: مواقف نادره في التاريخ البشري للفاروق عمر ابن الخطاب رضي الله عنه السبت أكتوبر 19 2013, 02:29 | |
| الحلقة السادسه
أبوهما خير من أبيك وأمهما خير من أمك
أبو بكر خير هذه الأمة بعد نبيها، و عمر خيرها بعد أبي بكر، فعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "وزيراي من أهل السماء جبريل وميكائيل، ووزيراي من أهل الأرض أبوبكر وعمر"، وعن أبي جحيفة قال: سمعت عليا رضوان الله عليه يقول: "أخبركم بخير هذه الأمة بعد نبيها؟ أبوبكر ، ثم قال: ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد أبي بكر؟ عمر"، وعن محمد بن علي بن الحنيفة رضوان الله عليهما قال: قلت لأبي، يا أبت، من خير الناس بعد رسول الله عليه وآله الصلاة والسلام؟؟ قال: "أبو بكر ثم عمر"، وعندما سمع علي بن أبي طالب بوادر الرفض من بعض أدعياء ولايته يفضلونه على أبي بكر وعمر قال: "لا أوتى برجل يفضلني على أبي بكر وعمر إلا جلدته حد المفتري" ..
ومع هذا كان الفاروق في أوج تواضعه وإيثاره لإخوانه السابقين بالإيمان من المهاجرين والأنصار، وكان يقدم أبا الحسن علي بن أبي طالب على نفسه لقرابته من رسول الله، ولأنه من كبار الصحابة وله فضل وسبق في الإسلام، وهو أبو زوجه أم كلثوم ووزيره وقاضيه، وكان الفاروق يقدم ويؤثر آل البيت على نفسه وأهل بيته، ولما دون عمر بن الخطاب الدواوين بدأ بالحسن وبالحسين فملأ حجرهما من المال فقال عبد الله ابن عمر لأبيه الفاروق رضوان الله عليهما: "تقدمهما علي ولي صحبة وهجرة دونهما"؟! فقال عمر: "اسكت!! لا أم لك، أبوهما خير من أبيك وأمهما خير من أمك"، وفي هذا ورد عن جعفر بن محمد عن أبيه أنّ عمر بن الخطاب جعل عطاء الحسن والحسين مثل عطاء أبيهما.
وكان رضي الله عنه يقدم ما يحبه رسول الله على ما تحبه نفسه، ولذلك قال عمر بن الخطاب للعباس رضي الله تعالى عنهما: ( والله لإِسلاَمُك يوم أسلمتَ كان أحبَّ إليَّ من إسلامِ الخطاب لو أسلَمَ؛ لأنَّ إسلامَك كان أحبَّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من إسلام الخطاب). وفعل في تقسيم العطايا مع أسامة بن زيد إذ كان نصيبه أكبر من نصيب عبدالله بن عمر وقد علل ذلك الفاروق بأن رسول الله يحب أسامة بن زيد أكثر من عبد الله بن عمر..
كان تعامل الفاروق مع آل بيت رسول الله تعاملاً يليق بآل بيت النبوة، وكان آل البيت يعاملون الفاروق معاملة أميرهم وأخاهم ووالدهم، ولذلك كان علي بن أبي طالب ملازما لعمر الفاروق، فإذا غاب عليٌ وأراده الفاروق لأمر ما، ذهب إليه بنفسه وهو الأمير والخليفة، فإذا لقيه عليٌ يقول لـه: (هلاَّ أرسلت إلينا فنأتيك)؟ فيقول عمر رضي الله عنه: (الحكم يؤتى إليه في بيته)، لذلك كان أوج العلاقة بين الفاروق وعلي تزويج علي رضي الله عنه ابنته أم كلثوم للفاروق عمر، وتسمية ولده بعمر، كما فعل ولداه الحسن والحسين رضي الله عنهم أجمعين، وعندما توفي عمر قال فيه علي رضي الله عنهما كما في نهج البلاغة: (لله بلاء فلان ــ أصلها عمر لكن الرافضة وضعوا بدل كلمة عمر فلان ــ، فلقد قوم الأود، وداوى العمد، وأقام السنة، وخلف الفتنة، ذهب نقي الثوب، قليل العيب، أصاب خيرها، وسبق شرها، أدى إلى الله طاعته، واتقاه بحقه، رحل وتركهم في طرق متشعبة، لا يهتدي بها الضال، ولا يستقين المهتدي)..
هذي مناقبه في عهد دولته = للشاهدين و للأعقـاب أحكيـها في كل واحدة منهن نابلة = من الطبائع تغذو نفـس واعـيها لعل في أمة الإسلام نابتتة = تجلو لحاضرها مـرآة ماضيـها حتى ترى بعض ما شادت أوائلها = من الصروح و ما عاناه بانيها وحسبها أن ترى ما كان من عمر = حتى ينبه منها عين غافـيها
| |
|
| |
منى سفينة عضو فعال
عدد المساهمات : 73 نقاط : 141 تاريخ التسجيل : 24/01/2011
| موضوع: رد: مواقف نادره في التاريخ البشري للفاروق عمر ابن الخطاب رضي الله عنه السبت أكتوبر 19 2013, 02:29 | |
| الحلقة السابعه عدل عمر مع الذميين وإجابة الشرق على الغرب المسيحي
أسس الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه دولة إسلامية مترامية الأطراف ، أقام اركانها، ووطد بنيانها، وبسط مساحاتها حتى بلغت بحر قزوين وجنوب آسيا الصغرى شمالاْ ، وحدود ليبيا غرباْ ، وأرض النوبة جنوباْ ، وخراسان وسجستان شرقاْ ، وحكم عشرة أعوام ونحو نصف عام ، فيسر الله تعالى له أن تكون دولته أقوى دولة في العالم أيام خلافته، وقد ولى عمرو بن العاص حُكم مصر، ووجه للأقباط رسالته بتوجيهات من الفاروق وكتب فيها:
"بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أعطى عمرو بن العاص أهل مصر من الأمان على أنفسهم وملتهم وأموالهم وكنائسهم وصلبانهم، وبرهم وبحرهم، لا يدخل عليهم شيء من ذلك ولا ينتقص".
فجاء هذا الفتح الإسلامي لمصر بالأمن والأمان وحرية المعتقد، وكذلك جاء منقذا للمسيحيين فيها من ظلم المسيحيين الرومان، وإعادة ممتلكاتهم وأديرتهم وإطلاق سراح أنـْبـَا مصر من السجن وإعادته إلي كرسيه على رأس الكنيسة المصرية، وقد شهد بذلك العلماء الغربيون عن عدل الإسلام وسماحته ومنهم المستشرق الإنجليزي مونتجمري وات، والعالم الإنجليزي سيرتوماس أرنولد، والمستشرق الإيطالي كاتاني ليون، والبروفيسور الفرنسي مونتيه إدوار وغيرهم، وقد روى المقريزي بأن جميع كنائس مصر محدثة فى الإسلام بلا خلاف، فلا تجد فيها كنائس قبل الفتح الإسلامي بقيت كما هي، إذا أعيد تشييدها أو شيدت كنائس من جديد..
كل المعاهدات التي كتبها الولاة لأهل البلدان المفتوحة أن لهم جوار الله وذمة رسوله على أموالهم وبيعهم، كما فعل الفاروق عمر لأهل إيلياء وفيه نص على حفظ كنائسهم وحريتهم الدينية، فلا تـُسكن ولا تـُهدم ولا ينتقص منها ولا من صليبها ، وأن يضربوا نواقيسهم فى أى وقت شاؤا من ليل أو نهار .
قارنوا هذا بما بما قاله الدكتور الفرد ج . ميكر عن الحكم الروماني في مصر : (إن حكومة مصر ( الرومية ) لم يكن لها إلا غرض احد وهو أن تبتز الأموال من الرعية لتكون غنيمة للحاكمين ، ولم يساورها أن تجعل قصد الحكم توفير الرفاهية للرعية أو ترقية حال الناس والعلو بهم في الحياة ، أو تهذب نفوسهم ، أو إصلاح أمور أرزاقهم فكان الحكم على ذلك حكم الغرباء لا يعتمد إلا على القوة ولا يحس بشيء من العواطف على الشعب المحكوم).
ويقول المؤرخ أميان مارسيلينوس عن وضع إيران في عهد الساسانيين الكسرويين: (كان الجباة لا يتحرزون من الخيانة، واغتصاب الأموال في تقدير الضرائب وجباية الأموال، وما قام به كسرى أنو شروان من إصلاح النظام المالي كان في مصلحة مالية المملكة أكثر منه في مصلحة الرعية، فلم تزل العامة يعيشون في الجهل والضنك كما كانوا في السابق، وكان الفلاحون في شقاء وبؤس عظيم ، وكانوا مرتبطين بأراضيهم ، وكانوا يُستخدمون مجاناً ، ويُكلفون كل عمل) ، ثم يقول: (إن هؤلاء الفلاحين البؤساء كانوا يسيرون خلف الجيوش مشاة كأنه قد كتب عليهم الرق الدائم ، ولم يكونوا ينالون إعانة أو تشجيعاً من راتب أو أوجرة وكانت علاقة الفلاحين بالملاك أصحاب الأراضي كعلاقة العبيد بالسادة).
أما الإسلام، فقد أتى بالعدل والقسطاس المستقيم، وقد شهد بعدل الإسلام وعدل أبي بكر وعمر كريستوفر داوسون عندما قال: (إن محمدا كان هو إجابة الشرق على تحدي الإسكندر، فقد كان محمد هو مؤسس الدولة الإسلامية التي سرعان ما اتسعت لتصبح دولة كبرى)، فجاءت إجابة أهل الشرق على تحدي وظلم الإسكندر الأكبر لهم بأن آمنوا بمحمد رسولا من الله إلى الناس جميعا، وتحولوا بذلك من المسيحية إلي الإسلام، وساهموا في بناء الدولة الإسلامية التي قامت على العدل والسماحة والإنصاف لكل بني البشر في زمن قياسي قصير.
أما الحقوق التي أعطاها الإسلام أهل الذمة وطبقها الفاروق كما طبقها الرسول ومن بعده أبي بكر: 1- حرية الإعتقاد للذمي والتدين وممارسة الشعائر في دور العبادة دون منع. 2- حق الحماية من العدوان الخارجي ومن الظلم الداخلي "من آذى ذميًا فقد أذاني ومن أذاني فقد أذى الله". 3- إسقاط الضريبة عنه في حالة العجز، بل وإعطائه كفايته من بيت مال المسلمين في حالة الشيخوخة أو العجز والمرض، وقد مرّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه بباب قوم وعليه سائل يسأل: شيخ كبير ضرير البصر، فضرب عضده من خلفه وقال: من أي أهل الكتاب أنت؟ قال: يهودي، قال: فما ألجأك إلي ما أرى؟ قال: أسأل الجزية والحاجة والسن، قال: فأخذ عمر بيده وذهب به إلى منزله فأطعمه وسقاه وتلطف مع في الكلام، وأعطاه بعض ما يحتاجه، ثم أرسل إلى خازن بيت المال فقال: (انظر هذا وضرباءه فوالله ما أنصفناه أن أكلنا شبيبته ثم نخذله عند الهرم)، إنما الصدقات للفقراء والمساكين، والفقراء هم المسلمون، وهذا من المساكين من أهل الكتاب)، ووضع عنه الجزية وعن ضربائه، وكتب للولاة أن لا يكلفوا الناس إلا ما يطيقون وأن يسقطوا الجزية عن الكبير والعاجز ويفرضوا لهم من بيت مال المسلمين ما يكفيهم...
وجاءته امرأة عجوز يهودية تشتكي لعمر حالها وتصفه بالفقر والعوز، ولديها إبن مريض لم تستطع علاجه، وعندما فرغت من شكواها وعمر يصغي إليها بأدب وتواضع جم، رحم حالها الفاروق، ورق قلبُه لها وأخذها إلى البنك المركزي "بيت مال المسلمين"، وفرض لها ما يكفيها ويكفي علاج ابنها، ففرحت وشكرته ونادته بأمير المؤمنين..
رأى عمر الفاروق والحاكم العادل، وصاحب القلب الرحيم في وجه اليهودية الرضا والفرحة بعد أن شكرته على موقفه النبيل، موقف مستمد من مبدأ الإسلام الذي تربى عليه عمر على يد رسول الرحمة عليه الصلاة والسلام، فاستغل عمر هذه الفرصة واللحظات المناسبة للموقف ليطلب من اليهودية شيئا لمصلحتها دنيا وأخرى، فقال لها مشفقا: " يا أمة الله، إني أدعوك إلى الإسلام ففيه خيري الدنيا والآخرة"، ومع هذا اللطف والتلطف في القول، ومع مهابة عمر، قالت اليهودية في حرية وأمان واعتراض:
"أما هذه فلا يا أمير المؤمنين"، ونادته بالإمارة كأنها مقرة له بذالك، ولكن العصبية منعتها من دعوة عمر "إنك لا تهدي من أحببت"، فماذا كان رد عمر تجاه رفض اليهودية العجوز؟
ندم على استغلال هذه الحاجة لدعوتها إلى الإسلام، وتمنى لو دعاها في ظرف زماني آخر، وفرصة غير فرصة الحاجة والعوز، وخاطب نفسه يؤنبها قائلا: "يا عمر!! أليس هذا من الإكراه في الدين؟"، ويؤثر عنه قوله: "يومان يؤرقان عمر، يوم الحديبية، ويوم قصته مع اليهودية".
عظمة الزعامة والعبقرية لم تكن في الفاروق عمر قبل إسلامه، فما كان يؤثر عنه غير الغلظة وشدة البطش مع صفات أخرى فيها المحمود وفيها المذموم، وبعد أن أسلم ظهرت شخصية أخرى لعمر، وبرزت عبقريته الفذة بعد أن تتلمذ على يد مربيه وقائده رسول الله عليه الصلاة والسلام ومن بعده صاحبه الصديق الخليفة الأول، فصلى الله على شيخه ومعلمه رسول الله، ورضي الله عن صاحبه أبي بكر، ورضي الله عن الفاروق، ورزق الأمة برجل ليس مثله، وإنما برجل يحاول تقليد سيرته وقيادته وزهده وورعه..
يتبع: بين الفاروق عمرَ وخطبة أم كلثوم بنت أبي بكر ورفضها عمرَ، وأم كلثوم بنت علي وقبولها بعمرَ
| |
|
| |
منى سفينة عضو فعال
عدد المساهمات : 73 نقاط : 141 تاريخ التسجيل : 24/01/2011
| موضوع: رد: مواقف نادره في التاريخ البشري للفاروق عمر ابن الخطاب رضي الله عنه السبت أكتوبر 19 2013, 02:31 | |
| بين الفاروق عمرَ وخطبة أم كلثوم بنت أبي بكر ورفضها عمرَ، وأم كلثوم بنت علي وقبولها بعمرَ
خطبة الفاروق من أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق:
كان الفاروق رضي الله عنه حريصا على مصاهرة أبي بكر الصديق رضي الله عنه والقرب منه، وقد عرض حفصة رضي الله عنها على أبي بكر ليتزوجها، لكن أبا بكر سكت ولم يرد عليه، وقد حزن الفاروق على اعراض الصديق وعدم استجابته، ولذلك شكا الفاروقُ قصته على رسول الله عليه الصلاة والسلام، فخطبها رسول الله لنفسه وتزوجها، وبعد أن تزوجها الرسول أخبر أبو بكر أخاه الفاروق أنه سكت عن الرد وأعرض بسبب معرفته رغبة الرسول في الزواج من حفصة.
عاود الفاروق الكرّة لمصاهرة أبي بكر، فطلب من أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها التوسط عند أختها الصغرى أم كلثوم بنت أبي بكر ليتزوجها، فقبلت عائشة ذلك وسعت جاهدة لتحقيق رغبة الفاروق، فطلبت من أختها الموافقة لكن أمُّ كلثوم قالت: لا حاجة لي فيه، فقالت أم المؤمنين عائشة، أترغبين عن أمير المؤمنين؟ قالت: نعم، إنه خشن العيش، فالفاروق رضي الله عنه زاهد في الحياة، وليس لها فيه مأرب، فقبل الفاروق رد أم كلثوم رغم حزنه لعدم استجابة أم كلثوم للزواج منه، ولم تمنع مهابةُ عمرَ أن ترده أم كلثوم بنت أبي بكر، فأشار عليه عمرو بن العاص أن يطلب أمّ كلثوم بنت علي بن أبي طالب، -ابنة فاطمة الزهراء بنت رسول الله-، وقال: تعلق منها بسبب من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخطبها الفاروق من علي بن أبي طالب، فماذا حدث أثناء الخِطبة؟
كيف ردته أم كلثوم بنت أبي بكررغم توسط أم المؤمنين عائشة ومحاولة اقناعها وقبلت به أم كلثوم بنت علي؟
هل كانت ابنة الصديق أم كلثوم في موقع قوة لرفض الفاروق، وأن الفاروق كان في موقف ضعف معها؟! أم ماذا؟!
وهل كان علي بن أبي طالب وابنته أم كلثوم والحسن والحسين ومحمد والهاشميون من خلفهم في موقف ضعف وذلة وهوان لقبول خطبة الفاروق، وأن الفاروق كان معهم في موقف قوة ورعب وجبروت؟! أم ماذا؟!
~^~^~^~^~^~^~^~^~^~^~^~^~^~^~^~
زواج الفاروق من أم كلثوم وإنجاب زيد و رقية
زواج الفاروق من أم كلثوم هو زواج واقعي بإقرار جميع الملل والنِّحَل، بما فيهم الإثني عشرية الإمامية، فما بالهم أحيانا يخرجون عن النص ويفسرونه بتفسيرات بعضها أساطير وخرافات؟!
هل يريد من ينكر الزواج من الشيعة أن يقول لمراجعهم أنهم كانوا كذابين يوم أثبتوه وأقروه واعترفوا به مُرغـَمين ومُكرَهين وصاغرين؟
عند الشيعة، تقرأ عجبا يوصلك حد الضحك حول زواج عمر من أم كلثوم!! فقصة زواج الفاروق أصابت الشيعة في مقتل، بل قتلتهم ودوما تقتلهم كلما تذكروا عمر وأم كلثوم!!
البعض أنكر النسب:
برز في الشيعة من استباح الكذب وتعبد به ليبرر زواج الفاروق من أم كلثوم بما يتفق مع المذهب!!، وبعضهم بلغت به الجرأة أن اعترف بنسب أم كلثوم لعلي لكنه ادعى نسبتها لغير لزهراء بدليل أن أم كلثوم لن تقبل الزواج من رجل ضرب أمها وأسقط أخاها الجنين المسمى بالمحسن!! ثم كسر ضلعها!! ونسي هؤلاء البلهاء أن نسبة أم كلثوم للزهراء مثبت من كتبهم، ومع ذلك الأمر، فحكمه سيان! سواء أكانت الزهراءُ هي أ ُمُّ أمِّ كلثوم أمْ لم تكن أمَّها!!، أليس أبو الحسن هو أبوها؟!!
قاصمة:
أليس في هذا أيضا طعن في علي بن أبي طالب ، وطعن في الزهراء ، وطعن في أم كلثوم بإنكار نسبها إلى الزهراء...فهل أم كلثوم أيها الشيعة العقلاء لقيطة وأمها مجهولة النسب؟
التزاوج بين الإنس والجن:
ثم تطور الكذب عند بعض المعاصرين منهم إلى درجة التقزز والسذاجة والسخرية بعقول الشيعة الذين لم يقبلوا هذا التناقض بين تزويج الفاروق بأم كلثوم بنت علي وبين تكفيره! فنفوا أن يكون قد تم الزواج أصلا!! ثم تطور الجنون فادعى بعض مجانينهم أن الزواج تم بالفعل من جنـِّية تمثلت في أم كلثوم، لكنهم نسوا أن أم كلثوم أنجبت من الفاروق زيدا ورقية، والتناسل بين الإنس والجن غير ممكن، وهذا لا يحدث إلا في عالم الأساطير والخرافات!!
قاصمة:
أليس في هذا أيضا طعن في أم كلثوم وقذفها بإنكار زواجها من عمر وإثبات ولديها زيد ورقية!! فمن يا ترى أبوهما؟
هل أمهما جنية أنجبت زيدا ورقية، وتكفلت بهما أم كلثوم؟ أمورٌ مضحكاتٌ مبكياتٌ ورب الكعبة!!
سن الفاروق يوم الزواج:
عمد بعض المنكرين من الشيعة للزواج إلى حيلة يتيمة ليس لها من قرار، وهو أن فارق السن بين الفاروق عمر بن الخطاب وأم كلثوم دليل على عدم وقوع الزواج!! وفي هذا تكذيب من هؤلاء الشيعة لمراجعهم الكبار الذين أثبتوه من جهة، ثم هو طعن في مذهبهم الذي يجيز الزواج من بنت 9 سنين ولا يجيزه لمن هي أقل إلا للتفخيذ(!!) حتى لو كانت رضيعة (!!)، كما أفتى بذلك الخميني وغيره، لذلك فالإستشهاد بنفي الزواج بناءا على فارق السن بين الفاروق وأم كلثوم استشهاد باطل لأن الزواج تم ووقع وكان ثمرته انجاب زيد ورقية..
