كل يوم جديد حياة جديدة
مزِّق أوراق الأمس، وارمِ بها في نفاية الزمن،
وابدأ مع اليوم الجديد بحياة جديدة، ونفسية جديدة، وهمة جديدة
اجعل كل صباح ولادة جديدة لحياة جديدة، لا علاقة لها بالماضي،
ولا باليوم الذي قبله إن استطعت، وقل لنفسك: اليوم أبدأُ حياة جديدةً،
واجعل من يومِك الجديد وكأنك دخلتَ روضةً غنَّاء، وواحة جميلةً،
وتخلَّصت من غبار الصَّحراء الجاف، وشمسِها المحرِقة،
فحري بك ألا تلتفتَ إلى ذلك الوراء الغابر.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
املأ عينيك بما أمامك، واشغَل نفسَك بما تريد عملَه؛
اليومَ سوف تقابل الناسَ بوجه جديد، وشخصية جديدة، وتعامُلٍ جديد.
ما دمت في الأحياء، فكلُّ شيءٍ يُغيَّر،
وأسوأ ما يكون أن يرى الإنسانُ العيبَ ويعرفَه،
ويعلمَ آثاره ثم يستمرَّ عليه:
وَلَمْ أَرَ فِي عُيُوبِ النَّاسِ عَيْبًا *** كَنَقْصِ الْقَادِرِينَ عَلَى التَّمَامِ
استفد من الآخرين؛ من أخلاقهم، من صفاتِهم، من أفعالهم،
استفِدْ من أخطائهم التي وقعوا فيها بأن تتجنَّبها، استفد أنت كذلك
من سلوكك الخاطئِ مع الناس وغيره إلى الأحسن.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
سُئل الأديب الكبير ابنُ المقفَّع: مَن الذي أدَّبك؟
قال: نفسي؛ كنتُ إذا رأيت في الناس خُلقًا سيئًا اجتنبتُه،
وإذا رأيت منهم خلقًا صالحًا اكتسبته.
لذلك أذكر لك:
كان هناك أخوانِ، أحدهما مدمن مخدِّرات
يعتدي دائمًا بالضرب على أفرادِ أسرته، والآخر رجلُ أعمال
عاش ناجحًا، يلقى احترامَ المجتمع، ولديه عائلة رائعة.
كيف يمكن أن يوجد هذا التناقضُ العجيب بين أخوين،
نشأا تحت رعاية نفس الأبوين، ونفس الظروف والبيئة!
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
فسُئل الأول: ما الذي يدعوك للتصرُّف بهذا الشَّكل؟
فأنت مدمن مخدِّرات، وعلاوة على ذلك فأنت تعتدي على عائلتِك
بالضرب والإهانة؟ فما الذي يدفعُك لهذا؟ فأجاب: أبي، نعم أبي
كان مدمنًا، وكان يضربُنا جميعًا، فما الذي تتوقَّعه مني؟!
وعندما سئل أخوه المحترم: ما السر وراء نجاحك؟!
قال: أبي؛ عندما كنت صغيرًا كنت أرى أبي متأثِّرًا بالمخدِّرات،
وكنت أراه يرتكب كلَّ الأخطاء التي لا يمكن تخيُّلُها،
فقررتُ ألا أنشأ مثله.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة