[size=24]روى البخاري ومسلم من حديث أنس: (أن رجلاً نصرانياً أسلم وكتب الوحي لرسول الله، وقرأ البقرة وآل عمران، ثم ترك الإسلام وعاد إلى نصرانيته مرة أخرى، ثم كذب على النبي فقال: لا يعلم محمد إلا ما كنت أكتبه له، فأهلكه الله جل وعلا، فدفنه أصحابه فأصبحوا فوجدوا الأرض قد لفظته لم تقبل الأرض مثل هذا الخبيث الذي آذى وكذب على رسول الله فقد أصبحوا فوجدوا الأرض قد لفظته -أي: أخرجته على سطحها- فقالوا: هذا فعل محمد وأصحابه، لما هرب منهم صاحبنا وعاد إلى ديننا أخرجوه ونبشوا عليه القبر، فدفنوه فلما أصبحوا وجدوا الأرض قد لفظته)، فأعمقوا له في الأرض، وقالوا: هذا فعل محمد وأصحابه، فلما أصبحوا وجدوا الأرض قد لفظته، فأعمقوا له ما استطاعوا ودفنوه، فلما أصبحوا وجدوا الأرض قد لفظته، فعلموا أن هذا ليس من فعل الناس، وعلم الناس يقيناً أن هذا من فعل رب الناس، ثأراً منه ودفاعاً عن سيد الناس صلى الله عليه وآله وسلم.فالله جل وعلا هو الذي يدافع عن نبيه، بل ما من نبي من الأنبياء إلا وقد دفع عن نفسه التهم التي وجهت إليه من قبل القوم الذين أرسل إليهم: قال قوم نوح لنوح: {إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ} [الأعراف:60]، فقال نوح عليه السلام مدافعاً عن نفسه: {يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلالَةٌ} [الأعراف:61].
وقال قوم هود لهود عليه السلام: {إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ} [الأعراف:66]، فقال هود مدافعاً عن نفسه: {يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ} [الأعراف:67].
وقال فرعون لموسى: {إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا} [الإسراء:101]، فدافع موسى عليه السلام عن نفسه وقال: {وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا} [الإسراء:102].
أما المصطفى فإن الذي تولى الدفاع عنه هو الله جل جلاله: اتهمه القوم بالجنون؛ فدافع الله عن حالمصطفى فقال: {مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ} [القلم:2]، واتهمه القوم بالشعر والكهانة، فدافع الله عنه فقال: {وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ * وَلا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ} [الحاقة:41 - 42].
اتهمه القوم بالضلال؛ فدافع الله عنه فقال: {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى} [النجم:2].
اتهمه القوم بأن ربه قد غضب عليه وهجره وقلاه؛ فأقسم الله بالضحى والليل إذا سجى أن محمداً هو حبيبه، وأنه ما هجر محمداً وما قلاه، فقال جل في علاه: {وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} [الضحى[/size]:1 - بيبه 3].