إثبات الزواج:
ومع ثورة الإتصالات، وقراءة بعض الشيعة للسيرة والتاريخ بتمعن، لم يعودوا يقبلون نفي هذا الزواج، وإنما يريدون حلا للغز هذا التناقض الذي يصادم العقل والدين!!، فقد وجدوه مثبتا في كتب مراجعهم حيث أثبته:
-الكليني في الكافي في الفروع (6/115)، -والطوسي في تهذيب الأحكام (باب عدد النساء ج8/ص 148) وفي (2/380)، وفي كتابه الاستبصار (3/356)، -والمازنداراني في مناقب آل أبي طالب، (3/162)، -والعاملي في مسالك الأفهام، (1/كتاب النكاح)، -ومرتضى علم الهدى في الشافي، (ص 116)، -وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة، (3/124)، -والأردبيلي في حديقة الشيعة، (ص 277)، -والشوشتري في مجالس المؤمنين، (ص76، 82)، -والمجلسي في بحار الأنوار، (ص621)، - وأبو معاذ الإسماعيلي في (زواج عمر بن الخطاب من أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب ـ حقيقة لا افتراء)..
فمثلا في الكافي ورد:
ــ حميد بن زياد، عن ابن سماعة، عن محمد بن زياد، عن عبد الله بن سنان، ومعاوية ابن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن المرأة المتوفى عنها زوجها أتعتد في بيتها أو حيث شاءت؟ قال: بل حيث شاءت، إن عليا (عليه السلام) لما توفي عمر أتى أم كلثوم فانطلق بها إلى بيته. كتاب الكافي الجزء 6 الصفحة 115 ..
وعند الطوسي في تهذيب الأحكام:
ــ محمد بن أحمد بن يحيى عن جعفر بن محمد القمي عن القداح عن جعفر عن أبيه عليه السلام قال: ماتت أم كلثوم بنت علي عليه السلام وابنها زيد بن عمر بن الخطاب في ساعة واحدة لا يدرى أيهما هلك قبل فلم يورث احدهما من الآخر وصلى عليهما جميعا. ج 9 صفحة 362 – 363
زواج يسقط الإمامة والعصمة ويقر بالخلفاء الراشدين:
إذن الزواج مثبت لا ريب فيه ولا شك، ولو كنت شيعيا جعفريا إماميا إثني عشريا ثم أيقنتُ أن الفاروق قد زوجه علي بن أبي طالب ابنته أم كلثوم لرميت هذا الدين المستحدث المسخ وراء ظهري، فلا يمكن أن يكون عليٌ إماما معصوما يتنازل بالإمامة لكافر ثم يبايع الكافر نفسه، ثم يتوج هذا بتزويج ابنته من هذا الكافر!! يقول السمعاني:
"لو كان أبو بكر وعمر كافرين لكان علي بتزويجه أم كلثوم من عمر كافراً أو فاسقا، معرضاً ابنته للزنى، لأن وطء الكافر للمسلمة زنا ً محض" لذلك فإلزام أن هذا الزواج أسقط الإمامة وأقر بصحة إسلام وخلافة الخلفاء الراشدين قبل علي.
في نهج البلاغة، شرح ابن أبي الحديد ص 1261 نسخة الكترونية من مواقع الشيعة:
(خطب عمر أم كلثوم بنت علي رضي الله عنه، فقال له: إنها صغيرة، فقال زوجنيها يا أبا الحسن، فإني أرصد من كرامتها ما لا يرصده أحد، فقال: أنا أبعثها إليك، فإن رضيتها زوجتكها. فبعث! إليه ببرد، وقال لها قولي: هذا البرد الذي ذكرته لك. فقالت له ذلك، فقال: قولي له: قد رضيته رضي الله عنك- ووضع يده على ساقها- فقالت له: أتفعل هذا! لولا أنك أمير المؤمنين لكسرت أنفك، ثم جاءت أباها فأخبرته الخبر، وقالت: بعثتني إلى شيخ سوء قال: مهلاً يا بنية، إنه زوجك، فجاء عمر إلى مجلس المهاجرين في الروضة، وكان يجلس فيها المهاجرون الأولون، فقال: رفئوني ، رفئوني، قالوا: بماذا يا أمير المؤمنين؟ فال: تزوجت أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "كل سبب ونسب وصهر ينقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي وصهري". نهج البلاغة ص 1261
شتم أبي الحسن وسبه والإستنقاص من رجولته واتهامه بالجبن والخوف:
عمر رضي الله عنه عندما رفضت أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق ـــ رضي الله عنهما ـــ الزواج من عمر لم يستخدم الرعب والعنف والتهديد ليبلغ مقصده، فلو فعل ذلك لانتفض الصحابة ضده ولـَمَا قبلت أم المؤمنين عائشة أن تتزوج أختها بالإكراه من الفاروق!! لذلك علي بن أبي طالب وأبناؤه وبنوهاشم لم يكونوا يقبلون أن يزوجوا عمرَ بأم كلثوم رغما عنهم، فكيف يدعي الشيعة هذا الإكراه والجبر وعلي بن ابي طالب بطل الأبطال وأشجع الشجعان مؤيد بالعصمة والولاية التكوينية؟
كيف يصفون عليا بالجبن والخوف والهلع من عمرَ ويصفون الزواج بالزواج القهري من جهة، بل وأن ذلك فرج مغصوب!! ولا أدري لماذا لم يلطفوا العبارة فيولوا "معار" لجوازه في المذهب!!، ويصفونه أحيانا بالزواج المصلحي لحفظ بيضة الإسلام من جهة أخرى؟ فأي بيضة للإسلام حفظها هذا الزواج القهري والمصلحي والصحابة عند الرافضة قد ارتدوا جميعا ما عدا نفرٌ قليلٌ منهم هم بضعة أشخاص؟
عند الكليني في الكافي (باب تزويج أمّ كلثوم):
1- علي بن إبراهيم عن أبيه ، عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم وحماد عن زرارة عن أبي عبد الله عليه السلام في تزويج أم كلثوم فقال : إنّ ذلك فرج غصبناه ) فروع الكافي – كتاب النكاح – ص 347 – المجلد 5
اضاءة:
الراوي علي بن إبراهيم هو القائل بتحريف القرآن، وهو كذاب يضع الحديث، وقد روى عنه الكليني الكثير، وذكره آية الله البرقعي عند تحطيمه للصنم بسقوط سنده وأحاديثه..
ويقول العاملي في ظلامة أم كلثوم وهو يريد إثبات زواج عمر من أم كلثوم جبرا وغصبا:
((3 ـ وحتى لو صح الحديث عن أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد مات وهو راض عنه (يقصد عمرَ)، فهل ينفعه ذلك، وهو قد عاد ليغضب ابنته التي يرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها، ويعتدي عليها بالضرب المبرح، ويسقط جنينها ويسعى بإحراق بيتها بمن فيه؟!..
4 ـ وحتى لو ادعى الجاحظ أن علياً (عليه السلام) قد زوجه طائعاً راغباً.. فإن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) ما زالوا يعلنون أنه قد زوجها مكرهاً مع بيان تفاصيل التهديدات التي تعرض لها.
5 ـ بل إن نفس رواية الجاحظ قد صرحت بأن علياً قد أقسم على أنها كانت صغيرة لم تبلغ.))
قاصمة:
تخيلوا كيف يهينون أبا الحسن!! حاول رفض الزواج فما استطاع، لكنه مع التهديد تعلق بآخر قشة وهو قسمه بالله إن أم كلثوم صغيرة لم تبلغ!! ومع ذلك وقع الزواج!!
ويقول العاملي:
((إن السيد المرتضى، والشيخ الطوسي وغيرهما وإن كانا قد قبلا بوقوع هذا الزواج لكنهم استناداً إلى كثير من الأدلة والشواهد الواردة في كتب السنة والشيعة قد أكدوا على حالة الإكراه التي تعرض لها علي أمير المؤمنين عليه السلام، حتى قبل بهذا الزواج.
قال السيد المرتضى(رحمه الله): "فلم يكن ذلك عن اختيار، والخلاف فيه مشهور، فإن الرواية وردت بأن عمر خطبها إلى أمير المؤمنين عليه السلام، فدافعه وماطله، فاستدعى عمر العباس فقال: ما لي؟! أبي بأس؟! فقال: ما حملك على هذا الكلام فقال: خطبتُ إلى ابن أخيك فمنعني لعداوته لي، والله لأعورنّ زمزم ولأهدمن السقاية.. )).. والرواية عندهم تقول:
(عن أبي عبد الله عليه السلام قال : لما خطب إليه –أي خطب عمر أم كلثوم إلى الإمام علي- قال له أمير المؤمنين : إنـها صبية . قال : فلقى –عمر- العباس فقال له : مالي أبي بأس ؟ قال : وماذاك ؟ قال : خطبت إلى ابن اخيك فردني أما والله لاعورن زمزم ولا أدع لكم مكرمة إلا هدمتها ولأقيمن عليه شاهدين بأنه سرق ولاقطعن يمينه . فأتاه العباس فأخبره –أخبر الإمام علي- وسأله أن يجعل الامر إليه فجعله إليه)..
فهل يُعقل أن أحدا من الهنود السيخ أو الهندوس أو البربر أو العرب العاربة أوالمستعربة، أو من عامة خلق الله أو من قليلي الغيرة والشرف يرضى أن يزوج ابنته ممن يكره؟ فكيف عندما يتعلق الأمر بشريف وصاحب نسب رفيع؟ بل كيف إذا كان هذا الشريف من بيت النبوة وله كلمة مسموعة عند الناس؟ بل كيف بالله عليكم!! هل هناك زواج بالإكراه يعقبه حبٌ ووئام وإنجاب؟
قاصمة:
لماذا لم يستغل العباس القصة فيشهد على عمر بوعده ووعيده وأنه سيتهم عليا بالسرقة ثم يقطع يمينه؟ أليست هذه فرصة ضد عمر؟ أم أن الهاشميين كلهم كانوا خائفين أن يقطع عمر أيديهم؟
ما هذا الهراء وما هذه السخافات؟
أين العقول لتتحرر من تبعية العبودية وتسلك السبيل القويم لمعرفة الحق المبين؟
الشيعة يحاولون ترقيع الثوب من جهة، ثم لا يستيقظون إلا بعد أن خرقوا الثوب كله من جميع الجهات!!
سيرة أم كلثوم مع الفاروق:
كان الفاروق رضي الله عنه يقضي حوائج المسلمين بنفسه ، ولم تكن زوجه أم كلثوم بنت علي – رضي الله عنها- أقل منه رتبة في هذا الشأن ، فقد كانت تشد أزره في الخيرات ، وتشركه في تخفيف الألام عن الناس ، وكيف لا؟ وهي سليلة بيت النبوة الطاهر؟! وزوج التقي عمر ؟ فكلما رفع الفاروق راية الخير تلقتها أم كلثوم باليمين لتفوز بالأجر والثواب ورضى رب العباد، وقد رضيت بحياة التقشف والزهد مع عمر وآلام شظف العيش رغم أنه كان يملك أقوى دولة في العالم بأسره، انظر إلى جزء من سيرتها مع الفاروق في عمل الخير هــنــا ومن سيرتها مع الفاروق أيضا، انظر هـــنـــا
وفي شرح نهج البلاغة:
(وجه عمر إلى ملك الروم بريداً فاشترت أم كلثوم امرأة عمر طيباً بدنانير وجعلته في قارورتين وأهدتهما إلى امرأة ملك الروم، فرجع البريد إليها ومعه ملء القارورتين جواهر، فدخل عليها عمر، وقد صبت الجواهر في حجرها، فقال: من أين لك هذا؛ فأخبرته، فقبض عليه، وقال: هذا للمسلمين، قالت: كيف وهو عوض هديتي! قال: بيني وبينك أبوك، فقال علي عليه السلام لك منه بقيمة دينارك، والباقي للمسلمين جملة لأن بريد المسلمين حمله.)ص 2059 ش نهج البلاغة، نسخة الكترونية
من مواقف أم كلثوم المؤثرة :
لما كانت الليلة التي أصيب فيها علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، أتاه مؤذنه عامر بن النباح حين طلع الفجر يؤذنه بالصلاة ، فقام يمشي ، فلما بلغ الباب الصغير، شد عليه عبد الرحمن بن ملجم فضربه ، فخرجت أم كلثوم فجعلت تقول : ما لي ولصلاة الصبح ، قتل زوجي عمر صلاة الغداة ، وقتل أبي صلاة الغداة .
وأدخل ابن ملجم على الخليفة علي بن أبي طالب، فقالت له أم كلثوم : أقتلت يا عدو الله أمير المؤمنين ؟ قال : لم أقتل إلا أباك . فقالت : والله إني لأرجو أن لا يكون على أمير المؤمنين بأس . قال : فلِم تبكين إذا ، والله قد سممت السيف شهرا ، فإن أخلفني الله فأبعده الله وأسحقه ، ولو كانت الضربة على جميع أهل المصر ما بقي منهم أحد،
وتوفي علي رضي الله عنه من أثر الضربة المسمومة ، وبكته ابنته أم كلثوم بكاء شديدا.
أم كلثوم وابنها زيد بن عمر :
كان زيد بن عمر في غاية الجمال والوسامة، وكان شجاعا وكريما قد أخذ هذه الصفات من والده الفاروق ومن جده أبي الحسن، يقول عن نفسه: أنا ابن الخليفتين (يقصد الفاروق وأبا الحسن)، توفي شابا، وسبب وفاته كما يقول المؤرخون أن فتنة وقعت في بني عدي ليلا فخرج زيد ليصلح ذات بينهم ، فضربه رجل منهم في الظلمة فشجه وصرعه ، وخرجت أمه وهي تقول : يا ويلاه ، ما لقيت من صلاة الغداة، وذلك أن أباها وزوجها وابنها قتل كل واحد منهم في صلامة الغداة ثم وقعت عليه فقُبضت هي وابنها في ساعة واحدة . وحضر جنازيتهما الحسن والحسين وعبدالله بن عمر –رضي الله عنهم أجمعين- ، فقال ابن عمر للحسن : تقدم فصلّ على أختك وابن أختك ، فقال الحسن لابن عمر : بل تقدم فصلّ على أمك وأخيك .
فتقدم ابن عمر رضي الله عنهما فجعل زيدا مما يليه ، وأم كلثوم وراءه ، فصلى عليهما وكبر أربعا ، وخلفه الحسن والحسين رضي الله عنهم .
من مناقب أم كلثوم رضي الله عنها التي انفردت بها:
أم كلثوم هي المرأة القرشية الوحيدة التي شهد أبوها وجدها وزوجها بدرا، فجدها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأبوها علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وزوجها الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه
.. يتبع درة الفاروق تفرض الأسوة الحسنة على أهله وعلى ولده وعلى نفسه
| |
|
| |
منى سفينة عضو فعال
عدد المساهمات : 73 نقاط : 141 تاريخ التسجيل : 24/01/2011
| موضوع: رد: مواقف نادره في التاريخ البشري للفاروق عمر ابن الخطاب رضي الله عنه السبت أكتوبر 19 2013, 02:32 | |
| الحلقة التاسعه درة الفاروق تفرض الأسوة الحسنة على أهله وعلى ولده وعلى نفسه
كان الفاروق عمرُ مترفعا عن الأموال العامة، ومنع أقرباءه وأهله من الاستفادة من سلطانه ومكانته، ولو أن عمر أرخى العنان لنفسه أو لأهل بيته لرتعوا ولرتع من بعدهم وكانوا أسوة لمن خلفهم، والمشاهد أن الحاكم إذا امتدت يده إلى مال الدولة اتسع الفتق على الراتق واختل بيت المال، أو قل: وزارة المالية وسرى الخلل إلى جميع فروع المصالح وتفشت الخيانة وانحل النظام، ومن المعلوم أن الإنسان إذا كان ذا قناعة وعفة عن مال الناس زاهداً في حقوقهم دعاهم ذلك إلى محبته والرغبة فيه، وإذا كان حاكما أحبوه وأخلصوا في طاعته وكان أكرم عليهم من أنفسهم، وهذا الذي حدث بين المسلمين وبين خليفتهم الفاروق..
عندما تولى الفاروق رضي الله عنه الخلافة بدأ مع اهله وولده وحذرهم من محاسبته لأن الناس سينظرون إلى آل عمر وما يفعله آل عمر، وتعهد بأن يكون العقاب مع أهل بيته صارما، ومن خلال حياته مع أسرته وأقربائه ظهر لنا مَعْلمٌ من معالم الفاروق في ممارسة منصب الخلافة وهي القدوة الحسنة في حياته الخاصة والعامة، حتى قال في حقه علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (عففت فعفت رعيتك ولو رتعت لرتعوا)، وكان لالتزامه بما يدعو إليه، ومحاسبته نفسه وأهل بيته أكثر مما يحاسب به ولاته وعماله الأثر الكبير في زيادة هيبته في النفوس وتصديق الخاصة والعامة له.
عاتكة ووزن الطيب: قدم على عمر رضي الله عنه مسك وعنبر من البحرين فقال عمر: والله لوددت أني وجدت امرأة حسنة الوزن تَزِنُ لي هذا الطيب حتى أقسمه بين المسلمين، فقالت له امرأته عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل: أنا جيدة الوزن فهلمّ أزن لك، قال: لا، قالت: لم؟ قال: إني أخشى أن تأخذيه فتجعليه هكذا وأدخل أصابعه في صدغيه – وتمسحي به عنقك، فأصيب فضلاً على المسلمين، فهذا مثل من ورع أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه واحتياطه البالغ لأمر دينه، فقد أبى على امرأته أن تتولى قسمة ذلك الطيب حتى لا تمسح عنقها منه فيكون قد أصاب شيئاً من مال المسلمين، وهذه الدقة المتناهية في ملاحظة الاحتمالات لأوليائه السابقين إلى الخيرات، وفرقان يفرقون به بين الحلال والحرام والحق والباطل،
أم كلثوم وهدية ملكة الروم: يذكر المؤرخون لما ترك ملك الروم الغزو وكاتب عمر وقاربه وسير إليه عمر الرسل مع البريد بعثت أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب إلى ملكة الروم بطيب ومشارب وأحناش من أحناش النساء ودسته إلى البريد فأبلغه لها فأخذ منه وجاءت امرأة قيصر وجمعت نساءها وقالت: هذه هدية امرأة ملك العرب وبنت نبيهم وكاتبتها وأهدت لها وفيما أهدت لها عقدا فاخرا، فلما انتهى به البريد إليه أمر بإمساكه ودعا الصلاة جامعة، فاجتمعوا فصلى بهم ركعتين وقال: إنه لا خير في أمر أبرم عن غير شورى من أموري. قولوا في هدية أهدتها أم كلثوم لامرأة ملك الروم فقال قائلون: هو له بالذي لها: وليست امرأة الملك بذمة فتصانع به ولا تحت يديك فتبقيك. وقال آخرون قد كنا نهدي الثياب لنستثيب ونبعث بها لتباع ولنصيب شيئاً، فقال: ولكن الرسول رسول المسلمين والبريد بريدهم والمسلمون عظموها في صدرها فأمر بردها إلى بيت المال ورد عليها بقدر نفقتها.)
وفي شرح نهج البلاغة: (وجه عمر إلى ملك الروم بريداً فاشترت أم كلثوم امرأة عمر طيباً بدنانير وجعلته في قارورتين وأهدتهما إلى امرأة ملك الروم، فرجع البريد إليها ومعه ملء القارورتين جواهر، فدخل عليها عمر، وقد صبت الجواهر في حجرها، فقال: من أين لك هذا؛ فأخبرته، فقبض عليه، وقال: هذا للمسلمين، قالت: كيف وهو عوض هديتي! قال: بيني وبينك أبوك، فقال علي عليه السلام لك منه بقيمة دينارك، والباقي للمسلمين جملة لأن بريد المسلمين حمله.) ص 2059 ش نهج البلاغة، نسخة الكترونية
أم سليط أحق به: عن ثعلبة بن أبي مالك أنه قال: إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قسم مروطاً بين نساء أهل المدينة، فبقي منها مرطٌ جيد فقال له بعض من عنده: يا أمير المؤمنين، أعط هذا بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم التي عندك – يريدون أم كلثوم بنت علي – فقال عمر: أم سليط أحق به - وأم سليط من نساء الأنصار ممن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم- قال عمر: فإنها كانت تزفر لنا القرب يوم أحد، فما رضي عمرُ أن يعطي امرأته مرطا أفضل من مرط نساء المسلمين، وما ساء هذا التصرفُ أمَّ كلثوم وإنما سرها فعل زوجها عمر.
