ألا إ ن سلعة الله غاليه ألا إن سلعة الله الجنه
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
لعب.. لهو.. زينة.. تفاخر.. تكاثر.. متاع الغرور.. تلك هي أوصاف الدنيا بتعبير القرآن الكريم، حيث يتفاخرون مع بعضهم البعض، ويعرضون أنفسهم ومتاعهم بكل غرور، ومعهم في ذلك اللعب واللهو، كل غافل عن الدار الآخرة،
وهذه بعض أوصاف الآخرة في القرآن كذلك، وربطها الله تعالى بالعقل في أكثر من موضع وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو وللدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون والعاقل يفكر بما يريده الله "تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم" فكن عزيزا حكيما في مرادك، وفي معرفة حقيقة الأمرين دار متاع قليل، ودار هي الحيوان - الحياة الحقيقية - ونعم الدار لمن أتقى.
وليس أمر العزة والحكمة بالهين، ولا ينال بالتمني "ليس بأمانيكم ولا أماني أهْل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا" بل لا بد له من تعب والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين" وبهذا فقط يرث الدار الحقيقية "تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا"
ولا بد أن يعي مريد العزة والحكمة نداء النبي عليه الصلاة والسلام " ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة"
يتعب كما تعب الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم وتتفطر قدماه من طول صلاة القيام، بل وربما يتفطر قلبه وكل كيانه شوقا للدار الآخرة، غير مغتر بهذا التفطر الذي قد يصيبه، ظانا أنه ضمن مكانا لرجله في الجنان ففي البخاري ومسلم ما منكم من أحد يدخل الجنة إلا برحمة الله تعالى قيل ولا أنت يا رسول الله؟ قال ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمته
، البخيل كل البخيل من بخل عن نفسه بالجنة
ويفكر في نهايته وكيف يدخلها، ومن أي طريق، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الصيام
فالمقصود هو كثرة التطوعات في هذه الأعمال - الصلاة والصوم وغيرها - بحسب كل عبادة يدخل المرء من بابها في الجنة
و المفتاح الذي بيدي لأدخل منه بابا من أبواب الجنة
هل أنا متميز في صلاتي وتطوعي فيها، خاشع مكثر مقبل قائم متبتل هل أنا ممن يصوم الصوم الكثير الخفي أم هو رمضان وبضعة أيام متفرقة
هل أنا مكثر الصدقات ومن أهلها عند الله
وهل أنا من أهل الجهاد ومكتوب كذلك عند الله
فاصنع أخي مفتاحا واتعب فيه، وتيقن أن الله موفقك، فدق الباب من الآن وكن مع الحبيب أو كن كأبي بكر الصديق، واجمع المفاتيح واغنم بدخولك معه الأبواب الثمانية.
اللهم اني اسألك جنات الفردوس لي والجميع المسلمين