الي التائهين في البحث عن العزة
الي المشتاقين لمعرفة صفات امير العزة فاروق الامة قاسي القلب قبل الاسلام ، ورقيق القلب بعد الاسلام عمر بن الخطـــــــــــــــــــــاب
هذه سلسلة لصفاته اسردها لكم لنستفيد منها ونسير علي دربها
هيا معي الي بستانه لنقطف اول زهرة
اول زهرة اخترتها لكم هي:
شدة خوفة من الله تعالي بمحاسبته لنفسه:
هذه بعض مواقف له" رضي الله عنه"
كان رضي الله عنه يقوا : أكثروا من ذكر النار ، فان حرها شديد ، وقعرها بعيد ، ومقامها حديد ،
جاء ذات يوم أعرابي ، فوقف عنده وقال :
يا عمـــــر الخيــــر جزيت الجنــــة :::: جهـــــز بنياتـــــي وامهنه
وكن لنا من الذمان جنــــــــه :::: اقســــم بـــالله لتفعلنـــــــــــــه
قال ان لم افعل يكون ماذا يا أعرابي ؟ قال:
اقسم اني سوف امضينه
قال فان مضيت ماذا يكون يا اعرابي ؟ قال:
والله عن حالــــي لتسألنـــــــه ::::: ثم تكون المســــالات ثمـــــه
والقف المسئــــــول بينهنـــــه ::::: اما الي نار واما الي جنـــة
فبكي عمر حتي ابتلت لحيته بدموعه ، ثم قال يا غلام أعطه قميصي هذا لذلك اليوم لا لشعره ، والله ماأملك غيره ،
انظر كيف بكي عمر بكاءا شديدا تاثرا بقول الاعرابي وتذكيرة بموقف الحساب يوم القيامة ، مع انه لا يذكر انه ظلم أحدا من الناس ، ولكنه لعظم خشيته وشدة خوفه من الله تنهمر دموعه أمام كل من يذكره بيوم القيامة
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
كان رضي الله عنه من شدة خوفة يحاسب نفسه حسابا عسيرا ، فاذا خيل اليه انه اخطأ في حق أحد طلبه وامره بان يقتص منه فكان يقبل علي الناس يسألهم عن حاغجتهم ، فاذا افضوا اليه بها قضاها ، ولكنه ينهاهم عن ان يشغلوه بالشكاوي الخاصة اذا تفرغ لأمر عام
ذات يوم كان مشغولا ببعض الأمور العامة ، فجاء رجل فقال : يا أمير المؤمنين انطلق معي فأعني علي فلان ، فانه ظلمني
فرفع عمر الدرة فخفق بها رأس الرجل ، وقال : تتركون عمر وهو مقبل عليكم ، حتي اذا اشتغل بأمور المسلمين اتيتموه؟!!!!
فانصرف الرجل متذمرا
فقال عمر علي بالرجل
فلما أعادوه القي عمر الدرة اليه ، وقال امسك الدرة واخفقني كما خفقتك
قال الرجل : لا يا امير المؤمنين ادعها الي الله ولك
قال عمر :ليس كذلك : اما ان تدعها الي الله وارادة ما عنده من ثواب ، او تردها علي ، فاعلم ذلك
فقال الرجل ادعها لله يا امير المؤمنين
وانصرف الرجل
اما عمر فقد مشي حتي دخل بيته ومعه بعض الناس منهم الأحنف بن قيس صاحب الرواية
فقال الاحنف لما دخل عمر البيت
افتتح بالصلاة فصلي ركعتين ثم جلس ، فقال يابن الخطاب كنت وضيعا فرفعك الله ، وكنت ضالا فهداك الله ، وكنت ذليلا فأعزك الله ، ثم حملك علي رقاب المسلمين فجاء رجل يستعديك ، فضربته ؟!!
ماتقول لربك غدا اذا اتيته؟!! فجعل يعاتب نفسه معاتبه ظننت انه خير أهل الارض
انظروا اخوتي كيف يحاسب نفسه ويعاتبها
كم من اناس يعيشون الغفلة ويظنونت انهم في اعلي عليين في الجنة علي الرغم من عجرهم وبجرهم
لا لا لا لا
حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا وزنوا اعمالكم قبل ان توزن عليكم
والي لقاء آخر ان شاء الله مع زهرة اخري نشم اريجها وننعم بملمسها الرقيق
نفعنا الله واياكم