هذا هو عمر الخليفة الراشد العادل الذي بلغ الذروة في القدوة الحسنة كما رباه رسول الإسلام، فملأ الإيمان بالله شغاف قلبه، إنه الإيمان العميق، الذي صنع منه قدوة للأجيال، ويبقى الإيمان بالله والتربية على تعاليم هذا الدين سبباً عظيماً في جعل الحاكم قدوة، فمن يشبه الفاروق في عدله وقوته ورحمته وقدوته وبره وورعه وتقواه؟!..
يقول الشاعر العراقي الشيعي المنصف الدكتور عباس الجنابي
ما منْ حديث ٍ به المُخْتـار يفْتخـرُ الاّ وكُنْت الـذي يعْنيـه يـا عُمـرُ والسابقينَ من الأصحاب، ما نقضوا عَهْدا، ولا خالفوا أمْراً بـه أ ُمـروا كواكبٌ في سمـاء المجـدِ لامِعَـة ٌ جباهُـهُـمْ تنحَـنـي لله والـغُـررُ يا راشداً هَـزَّتْ الأجيـال سيرَتُـهُ وبالميامين حصرا ً تشْمَـخُ السِيَـرُ في روضةِ الدين أنهارٌ فضائلُكَ الـ كُبرى بها الدهرُ والأزمـانُ تنغمـرُ ضجّتْ قُريشٌ وقدْ سفّهْتَ في علـن ٍ أصنامَهـا وبـدا يعْتامُهـا الخطـرُ أقبلْت أذ أدبروا،،أقدمـت إذ ذُعـروا وفّيْتَ إذ غدروا،، آمنْـت إذ كفَـروا لك السوابقُ لا يحظـى بهـا أحـدٌ ولمْ يَحُـز ْ مثلَهـا جـنُّ ولا بشـرُ فحينَ جفّتْ ضروعُ الغيم قُلتَ لهُـمْ: صلّوا سيَنْزلُ مـنْ عليائـه المَطَـرُ سَنَنْتَهـا سُنّـة ً بالخيـر عامـرة ً ففي الصلاة ِ ضلال ِ الشّر ِ ينْحسـرُ عام الرمادة ِ أشبعتَ الجيـاع َ ولـمْ تُسْرفْ، وقد نعموا بالخير ِ وازدهروا وَقَفْـتَ تـدْرأ ُ نَهـاّزا ً ومُنْتفـعـاً فمـا تطـاولَ طمّـاعٌ ومُحْتـكـرُ تجسَدَ العدْلُ في أمْر ٍ نهضـتَ بـه ولم يزل عطرُهُ في النـاس ينتشـرُ لك الكرامـاتُ بحْـرٌ لا قـرار لـهُ وأنت كـلُ عظيـم فيـك يُختصـرُ كمْ قلتَ رأيا حصيفا ً وانتفضتَ لـهُ ووافقتْـكَ بـه الآيـاتُ والـسُـوَرُ وكمْ زرَعْتَ مفاهيما شمَخـتَ بهـا ما زال ينضجُ في أشجارهـا الثمَـرُ يفِرّ ُ عن درْبك الشيطـانُ مُتّخـذا ً درباً سواهُ فيمضـي مـا لـهُ أثَـرُ وتستغيـثُ بـك الأخـلاقُ مُؤْمنـة ً بـأنّ وجهـكَ فـي أفلاكهـا قمَـرُ عسسْتَ والناسُ تأوي في مضاجعِها وكُنْت تسهرُ حتّـى يطلِـعَ الّسحـرُ القولُ والفعلُ في شخص اذا اجتمَعَـا تجَسّدَ الحقّ ُ واهتزّتْ لـهُ العُصُـرُ
يتبع: سلمان الفارسي بشجاعة وقوة يحاكم الفاروق في ثوب خَلِق، ولا يحاكمه فيما هو أعظم، فكيف؟
| |
|
| |
منى سفينة عضو فعال
عدد المساهمات : 73 نقاط : 141 تاريخ التسجيل : 24/01/2011
| موضوع: رد: مواقف نادره في التاريخ البشري للفاروق عمر ابن الخطاب رضي الله عنه السبت أكتوبر 19 2013, 02:33 | |
| الحلقة العاشره
سلمان الفارسي بشجاعة وقوة يحاكم الفاروق في ثوب خَلِق، ولا يحاكمه فيما هو أعظم، فكيف؟
يقول الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود: (كان إسلام عمر فتحا، وكانت هجرته نصرا، وكانت إمامته رحمه، ولقد رأيتنا وما نستطيع أن نصلي إلى البيت حتى أسلم عمر، فلما أسلم عمر قاتلهم حتى تركونا فصلينا)..
ونستطيع أن نقول: كانت خلافة الفاروق فتحا، وكان حكمه عدلا، وسيرته رحمة، حتى قال عنه علي بن أبي طالب: (ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد نبيها ؟ أبو بكر، ثم قال: ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد أبي بكر؟ عمر)، ولما تولى أبو الحسن الخلافة وبدأ السبأيون يثيرون الفتن، قام غاضبا متوعدا بجلد كل من يفضله على أبي بكر وعمر حد المفتري، فعن الحكم بن جحل قال: سمعت علياً يقول: "لا يفضلني أحد على أبي بكر وعمر إلا جلدته حد المفتري"..
وعندما أراد الصديق رضي الله عنه الإستخلاف استشار الصحابة في ذلك وقال لهم: إني قد عهدت عهداً، أفراضون أنتم به؟ فقال القوم جميعاً: نعم، إلا علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: (لا، إلا أن يكون عمر بن الخطاب) رضي الله عنه.
سار الفاروق في خلافته سيرة زهد وتقوى وورع وعدل ورحمة لم يشهد التاريخ بعد الرسول وخليفته له مثيلا، حتى الصحابة كانوا له نعم العون والنصح، وعندما قسم الفاروق حللا بين المسلمين أعطى كل واحد ثوبا، ثم صعد الفاروق المنبر وعليه حلة، والحلة ثوبان فقال: أيها الناس ألا تسمعون؟ فقال سلمان الفارسي رضي الله عنه: لا نسمع!! أمير المؤمنين يخطب في الشعب وأحد خاصته يعترض ويتمرد أثناء خطبة الزعيم فيقول لا سمعا ولا طاعة!! فيقول الفاروق متعجبا من أخيه سلمان الفارسي: ولِـمَ يا أبا عبدالله؟ قال: إنك قسمت علينا ثوبا ثوبا وعليك حلة (أي ثوبان)!! فقال الفاروق وهو إمام العدل: لا تعجل يا أبا عبدالله، ثم نادى على عبدالله!!فلم يجبه أحد، فقد كان هناك توتر بين الأمير الحاكم وبين سلمان الذي أتى من فارس وأعزه الله بالإسلام لا تأخذه في الحق لومة لائم، وقال عنه الرسول عليه الصلاة والسلام: (سلمان منا آل البيت)، ولما سكت الحضور متهيبين من الموقف، أعاد الفاروق النداء: يا عبدالله بن عمر! فقال: لبيك يا أمير المؤمنين، ثم قال الفاروق وقد وقف أمام الجميع ليدافع عن نفسه ضد تهمة سلمان الفارسي له بالخروج عن العدل: الثوب الذي اتزرتُ فيه هو ثوبك؟ فقال: عبدالله بن عمر: اللهم نعم، فرد سلمان الفارسي حالا: (الآن نسمع ونطيع لك يا أمير المؤمنين)، فقد كان الفاروق طويلا وثوبه قصير لا يستر بمفرده فأخذ من ابنه عبدالله ثوبه ليغطي بعض جسمه..
سلمان الفارسي يعرف حال الفاروق، ويعرف أنه ابطأ على الناس يوم جمعة، ولما خرج الفاروق عليهم اعتذر أليهم في احتباسه وقال: (إنما حبسني غسل ثوبي هذا كان يُغسل ولم يكن لي ثوب غيره)، فقال بعض الصحابة: قد أتعبت من بعدك يا أبا حفص..
وعندما أُتي عمر رضي الله عنه بسيف كسرى ومنطقته وزبرجده قال لم حوله: (إن أقواماً أدوا هذا لذوو أمانة)، فقال علي رضي الله عنه : (إنك عففت فعفت الرعية) ، وفي رواية: (إن القوم رأوك عففت فعفوا، ولو ارتعت ارتعوا)..
والسؤال:
لماذا كان سلمان الفارسي شجاعا مقداما يتحدى الفاروق ويقول له: لا نسمع ويحاكمه في ثوب خَلِق، ولم يؤثر عنه أنه وقف ضد الفاروق وتحداه فيما هو أهم وهي الإمامة والوصية!! لماذا الشيعة استثنوه مع نفر قليل من الردة، وقد بايع سلمان الفارسي عمر الفاروق أسوة بآل البيت وإمامهم أبي الحسن؟ هل يُعقل أن يجبن سلمان الفارسي عن قول الحق في الإمامة ويجهر بالحق ويتمرد على الفاروق من أجل ثوبٍ ثمنه دراهم معدودات؟
بئست والله عقول الشيعة فهم قوم لا يقرأون السيرة ولا يتعظون، فإذا قرأوها لا يعقلون ولا يفهمون!! وفي نهج البلاغة مصحف الشيعة ثناء من علي بن أبي طالب على أبي بكر وعمر، ومع ذلك يمرون عليها وهم عن الحق معرضون، فيقول علي في نهج البلاغة عن الصديق والفاروق: (لعمري إن مكانهما في الإسلام لعظيم، وإن المصاب بهما لجرح في الإسلام شديد، فرحمهما الله وجزاهما أحسن ما عملا)، وعندما توفي عمر قال فيه علي رضي الله عنهما: (لله بلاء عمر ـــ وقد غيرها الرافضة إلى كلمة فلان ـــ فلقد قوم الأود، وداوى العمد، وأقام السنة، وخلف الفتنة، ذهب نقي الثوب، قليل العيب، أصاب خيرها، وسبق شرها، أدى إلى الله طاعته، واتقاه بحقه، رحل وتركهم في طرق متشعبة، لا يهتدي بها الضال، ولا يستقين المهتدي)..
وعندما توفى الفاروق دخل عليه علي بن أبي طالب وهو مسجى فقال: (لوددت أن ألقى الله تعالى بصحيفة هذا المسجى). وفي رواية: (إني لأرجو الله أن ألقى الله تعالى بصحيفة هذا المسجى)...
يتبع: الفاروق يحاسب أهله وأولاده بصرامة
| |
|
| |
منى سفينة عضو فعال
عدد المساهمات : 73 نقاط : 141 تاريخ التسجيل : 24/01/2011
| موضوع: رد: مواقف نادره في التاريخ البشري للفاروق عمر ابن الخطاب رضي الله عنه السبت أكتوبر 19 2013, 02:33 | |
| الحلقة الحاديه عشر الفاروق يراقب ويتابع أولاده ويحاسبهم بصرامة
عندما تولى الفاروق الخلافة قال: (إن الناس ليؤدون إلى الإمام ما أدى الإمام إلى الله، وإن الإمام إذا رتع رتعت الرعية)، فررأ الفاروق أن يبدأ سيرة العدل بأهله وولد أولاً لأن الناس سينظرون إلى عمر وأهل بيته بمنظار فيه محاسبة وتدقيق، فكان كلما أمر الناس بأمر قال لأهل بيته: (إني نهيت الناس عن كذا وكذا، وإن الناس ينظرون إليكم كما ينظر الطير إلى اللحم فإن وقعتهم وقعوا، وإن هبتم هابوا، وإني والله لا أوتى برجل وقع فيما نهيت الناس عنه إلا أضعفت له العذاب، لمكانه مني، فمن شاء منكم أن يتقدم، ومن شاء منكم أن يتأخر)، ولتطبيق هذا المبدأ ، شدد مراقبته على أهل بيته، وتابع تصرفاتهم بكل حزم وعدل، فكان مما فعل:
1- إقامة الحد مرة أخرى على عبدالرحمن بن عمر: المساواة أمام الشريعة في أسمى معانيها كانت صفة ملازمة للفاروق، وقد كان يوصي ولاته دائما بالعدل بين الرعية، وها هو عبدالرحمن ابن أمير المؤمنين يشرب شرابا لم يكن يعرف أنه مسكرٌ إلا بعد أن شربه، ولما وصل دار الإمارة عند عمرو بن العاص وعرف حاكم مصر أنه لم يكن متعمدا خفف عنه الحكم بإقامة الحد في بيته، فلما بلغ ذلك الفاروق غضب غضبا شديدا ولم يشفع لعمرو بن العاص جهاده وفتحه لمصر، لأن المسألة فيها وقضاء وحكم ووجوب عدل، فلا يجوز أن ينفذ الحد على الناس في الساحة العامة وينفذ على ابن أمير المؤمنين داخل البيت..
فكتب الفاروق إلى عمرو بن العاص:(من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى العاص بن العاص: عجبت لك يا ابن العاص ولجرأتك عليّ، وخلاف عهدي، أما إني قد خالفت فيك أصحاب بدر عمن هو خير منك، واخترتك لجدالك عني وإنفاذ مهدي، فأراك تلوثت بما قد تلوثت، فما أراني إلا عازلك فمسيء عزلك، تضرب عبد الرحمن في بيتك، وقد عرفت أن هذا يخالفني؟ إنما عبدالرحمن رجل من رعيتك، تصنع به ما تصنع بغيره من المسلمين، ولكن قلت: هو ولد أمير المؤمنين وقد عرفت أن لا هوادة لأحد من الناس عندي في حق يجب لله عليه، فإذا جاءك كتابي هذا، فابعث به فى عباءة على قتب حتى يعرف سوء ما صنع)، وقد تم إحضاره إلى المدينة وأقام عليه الحد أمام الملأ..
2- عدم استغلال المرافق العامة: فطن الفاروق إلى منع استخدام أهله للمرافق العامة حتى لا يميزهم أحد عن بقية المسلمين، وفي هذا يقول عبدالله بن عمر: (اشتريت إبلاً أنجعتها الحمى فلما سمِنَت قدمت بها، قال: فدخل عمر السوق فرأى إبلاً سماناً، فقال: لمن هذه الإبل؟ قيل: لعبد الله بن عمر، قال، فجعل يقول: (يا عبد الله بن عمر بخ … بخ … ابن أمير المؤمنين، قال: ما هذه الإبل؟ قال، قلت: إبل اشتريتها وبعثت بها إلى الحمى ابتغى ما يبتغي المسلمون!، قال: فقال: فيقولون ارعوا إبل ابن أمير المؤمنين، اسقوا إبل ابن أمير المؤمنين، يا عبد الله بن عمر اغد إلى رأس مالك، واجعل باقيه في بيت مال المسلمين).
3- محاسبته لعبد الله بن عمر عندما اشترى فـَيْءَ جلولاء: قال عبد الله بن عمر: (شهدت جلولاء – إحدى المعارك ببلاد فارس – فابتعت من المغنم بأربعين ألفاً، فلما قدمت على أمير المؤمنين قال: أرأيت لو عرضت على النار فقيل لك: افتده، أكنت مفتدياً به؟ قلت: والله ما من شيء يؤذي بك إلا كنت مفتدياً بك منه، قال: كأني شاهد الناس حين تبايعوا فقالوا: عبد الله بن عمر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وابن أمير المؤمنين وأحب الناس إليه، وأنت كذلك فكان أن يرخصوا عليك أحب إليهم من أن يغلوا عليك، وإني قاسم مسؤول وأنا معطيك أكثر ما ربح تاجر من قريش، لك ربح الدرهم درهم، قال: ثم دعا التجار فابتاعوه منه بأربعمائة ألف درهم، فدفع إلي ثمانين ألفاً وبعث بالباقي إلى سعد بن أبي وقاص ليقسمه). فهل عرف العدل معنى ً غير هذا من أمير المؤمنين؟ارأيتم كيف كان عمر الفاروق قبل إسلامه وكيف صار بعد أن اسلم وتربى على يدي رسول الله عليه وآله الصلاة والسلام؟
4- منع جرِّ المنافع لأهل بيته: عن أسلم قال: خرج عبد الله وعبيد الله ابنا عمر في جيش إلى العراق فلما قفلا مرا على أبي موسى الأشعري وهو أمير البصرة فرحب بهما وسهل وقال: لو أقدر لكما على أمر أنفعكما به لفعلت، ثم قال: بلى، هاهنا مال من مال الله أريد أن أبعث به إلى أمير المؤمنين وأسلفكماه فتبيعان به متاع العراق ثم تبيعانه بالمدينة، فتؤديان رأس المال إلى أمير المؤمنين ويكون لكما الربح، ففعلاً، وكتب إلى عمر أن يأخذ منهما المال. فلما قدما على عمر قال: أكـُلُّ الجيش أسلف كما أسلفكما؟ فقالا: لا، فقال عمر: أديا المال وربحه، فأما عبد الله فسكت، وأما عبيد الله فقال: ما ينبغي لك يا أمير المؤمنين، لو هلك المال أو نقص لضّمناه، فقال: أديا المال.. فسكت عبد الله وراجعه عبيد الله، فلم يقبل عمر من عبيدالله اعتراضا، فقال رجل من جلساء عمر: يا أمير المؤمنين لو جعلته قراضاً، فقبل عمر رأيه، وأخذ رأس المال ونصف ربحه إلى بيت مال المسلمين، وأخذ عبد الله وعبيد الله نصف ربح المال، ولم يشفع لهما إلا أن المال لو هلك لضمنه عبدالله وعبيدالله، ثم لو خسرا لكانا ملزمين بدفع رأس المال لأن هذا مال للمسلمين، ثم إن المال ربح فعاد رأس المال ونصف الربح إلى بيت المال.. قالوا: هو أول قراض في الإسلام..
و ما وقى ابنك عبد الله أينقـه لما اطلعت عليها في مراعيها رأيتها في حماه وهي سارحـة مثل القصور قد اهتزت أعاليها فقلت ما كان عبد الله يشبعهـا لو لم يكن ولدي أو كان يرويها قد استعان بجاهي في تجارته و بات باسم أبي حفص ينميها ردوا النياق لبيت المال إن له حق الزيادة فيها قبل شاريهـا و هـذه خطـة لله واضعهـا ردت حقوقا فأغنت مستميحيها فإن نكن نحن أهليها و منبتهـا فإنهم عرفوهـا قبـل أهليهـا
| |
|
| |
منى سفينة عضو فعال
عدد المساهمات : 73 نقاط : 141 تاريخ التسجيل : 24/01/2011
| موضوع: رد: مواقف نادره في التاريخ البشري للفاروق عمر ابن الخطاب رضي الله عنه السبت أكتوبر 19 2013, 02:34 | |
| الحلقة الثانيه عشر
أوّلـِيـَّاتُ عُمرَ الفاروق وسَبْقِه
- أول من لُقِّبَ بالفاروق، وهو لقبٌ لقبه رسول الله عليه الصلاة والسلام لعمرَ لأن الله فرق به بين الحق والباطل.. - أول من لُقِّبَ بأمير المؤمنين.. - أول من أسس نظام دوريات العسس في الليل لفرض الأمن ومعرفة أوضاع المدينة وكان يعس بنفسه.. - أول من استخدم العصا الصغيرة في التأديب حتى صارت درة الفاروق مضرب المثل في المهابة والعدل.. - أول من وضع التأريخ للمسلمين، واختياره بدء التاريخ من الهجرة دلالة عبقريته الفذة.. - أول من فتح الطرق ومهدها للسير، وله مقولته المشهورة: (لو عثرت بغلة في العراق لخشيت أن يسألني الله عنها، لِمَ لـَمْ يُمهد لها عمر الطريق).. - أول من مَصّر الأقاليم المفتوحة ونظمها تنظيما إداريا فتيا... - أول من عقد مؤتمرات سنوية للولاة وقادة الجيوش في موسم الحج لمحاسبتهم ومعرفة أحوالهم والتشاور معهم.. - أول من أمر بكشف حسابات أموال عماله وولاته وقواد جيوشه.. - أول من دون الدواوين.. - أول من انشأ بيتا لأموال المسلمين ومركزا تموينيا للغذاء وهو (دار الدقيق).. - أول من ضرب الدراهم وقدر أوزانها والعمل بها.. - أول من قام بتوسعة المسجد النبوي.. - أول من مسح الأراضي وحدد مساحاتها وأطوالها.. - أول من اتخذ دارا للضيافة.. - أول من أقرض الفائض من بيت المال للمضاربة والتجارة.. - أول من أجلى اليهود عن جزيرة العرب بعدما شعر بخطرهم ومؤامراتهم.. - أول من أسقط الجزية عن الفقراء والمساكين وغير المستطيعين من أهل الكتاب وغيرهم.. - أول من فرض معاشا لأطفال المسلمين المواليد.. - أول من فرض معاشا لفقراء وعجزة أهل الكتاب من بيت مال المسلمين.. - أول من أقام المعسكرات لتدريب الجند... - أول من أمر بالتجنيد الإجباري وانشاء قوات احتياط مدربة.. - أول من وضع ديوانا للجند فيه أسماؤهم ومرتباتهم.. - أول من انشأ هيئات قضائية ولجان طبية ومترجمين يرافقون الجيوش في فتوحاتهم للأمصار.. - أول من انشأ خطط إمدادات للجيش ومخازن أمن غذائية لمواجهة المتطلبات والظروف..
