[size=24]ان القلوب انقسمت الى ثلاثة أقسام :
1) القسم الأول هو القلب السليم :وهو الذي سلم من أن يكون لغير الله فيه شرك بوجه ما , بل قد خلصت عبوديته لله تعالى ارادة ومحبة وتوكلا وانابة واخباتا وخشية ورجاء , وخلص عمله لله .
فان أحب أحب في الله
وان أبغض أبغض في الله
وان أعطى أعطى لله
وان منع منع لله
ويكون الحاكم عليه في أموره كلها هو ما جاء يه رسول الله صلى الله عليه وسلم
فلا يتقدم بين يديه بعقيدة ولا قول ولا عمل .
) القسم الثاني هو القلب الميت : -القلب الميت الذي لا حياة به فهو لا يعرف ربه ولا يعبده ولا يمتثل أمره ولا يفعل ما يحبه ويرضاه , بل هو واقف مع شهواته ولذاته , ولو كان فيها سخط ربه وغضبه , فهو متعبد لغير الله حبا وخوفا ورجاء ورضا وسخطا وتعظيما وذلا .
ان أحب أحب لهواه
وان أبغض أبغض لهواه
وان أعطى أعطى لهواه
وان منع منع لهواه
فهو آثر عنده وأحب اليه من رضا مولاه فالهوى امامه والشهوة قائده والجهل سائقه والغفلة مركبه . ) القسم الثالث هو قلب له حياة وبه علة : -
فله مادتان تمده هذه مرة , وهذه تمده أخرى , وهو لما غلب عليه منهما , ففيه من محبة الله تعالى والايمان به والاخلاص له والتوكل عليه ما هو مادة حياته وفيه من محبة الشهوات وايثارها والحرص على تحصيلها ومن الحسد والكبر والعجب وحب العلو ما هو مادة هلاكه وعطبه .
فالقلب الأول حي مخبت لين .
والقلب الثاني يابس ميت .
والقلب الثالث مريض فاما الى السلامة واما الى العطب .
وعلى هذا فان القلب لكي تبقى له حياته وتزول عنه غفلته
وتتم له استقامته , محتاج الى ما يحفظ عليه قوته وهو
الايمان والطاعات والمحافظة على ذكر الله , والبعد عن كل ما يسخط الله .
ولا سعادة للقلب ولا لذة ولا نعيم ولا صلاح الا بأن يكون الله وحده الهه وفاطره ومعبوده وغاية مطلوبه , وأحب اليه من كل ما سواه .
فبهذا تكون نجاة القلب من الغفلة وسلامته من الهلكة .
- يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك .