ثم سرية أميرها عبد الله بن جحش إلى نخلة ، ونخلة وادي بستان ابن
عامر في رجب على رأس سبعة عشر شهرا .
قالوا : قال عبد الله بن جحش : دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم حين صلى
العشاء فقال واف مع الصبح معك سلاحك ; أبعثك وجها قال فوافيت الصبح وعلي
سيفي وقوسي وجعبتي ومعي درقتي ، فصلى النبي صلى الله عليه وسلم بالناس
الصبح ثم انصرف فيجدني قد سبقته واقفا عند بابه وأجد نفرا معي من قريش .
فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بن كعب فدخل عليه فأمره رسول الله
صلى الله عليه وسلم وكتب كتابا . ثم دعاني فأعطاني صحيفة من أديم خولاني
فقال قد استعملتك على هؤلاء النفر
فامض حتى إذا سرت ليلتين فانشر كتابي ، ثم امض لما فيه . قلت : يا رسول
الله أي ناحية ؟ فقال اسلك النجدية ، تؤم ركية قال فانطلق حتى إذا كان ببئر
ابن ضميرة نشر الكتاب فقرأه فإذا فيه سر حتى تأتي بطن نخلة على اسم الله
وبركاته ولا تكرهن أحدا من أصحابك على المسير معك ، وامض لأمري فيمن تبعك
حتى تأتي بطن نخلة فترصد بها عير قريش . فلما قرأ عليهم الكتاب قال لست
مستكرها منكم أحدا ، فمن كان يريد الشهادة فليمض لأمر رسول الله صلى الله
عليه وسلم ومن أراد الرجعة فمن الآن فقالوا أجمعون نحن سامعون ومطيعون لله
ولرسوله ولك ، فسر على بركة الله حيث شئت . فسار حتى جاء نخلة فوجد عيرا
لقريش فيها عمرو بن الحضرمي ، والحكم بن كيسان المخزومي ، وعثمان بن عبد
الله بن المغيرة المخزومي ، ونوفل بن عبد الله المخزومي . فلما رأوهم أصحاب
العير هابوهم وأنكروا أمرهم فحلق عكاشة رأسه من ساعته ثم أوفى ليطمئن
القوم .
قال عامر بن ربيعة : فحلقت رأس عكاشة بيدي - وكان رأي واقد بن عبد الله
وعكاشة أن يغيروا عليهم - فيقول لهم عمار نحن في شهر حرام فأشرف عكاشة فقال
المشركون بعضهم لبعض لا بأس قوم عمار فأمنوا في أنفسهم وقيدوا ركابهم
وسرحوها ، واصطنعوا طعاما . تشاور أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في
أمرهم - وكان آخر يوم من رجب ويقال أول يوم من شعبان - فقالوا : إن أخرتم
عنهم هذا اليوم دخلوا الحرم فامتنعوا ، وإن أصبتموهم ففي الشهر الحرام .
وقال قائل لا ندري أمن الشهر الحرام هذا اليوم أم لا . وقال قائل لا نعلم
هذا اليوم إلا من الشهر الحرام ولا نرى أن تستحلوه لطمع أشفيتم عليه . فغلب
على الأمر الذين يريدون عرض الدنيا ، فشجع القوم فقاتلوهم . فخرج واقد بن
عبد الله - 15 - يقدم القوم قد أنبض قوسه وفوق بسهمه فرمى عمرو بن الحضرمي -
وكان لا يخطئ رميته - بسهم فقتله . وشد القوم عليهم فاستأسر عثمان بن عبد
الله بن المغيرة ، وحكم بن كيسان وأعجزهم نوفل بن عبد الله بن المغيرة ،
واستاقوا العير .
============
للمتابعه اضغط هنا ... سرية نخله