يتبع
| |
|
| |
منى سفينة عضو فعال
عدد المساهمات : 73 نقاط : 141 تاريخ التسجيل : 24/01/2011
| موضوع: رد: مواقف نادره في التاريخ البشري للفاروق عمر ابن الخطاب رضي الله عنه السبت أكتوبر 19 2013, 02:34 | |
| الحلقة الثالثه عشر
الفاروق مُحَقـِّقٌ جنائي وصائنٌ لشرف وعرض المسلمات
ستر العورات وحفظ الشرف:
كان الفاروق عمر إلى جانب عدله وصرامته في الحق عطوفا رحيما على الرعية، فكان رضي الله عنه يقيس كلَّ حالة بما يصلح لها، فيروي الشعبي رحمه الله أن رجلا أتى إلى الفاروق يستشيره في أمر جلل!! فقال: يا أمير المؤمنين، إبنتي كنتُ وأدتها في الجاهلية، ثم استخرجتها قبل أن تموت، فأدركت معنا الإسلام فأسلمت، ثم أصابها حدٌ من حدود الله، فأخذَتْ الشفرة لتذبح نفسها، وأدركناها وقد قطعت بعض أوداجها، فداويناها حتى برأت، ثم أقبلت بعد توبة حسنة، وهي تُخطب إلى قوم، أفأخبرهم بالذي كان؟
فقال الفاروق رضي الله عنه: أتعهد إلى ما ستره الله فتبديه؟ والله لئن أخبرت بشأنها أحدا من الناس لأجعلنك نكالاً لأهل الأمصار، أنكحها نكاح العفيفة المسلمة..
الفاروق مُحَقـِّقٌ جنائي: عندما أصبح أهل المدينة وجدوا فتىً أمرد مقتولا وملقى على وجهه في أحد أزقة المدينة، فسأل عمر عن أمره وأمر بالتحقيق في شأن قتله، لكنه لم يظفر بشيء، وأخيرا ضُبطت القضية ضد مجهول وفشى بين الناس أن قضية هذا الفتى قد انتهت، لكن الفاروق أسرَّ في نفسه هذه الجناية ولم ينسها وقال: اللهم أظفرني بقاتله,,,
حتى إذا كان قريبا من رأس الحول أصبح أهل المدينة فإذا بصبي مولود ملقى موضع القتيل، لا يعرف من ألقاه، وضبطت العملية ضد مجهول...
لكن الفاروق جمع بين الحادثتين وبدأ في التحقيق بنفسه، فأخذ المولود إلى امرأة تحفظ السر وتربي المولود البريء، فقال لها: قومي بشأنه، وخذي منا نفقته، وانظري من يأخذه منك، فإذا وجدتِ امرأة تقبّله وتضمه إلى صدرها فأعلميني بمكانها، وشدد على كتمان الموضوع..
فلما شب الصبي، ومرت الأيام، أتت جارية إلى هذه المرأة وطلبت اصطحاب الصبي إلى سيدتها لتراه وترده إليها، فوافقت شرط أن تصحبها مع الصبي، فلما دخلوا على تلك المرأة عرفوا أنها بنت شيخ من الأنصار من أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام، فأخبرت عمر بالقصة، فماذا عمل الفاروق بعد أن أمر المرأة بكتمان القصة؟
الفاروق يعرف أباها وله فضل وسبق في الإسلام، لكن الحق أحق أن يتبع، فاشتمل عمر على سيفه ثم أقبل إلى منزل الأنصاري فوجده متكئا على باب داره، فسلم عليه الفاروق وسأله عن حاله، وعن حال ابنته، فقال: يا أمير المؤمنين، جزاها الله خيرا، هي من أعرف الناس بحق الله تعالى وحق أبيها مع حسن صلاتها وصيامها والقيام بدينها، فطلب الفاروق منه أن يقابل ابنته، فلما استأذن لعمر من ابنته دخل الفاروق وسلم عليها وعلى من كان عندها، فأصابها رعب وهيبة من عمرَ، وكأنها عرفت سبب مجيئه إليها..
طلب الفاروق من الحاضرين الخروج وبقي معها منفردا، فكشف عمرُ عن السيف وقال متوعدا: لتصدقيني، ولم يأتِ بسيرة الصبي أو الفتى الأمرد المقتول، فقالت: على رسلك يا أمير المؤمنين، فوالله لأصدقن، إن عجوزا كانت تدخل عليّ فاتخذتها أمّا، وكانت تقوم في أمري بما تقوم به الوالدة، وكنت لها بمنزلة البنت، فأمضيت بذلك حينا، ثم إنها قالت لي يا بنية إنه قد عرض لي سفر ولي بنت أتخوف عليها من أن تضيع، وقد أحببت أن أضمها إليك حتى أرجع من سفري، فعمدت إلى ابن لها شاب أمرد فهيأته كهيأة الجارية، وأتتني به لا أشك أنه جارية، فكان يرى مني ما ترى الجارية من الجارية، حتى اغتفلني يوما وأنا نائمة فما شعرت حتى علاني وخالطني، فمددت يدي إلى شفرة كانت إلى جنبي فقتلته، ثم أمرت به فألقي حيث رأيت، فاشتملت منه على هذا الصبي، فلما وضعته ألقيته في موضع أبيه.. فهذا والله خبرهما على ما أعلمتك...
إذن القصة فيها خدعة وغدر، نهايتها اغتصاب فمقاومة ودفاع عن العرض، فلما لم تستطع مقاومة الفتى الأمرد لجأت إلى الشفرة فقتلته، فماذا كان رد الفاروق؟
قال لها: صدقتِ بارك الله فيك، ثم أوصاها بوصايا منها كتمان القصة وعدم فضح أمرها، ووعظها ودعا لها بخير، وخرج من عندها وقال لأبيها: بارك الله في ابنتك، فنعم الإبنة ابنتك، وقد وعظتها وأمرتها، فقال الشيخ الأنصاري: وصلك الله يا أمير المؤمنين، وجزاك خيرا عن رعيتك..
يتبع | |
|
| |
منى سفينة عضو فعال
عدد المساهمات : 73 نقاط : 141 تاريخ التسجيل : 24/01/2011
| موضوع: رد: مواقف نادره في التاريخ البشري للفاروق عمر ابن الخطاب رضي الله عنه السبت أكتوبر 19 2013, 02:35 | |
| الحلقة الرابعه عشر الفاروق يوجه الناس الى المقاطعة الإقتصادية المشروعة لتنزيل الأسعار
المقاطعة الإقتصادية لأعداء الإسلام مشروعة بلا شك، وأحيانا تكون واجبة حسب الحال، لكن ما الحل إذا كان هناك تجار من المسلمين أعماهم الطمع ، وغرر بهم الجشع فضيقوا على عباد الله برفع الأسعار؟
الحل هو في مقاطعتهم بعدم الشراء منهم حتى يعودوا إلى صوابهم ورشدهم، فالناس يجب أن يبادورا إلى حفظ مصالحهم ولا ينتظروا من الدولة أن تعمل كل شيء لهم، وفي عهد الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه قام تجار اللحم برفع سعره من غيرسبب لتكثر أرباحهم، فذهب وفدٌ إلى الفاروق يطلب منه التدخل لتخفيض الأسعار
فقالوا له: غلا اللحم فسعره لنا.. فقال الفاروق الرشيد: (أرخصوه أنتم!).. فقالوا: نحن نشتكي غلاء السعر واللحم عند الجزارين ونحن أصحاب الحاجة فتقول : أرخصوه أنتم!؟ وهل نملكه حتى نرخصه؟! فقال الفاروق: (أرخصو أنتم).. قالوا: وكيف نرخصه وليس في أيدينا يا أمير المؤمنين؟! قال : اتركوه لهم...........!! فترك الناس شراء اللحم أياما،، وبعد أن تعفن اللحم مع الجزارين أرخصوه مجبورين!!
رحم الله الفاروق ورضي عنه، كان له في كل ميدان صولات وجولات تشهد له بالذكاء والعبقرية والقيادة والحكمة والحنكة والعدل والرحمة...
يتبع
مع المحكمة الإسلامية العمرية: قصاص من غير سؤال عن الحسب والنسب
| |
|
| |
منى سفينة عضو فعال
عدد المساهمات : 73 نقاط : 141 تاريخ التسجيل : 24/01/2011
| موضوع: رد: مواقف نادره في التاريخ البشري للفاروق عمر ابن الخطاب رضي الله عنه السبت أكتوبر 19 2013, 02:35 | |
| الحلقة الخامسه عشر محكمة الفاروق الإسلامية: الفاروق يأمر بالقصاص من غير سؤال عن الحسب والنسب
بينما الفاروق رضي الله عنه في مجلسه مع كبار الصحابة ومنهم أي الحسن علي بن أبي طالب يتداولون قضايا الأمة وأخبار الفتوحات الإسلامية الكبرى التي تدك معاقل فارس والروم إذ أقبل شابّان يقودان رجلا لا يعرفه عمر ولا الصحابة، فلما أوقفاه أمام الفاروق سألهما: ما هذا؟ قالا : يا أمير المؤمنين، هذا قاتل أبينا، قال الفاروق: أقتلت أباهما؟ فرد الرجل بصوت فيه الندم والخوف والصدق: نعم قتلته! قال الفاروق: كيف قتلتَه؟ قال : دخل بجمله في أرضي فزجرته فلم ينزجر، فأرسلت عليه حجراً وقع على رأسه فمات... قال عمر : القصاص.. الفاروق لم يسأل عن حسب الرجل أو نسبه، ولم يسأل كذلك عن نسب وحسب الشابّين، وإنما قال القصاص بعد اعتراف الرجل بذنبه وتعمده! فلا محاباة عند عمرَ في دين الله، فلو كان أحد أبنائه هو القاتل لنفذ فيه حد القصاص من غير تردد أو تأخير، فقد كان رضي الله عنه يُضاعف العقوبة لأهل بيته إذا أذنبوا بذنب...
قال الرجل : يا أمير المؤمنين، اسألك بالذي قامت به السماوات والأرض أن تتركني ليلة لأذهب إلى زوجي (زوجتي) وأطفالي في البادية ، فأخبِرهم بالقصاص ثم أعود إليك ، فوالله ليس لهم عائل إلا الله ثم أنا... قال عمر : من يكفلك أن تذهب إلى البادية ، ثم تعود إليَّ؟
الفاروق لا يريد أن ينفذ حكم القصاص من جهة، وتضيع أسرة هذا الرجل من جهة أخرى إذا قُتل ولم يعلم أهله بحاله، ولم يوصهم بما قد يصلح حالهم، فتلفت الفاروق يمنة ويسرة لعل هناك من يرحم أهل هذا الرجل فيكفله... سكت الحاضرون، فهم لا يعرفون هذا الرجل ولا اسمه، ولا مكان اقامته! فكيف يكفلون والكفالة على القصاص "النفس بالنفس"..؟!
من يجرؤ على الكفالة وعمر صارم في تطبيق شرع الله ولا يقبل في ذلك شفاعة ولا حسبا أو نسبا رفيعا لو هرب الرجلُ ولم يحضر للقصاص؟!
صمت الناس في موقف رهيب، والفاروق بين أمرين لابد من تحقيقهما، القصاص وحفظ عيال الرجل، ثم التفت الفاروق إلى الشابّين يستعطفهما: أتعفوان عنه؟ قالا : لا يا أمير المؤمنين، من قتل أبانا لا بد أن يُقتل.. فنادى عمرُ في الحاضرين وقد أحس بصدق الرجل : من يكفل هذا أيها الناس؟ واستمر الصمت مخيما على المجلس برهة من الزمن، لكن أبا ذر الغفاري رضي الله عنه لم يحتمل المشهد، فرحم الرجل وقال: يا أمير المؤمنين ، أنا أكفله... قال عمر : هو قَتْل.. فقال أبو ذر: ولو كان قاتلا...أنا أكفله.. فقال الفاروق لأبي ذر والرجل يتهلل فرحا: أتعرفه؟ قال أبو ذر: لا أعرفه، فقال الفاروق محاورا أبا ذر لكي يسمع الرجل الحديث فيصدق في وعده بالرجوع: كيف تكفله؟ قال أبو ذر: رأيت فيه سِمات المؤمنين ، فعلمت أنه لا يكذب ، وسيأتي إن شاء الله فرد عمر بإشفاق على أبي ذر: يا أبا ذرّ ، أتظن أنه لو تأخر بعد ثلاث أني تاركك؟! فقال أبو ذر: الله المستعان يا أمير المؤمنين .. فذهب الرجل فرحا رغم كربه الشديد، وأعطاه عمر مهلة ثلاث ليال ٍ، يُهيئ فيها نفسه ويُودع أطفاله وأهله ، وينظر في أمرهم من بعده ، ثم يأتي ليقتص منه..
بعد ثلاث ليالٍ لم ينسَ عمرُ موعد القصاص، وعند حلول وقت العصر نادى الفاروق في أهل المدينة : الصلاة جامعة... فجاء الشابّان ، واجتمع الناس ، وأتى أبو ذر وجلس أمام عمر... قال الفاروق وقد خشي على أبي ذر: أين الرجل يا أبا ذر؟ قال أبو ذر: ما أدري يا أمير المؤمنين!...
ساد الموقفَ صمتٌ رهيب، فأبو ذر متهيأ للقصاص مكان رجل لم يأتِ بعد، فما ذنب أبي ذر غير أنه أحسن للرجل وكفله؟ لكن أبا ذر والفاروق والحاضرين في المحكمة الإسلامية العُمرية يطبقون الشريعة كما جاءت، فلا فضل بين عربي وأعجمي أو أبيض وأسود إلا بالتقوى، فالقصاص إذن لابد أن يُطبق حتى لو كان على أبي ذر أو أحد من الصحابة...
لم يستعجل الفاروق تنفيذ القصاص بأبي ذر، فكان يريد للموقف أن يكون له أبلغ الأثر عند الشابين فتخالط الرحمة قلبيهما فيعفوان عن أبي ذر!! لكنهما بقيا صامتين، والفاروق ينظر بعيدا لعل الرجل يصدق في وعده، وإذا بالرجل يأتي، فكبّر عمر وكبّر المسلمون معه رحمة بأبي ذر..
قال الفاروق للرجل: أيها الرجل! أما إنك لو بقيت في باديتك، ما شعرنا بك وما عرفنا مكانك!! فقال الرجل: يا أمير المؤمنين، والله ما عليَّ منك ولكن عليَّ من الذي يعلم السرَّ وأخفى، ها أنا قد جئت يا أمير المؤمنين، تركت أطفالي كفراخ الطير لا ماء ولا شجر في البادية ،وجئتُ لأُقتل، واستدار صوب أبي ذر وقال له: جزاك الله خيرا يا أبا ذر..
فوقف عمر مخاطبا الشابين بصوت فيه الإسترحام والإستعطاف: ماذا تريان؟ نعم، بعد أن حكم الفاروق بحكمه العادل، وكفل أبو ذر القاتل حتى يعود ثم عاد صادقا عليه سمات التائبين الصالحين حتى لو اخطأ بقتله في لحظة غضب، ثم تركه لأولاده وأهله وهم في فقر وفاقة، فماذا سيستفيد الشابان من قتله؟ أليس عفوهما أفضل لهما؟
فقالا وهما يبكيان تأثرا بما صار: عفونا عنه يا أمير المؤمنين لصدقه..فما كان من الفاروق إلا أن أرسل دموعه تسيل على لحيته وهو يقول بفرحة:
(الله أكبر، جزاكما الله خيراً أيها الشابان على عفوكما، وجزاك الله خيراً يا أبا ذرّ يوم فرّجت عن هذا الرجل كربته، وجزاك الله خيراً أيها الرجل لصدقك ووفائك)..
ونحن نقول: وجزاك الله خيراً أيها الفاروق لعدلك و حكمتك و رحمتك ...
يتبع
بمشيئة الله...الفاروق يترقب أويس القرني وتحقق نبوءة الرسول عليه الصلاة والسلام
| |
|
| |
منى سفينة عضو فعال
عدد المساهمات : 73 نقاط : 141 تاريخ التسجيل : 24/01/2011
| موضوع: رد: مواقف نادره في التاريخ البشري للفاروق عمر ابن الخطاب رضي الله عنه السبت أكتوبر 19 2013, 02:36 | |
| الحلقة السادسه عشر الفاروق يترقب أويس القرني كل عام وتتحقق نبوءة الرسول عليه الصلاة والسلام
الفاروق خير الأمة بعد أبي بكر: خير هذه الأمة بعد أبي بكر الصديق هو الفاروق رضي الله عنهما، وقد بشرهما الرسول عليه الصلاة والسلام بالجنة، ومع هذا فقد كان الفاروق يحرص على فعل الخير وطلب المغفرة لذنبه حتى لو كان من رعيته وحتى لو كان غير ذي شأن!!، وقد أرشده الرسول وأوصاه إنْ لاقى رجلا من أهل اليمن أن يطلب منه أن يستغفر له لصلاحه وبره بأمه ولشدة تقواه وورعه مع جهل الناس بمنزلته عند الله..
نبوءة الرسول عليه الصلاة والسلام: كان الفاروق موقنا بأن نبوءة الرسول ستتحقق، فكان في كل حج يسأل وفود اليمن عن أويس، فإذا لم يلتقِ به لا ينسى أن يطلبه في الحج القادم، وعندما وفد أويس للحج مع أهل اليمن أكثر الفاروق من السؤال عنه، فتعجبوا من اهتمام الفاروق برجل ليس له عندهم شأن، خامل الذكر قليل المال، فقام شيخ طويل اللحية من قرن، فقال: يا أمير المؤمنين، إنك قد أكثرت السؤال عن أويس هذا، وما فينا أحد اسمه أويس إلا ابن أخ لي يقال له أويس، فأنا عمه، وهو حقير بين أظهرنا، خامل الذكر، وأقل مالا، وأوهن أمراً من أن يرفع إليك ذكره، فسأله عمر عن مكانه، فأجابه بأنه في أراك عرفة يرعى إبلا لهم.
في صحيح الإمام مسلم: "كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا أتى عليه أمداد أهل اليمن سألهم: أفيكم أويس بن عامر حتى أتى على أويس رضي الله عنه، فقال له: أنت أويس بن عامر؟ قال: نعم. قال: من مراد ثم من قرن؟ قال: نعم. قال: فكان بك برص فبرأت منه إلا موضع درهم؟ قال: نعم. قال: لك والدة؟ قال: نعم.قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ثم من قرن كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم له والدة هو بها بر لو أقسم على الله لأبره، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل)، فاستغفر لي، فاستغفر له، فقال له عمر: أين تريد؟ قال: الكوفة. قال: ألا أكتب لك إلى عاملها؟ قال: أكون في غبراء الناس أحب إلي، فلما كان من العام المقبل حج رجل من أشرافهم فوافق عمر فسأله عن أويس، فقال: تركته رث البيت قليل المتاع. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد من أهل اليمن من مراد ثم من قرن كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم له والدة هو بها بر لو أقسم على الله لأبره، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل، فأتى أويسا فقال: استغفر لي. قال: أنت أحدث عهداً بسفر صالح فاستغفر لي قال لي: لقيت عمر؟ قال: نعم، فاستغفر له، ففطن له الناس فانطلق على وجهه"..
أويس يستغفر لأبي الحسن مع الفاروق: هناك رواية أخرى للقصة، وهو أن أبا الحسن كان ملازما لصهره الفاروق ملازمة شبه تامة خاصة في الحج، وكان الفاروق مؤمنا أن نبوءة الرسول عليه الصلاة والسلام في ملاقاة أويس القرني لابد أن تتحقق، فأخبر أبا الحسن بما أوصاه الرسول، وأخبره أن أويس قد قدم الحج ذلك الزمان، فانطلق عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما مُسرعَين إلى أراك عرفة خلسة حتى لقوه يصلي قريبا من الإبل التي يرعاها، فلما تحققا من أويس عانقاه وطلبا منه أن يستغفر لهما، وأخبره الفاروق بحديث الرسول وبشارته ونبوءته، فقال لهما أويس: ومثلي يستغفر لأمثالكما؟ فقالا: نعم، إنها وصية رسول الله عليه الصلاة والسلام، فبكى أويس واستغفر لهما، ثم توارى أويس عن الأنظار خوف الفتنة..
