غزوة أحد
يوم السبت لسبع خلون من شوال على رأس اثنين وثلاثين شهرا . واستخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة ابن أم مكتوم .
حدثنا محمد بن شجاع قال حدثنا محمد بن عمر الواقدي قال حدثنا محمد بن عبد
الله بن مسلم وموسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث ، وعبد الله بن جعفر ،
وابن أبي سبرة ومحمد بن صالح بن دينار ، ومعاذ بن محمد وابن أبي حبيبة
ومحمد بن يحيى بن سهل بن أبي حثمة وعبد الرحمن بن عبد العزيز ويحيى بن عبد
الله بن أبي قتادة ، ويونس بن محمد الظفري ، ومعمر بن راشد وعبد الرحمن بن
أبي الزناد وأبو معشر في رجال لم أسم فكل قد حدثني بطائفة من هذا الحديث
وبعض القوم كان أوعى له من بعض
وقد جمعت كل الذي حدثوني ، قالوا : لما رجع من حضر بدرامن المشركين إلى
مكة ، والعير التي قدم بها أبو سفيان بن حرب من الشام موقوفة في دار الندوة
- وكذلك كانوا يصنعون - فلم يحركها أبو سفيان ولم يفرقها لغيبة أهل العير
مشت أشراف قريش إلى أبي سفيان بن حرب : الأسود بن المطلب بن أسد ، وجبير بن
مطعم ، وصفوان بن أمية ، وعكرمة بن أبي جهل ، والحارث بن هشام ، وعبد الله
بن أبي ربيعة ، وحويطب بن عبد العزى ، وحجير بن أبي إهاب ، فقالوا : يا
أبا سفيان انظر هذه العير التي قدمت بها فاحتبستها ، فقد عرفت أنها أموال
أهل مكة ولطيمة قريش ، وهم طيبو الأنفس يجهزون بهذه العير جيشا إلى محمد
وقد ترى من قتل من آبائنا ، وأبنائنا ، وعشائرنا .
قال أبو سفيان وقد طابت أنفس قريش بذلك ؟ قالوا : نعم . قال فأنا أول من
أجاب إلى ذلك وبنو عبد مناف معي ، فأنا والله الموتور الثائر قد قتل ابني
حنظلة ببدر وأشراف قومي . فلم تزل العير موقوفة حتى تجهزوا للخروج إلى أحد ;
فباعوها وصارت ذهبا عينا ، فوقف عند أبي سفيان . ويقال إنما قالوا : يا
أبا سفيان بع العير ثم اعزل أرباحها . وكانت العير ألف بعير وكان المال
خمسين ألف دينار ، وكانوا يربحون في تجارتهم للدينار دينارا ، وكان متجرهم
من الشام غزة ، لا يعدونها إلى غيرها .
وكان أبو سفيان قد حبس عير زهرة لأنهم رجعوا من طريق بدر ، وسلم ما كان
لمخرمة بن نوفل ولبني أبيه وبني عبد مناف بن زهرة فأبى مخرمة أن يقبل عيره
حتى يسلم إلى بني زهرة جميعا . وتكلم الأخنس فقال ما لعير بني زهرة من بين
عيرات قريش ؟ قال أبو سفيان لأنهم رجعوا عن قريش . قال الأخنس أنت أرسلت
إلى قريش أن ارجعوا فقد أحرزنا العير لا تخرجوا في غير شيء فرجعنا . فأخذت
زهرة عيرها ، وأخذ أقوام من أهل مكة - أهل ضعف لا عشائر لهم ولا منعة - كل
ما كان لهم في العير .
===========
.. هنا