بعد أن يدخل الله أهل الجنة الجنة ينادون خصومهم من الكفار أهل النار مبكتين ومؤنبين ( ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين ) ،
لقد كان الكفار في الدنيا يخاصمون المؤمنين ويسخرون منهم ويهزؤون بهم ، وفي ذلك اليوم ينتصر المؤمنون فإذا بهم في النعيم المقيم ينظرون إلى المجرمين فيسخرون منهم ويهزؤون بهم (إن الأبرار لفي نعيم ، على الأرائك ينظرون ، تعرف في وجوههم نضرة النعيم ، يسقون من رحيق مختوم ، ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ، ومزاجه من تسنيم ، عينا يشرب بها المقربون ، إن الذين أجرموا كانوا من الذين امنوا يضحكون ، وإذا مروا بهم يتغامزون ، وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين ، وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون ، وما أرسلوا عليهم حافظين ، فاليوم الذين امنوا من الكفار يضحكون ، على الأرائك ينظرون ، هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون )
نعم والله لقد جوزي الكفار بما كانوا يفعلون ، والجزاء من جنس العمل ، ويتذكر المؤمن في جنات النعيم ذلك القرين أو الصديق الذي كان يزين له الكفر في الدنيا وكان يدعوه إلى تلك المبادئ الضالة التي تجعله في صف الكافرين أعداء الله ، فيحدث اخوانه عن ذلك القرين ، ويدعوهم للنظر إليه في مقره الذي يعذب فيه ، فعندما يرى ما يعانيه من العذاب يعلم مدى نعمة الله عليه وكيف خلصه من حاله ، ثم يتوجه إليه باللوم والتأنيب ( فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ ، قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ ، يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنْ الْمُصَدِّقِينَ ، أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ ، قَالَ هَلْ أَنتُم مُّطَّلِعُونَ ، فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاء الْجَحِيمِ ، قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدتَّ لَتُرْدِينِ ، وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ ، أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ ، إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ ، إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )وقال الحارث : حدثنا داود بن المحبر , ثنا إسماعيل بن عياش , عن أبان بن أبي عياش , عن أنس بن مالك , قال : " ذكر عند رسول الله الشهداء , فقال : " الذين إذا لقوا العدو لم يلفتوا وجوههم حتى يقتلوا , أولئك الذين يتلبطون في الغرفات العلى من الجنة , ويضحك ربك إليهم , وإذا ضحك ربك إلى عبد في موطن فلاحساب عليه حديث : 88677641
حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن عقبة الشيباني رحمه الله بالكوفة ، ثنا إبراهيم بن أبي العنبس ، ثنا علي بن قادم ، ثنا شريك ، عن عبيد المكتب ، عن الشعبي ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه ، قال : ضحك رسول الله ذات يوم أو تبسم ، فقال رسول الله : " ألا تسألوني من أي شيء ضحكت ؟ " فقال : " عجبت من مجادلة العبد ربه يوم القيامة ، يقول : يا رب أليس وعدتني أن لا تظلمني ؟ قال : بلى ، قال : فإني لا أقبل علي شهادة شاهد إلا من نفسي ، فيقول : أو ليس كفى بي شهيدا وبالملائكة الكرام الكاتبين ؟ قال : فيردد هذا الكلام مرات فيختم على فيه ، وتكلم أركانه بما كان يعمل فيقول : بعدا لكم وسحقا ، عنكم كنت أجادل " "
هذا حديث صحيح
اللهم ارزقنا جنتك برحمتك يارب جعلنا الله وإياكم جميعا ممن يدخلون الجنة بلا حساب اللهـم أعوذ بك من عذاب النار ونسألك مجاورة نبيك الكريم في الجنة
اللهم آمين