كان أويس رضي الله عنه يرعى إبل القوم ويمشي بينهم ولا يعلمون هذه المنزلة الكبرى له، فكيف لو عرفوا بحديث الرسول عنه وبيان فضله وأنه لو أقسم على الله لأبرّه؟، وكان الفاروق رضي الله عنه في كل عام يسأل عن أويس ليستغفر له، ولم ينظر الفاروق إلى نفسه بأنه أمير المؤمنين وصاحب رسول الله وصاحب أبي بكر وله منزلة أعلى من منزلة أويس، ولكنه من ورعه وتقواه وخوفه من الله كان حريصا أن يطلب أويس في كل عام ليستغفر له عملا بوصية الرسول عليه الصلاة والسلام، وقد حدث بالفعل..
ولأصحاب العقول: أبو الحسن طلب مع الفاروق أن يستغفر لهما أويس، فكيف لأصحاب العقول أن يقبلوا طلب الفاروق من أويس أن يستغفر له، ويتغاضون عن عدم طلب الفاروق من أبي الحسن أن يستغفر له في ظلامة الزهراء واغتصاب الخلافة وانتزاع أرض فدك كما يزعم السبأيون الفرس؟!!
يتبع مع أيام عمر الأخيرة بعد الفتوحات الكبرى، والإنتصارات العظمى، وتقويض مملكتي فارس والروم، واقتراب كسر الباب
!!
| |
|
| |
منى سفينة عضو فعال
عدد المساهمات : 73 نقاط : 141 تاريخ التسجيل : 24/01/2011
| موضوع: رد: مواقف نادره في التاريخ البشري للفاروق عمر ابن الخطاب رضي الله عنه السبت أكتوبر 19 2013, 02:36 | |
| الحلقة السابعه عشر الفتن واقتراب كسر الباب، آخر الأيام في حياة الفاروق، استشهاده، شهادة التاريخ له -1-
سيرة عطرة خالدة: كان أمير المؤمنين الفاروق رضي الله عنه مثالاً للخليفة العادل المؤمن، والمجاهد النقي التقي الورع القوي الأمين، والحصن المنيع للأمة وعقيدتها، قضى رضي الله عنه خلافته كلها في خدمة دينه وعقيدته وأمته التي تولى أمر قيادتها..
كان رضي الله عنه القائد الأعلى للجيش والفقيه المجتهد الذي يرجع الجميع إلى رأيه، والقاضي العادل النزيه، والأب الحنون الرحيم بالرعية، صغيرها وكبيرها، ضعيفها وقويها، فقيرها وغنيها، الصادق المؤمن بالله ورسوله، السياسي المحنك المجرب والإداري الحكيم الحازم، أحكم بقيادته صرح الأمة، وتوطدت في عهده دعائم الدولة الإسلامية، وتحققت بقيادته أعظم الانتصارات على الفرس في معارك الفتوح، فكانت القادسية والمدائن وجلولاء ونهاوند، وتمّ فتح بلاد الشام ومصر من سيطرة الروم البيزنطيين، ودخل الإسلام في معظم البلاد المحيطة بالجزيرة العربية، وكانت خلافته سداً منيعاً أمام الفتن، وكان عمر نفسه باباً مغلقاً لا يقدر أصحاب الفتن الدخول إلى المسلمين في حياته، ولا تقدر الفتن أن تطل برأسها في عهده، إذا سلك شعبا سلكت الفتنُ شعبا آخر، وإذا مشى في طريق ٍ هربت الشياطين وابتعدت عن ذالك الطريق خوفا من عمر...
عمر الفاروق هو الباب المنيع وحذيفة يخبره باقتراب كسره: قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: كنّا عند بن الخطاب رضي الله عنه، فقال: أيكم يحفظ حديث رسول الله في الفتنة؟ فقلت: أنا أحفظه كما قال! قال: هات، لله أبوك، إنك لجريء، قلت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "فتنة الرجل في أهله وماله ونفسه وولده وجاره، يكفرها الصيام والصلاة والصدقة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، قال عمر: ليس هذا أريد، إنما أريد الفتن التي تموج كموج البحر! قلت: مالك ولها يا أمير المؤمنين؟! إنّ بينك وبينها باباً مغلقاً!! قال: فيكسر الباب أو يفتح؟ قلت: لا، بل يُكسر!! قال: ذاك أحرى أن لا يغلق أبداً، حتى قيام الساعة! قال أبو وائل الراوي عن حذيفة: هل كان عمر يعلم من الباب؟ قال حذيفة: نعم، كما يعلم أن دون غد الليلة! إني حدثته حديثاً ليس بالأغاليط، قال أبو وائل: فهبنا أن نسأل حذيفة: من الباب؟ فقلنا لمسروق: سل حذيفة من الباب؟ فقال مسروق لحذيفة: من الباب؟ قال حذيفة: هو عمر...
إن حذيفة بن اليمان قدّم العلم لعمر رضي الله عنه بأن الباب المنيع هو الذي يمنع تدفق الفتن على المسلمين، ويحجرُها عنهم، إنَّ هذا الباب الذي هو الفاروق سيُكسر كسراً، وسيتحطم تحطيماً، وهذا معناه أنه لن يغلق بعد هذا حتى قيام الساعة، وهذا ما فهمه عمر، أي أن الفتن ستبقى منتشرة ذائعة بين المسلمين، ولن يتمكَّنوا من إزالتها أو توقُّفها أو القضاء عليها، وحذيفة رضي الله عنه لا يقرر هذا من عنده، ولا يتوقعه توقعاً، فهو لا يعلم الغيب وإنما سمع هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ووعاه وحفظه كما سمعه، ولهذا يعلق على كلامه لعمر قائلاً:إني حدثته حديثاً ليس بالأغاليط، أي حدثته حديثاً صحيحاً صادقاً، لا أغاليط ولا أكاذيب فيه، لأنني سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم . ثم إن عمر رضي الله عنه يعلم الحقيقة التي أخبره بها حذيفة، فهو يعلم أن خلافته باب منيع يمنع تدفق الفتن على المسلمين، وأن الفتن لن تغزو المسلمين أثناء خلافته وعهده وحياته، وكان عمر رضي الله عنه يعلم من رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه سيقتل قتلاً، وسيلقى الله شهيداً، قال أنس بن مالك رضي الله عنه: صعد رسول الله جبل أحد، ومعه أبو بكر و عمر وعثمان، فرجف الجبل بهم. فضربه رسول الله صلى الله عليه وسلم برجله، وقال له: "اثبت أُحُد: فإنما عليك نبيّ، وصديق، وشهيدان".
الفاروق يدعو ربه أن يقبضه غير مضيع: عن سعيد بن المسيب: أن عمر رضي الله عنه لما نفر من منى أناخ بالأبطح فكوم كومة من بطحاء، فألقى عليها طرف ثوبه، ثم استلقى عليها، ورفع يديه إلى السماء فقال: "اللهم كُبرت سني، وضعفت قوتي، وانتشرت رعيّتي، فأقبضني غير مضيِّع"، ولا مفرط، ثم قدم المدينة، وكانت تلك آخر حجة حجها الفاروق سنت 23هـ..
ملحوظة: في هذه الفصول المتبقية سأعتمد على كتاب سيرة الفاروق للدكتور علي الصلابي
يتبع ... طلب الفاروق للشهادة ورؤيا أبي موسى الأشعري وعوف بن مالك..
| |
|
| |
منى سفينة عضو فعال
عدد المساهمات : 73 نقاط : 141 تاريخ التسجيل : 24/01/2011
| موضوع: رد: مواقف نادره في التاريخ البشري للفاروق عمر ابن الخطاب رضي الله عنه السبت أكتوبر 19 2013, 02:38 | |
| الحلقة الثامنه عشر استشهاد الفاروق ومزار أبي لؤلؤة المجوسي في كاشان بإيران -3-
أبولؤلؤة المجوسي الكافر يمثل أعلى درجات الحقد على الإسلام: أبو لؤلؤة المجوسي عابد النار وقاتل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان كافرا لم يسلم، وكان أبو لؤلؤة حاقدا على عمرَ الفاروق لنجاح المسلمين في خلافته في تحطيم الدولة الساسانية المجوسية والقضاء عليها، وكان ابو لؤلؤة إذا رأى أطفال السبايا المجوس في المدينة المنورة، يمسح على رؤوسهم ويبكي ويقول : "لقد أكل عمر كبدي!!!"... وتلك هي طبيعة الكفار في كل زمان ومكان، قلوب لا تضمر للمسلمين إلا الحقد والحسد والبغضاء، ونفوس لا تكن للمؤمنين إلا الشر والهلاك والتلف، ولا يتمنون شيئاً أكثر من ردة المسلمين عن دينهم وكفرهم بعد إسلامهم...
أبولؤلؤة خيْرٌ من علي بن أبي طالب وأشجع منه عند الرافضة: الرافضة حين يُقدسون أبالؤلؤة المجوسي، ويعدون عمله مرضيا عند الزهراء رضي الله عنها (لاحظوا!! لا يقولون مرضيا عندالله)، فإنما يستنقصون من أبي الحسن رضي الله عنه وعن بني هاشم وكأنهم جبناء لم يوفقوا إلى عمل ٍ عظيم كما عمله أبولؤلؤة، وقد كان عند أبي الحسن فرصٌ كثيرة للإنقضاض على الخلافة يوم استخلف الفاروق صهره عليا بن أبي طالب على المدينة وذهب إلى الشام بصحبة خادمه، وكان بإمكان علي أن يرسل نفرا من بني هاشم للحاق بعمرَ وقتله خارج المدينة دون علم أحد، لكن أهل القلوب المريضة والعقول الخاوية التي تربت على الخرافات والأساطير الفارسية لم تُعمل عقلها وتدرس التاريخ جيدا، فما كان لمجوسي يعبد النارَ أن ينال شرفا أو منزلة غير منزلة سقر وبئس المصير، فما عمله هذا المجوسي ما كان مرضيا عند صهره أبي الحسن وآل البيت وبني هاشم!!
- ثبت في الطبقات الكبرى لابن سعد بسند صحيح إلى الزهري، أن عمر رضي الله عنه قال لهذا المجوسي ذات يوم: (ألم أُحدّث أنك تقول: لو أشاء لصنعت رحى تطحن بالريح؟!)، فالتفت إليه المجوسي عابساً، وقال: (لأصنعن لك رحى يتحدث الناس بها، فأقبل عمر على من معه، فقال: توعدني العبد)، ولم يعتقله عمر أو ينفيه من المدينة..
استشهاد الفاروق على يد أبي لؤلؤة المجوسي: جاء في مقتل عمر رضى الله عنه عن عمرو بن ميمون قال: إني لقائم، ما بيني، وبينه إلا عبد الله بن عباس، غداة أصيب وكان إذا مرّ بين الصفين، قال استووا، فإذا استووا ، تقدّم فكبّر، وربما قرأ سورة يوسف أو النحل أو نحو ذلك في الركعة الأولى، حتى يجتمع الناس، فما هو إلا أن كبَّر، فسمعته يقول: قتلني – أو أكلني – الكلب، حين طعنه، فطار العلج بسكين ذات طرفين، لا يمرُّ على أحد يميناً ولا شمالاً إلا طعنه، حتى طعن ثلاثة عشر رجلاً، مات منهم سبعة، فلما رأى ذلك رجل من المسلمين طرح عليه بُرْنساً، فلما ظنّ العلج أنه مأخوذ نحر نفسه، وتناول عمر يد عبد الرحمن بن عوف فقدّمه – للصلاة بالناس – فمن يلي عمر، فقد رأى الذي أرى، وأما نواحي المسجد فإنهم لا يدرُون، غير أنهم قد فقدوا صوت عمر وهم يقولون: سبحان الله، فصلى بهم عبد الرحمن صلاة خفيفة، فلما انصرفوا قال عمر: يا ابن عباس، انظر من قتلني، فجال ساعة، ثم جاء فقال: غلام المغيرة، قال: الصَّنَع، قال: نعم، قال: قاتله الله لقد أمرت به معروفاً، الحمد لله الذي لم يجعل منيّتي بيد رجل يدّعي الإسلام قد كنت أنت وأبوك يريد العباس، وابنه عبد الله تحبّان أن تكثر العلوج بالمدينة، وكان العباس أكثرهم رقيقاً، فقال عبد الله إن شئت، فعلت، أي: إن شئت قَتَلنا. قال: كذبت- أي: أخطأت– بعدما تكلموا بلسانكم، وصلّوا قبلتكم، وحجوا حجّكم. فاحتمل إلى بيته فانطلقنا معه، وكأن الناس لم تصبهم مصيبة قبل يومئذ)...
قال عمرو بن ميمون في روايته: (رحمه الله: سمعته لما طعن يقول: (وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا)...
الفاروق لم ينسَ رغبته أن يُدفن مع صاحبيه النبي وأبي بكر ولم ينسَ الدين الذي عليه رغم قوة الطعن: كان عبدالله بن عمر واقفا مع أبيه الفاروق بعد طعنه، فالتفت إليه الفاروق وقال: (يا عبد الله بن عمر انظر، ما عليّ من الدَّين، فحسبوه فوجدوه ستة وثمانين ألفاً أو نحوه، قال: إن وفى له مال آل عمر، فأدّه من أموالهم، وإلا فسل في بني عدي بن كعب فإن لم تف أموالهم، فسل في قريش، ولا تعدهم إلى غيرهم، فأدّ عني هذا المال، وانطلق إلى عائشة أم المؤمنين فقل، يقرأ عليك عمر السلام، ولا تقل أمير المؤمنين، فإني لست اليوم للمؤمنين أميراً، وقل يستأذن عمر بن الخطاب أن يبقى مع صاحبيه.. فسلّم عبد الله بن عمر، واستأذن ثم دخل عليها فوجدها قاعدة تبكي، فقال: يقرأ عليك عمر بن الخطاب السَّلام، ويستأذن أن يدفن مع صاحبيه، فقالت: كنت أريده لنفسي، ولأوثرنّه به اليوم على نفسي، فلما أقبل، قيل: هذا عبد الله بن عمر قد جاء، قال: ارفعوني، فأسنده رجل إليه فقال: ما لديك؟ قال: الذي تحب يا أمير المؤمنين، أذنت، قال: الحمد لله، ما كان من شيء أهمُّ إليّ من ذلك.. فإذا أنا قضيت فاحملني ثم سلم فقل: يستأذن عمر بن الخطاب فإن أذنت لي فأدخلوني، وإن ردتني ردوني إلى مقابر المسلمين. قال: فلما قبض خرجنا به، فانطلقنا نمشي، فسلّم عبد الله بن عمر، قال: يستأذن عمر بن الخطاب، قالت عائشة: أدخلوه، فأدخل، فوضع هنالك مع صاحبيه)...
حقد أبي لؤلؤة والمجوس لم يكن على عمرَ وحده بدليل قتله سبعة غير عمر ومشهد كاشان: مزار أبي لؤلؤة المجوسي لعنه الله في كاشان الذي يدل على الحقد الذي امتلأ به صدر هذا المجوسي أنه لمّا طعن عمر رضي الله عنه، طعن معه ثلاثة عشر صحابياً استشهد منهم سبعة جاء في رواية الإمام البخاري قوله: فطار العلج بسكين ذات طرفين لا يمر على أحد يميناً ولا شمالاً إلا طعنه، حتى طعن ثلاثة عشر رجلاً، مات منهم سبعة، ولو كان عمر رضي الله عنه ظالماً له فما ذنب بقية الصحابة الذين اعتدى عليهم؟!، ومعاذ الله تعالى أن يكون عمر ظالماً له، إذ قد ثبت في رواية البخاري أنه لما طعن رضي الله عنه قال: يا ابن عباس، انظر من قتلني، فجال ساعة ثم جاء فقال: غلام المغيرة، قال: الصَنَع؟ أي: الصانع، قال: نعم، قال: قاتله الله، لقد أمرت به معروفاً، الحمد لله الذي لم يجعل منيتي بيد رجل يدعي الإسلام....
كيف طار قبر المجوسي إلى كاشان؟: هذا المجوسي قتل نفسه في المدينة ودفنوه فيها إلى جهنم وبئس المصير، فكيف طار جثمانه إلى كاشان في بلاد إيران ويدفن هناك ويقام له مزار وحج وسعي وطواف؟ أليس هؤلاء حمقى ليس لهم عقول؟ لقد بلغت بهم الخرافات والأساطير أن زعموا أن الله (تعالى عما يقول الظالمون) قد أكرم أبا لؤلؤة فحوله طفلا صغيرا بعد قتل عمر، فبحث المصلون عن أبي لؤلؤة فلم يجدوه، ورأوا ذلك الطفل ولم يفطنوا أنه أبولؤلؤة والذي خرج من المدينة وذهب إلى كاشان في بلاد فارس...
مشهد الجندي المجهول!: هناك من حاول تعديل الصورة عن مزار كاشان للتحرر من بعض الخرافات والأساطير، ولتقريب المشهد إلى الواقع، فهذا حسين الموسوي من مشايخ النجف يقول: واعلم أن في مدينة كاشان الإيرانية، في منطقة تسمى (باغي فين) مشهداً على غرار الجندي المجهول، فيه قبر وهمي لأبي لؤلؤة فيروز الفارسي المجوسي، قاتل الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، حيث أطلقوا عليه ما معناه بالعربية (مرقد بابا شجاع الدين)، وبابا شجاع الدين هو لقب أطلقوه على أبي لؤلؤة لقتله عمر بن الخطاب، وقد كتب على جدران هذا المشهد بالفارسي: (مرك بر أبو بكر، مرك بر عمر، مرك بر عثمان) ومعناه بالعربية: الموت لأبي بكر، الموت لعمر، الموت لعثمان وهذا المشهد يُزار من قبل الشيعة الإيرانيين، وتُلقى فيه الأموال، والتبرعات، وقد رأيت هذا المشهد بنفسي، وكانت وزارة الإرشاد الإيرانية قد باشرت بتوسيعه وتجديده، وفوق ذلك قاموا بطبع صورة على المشهد على كارتات تستخدم لإرسال الرسائل والمكاتيب.
تمجيد الرافضة لأبي لؤلؤة: يقول أحد مشائخهم القمني: "وقد تحقق قتل عمر على يد المؤمن البطل أبي لؤلؤة (رضوان الله عليه) عندما طعن الوغـ* عمر (عليه اللعـ**) في بطنه فقطّع أمعاءه وصيّره إلى جهنم وبئس المصير".
ويواصل هذا الرافضي الضال قوله: "ولا أدل على جلالة قدره من مواظبة مراجعنا وعلمائنا على التشرف بزيارته في مرقده الطاهر بكاشان، وتراهم وسائر طلبة العلوم الدينية هناك في عيد فرحة الزهراء (صلوات الله عليها) في التاسع من ربيع الأول من كل عام، يقدّمون واجب الشكر لهذا البطل المغوار الشجاع الذي أدخل السرور على قلب رسول الله وآله الأطهار (صلوات الله عليهم أجمعين) بانتقامه من ألدّ أعدائهم وأكثرهم إجراما وطغيانا. بل إنك لو زرت مرقده الشريف لرأيت بعضا من علمائنا المجتهدين مدفونين إلى جواره، وذلك أنهم أوصوا بذلك قبل مماتهم حتى تشملهم شفاعته عند الله تعالى وعند الزهراء البتول أرواحنا فداها."
و قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن الشيعة الرافضة:" ولهذا تجد الشيعة ينتصرون لأبي لؤلؤة الكافر المجوسي، ومنهم من يقول : اللهم ارض عن أبي لؤلؤة واحشرني معه. ومنهم من يقول في بعض ما يفعله من محاربتهم : واثارات أبي لؤلؤة كما يفعلون في الصورة التي يقدرون فيها صورة عمر من الجبس وغيره، وأبو لؤلؤة كافر باتفاق أهل الإسلام كان مجوسيا من عباد النيران،... فقتل عمر بغضا في الإسلام وأهله ، وحبا للمجوس..............." وهذا مما لا يُشك فيه عند علماء المسلمين أن أبا لؤلؤة المجوسي كان كافرا ، وأن قتله لأمير المؤمنين عمر رضي الله عنه إنما كان ثأرا لدينه ووطنه، فعمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه كان سببا في إطفاء نار المجوس وإزالة ملكهم.
