كان فرعون حاكماً طاغياً متألهاً يدّعي الربوبية من دون الله،
فأرسل الله نبيّه موسى يدعو الناس ويدعو فرعون إلى عبادة الله وحده لا شريك له
وأيَّده الله بمعجزتين لتكونا للناسِ آية على صدق قوله:
وكانت المعجزتان العصا واليد التي تحملها -يد موسى عليه السلام-
وأمر الله موسى وأخاه هارون أن يذهبا إلى فرعون
ويرياه آيات الله لعله يخشى أو يتذكر فتنفعه الذكرى..
ولكن فرعون لجّ في كفره وطغيانه،
وأبى أن يؤمن بموسى وبرسالته التي جاء بها من عند الله تعالى.
وزعم فرعون أنَّ معجزتي موسى ليستا إلا سحراً،
وأن موسى ساحر كسائر السحرة،
ولهذا قال:
- إنْ هذا إلا سحرٌ جئتنا به يا موسى لكي تجمع الناس حولك،
ولكنّ هذا لن يتم لأننا نملك السحر كما تملكه أنت
ولدينا من السحرة عدد كبير، وهم قادرون على هزيمتك وإبطال سحرك.
ثم طلب فرعون من موسى أن يحدّد له يوماً يجتمعون فيه أمام الناس وقال له:
- سوف ترى –يا موسى- لمن تكون الغلبة؟!
قال موسى: موعدكم يوم الزينة (أي يوم العيد.. وفي وضح النهار..).
قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى(57)
فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِّثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لّا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلا أَنتَ مَكَانًا سُوًى (58)
قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَن يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى (59)
وفي اليوم المحدد جمع فرعون أمهر السحرة حوله،
وأخذ يحثّهم ويشجّعهم ويمنيّهم بأنّهم إذا نجحوا وهزموا موسى
فسوف يجعلهم من المقرَّبين إليه،
فأقبل كبير السحرة وقال لموسى:
- إما أن تُلقي أنت أولاً.. أو نكون نحن أول المُلْقين؟
فردّ عليه موسى: بل ألقُوا أنتم لنرى ماذا تصنعون؟!
فأمسك السحرة بالحبال والعصيّ التي كانت معهم
ودعوا بعزة فرعون (لنكونَّن نحن الغالبين)، ثم ألقَوْا،
وإذا بالحبال والعصيّ تخيّل للناس بأنها تسعى..
فخاف موسى فى نفسه أن يصدّق الناس افتراء السحرة،
فأوحى الله إلى موسى أن يلقي عصاه
فألقاها موسى
فصارت ثعباناً كبيراً له قوائم وعنق ورأس وأضراس..
ثم راحت تبتلع كلَّ ما في الأرض من عصيّ وحبال.. كانت تسعى كالأفعى.
كل هذا والناس ينظرون في إعجاب شديد
إلاّ أن السحرة حين رأوا هذا -وهم أعلم بفنون السحر وأشكاله-
يقنوا أن الذي فعله موسى ليس من قبيل السحر
ولكنه الحق الذي لاشكّ فيه،
حينئذ خرّوا إلى الأرض سجّداً وقالوا:
- آمنا برب موسى وهارون!!
(ظهر الحق، وزهق الباطل، إنّ الباطل كان زهوقاً
وهنا صعق فرعون من عصا موسى، ومن إيمان السحرة،
فقال لهم مهدداً:
* آمنتم به قبل أن آذن لكم، إنه لكبيركم الذي علّمكم السحر..
فلأقطعنَّ أيديكم وأرجلكم من خلاف، ولأُصلبنّكم في جذوع النخل..
فرد عليه السحرة
- (قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ماأنت قاض).
ومضى السحرة شهداء في سبيل الله،
وظهر الحق، وزهق الباطل، إن الباطل كان زهوقاً.
قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى (65)
قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ
أَنَّهَا تَسْعَى (66)
فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى (67)
قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الأَعْلَى (68)
وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا
إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى (69)
فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى (70
قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ
فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ
وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى (71)
قَالُوا لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا
فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (72)
إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ
وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (73)
طه ( 65-73 )تقص قصة فرعون الظالم الذى إستعبد العباد
وتجبر عليه
وقال أنا ربكم الأعل
ونبي الله موسى عليه السلام الذي ذهب له مرشداً وواعظاً
لكنه أبى وأتاه عذاب الله الذي يستحق
فأغرقه الله هو و جنوده و أتباعه فى اليمفى قصر عظيم على شاطيء نهر النيل
عاش فرعون يحكم قومه بطريقة استبدادية ظالمة ..
يعذبهم ويظلمهم ويسلب أموالهم ويقتل الذكور منهم
لأن أحد السحرة قال له: سيولد طفل يحب الناس ويأخذ الملك منه
وكلما وضعت امرأة من بنى إسرائيل مولودا ذكراً
أمر فرعون جنوده بقتله ....
فى هذه الأيام وضعت أم موسى طفلها
لكنها لم تفرح بمَوْلِدِه كما تفرح الأمهات
فالخطر حوله والموت ينتظره
إنهاحائرة به خائفة عليه تخشى أن يصل خبر مولده إلى فرعون
وهى عاجزة عن حمايته أو إخفائه
وليس أمام أم موسى إلا أن تقوم للصلاة وتدعو ربها
ويستجيب الله تعالى لدعائها فيوحى إليها أن ترضعه من ثديها
فإذا خافت عليه صنعت له صندوقا وألقته فى النهر
دون خوف أو حزن
وتصنع الأم المؤمنة الصندوق بمساعدة ابنتها
ثم تضع وليدها فى الصندوق وتلقى به على سطح الماء
وهى فى أشد حالات الحزن والألم
لأنها تخاف المصير الذى ينتظره
ويحمل الماء الصندوق إلى قصر فرعون
وينظر فرعون من قصره للصندوق ويأمر رجاله بإحضاره وفتحه
والكل ينتظر فى دهشه ماذا فى الصندوق ؟
طفل صغير جميل يمص أصابعه من الجوع
وكل من ينظر إليه يحبه
ويتلفت فرعون إلى جنوده ويصرخ أقتلوه
أقذفوه فى الماء حتى يغرق
ولكن زوجة فرعون قالت :
لاتقتلوا هذا الطفل أنه قد يكون مصدر سعادة لنا
و يكون قرة عين لنا
لأن الله سيرده إليها بعد ذلك
وتصنع الأم المؤمنة الصندوق بمساعدة ابنتها
ثم تضع وليدها فى الصندوق وتلقى به على سطح الماء
وهى فى أشد حالات الحزن والألم
لأنها تخاف المصير الذى ينتظره
ويحمل الماء الصندوق إلى قصر فرعون
وينظر فرعون من قصره للصندوق ويأمر رجاله بإحضاره وفتحه
والكل ينتظر فى دهشه ماذا فى الصندوق ؟
طفل صغير جميل يمص أصابعه من الجوع
وكل من ينظر إليه يحبه
ويتلفت فرعون إلى جنوده ويصرخ أقتلوه
أقذفوه فى الماء حتى يغرق
ولكن زوجة فرعون قالت :
لاتقتلوا هذا الطفل أنه قد يكون مصدر سعادة لنا
و يكون قرة عين لنا
{وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ
وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنْ الْمُرْسَلِينَ،
فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ
وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ، وَقَالَتْ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ
لا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ}.