المؤمنون يتجاوزون ظواهر الأسباب إلى خالق الأسباب
الماديون، الشاردون، التائهون، الغافلون، العصاة، هؤلاء يقفون عند السنن المعتادة، والأسباب الظاهرة، لا يطمعون في شيء وراءها أما المؤمنون فيتجاوزون ظواهر الأسباب، وينفذون إلى سرِّ الوجود إلى الله خالق الأسباب والمسببات، الذي عنده من الأسباب الباطنة، والعناية اللطيفة الخفية، ما يخفى على إدراك عقول عباده، تتجه قلوب المؤمنون إليه، حين تذلهم الأزمات، وتستحكم بهم الحلقات.
إنهم يجدون في الإقبال على الله الملاذ في الشدة، والأنس في الوحشة والنصر في القلة، يتجه إليه المريض إذا استعصى مرضه على الأطباء يتجه إليه المكروب يسأله الصبر والرضا، والخلف من كل فائت والعوض من مفقود، يتجه إليه المظلوم آملاً يوماً قريباً ينتصر فيه من ظالمه، فليس بين دعوة المظلوم وبين الله حجاب، يتجه إليه المحروم من الأولاد، سائلاً ربه أن يرزقه ذريةً طيبة.
هذا هو المعنى الإيجابي للأمل…
والحمد الله رب العالمين لاتنسونا من الدعاء بالجنة والموت على الايمان والامل والعمل الصالح