حقد المجوس الفرس على الإسلام وتلقيبهم أبا لؤلؤة بــ بابا شجاع الدين وتمجيدهم له وترحمهم عليه: ويترحم الشيعة على أبي لؤلؤة المجوسي الخبيث ، ويعدونه رجلا مسلما من أفاضل المسلمين، ويصف الشيعة قاتل عمر بالشجاعة ، ويلقبونه بـ(بابا شجاع الدين)،ويظهرون فرحتهم وابتهاجهم باستشهاد عمر بن الخطاب رضي الله عنه : فإضافة لاعتبارهم يوم مقتله من أكبر الأعياد، نجدهم ينشدون الأناشيد فرحا وابتهاجا بما جرى له على يد قاتله المجوسي : فقد عقد صاحب كتاب "عقد الدرر في بقر بطن عمر"فصلا وضع له ألوانا قال فيه :"الفصل الرابع في وصف حال سرور هذا اليوم على التعيين، وهو من تمام فرح الشيعة المخلصين ، -ثم ذكر الأناشيد التي تقال في هذا اليوم ووصفها بقوله :- وهي كليمات رآقة، ولفيظات شائقة هو أنه لما طلع الإقبال من مطالع الآمال ، وهب نسيم الوصال بالاتصال بالغدو والآصال، بمقتل من لا يؤمن بالله واليوم الاخر: عمر بن الخطاب الفاجر الذي فتن العباد، ونتج في الأرض الفساد، إلى يوم الحشر والتناد، ملأت اقداح الأفراح، بالرحيق راح الأرواح، ممزوجة بسحيق تحقيق السرور وبماء رفيق توفيق الحبور..."
يترحمون على المجوسي أبي لؤلؤة، ويلعنون الخلفاء الثلاثة:
والمقصود بالجبت والطاغوت كما في كتب الشيعة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ، وقال خاتمة مجتهدي الشيعة الملا محمد باقر المجلسي فيما نقله عنه شيخهم أحمد الأحسائي الملقب عندهم بالشيخ الأوحد في شرح الزيارة الجامعة "ومن الجبت أبو بكر ومن الطاغوت عمر والشياطين بني امية وبني العباس وحزبهم أتباعهم والغاصبين لإرثكم من الإمامة والفيء فدك والخمس وغيرها". والمقصود بنعثل هو ذي النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه كما في كتب الشيعة ، واللعن في هذه اللوحة عند قبر ابي لؤلؤة لأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم ..
فيديو يصور المزار: http://www.fnoor.com/media/fn059.ram
اللهم يار ب احشر مع عمر الفاروق من يحبه، واحشر مع أبي لؤلؤة المجوسي من يحبه "فكلٌ يُحشر يوم القيامة مع من أحب"
يتبع.........بمشيئة الله....................
| |
|
| |
منى سفينة عضو فعال
عدد المساهمات : 73 نقاط : 141 تاريخ التسجيل : 24/01/2011
| موضوع: رد: مواقف نادره في التاريخ البشري للفاروق عمر ابن الخطاب رضي الله عنه السبت أكتوبر 19 2013, 02:38 | |
| الحلقة التاسعه عشر الفاروق ينسى آلامه من أجل الإسلام ويصدر توجيهاته لاختيار الخليفة من بعده -4-
ابتكاره طريقة جديدة في اختيار الخليفة من بعده: استمر اهتمام الفاروق عمر رضي الله عنه بوحدة الأمة ومستقبلها، حتى اللحظات الأخيرة من حياته، رغم ما كان يعانيه من آلام جراحاته البالغة، وهي بلا شك لحظات خالدة، تجلى فيها إيمان الفاروق العميق وإخلاصه وإيثاره، وقد استطاع الفاروق في تلك اللحظات الحرجة أن يبتكر طريقة جديدة لم يسبق إليها في اختيار الخليفة الجديد وكانت دليلاً ملموساً، ومعلماً واضحاً على فقهه في سياسة الدولة الإسلامية.
لقد مضى قبله الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يستخلف بعده أحداً بنص صريح، ولقد مضى أبو بكر الصديق واستخلف الفاروق بعد مشاورة كبار الصحابة ولما طلب من الفاروق أن يستخلف وهو على فراش الموت، فكر في الأمر ملياً وقرر أن يسلك مسلكاً آخر يتناسب مع المقام؛ فرسول الله صلى الله عليه وسلم ترك الناس وكلهم مقر بأفضلية أبي بكر وأسبقيته عليهم فاحتمال الخلاف كان نادراً وخصوصاً أن النبي صلى الله عليه وسلم وجه الأمة قولاً وفعلاً إلى أن أبا بكر أولى بالأمر من بعده، والصدّيق لما استخلف عمر كان يعلم أن عند الصحابة أجمعين قناعة بأن عمر أقوى وأقدر وأفضل من يحمل المسؤولية بعده، فاستخلفه بعد مشاورة كبار الصحابة ولم يخالف رأيه أحد منهم، وحصل الإجماع على بيعة عمر، وأما طريقة انتخاب الخليفة الجديد فتعتمد على جعل الشورى في عدد محصور، فقد حصر ستة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم بدريون وكلهم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض وكلهم يصلحون لتولي الأمر، ولو أنهم يتفاوتون، وحدد لهم طريقة الانتخاب ومدته، وعدد الأصوات الكافية لانتخاب الخليفة وحدد الحكم في المجلس والمرجح إن تعادلت الأصوات وأمر مجموعة من جنود الإسلام لمراقبة سير الانتخابات في المجلس وعقاب من يخالف أمر الجماعة ومنع الفوضى بحيث لا يسمحون لأحد يدخل أو يسمع ما يدور في مجلس أهل الحل والعقد...
العدد الذي حدده الفاروق للشورى وأسماؤهم: أما العدد فهو ستة وهم: عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، والزبير بن العوام، وطلحة بن عبيد الله رضي الله عنهم جميعاً، وترك سعيد بن زيد بن نفيل وهو من العشرة المبشرين بالجنة ولعله تركه لأنه من قبيلته بني عدي..
طريقة انتخاب الخليفة: أمرهم أن يجتمعوا في بيت أحدهم ويتشاوروا وفيهم ابنه عبد الله بن عمر يحضرهم مشيراً فقط وليس له من الأمر شيء ويصلي بالناس أثناء التشاور صهيب الرومي ، ولم يقدم عمر رضي الله عنه أحداً من الستة المرشحين للخلافة حتى لا يظن تقديمه للصلاة ترشيحاً له من عمر، وأمر المقداد بن الأسود وأبا طلحة الأنصاري أن يرقبا سير الانتخابات.
مدة الانتخابات والمشاورة: حددها الفاروق رضي الله عنه بثلاثة أيام وهي فترة كافية، وإن زادوا عليها فمعنى ذلك أن شقة الخلاف ستتسع ولذلك قال لهم: لا يأتي اليوم الرابع إلا وعليكم أمير.
عدد الأصوات الكافية لاختيار الخليفة وبطلان بعض الروايات: كان يعرف الفاروق أن انتخاب خليفة للمسلمين بعد موته سيتم من غير صعوبات، لأن من اختارهم الفاروق هم الصفوة الأخيار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الذي اختارهم لهذا الأمر لعلمه بفضلهم وقدرهم ومكانتهم، ولو شك الفاروق في اختلاف المرشحين حول الخلافة لأشرف عليهم بنفسه قبل موته، لذلك لا صحة لبعض الروايات التي تقول بأن الفاروق أمرهم بالاجتماع والتشاور وحدّد لهم أنه إذا اجتمع خمسة منهم على رجل وأبى أحدهم فليضرب رأسه بالسيف وإن اجتمع أربعة وفرضوا رجلاً منهم وأبى اثنان فيضرب رأسيهما.
وهذه من الروايات التي لا تصح سنداً فهي من الغرائب التي ساقها أبو مخنف مخالفاً فيها النصوص الصحيحة وما عرف من سير الصحابة رضي الله عنهم، فما ذكره أبو مخنف من قول عمر لصهيب: وقم على رؤوسهم أي أهل الشورى فإن اجتمع خمسة ورضوا رجلاً وأبى واحد فاشدخ رأسه بالسيف، وإن اتفق أربعة فرضوا رجلاً منهم وأبى اثنان، فاضرب رؤوسهما، فهذا قول منكر وكيف يقول عمر رضي الله عنه هذا وهو يعلم أنهم هم الصفوة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الذي اختارهم لهذا الأمر لعلمه بفضلهم وقدرهم، وقد ورد عن ابن سعد أن عمر قال للأنصار: أدخلوهم بيتاً ثلاثة أيام فإن استقاموا وإلا فادخلوا عليهم فاضربوا أعناقهم، وهذه الرواية منقطعة وفي إسنادها (سماك بن حرب) وهو ضعيف وقد تغير بآخره.
والصحيح: هو ما أخرجه ابن سعد بإسنادٍ رجاله ثقات أن عمر رضي الله عنه قال لصهيب: صل بالناس ثلاثاً وليخل هؤلاء الرهط في بيت فإذا اجتمعوا على رجل فمن خالفهم فاضربوا رأسه، فعمر رضي الله عنه أمر بقتل من يريد أن يخالف هؤلاء الرهط الستة ويشق عصا المسلمين ويفرق بينهم، عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم: من أتاكم وأمركم جميع، على رجل واحد منكم، يريد أن يشق عصاكم، أو يفرق جماعتكم فاقتلوه.
الحكم في حال الاختلاف: لقد أوصى بأن يحضر عبد الله بن عمر معهم في المجلس وأن ليس له من الأمر شيء، ولكن قال لهم: فإن رضي ثلاثة رجلاً منهم وثلاثة رجلاً منهم فحكّموا عبدَ الله بن عمر فأي الفريقين حكم له، فليختاروا رجلاً منهم، فإن لم يرضوا بحكم عبد الله بن عمر فكونوا مع الذين فيهم عبد الرحمن بن عوف، ووصف عبد الرحمن بن عوف بأنه مسدد رشيد فقال عنه: ونعم ذو الرأي عبد الرحمن بن عوف مسدد رشيد له من الله حافظ فاسمعوا منه.
الأنصار تراقب الانتخابات وتمنع الفوضى: طلب عمر أبا طلحة الأنصاري وقال له: يا أبا طلحة إن الله عز وجل أعز الإسلام بكم فاختر خمسين رجلاً من الأنصار فاستحث هؤلاء الرهط حتى يختاروا رجلاً منهم، وقال للمقداد بن الأسود: إذا وضعتموني في حفرتي فاجمع هؤلاء الرهط في بيت حتى يختاروا رجلاً منهم.
هكذا ختم حياته رضي الله عنه ولم يشغله ما نزل به من البلاء ولا سكرات الموت عن تدبير أمر المسلمين، وأرسى نظاماً صالحاً للشورى لم يسبقه إليه أحد، ولا يشك أن أصل الشورى مقرر في القرآن والسنة القولية والفعلية وقد عمل بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر ولم يكن عمر مبتدعاً بالنسبة للأصل ولكن الذي عمله عمر هو تعيين الطريقة التي يختار بها الخليفة وحصر عدد معين جعلها فيهم وهذا لم يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم ولا الصديق رضي الله عنه بل أول من فعل ذلك عمر، ونِعم ما فعل الفاروق فقد كانت طريقة اختياره خليفة من بعده أفضل الطرق المناسبة لحال الصحابة في ذلك الوقت.
وهنا تساؤل مهم لمن ضل الطريق:
عندما وجه الفاروق عمر باختيار ستة من كبار الصحابة للخلافة من بعده، وقـَبـِلَ الصحابة وصية الفاروق بقبول حسن، لماذا لم يعترض حينئذ علي بن أبي طالب ومعه بنو هاشم على قرار عمر ويخبرونه أن الخليفة هو علي إذا كان هناك نص صريح بتنصيب علي رضي الله عنه إماما للمسلمين من الله ورسوله؟ أليس علي بن أبي طالب لو قال إنه هو الإمام والخليفة لسمع الصحابة كلامه وقبلوه؟ وكذا الحال مع بيعة أبي بكر الصديق،فلم يحدث أن عليا بن ابي طالب بعد أن وقع الخلاف بين المهاجرين والأنصار أن قال إنه هو الخليفة، فقد كان أبوبكر هو مرشح المهاجرين، وسعد بن معاذ مرشح الأنصار، ومع ذلك لم يؤثر عن علي أو أحد من بني هاشم أو سلمان الفارسي أو أبوذر أو غيرهم أن اعترضوا على ترشيح ابي بكر ومبايعته ولا على الوصية بالخلافة لعمر بعد أبي بكر ولا لوصية عمر بانتخاب خليفة من كبار الصحابة عينهم بالإسم..
| |
|
| |
منى سفينة عضو فعال
عدد المساهمات : 73 نقاط : 141 تاريخ التسجيل : 24/01/2011
| موضوع: رد: مواقف نادره في التاريخ البشري للفاروق عمر ابن الخطاب رضي الله عنه السبت أكتوبر 19 2013, 02:39 | |
| الحلقة العشرون اللحظات الأخيرة في حياة الفاروق قبل استشهاده -4- وصية عمر رضي الله عنه للخليفة الذي بعده
الفاروق يهتم لأمر الأمة حتى على فراش الموت:
كان الشهيد الفاروق على فراش الموت متأثرا بطعنات أبي لؤلؤة المجوسي، ورغم عمق الجراح وآلامها فإن الفاروق لم يترك الأمة دون نصح أو توجيه، وخير من يوصيه هو الخليفة من بعده، والذي سيخلفه في قيادة الأمة وتسيير أمورها، فقد أوصاه الفاروق عمر رضي الله عنه بوصية مهمة جامعة تدل على ورع الفاروق وتقواه واهتمامه بالأمة أكثر من نفسه، كما تدل على عبقريته في السياسة والإدارة والحكم والعدل وبعد النظر، كما تدل على فصاحة الفاروق وبراعته، فقال فيها:
(أوصيك بتقوى الله وحده لا شريك له، وأوصيك بالمهاجرين الأولين خيراً أن تعرف لهم سابقتهم وأوصيك بالأنصار خيراً، فاقبل من محسنهم، وتجاوز عن مسيئهم، وأوصيك بأهل الأمصار خيراً، فإنهم ردء العدو، وجباة الفيء، لا تحمل منهم إلا عن فضل منهم وأوصيك بأهل البادية خيراً، فإنهم أصل العرب، ومادة الإسلام أن تأخذ من حواشي أموالهم فترد على فقرائهم، وأوصيك بأهل الذمة خيراً، أن تقاتل من وراءهم، ولا تكلفهم فوق طاقتهم إذا أدّوا ما عليهم للمؤمنين طوعاً، أو عن يد وهم صاغرون، وأوصيك بتقوى الله، والحذر منه، ومخافة مقته أن يطلع منك على ريبة وأوصيك أن تخشى الله في الناس، ولا تخشى الناس في الله وأوصيك بالعدل في الرعية، والتفرغ لحوائجهم وثغورك، ولا تؤثر غنيهم على فقيرهم، فإن في ذلك بإذن الله سلامة قلبك، وحطاً لوزرك، وخيراً في عاقبة أمرك حتى تفضي في ذلك إلى من يعرف سريرتك ويحول بينك وبين قلبك وآمرك أن تشتد في أمر الله، وفي حدوده ومعاصيه على قريب الناس وبعيدهم، ثم لا تأخذك في أحد الرأفة، حتى تنتهك منه مثل جرمه، واجعل الناس عندك سواء، لا تبال على من وجب الحق، ولا تأخذك في الله لومة لائم، وإياك والمحاباة فيما ولاك الله مما أفاء على المؤمنين، فتجور وتظلم، وتحرم نفسك من ذلك ما قد وسعه الله عليك، وقد أصبحت بمنزلة من منازل الدنيا والآخرة، فإن اقترفت لدنياك عدلاً وعفة عما بسط لك اقترفت به إيماناً ورضواناً، وإن غلبك الهوى اقترفت به غضب الله، وأوصيك ألا ترخص لنفسك ولا لغيرك في ظلم أهل الذّمة، وقد أوصيتك، وخصصتك ونصحتك فابتغ بذلك وجه الله والدار الآخرة، واخترت من دلالتك ما كنت دالاً عليه نفسي وولدي، فإن علمت بالذي وعظتك، وانتهيت إلى الذي أمرتك أخذت منه نصيباً وافراً وحظاً وافياً، وإن لم تقبل ذلك، ولم يهمك، ولم تترك معاظم الأمور عند الذي يرضى به الله عنك، يكن ذلك بك انتقاصاً، ورأيك فيه مدخولاً، لأن الأهواء مشتركة، ورأس الخطيئة إبليس داع إلى كل مهلكة، وقد أضل القرون السالفة قبلك، فأوردهم النار وبئس المورود، وبئس الثمن أن يكون حظ امرئ موالاة لعدو الله، الداعي إلى معاصيه، ثم اركب الحق، وخض إليه الغمرات، وكن واعظاً لنفسك، وأناشدك الله إلا ترحمت على جماعة المسلمين، وأجللت كبيرهم، ورحمت صغيرهم، ووقرت عالمهم، ولا تضربهم فيذلوا، ولا تستأئر عليهم بالفيء فتغضبهم، ولا تحرمهم عطاياهم عند محلّها فتفقرهم، ولا تجمّرهم في البعوث فينقطع نسلهم ولا يجعل المال دُولة بين الأغنياء منهم، ولا تغلق بابك دونهم، فيأكل قويهم ضعيفهم هذه وصيتي إليك، وأشهد الله عليك، وأقرأ عليك السلام).
يقول الدكتور علي الصلّابي تعليقا على هذه الوصية الجامعة: هذه الوصية تدل على بعد نظر عمر في مسائل الحكم والإدارة، وتفصح عن نهج ونظام حكم وإدارة متكامل، فقد تضمنت الوصية أموراً غاية في الأهمية، فحق أن تكون وثيقة نفيسة، لما احتوته من قواعد ومبادئ أساسية للحكم متكاملة الجوانب الدينية والسياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية يأتي في مقدمتها:
1- الناحية الدينية، وتضمنت:
أ- الوصية بالحرص الشديد، على تقوى الله، والخشية منه في السر والعلن في القول والعمل، لأن من اتقى الله وقاه ومن خشيه صانه وحماه (أوصيك بتقوى الله وحده لا شريك له) (وأوصيك بتقوى الله والحذر منه.. وأوصيك أن تخشى الله.
ب- إقامة حدود الله على القريب والبعيد (لا تبال على من وجب الحق) (ولا تأخذك في الله لومة لائم) لأن حدود الله نصت عليها الشريعة فهي من الدين، ولأن الشريعة حجة على الناس، وأعمالهم وأفعالهم تقاس بمقتضاها، وأن التغافل عنها إفساد للدين والمجتمع.
ج- الاستقامة (استقم كما أمرت) وهي من الضرورات الدينية والدنيوية التي يجب على الحاكم التحلي بها قولاً وعملاً أولاً ثم الرعية (كن واعظاً لنفسك) (وابتغ بذلك وجه الله والدار الآخرة).
2- الناحية السياسية، وتضمنت:
أ- الالتزام بالعدل، لأنه أساس الحكم، وإن إقامته بين الرعية، تحقيق للحكم قوة وهيبة ومتانة سياسية واجتماعية، وتزيد من هيبة واحترام الحاكم في نفوس الناس (وأوصيك بالعدل) (واجعل الناس عندك سواء).
ب- العناية بالمسلمين الأوائل من المهاجرين والأنصار لسابقتهم في الإسلام، ولأن العقيدة وما أفرزته من نظام سياسي، قام على أكتافهم، فهم أهله وحملته وحماته (وأوصيك بالمهاجرين الأولين خيراً، أن تعرف لهم سابقتهم، وأوصيك بالأنصار خيراً، فاقبل من محسنهم وتجاوز عن مسيئهم).
3- الناحية العسكرية، وتضمنت:
أ-الاهتمام بالجيش وإعداده إعداداً يتناسب وعظم المسؤولية الملقاة على عاتقه لضمان أمن الدولة وسلامتها، والعناية بسد حاجات المقاتلين (التفرغ لحوائجهم وثغورهم).
ب-تجنب إبقاء المقاتلين لمدة طويلة في الثغور بعيداً عن عوائلهم وتلافياً لما قد يسببه ذلك من ملل وقلق وهبوط في المعنويات، فمن الضروري منحهم إجازات معلومة في أوقات معلومة يستريحون فيها ويجددون نشاطهم خلالها، من جهة، ويعودون إلى عوائلهم لكي لا ينقطع نسلهم من جهة ثانية (ولا تجمرهم في الثغور فينقطع نسلهم) (وأوصيك بأهل الأمصار خيراً، فإنهم ردء العدو).
ج-إعطاء كل مقاتل ما يستحقه من فيء وعطاء، وذلك لضمان مورد ثابت له ولعائلته يدفعه إلى الجهاد، ويصرف عنه التفكير في شؤونه المالية (ولا تستأثر عليهم بالفيء فتغضبهم ولا تحرمهم عطاياهم عند محلها فتفقرهم).
4-الناحية الاقتصادية والمالية، وتضمنت:
أ-العناية بتوزيع الأموال بين الناس بالعدل والقسطاس المستقيم، وتلافي كل ما من شأنه تجميع الأموال عند طبقة منهم دون أخرى (ولا تجعل الأموال دولة بين الأغنياء منهم).
ب-عدم تكليف أهل الذمة فوق طاقتهم إن هم أدوا ما عليهم من التزامات مالية للدولة (ولا تكلفهم فوق طاقتهم إذا أدّوا ما عليهم للمؤمنين).
ج-ضمان الحقوق المالية للناس وعدم التفريط بها، وتجنب فرض ما لا طاقة لهم به (ولا تحمل منهم إلا عن فضل منهم) (أن تأخذ حواشي أموالهم فترد على فقرائهم).
5- الناحية الاجتماعية، وتضمنت:
أ-الاهتمام بالرعية، والعمل على تفقد أمورهم وسد احتياجاتهم وإعطاء حقوقهم من فيء وعطاء (ولا تحرمهم عطاياهم عند محلها).
ب-اجتناب الأثرة والمحاباة واتباع الهوى، لما فيها من مخاطر تقود إلى انحراف الراعي، وتؤدي إلى فساد المجتمع واضطراب علاقاته الإنسانية (وإياك والأثرة والمحاباة فيما ولاك الله) (ولا تؤثر غنيهم على فقيرهم).
ج-احترام الرعية وتوقيرها والتواضع لها، صغيرها وكبيرها، لما في ذلك من سمو في العلاقات الاجتماعية، تؤدي إلى زيادة تلاحم الرعية بقائدها وحبها له (وأناشدك الله إلا ترحمت على جماعة المسلمين، وأجللت كبيرهم، ورحمت صغيرهم ووقرت عالمهم).
د-الانفتاح على الرعية، وذلك بسماع شكاواهم، وإنصاف بعضهم من بعض وبعكسه تضطرب العلاقات بينهم ويعم الارتباك في المجتمع (ولا تغلق بابك دونهم، فيأكل قويهم ضعيفهم).
هـ -اتباع الحق، والحرص على تحقيقه في المجتمع، وفي كل الظروف والأحوال، لكونه ضرورة اجتماعية لابد من تحقيقها بين الناس، (ثم اركب الحق، وخض إليه الغمرات) (واجعل الناس عندك سواء، لا تبال على من وجب الحق).
و-اجتناب الظلم بكل صوره وأشكاله، خاصة مع أهل الذمة، لأن العدل مطلوب إقامته بين جميع رعايا الدولة مسلمين وذميين، لينعم الجميع بعدل الإسلام (وأوصيك ألا ترخص لنفسك ولا لغيرك في ظلم أهل الذمة).
ز-الاهتمام بأهل البادية ورعايتهم والعناية بهم (وأوصيك بأهل البادية خيراً، فإنهم أصل العرب، ومادة الإسلام).
| |
|
| |
منى سفينة عضو فعال
عدد المساهمات : 73 نقاط : 141 تاريخ التسجيل : 24/01/2011
| موضوع: رد: مواقف نادره في التاريخ البشري للفاروق عمر ابن الخطاب رضي الله عنه السبت أكتوبر 19 2013, 02:39 | |
| الحلقة الواحده والعشرون اللحظات الأخيرة للفاروق -5-
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو على فراش الموت: اللحظات الأخيرة للفاروق لم تنسه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فلم يتخل عنه حتى وهو يواجه الموت بكل آلامه وشدائده، ذلك أن شاباً دخل عليه لما طُعن، فواساه، وقال: أبشر يا أمير المؤمنين ببشرى الله لك، من صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقَدَم في الإسلام ما قد علمت، ثم وُلِّيت فعدلت، ثم شهادة، قال -أي عمر- ودِدْت أن ذلك كفاف، لا عليّ ولا لي، فلما أدبر إذا إزاره يَمسُّ الأرض، قال رُدُّوا عليّ الغلام، قال: يا ابن أخي، ارفع ثوبك فإنه أنقَى لثوبك وأتقى لربك، وهكذا لم يمنعه رضي الله عنه ما هو فيه من الموت عن الأمر بالمعروف ولذا، قال ابن مسعود رضي الله عنه فيما رواه عُمر بن شبة: يرحم الله عمر لم يمنعه ما كان فيه من قول الحق...
مع حفصة ينصحها ويحذرها: من عنايته الفائقة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو على فراش الموت، لما دخلت عليه ابنته حفصة رضي الله عنها فقالت: يا صاحب رسول الله، ويا صهر رسول الله، ويا أمير المؤمنين، فقال عمر لابنه عبدالله بن عمر رضي الله عنهما: يا عبد الله: أجلسني فلا صبر لي على ما أسمع، فأسنده إلى صدره، فقال لها: (إنّي أحرج عليك بمالي عليك من الحق أن تندبيني بعد مجلسك هذا، فأما عينك فلن أملكها)، وعن أنس بن مالك قال: لما طُعن عمر صرخت حفصة فقال عمر: (يا حفصة أما سمعتِ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ن المعول عليه يعذب؟)...
ومع صهيب له موقف: وجاء صُهَيب رضي الله عنه فقال: "واعمراه" فقال: (ويلك يا صهيب، أما بلغك أن المعول عليه يعذب؟)، ومن شدته في الحق رضي الله عنه حتى بعد طعنه ونزف الدم منه أنه عندما قال له رجل: استخلف عبد الله بن عمر، فرد الفاروق غاضبا: والله ما أردت الله بهذا.
عبدالله بن عباس يبشر الفاروق: عبدالله بن عباس حبر هذه الأمة يصف اللحظات الأخيرة في حياة الفاروق حيث يقول: دخلت على عمر حين طُعنْ، فقلت: أبشر بالجنة، يا أمير المؤمنين، أسلمت حين كفر الناس، وجاهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خذله الناس، وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنك راضٍ، ولم يختلف في خلافتك اثنان، وقُتلت شهيداً.. فقال عمر: أعد عليَّ، فأعدت عليه، فقال: والله الذي لا إله إلا هو، لو أن لي ما في الأرض من صفراء وبيضاء لافتديت به من هول المطلع، وجاء في رواية البخاري، أما ما ذكرت من صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضاه فإن ذلك من الله جل ذكره منَّ به علي، وأما ما ترى من جزعي فهو من أجلك وأجل أصحابك، والله لو أن لي طِلاع الأرض ذهباً لافتديت به من عذاب الله عز وجل قبل أن أراه).
من كان بالله أعرف كان من الله أخوف: لقد كان عمر رضي الله عنه يخاف هذا الخوف العظيم من عذاب الله تعالى مع أن النبي صلى الله عليه وسلم شهد له بالجنة، ومع ما كان يبذل من جهد كبير في إقامة حكم الله والعدل والزهد والجهاد وغير ذلك من الأعمال الصالحة، وهذا عثمان رضي الله عنه يحدثنا عن اللحظات الأخيرة في حياة الفاروق فيقول: أنا آخركم عهداً بعمر، دخلت عليه، ورأسه في حجر ابنه عبد الله بن عمر فقال له: ضع خدي بالأرض، قال: فهل فخذي والأرض إلا سواء؟ قال ضع خدي بالأرض لا أم لك، في الثانية أو في الثالثة، ثم شبك بين رجليه، فسمعته يقول: ويلي، وويل أمي إن لم يغفر الله لي حتى فاضت روحه، فهذا مثل مما كان يتصف به أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه من خشية الله تعالى، حتى كان آخر كلامه الدعاء على نفسه بالويل إن لم يغفر الله جل وعلا له، مع أنه أحد العشرة المبشرين بالجنة، ولكن من كان بالله أعرف كان من الله أخوف، وإصراره على أن يضع ابنه خده على الأرض من باب إذلال النفس في سبيل تعظيم الله عز وجل، ليكون ذلك أقرب لاستجابة دعائه، وهذه صورة تبين لنا قوة حضور قلبه مع الله جل وعلا.
ثلاث وستون سنة سن الأصحاب الثلاثة: قال الذهبي: استشهد يوم الأربعاء لأربع أو ثلاث بقين من ذي الحجة، سنة ثلاث وعشرين من الهجرة، وهو ابن ثلاث وستين سنة على الصحيح، وكانت خلافته عشر سنين ونصفاً وأياماً، وجاء في تاريخ أبي زرعة عن جرير البجلي قال: كنت عند معاوية فقال: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين، وتوفي أبو بكر رضي الله عنه وهو ابن ثلاث وستين وقتل عمر رضي الله عنه وهو ابن ثلاث وستين.
في غسله والصلاة عليه ودفنه: عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- غسل وكُفِّن، وصلي عليه، وكان شهيداً، وقد اختلف العلماء فيمن قتل مظلوماً هل هو كالشهيد لا يغسل أم لا؟ على قولين:
أحدهما: أنه يغسل، وهذا حجة لأصحاب هذا القول، والثاني: لا يغسل ولا يصلى عليه، والجواب عن قصة عمر أن عمر عاش بعد أن ضرب وأقام مدة، والشهيد حتى شهيد المعركة لو عاش بعد أن ضرب حتى أكل وشرب أو طال مقامه فإنه يغسل، ويصلى عليه، وعمر طال مقامه حتى شرب الماء، وما أعطاه الطبيب، فلهذا غسل وصلي عليه رضي الله عنه.
من صلى عليه؟: قال الذهبي: صلى عليه صهيب بن سنان، وقال ابن سعد: وسأل علي بن الحسين سعيدَ بن المسيب: من صلى على عمر؟ قال: صهيب، قال كم كبر عليه؟ قال: أربعاً، قال: أين صُلي عليه؟ قال: بين القبر والمنبر، وقال ابن المسيب: نظر المسلمون فإذا صهيب يصلي لهم المكتوبات بأمر عمر رضي الله عنه فقدموه، فصلى على عمر، ولم يقدم عمر رضي الله عنه أحداً من الستة المرشحين للخلافة حتى لا يُظن تقديمه للصلاة ترشيحاً له من عمر، كما أن صهيباً كانت له مكانته الكبيرة عند عمر والصحابة رضي الله عنهم وقد قال في حقه الفاروق: نعم العبد صهيب لو لم يخف الله لم يعصه.
في دفنه رضي الله عنه: الفاروق لم ينسَ رغبته في صحبة النبي وأبي بكر بعد موته، وقد كان عبدالله بن عمر واقفا مع أبيه الفاروق بعد طعنه، فالتفت إليه الفاروق وأوصاه بسداد دينه، ثم قال: وانطلق إلى عائشة أم المؤمنين فقل، يقرأ عليك عمر السلام، ولا تقل أمير المؤمنين، فإني لست اليوم للمؤمنين أميراً، وقل يستأذن عمر بن الخطاب أن يبقى مع صاحبيه.. فسلّم عبد الله بن عمر، واستأذن ثم دخل عليها فوجدها قاعدة تبكي، فقال: يقرأ عليك عمر بن الخطاب السَّلام، ويستأذن أن يدفن مع صاحبيه، فقالت: كنت أريده لنفسي، ولأوثرنّه به اليوم على نفسي، فلما أقبل، قيل: هذا عبد الله بن عمر قد جاء، قال: ارفعوني، فأسنده رجل إليه فقال: ما لديك؟ قال: الذي تحب يا أمير المؤمنين، أذنت، قال: الحمد لله، ما كان من شيء أهمُّ إليّ من ذلك.. فإذا أنا قضيت فاحملني ثم سلم فقل: يستأذن عمر بن الخطاب فإن أذنت لي فأدخلوني، وإن ردتني ردوني إلى مقابر المسلمين. قال: فلما قبض خرجنا به، فانطلقنا نمشي، فسلّم عبد الله بن عمر، قال: يستأذن عمر بن الخطاب، قالت عائشة: أدخلوه، فأدخل، فوضع هنالك مع صاحبيه، فدفن في الحجرة النبوية، وذكر ابن الجوزي عن جابر قال: نزل في قبر عمر عثمان وسعيد بن زيد وصهيب وعبد الله بن عمر... ودفن رضي الله عنه مع صاحبيه..
لأبي الحسن علي بن أبي طالب مقالة عن صهره عمر: قال ابن عباس: وضع عمر على سريره فتكنفه الناس يدعون ويصلون، قبل أن يرفع، وأنا فيهم، فلم يَرُعني إلا رجل آخذ منكبي، فإذا علي بن أبي طالب، فترحم على عمر وقال: (ما خلفت أحداً أحبّ إليَّ أن ألقى الله بمثل عمله منك، وأيم الله إن كنت لأظن أن يجعلك الله مع صاحبيك، وحسبت أني كنت كثيراً أسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ذهبت أنا وأبو بكر وعمر، ودخلت أنا وأبو بكر وعمر وخرجت أنا وأبو بكر وعمر)...
مولى المغيرة لا جادتك غاديـةمن رحمة الله ما جادت غواديها مزقت منه أديمـا حشـوه همـمفي ذمة الله عاليهـا و ماضيهـا طعنت خاصرة الفاروق منتقمـامن الحنيفة في أعلـى مجاليهـا فأصبحت دولة الإسـلام حائـرةتشكو الوجيعة لما مـات آسيهـا مضى و خلّفها كالطود راسخـةو زان بالعدل و التقوى مغانيهـا تنبو المعاول عنها و هي قائمـةو الهادمون كثير فـي نواحيهـا حتـى إذا مـا تولاهـا مهدمهـاصاح الزوال بها فاندك عاليهـا واها على دولة بالأمس قد ملأتجوانب الشرق رغدا في أياديهـا كم ظللتها و حاطتهـا بأجنحـةعن أعين الدهر قد كانت تواريها من العناية قد ريشـت قوادمهـاو من صميم التقى ريشت خوافيها و الله ما غالها قدما و كـاد لهـاو اجتـث دوحتهـا إلا مواليهـا لو أنها في صميم العرب ما بقيتلما نعاها علـى الأيـام ناعيهـا ياليتهم سمعوا مـا قالـه عمـرو الروح قد بلغت منـه تراقيهـا لا تكثروا من مواليكم فـإن لهـممطامع بَسَمَاتُ الضعف تخفيهـا
يتبع..
| |
|
| |
منى سفينة عضو فعال
عدد المساهمات : 73 نقاط : 141 تاريخ التسجيل : 24/01/2011
| موضوع: رد: مواقف نادره في التاريخ البشري للفاروق عمر ابن الخطاب رضي الله عنه السبت أكتوبر 19 2013, 02:39 | |
| الحلقة الثانيه والعشرون قالوا في عمر -1- قال الرسول عليه الصلاة والسلام في عمر
الرسول يسمي عمر بالفاروق بعد أن أعز الله الإسلام به:
- دخل عمر في الإسلام بإخلاص متناهٍ، وعمل على نصرة الإسلام بكل ما أوتي من قوة، وقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، ألسنا على الحق إن متنا وإن حيينا؟ قال صلى الله عليه وسلم: بلى، والذي نفسي بيده إنكم على الحق، إن متّم وإن حييتم. قال: ففيمَ الاختفاء؟ والذي بعثك بالحق لَتَخرجنّ ، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم قد رأى أنه قد آن الأوان للإعلان، وأن الدعوة قد غدت قوية تستطيع أن تدفع عن نفسها، فأذن بالإعلان، وخرج صلى الله عليه وسلم في صفَّيْن، عمر في أحدهما، وحمزة في الآخر ولهم كديد ككديد الطحين، حتى دخل المسجد، فنظرت قريش إلى عمر وحمزة فأصابتهم كآبة لم تصبهم قط وسمّاه رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ الفاروق، فأعز الله الإسلام والمسلمين بإسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقد كان رجلاً ذا شكيمة لا يرام ما وراء ظهره وامتنع به أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وبحمزة رضي الله عنهما، وقد تحدى عمر بن الخطاب رضي الله عنه مشركي قريش، فقاتلهم حتى صلى عند الكعبة فهابوه ولم يجرؤا على منعه..
ـ عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب صدر عمر بيده حين أسلم وقال: (اللهم أخرج ما في صدر عمر من غل وداء، وأبدله إيمانا - ثلاثا – ).
- عند الطبراني عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (اللهم اشدد الإسلام بعمر بن الخطاب).
- ولقد شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعلم كما في صحيح البخاري، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (بينما أنا نائم أتيت بقدح لبن، فشربت منه حتى أني لأرى الري يخرج من أظافري، ثم أعطيت فضلي يعني عمر، قالوا: فما أوَّلته يا رسول الله؟ قال: العلم).
هروب الشيطان من عمر:
- عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: استأذن عمر بن الخطاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده نسوة من قريش يكلمنه ويستكثرنه عالية أصواتهن على صوته فلما استأذن عمر بن الخطاب قمن فبادرن الحجاب، فأذن له رسول الله صلى فدخل عمر ورسول الله يضحك. فقال: أضحك الله سنك يا رسول الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب)، قال عمر: فأنت أحق أن يهبن يا رسول الله، ثم قال عمر يا عدوات أنفسهن، أتهبنني ولا تهبن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلن: نعم أنت أفظ وأغلظ من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إيها يا ابن الخطاب والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكاً فجاً قط إلا سلك فجاً آخر)،
هذا الحديث فيه بيان فضل عمر رضي الله عنه وأنه من كثرة التزامه الصواب لم يجد الشيطان عليه مدخلاً ينفذ إليه.
ملهم هذه الأمة:
في صحيحي البخاري ومسلم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لقد كان فيما قبلكم من الأمم محدثون فإن يك في أمتي أحد فإنه عمر)..
هذا الحديث تضمن منقبة عظيمة للفاروق رضي الله عنه وقد اختلف العلماء في المراد بالمحدَّث. فقيل: المراد بالمحدث: الملهم. وقيل: من يجري الصواب على لسانه من غير قصد، وقيل: مكلم أي: تكلمه الملائكة بغير نبوة.. بمعنى أنها تكلمه في نفسه وإن لم ير مكلماً في الحقيقة فيرجع إلى الإلهام. وفسره بعضهم بالتفرس كما ورد في فتح الباري لابن حجر وشرح مسلم للنووي.. ومثله:
ـ أخرج مسلم عن عائشة ، أنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إنه كان في الأمم محدثون (أي: ملهمون) فإن يكن في هذه الأمة فهو عمر بن الخطاب).
قال ابن حجر في فتح الباري شرح البخاري:
" والسبب في تخصيص عمر بالذكر لكثرة ما وقع له في زمن النبي صلى الله عليه وسلم من الموافقات التي نزل القرآن مطابقاً لها ووقع له بعد النبي صلى الله عليه وسلم عدة إصابات".. وكون عمر رضي الله عنه اختص بهذه المكرمة العظيمة وانفرد بها دون من سواه من الصحابة لا تدل على أنه أفضل من الصديق رضي الله عنه..
عبقرية عمر:
- في صحيح مسلم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رأيت في المنام أني أنزع بدلو بكرة على قليب، فجاء أبو بكر فنزع ذنوباً أو ذنوبين نزعاً ضعيفاً والله يغفر له، ثم جاء عمر بن الخطاب فاستحالت غرباً فلم أر عبقرياً يفري فريه حتى روى الناس وضربوا بعطن)...
يقول الدكتور علي الصلابي: "وهذا الحديث فيه فضيلة ظاهرة لعمر رضي الله عنه تضمنها قوله صلى الله عليه وسلم: فجاء عمر بن الخطاب فاستحالت غرباً… الحديث ومعنى: استحالت صارت وتحولت من الصغر إلى الكبر وأمّا ((العبقري)) فهو السيد وقيل: الذي ليس فوقه شيء ومعنى ((ضرب الناس بعطن)) أي أرووا إبلهم ثم آووا إلى عطنها وهو الموضع الذي تساق إليه بعد السقي لتستريح وهذا المنام الذي رآه النبي صلى الله عليه وسلم مثال واضح لما جرى للصديق وعمر رضي الله عنهما في خلافتهما وحسن سيرتهما وظهور آثارهما وانتفاع الناس بهما فقد حصل في خلافة الصديق قتال أهل الردة وقطع دابرهم وأشاع الإسلام رغم قصر مدة خلافته فقد كانت سنتين وأشهراً فوضع الله فيها البركة وحصل فيها من النفع الكثير ولما توفي الصديق خلفه الفاروق فاتسعت رقعة الإسلام في زمنه وتقرر للناس من أحكامه ما لم يقع مثله فكثر انتفاع الناس في خلافة عمر لطولها فقد مصر الأمصار ودون الدواوين وكثرت الفتوحات والغنائم.. ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم: فلم أر عبقرياً من الناس يفري فريه: أي لم أر سيداً يعمل عمله ويقطع قطعه ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم: حتى ضرب الناس بعطن، قال القاضي عياض ظاهره أنه عائد إلى خلافة عمر خاصة وقيل: يعود إلى خلافة أبي بكر وعمر جميعاً لأن بنظرهما وتدبيرهما وقيامهما بمصالح المسلمين تم هذا الأمر ((وضرب الناس بعطن)). لأن أبا بكر قمع أهل الردة وجمع شمل المسلمين وألفهم وابتدأ الفتوح ومهد الأمور وتمت ثمرات ذلك وتكاملت في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما( شرح مسلم للنووي).
منزلة الفاروق عند الله:
- في صحيح مسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بينما أنا نائم رأيتني في الجنة فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر فقلت: لمن هذا القصر؟ قالوا لعمر فذكرت غيرته فوليت مدبراً). فبكى عمر وقال: أعليك أغار يا رسول الله؟).. هذا الحديث اشتمل على فضيلة ظاهرة لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه حيث أخبر النبي صلى الله عليه وسلم برؤيته قصراً في الجنة للفاروق وهذا يدل على منزلته عند الله تعالى.
أحب أصحاب رسول الله إليه بعد أبي بكر:
- وعند البخاري ومسلم وابن حبان، قال عمرو بن العاص رضي الله عنه: قلت يا رسول الله، أيُّ الناس أحبّ إليك؟ قال: (عائشة قلت: يا رسول الله، من الرجال؟ قال: أبوها، قلت: ثم من؟ قال: ثم عمر بن الخطاب ثم عدّ رجالاً) .
بشرى لعمر بالجنة:
وعند لبخاري، عن أبي موسى الأشعري قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في حائط من حيطان المدينة، فجاء رجل فاستفتح فقال النبي صلى الله عليه وسلم: افتح له وبشره بالجنة، ففتحت له، فإذا هو أبو بكر فبشرته بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فحمد الله ثم جاء رجل فاستفتح فقال النبي صلى الله عليه وسلم: افتح له وبشره بالجنة، ففتحت له فإذا هو عمر، فأخبرته بما قال النبي صلى الله عليه وسلم فحمد الله، ثم استفتح رجل، فقال لي افتح له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه فإذا عثمان، فأخبرته بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله، ثم قال: الله المستعان).
ـ وعند أحمد في مسنده عن سعيد بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعد بن أبي وقاص في الجنة، وسعيد بن زيد في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة).
أبو الحسن يشهد للفاروق عن رسول الله:
ـــ أخرج ابن عساكر عن أبي الحسن علي بن أبي طالب والزبير بن العوام رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (خير أمتي بعدي أبو بكر وعمر).
ـــ وعند أحمد في مسنده وخرجه ابن عساكر أيضا عن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر).
ـــ وعند أحمد في مسنده أيضا عن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أبو بكر وعمر سيِّدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين، ما خلا النبيين والمرسلين) .
- واستأذن عمر يوماً إلى عمرة فقال له صلى الله عليه وسلم: ( لا تنسنا يا أخي في دعائك). فقال عمر: (ما أحب أن لي بها ما طلعت عليه الشمس لقوله: يا أخي).
- في صحيح الجامع، رأى النبي صلى الله عليه وسلم على عمر ثوباً وفي رواية قميصاً أبيض فقال: (أجديد ثوبك أم غسيل؟ فقال: بل غسيل، فقال: البس جديداً، وعش حميداً، ومُت شهيداً).
ـ وعند الترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك ، بعمر بن الخطاب ، أو بأبي جهل بن هشام).
ـ أخرج الحاكم عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب خاصة)، وأخرجه الطبراني في الأوسط من حديث أبي بكر الصديق وفي الكبير من حديث ثوبان.
ـ أخرج الترمذي عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه) وأخرجه الطبراني عن بلال بن رباح ومعاوية بن أبي سفيان .
ـ أخرج ابن ماجة والحاكم عن أبي ذر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الله وضع الحق على لسان عمر يقول به).
ـ أخرج ابن ماجة عن ابن عباس قال : لما أسلم عمر أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال : (لقد استبشر أهل السماء بإسلام عمر).
ـ أخرج البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (بينا أنا نائم رأيت الناس يعرضون علي وعليهم قمص ، منها ما يبلغ الثدي ، ومنها ما يبلغ دون ذلك ، وعرض علي عمر وعليه قميص يجره قالوا : فما أولت ذلك يا رسول الله؟ قال : "الدين") .
ـ أخرج الترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إني لأنظر إلى شياطين الجن والإنس قد فروا من عمر) .
الفاروق مغلاقٌ الفتن:
ـ أخرج البزار والطبراني عن قدامة بن مظعون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أشار إلى عمر فقال: (هذا غلق الفتنة) وقال: (لا يزال بينكم وبين الفتنة باب شديد الغلق ما عاش هذا بين ظهرا************م) .
- وعند الطبراني عن أبي ذر في حديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى عمر فقال: (لا تصيبنكم فتنة ما دام هذا فيكم).
ـ أخرج ابن عساكر عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ( إن الشيطان يفرق من عمر) . يفرق أي: يخاف..
الحق مع عمر:
ـ أخرج الطبراني والديلمي عن الفضل بن العباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (الحق بعدي مع عمر حيث كان).
ـ أخرج الطبراني في الأوسط بإسناد حسن عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من أبغض عمر فقد أبغضني ومن أحب عمر فقد أحبني).
- وعند أحمد والطبراني، عن الأسود بن سريع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يعني عمر: (هذا رجل لا يحب الباطل).
| |
|
| |
منى سفينة عضو فعال
عدد المساهمات : 73 نقاط : 141 تاريخ التسجيل : 24/01/2011
| موضوع: رد: مواقف نادره في التاريخ البشري للفاروق عمر ابن الخطاب رضي الله عنه السبت أكتوبر 19 2013, 02:40 | |
| الحلقة الثالثه والعشرون قالوا في عمر -2- قال الصحابة رضي الله عنهم
أبو بكر الصديق: - لما أراد الصدّيق العقد للفاروق عمر بن الخطاب بالخلافة من بعده شاور كثيرا من الصحابة فأيدوه في استخلاف عمر، أما الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف فلم يشر على الصديق بشيء، فاستدعاه أبو بكر ليسمع رأيه فقال: أخبرني عن عمر، فقال: يا خليفة رسول اللّه هو واللّه أفضل من رأيك فيه من رجل، ولكن فيه غلظة، فقال أبو بكر: ذلك لأنه يراني رقيقاً ولو أفضى الأمر إليه لترك كثيراً مما هو عليه، ويا أبا محمد قد رمقته فرأيتني إذا غضبت على الرجل في الشيء، أراني الرضا عنه، وإذا لنت أراني الشدة عليه، لا تذكر يا أبا محمد مما قلت لك شيئاً، قال: نعم.
- ودخل على أبي بكر طلحة بن عبيد اللّه فقال: استخلفت على الناس عمر، وقد رأيت ما يلقى الناس منه وأنت معه، فكيف به إذا خلا بهم، وأنت لاق ربك فسائلك عن رعيتك؟ فقال أبو بكر وكان مضطجعاً: أجلسوني. فأجلسوه. فقال لطلحة: "أباللّه تفرقني أو باللّه تخوفني!، إذا لقيت اللّه ربي فساءلني قلت: استخلفت على أهلك خير أهلك".
عثمان بن عفان: دعا أبو بكر عثمانَ ليكتب العهد للخليفة من بعده ولم يكن معهما أحد، فقال أبوبكر له وقد اشتد به المرض اكتب: "بسم اللّه الرحمن الرحيم. هذا ما عهد به أبو بكر ابن أبي قحافة إلى المسلمين: أما بعد.." ثم أغمي عليه فلم يستطع أن يكمل، فكتب عثمان: "أما بعد فإني أستخلف عليكم عمر بن الخطاب ولم آلكم خيراً"، ثم أفاق أبو بكر فقال: "اقرأ عليَّ فقرأ عليه فكبَّر أبو بكر وقال: "أراك خفت أن يختلف الناس إن مت في غشيتي؟"، قال: نعم، قال: "جزاك اللّه خيراً عن الإسلام وأهله" وأقرها أبو بكر رضي اللّه عنه من هذا الموضع، لأنه كان جازما أن الفاروق خير من يتولى الخلافة، فشدة الفاروق كانت في رحمته، ورحمته كانت في شدته..
علي بن أبي طالب: - قال ابن عباس: وُضع عمر على سريره فتكنفه الناس يدعون ويصلون، قبل أن يرفع، وأنا فيهم، فلم يَرُعني إلا رجل آخذ منكبي، فإذا علي بن أبي طالب، فترحم على عمر وقال: (ما خلفت أحداً أحبّ إليَّ أن ألقى الله بمثل عمله منك، وأيم الله إن كنت لأظن أن يجعلك الله مع صاحبيك، وحسبت أني كنت كثيراً أسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ذهبت أنا وأبو بكر وعمر، ودخلت أنا وأبو بكر وعمر وخرجت أنا وأبو بكر وعمر)...
- يقول ابن عباس رضي الله عنهما: قال لي علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ما علمت أن أحداً من المهاجرين هاجر إلا متخفياً، إلا عمر بن الخطاب، فإنه لما همّ بالهجرة، تقلد سيفه، وتنكّب قوسه، وانتضى في يده أسهماً، واختصر عنزته، ومضى قبل الكعبة، والملأ من قريش بفنائها، فطاف بالبيت سبعاً متمكناً، ثم أتى المقام، فصلى متمكناً، ثم وقف على الحلق واحدة، واحدة، فقال لهم: شاهت الوجوه، لا يُرغم الله إلا هذه المعاطس، من أراد أن تثكله أمه، ويوتم ولده، أو يرمل زوجه، فليلقني وراء هذا الوادي، قال عليُّ رضي الله عنه: فما تبعه أحد إلا قوم من المستضعفين علمهم، وأرشدهم ومضى لوجهه.
- وقال علي بن أبي طالب أيضا: كنا أصحاب محمد لا نشك أن السكينة تنطق على لسان عمر.
العباس بن عبد المطلب: قال العباس بن عبد المطلب: كنت جاراً لعمر بن الخطاب رضي الله عنه فما رأيت أحداً من الناس كان أفضل من عمر، إن ليله صلاة، ونهاره صيام وفي حاجات الناس. عائشة زوج الرسول: عن ذكوان قال: قلت لعائشة: من سمى عمر الفاروق؟ قالت: النبي صلى الله عليه وسلم.
أبوعبيدة بن الجراح: اجتمع أبوعبيدة بن الجراح بنفر من الصحابة في خلافة الفاروق فقال لهم: إن مات عمر رق الإسلام، ما أحب أن لي ما تطلع عليه الشمس أو تغرب وأن أبقى بعد عمر، فقيل له: لِمَ؟ قال: سترون ما أقول إن بقيتم، وأما هو فإن ولي وال بعد فأخذهم بما كان عمر يأخذهم به لم يطع له الناس بذلك ولم يحملوه، وإن ضعف عنهم قتلوه.
سعيد بن زيد: بكى سعيد بن زيد عند موت عمر فقيل له: ما يبكيك؟ فقال: على الإسلام، إن موت عمر ثَلَم الإسلام ثلمة لا ترتق إلى يوم القيامة.
عبدالله بن مسعود: - كان عبد الله بن مسعود عندما يُذكر له عمر يبكي حتى تبتل الحصى من دموعه ثم يقول: إن عمر كان حصناً للإسلام يدخلون فيه ولا يخرجون منه، فلما مات انثلم الحصن فالناس يخرجون من الإسلام.
- وقال أيضا: لو أن علم عمر بن الخطاب وضع في كفة الميزان، ووضع علم الأرض في كفة لرجح علم عمر.
- وقال: إني لأحسب عمر قد ذهب بتسعة أعشار العلم.
- وقال: كان إسلام عمر فتحاً وكانت هجرته نصراً وكانت إمارته رحمة.
- وقال: ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر، ولقد رأيتنا وما نستطيع أن نطوف بالبيت ونصلي، حتى أسلم عمر، فلما أسلم قاتلهم حتى تركونا، فصلينا وطفنا.
- وقال أيضاً: كان إسلام عمر فتحاً، وكانت هجرته نصراً، وكانت إمارته رحمة، لقد رأيتنا وما نستطيع أن نصلي ونطوف بالبيت حتى أسلم عمر، فلما أسلم قاتلناهم حتى تركونا نصلي.
عبدالله بن عباس: - يقول عبدالله بن عباس حبر هذه الأمة: دخلت على عمر حين طُعنْ، فقلت: أبشر بالجنة، يا أمير المؤمنين، أسلمت حين كفر الناس، وجاهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خذله الناس، وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنك راضٍ، ولم يختلف في خلافتك اثنان، وقُتلت شهيداً..
- وقال أيضا: لما أسلم عمر قال المشركون: قد انتصف القوم اليوم منا ، وأنزل الله "يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين".
- وقال: أول من جهر بالإسلام عمر بن الخطاب.
حذيفة بن اليمان: قال حذيفة بن اليمان: كنّا عند عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال: أيكم يحفظ حديث رسول الله في الفتنة؟ فقلت: أنا أحفظه كما قال! قال: هات، لله أبوك، إنك لجريء، قلت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "فتنة الرجل في أهله وماله ونفسه وولده وجاره، يكفرها الصيام والصلاة والصدقة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، قال عمر: ليس هذا أريد، إنما أريد الفتن التي تموج كموج البحر! قلت: مالك ولها يا أمير المؤمنين؟! إنّ بينك وبينها باباً مغلقاً!! قال: فيكسر الباب أو يفتح؟ قلت: لا، بل يُكسر!! قال: ذاك أحرى أن لا يغلق أبداً، حتى قيام الساعة! قال أبو وائل الراوي عن حذيفة: هل كان عمر يعلم من الباب؟ قال حذيفة: نعم، كما يعلم أن دون غد الليلة! إني حدثته حديثاً ليس بالأغاليط، قال أبو وائل: فهبنا أن نسأل حذيفة: من الباب؟ فقلنا لمسروق: سل حذيفة من الباب؟ فقال مسروق لحذيفة: من الباب؟ قال حذيفة: هو عمر...
- وقال أيضا: إنما كان مثل الإسلام أيام عمر مثل مقبل لم يزل في إقبال، فلما قتل أدبر فلم يزل في إدبار.
- وقال أيضا: لما أسلم عمر كان الإسلام كالرجل المقبل لا يزداد إلا قرباً.
صهيب بن سنان الرومي: قال صهيب الرومي: لما أسلم عمر بن الخطاب، ظهر الإسلام، ودعي إليه علانية، وجلسنا حول البيت حلقاً، وطفنا بالبيت وانتصفنا ممن غلظ علينا ورددنا عليه.
زيد بن سهل الأنصاري: قال أبو طلحة الأنصاري: والله ما من أهل بيت من المسلمين إلا وقد دخل عليهم في موت عمر نقص في دينهم وفي دنياهم.
عبد الله بن سلام: جاء عبد الله بن سلام بعدما صلى على عمر فقال: إن كنتم سبقتموني بالصلاة عليه، فلن تسبقوني بالثناء عليه، ثم قال: نعم أخو الإسلام كنت يا عمر جواداً بالحق، بخيلاً بالباطل، ترضى من الرضى وتسخط من السخط، لم تكن مداحاً ولا معياباً، طيب العَرْف، عفيف الطرف.
معاوية بن أبي سفيان: قال معاوية لأصحابه: أما أبو بكر فلم يرد الدنيا ولم تُرِده، وأما عمر فأرادته الدنيا ولم يُرِدْها، وأمّا نحن فتمرغنا فيها ظهْراً لبطن.
قبيصة بن جابر: قبيصة بن جابر يقول: صحبت عمر بن الخطاب رضي الله عنه فما رأيت أقرأ لكتاب الله ولا أفقه في دين الله، ولا أحسن مدارسة منه.
دمغت شموسُ الحق ليلَ الباطـلومحت أكفُّ العدل رسمَ الجاهـلِ وتمايل الإِسـلام أعطافـا ً متـىقامت بنـوه لـه بنصـر عاجـلِ والعدل يصعد راقيـاً درج العلـىوالجور يهبط هاوياً فـي السَّافـلِ وإذا تصادمت الكتائـب والظُّبـاحكمت بما يرجـوه قلـب الآمـلِ من يجعل الأسلام أصلاً يحتـرسمـن أن يُدنسـه بشـيْءٍ هـازلِ من يَحظ بالتوفيق يمضي مسرعاًكالبرق في جسر المقـام الهائـلِ مـن يعتصـم بالله يَلْـقَ وقايـةمن كل صدمـة واقـع أو قائـلِ من يَرْجُ غير الله في الجلىّ ارتمىفي هُوَّة الأمـر الشديـد النـازل من يُكرِمِ الأحرار يحمد غِبَّـة العقبى بطَـول لا يـزول وطائـلِ هذي الصَّحابة بعضهم عادى أبـاهُ أو ابنَه في الكفـر عنـد تقابـلِ قد آثروا ديناً رَضي المولى ولـمتأخذهـم فيـه حميّـة جـاهـلِ هذي صفاتُ الليث مـا للشِبـل لايقفـوه أم فيـه فتـورة ذاهــلِ
ويقول الشاعر العراقي الشيعي الدكتور عباس الجنابي شعرا في الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه
ما منْ حديث ٍ به المُخْتـار يفْتخـرُالاّ وكُنْت الـذي يعْنيـه يـا عُمـرُ والسابقينَ من الأصحاب، ما نقضواعَهْدا، ولا خالفوا أمْراً بـه أ ُمـروا كواكبٌ في سمـاء المجـدِ لامِعَـة ٌجباهُـهُـمْ تنحَـنـي لله والـغُـررُ يا راشداً هَـزَّتْ الأجيـال سيرَتُـهُوبالميامين حصرا ً تشْمَـخُ السِيَـرُ في روضةِ الدين أنهارٌ فضائلُكَ الـكُبرى بها الدهرُ والأزمـانُ تنغمـرُ ضجّتْ قُريشٌ وقدْ سفّهْتَ في علـن ٍأصنامَهـا وبـدا يعْتامُهـا الخطـرُ أقبلْت أذ أدبروا،،أقدمـت إذ ذُعـرواوفّيْتَ إذ غدروا،، آمنْـت إذ كفَـروا لك السوابقُ لا يحظـى بهـا أحـدٌولمْ يَحُـز ْ مثلَهـا جـنُّ ولا بشـرُ فحينَ جفّتْ ضروعُ الغيم قُلتَ لهُـمْ:صلّوا سيَنْزلُ مـنْ عليائـه المَطَـرُ سَنَنْتَهـا سُنّـة ً بالخيـر عامـرة ًففي الصلاة ِ ضلال ِ الشّر ِ ينْحسـرُ عام الرمادة ِ أشبعتَ الجيـاع َ ولـمْتُسْرفْ، وقد نعموا بالخير ِ وازدهروا وَقَفْـتَ تـدْرأ ُ نَهـاّزا ً ومُنْتفـعـاًفمـا تطـاولَ طمّـاعٌ ومُحْتـكـرُ تجسَدَ العدْلُ في أمْر ٍ نهضـتَ بـهولم يزل عطرُهُ في النـاس ينتشـرُ لك الكرامـاتُ بحْـرٌ لا قـرار لـهُوأنت كـلُ عظيـم فيـك يُختصـرُ كمْ قلتَ رأيا حصيفا ً وانتفضتَ لـهُووافقتْـكَ بـه الآيـاتُ والـسُـوَرُ وكمْ زرَعْتَ مفاهيما شمَخـتَ بهـاما زال ينضجُ في أشجارهـا الثمَـرُ يفِرّ ُ عن درْبك الشيطـانُ مُتّخـذا ًدرباً سواهُ فيمضـي مـا لـهُ أثَـرُ وتستغيـثُ بـك الأخـلاقُ مُؤْمنـة ًبـأنّ وجهـكَ فـي أفلاكهـا قمَـرُ عسسْتَ والناسُ تأوي في مضاجعِهاوكُنْت تسهرُ حتّـى يطلِـعَ الّسحـرُ القولُ والفعلُ في شخص اذا اجتمَعَـاتجَسّدَ الحقّ ُ واهتزّتْ لـهُ العُصُـرُ
| |
|
| |
منى سفينة عضو فعال
عدد المساهمات : 73 نقاط : 141 تاريخ التسجيل : 24/01/2011
| موضوع: رد: مواقف نادره في التاريخ البشري للفاروق عمر ابن الخطاب رضي الله عنه السبت أكتوبر 19 2013, 02:41 | |
| وبهذا تتم حلقات سيرة الصحابي الجليل والعظيم ( عمر ابن الخطاب ) رضي الله عنه وأرضاه ..
ومهما كتبنا ونقلنا وبحثنا فلن نوفيه حقه رضي الله عنه وارضاه وعن الصحابه اجمعين ..!!
ونسأل الله تعالى أن يكتب لنا الأجر فيما نقلنا عنه وأن ينفع بها ..!!
للأهميه: والمصداقيه ..: | |
|
| |
الامورة آية عضو سوبر
عدد المساهمات : 236 نقاط : 700 تاريخ التسجيل : 06/12/2010
| موضوع: رد: مواقف نادره في التاريخ البشري للفاروق عمر ابن الخطاب رضي الله عنه الأحد أكتوبر 20 2013, 19:05 | |
| | |
|
| |
| مواقف نادره في التاريخ البشري للفاروق عمر ابن الخطاب رضي الله عنه | |
|