يعتبر
الإخوان المسلمون أنفسهم دعاة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة ،
ويستهدفون من خلال دعوتهم تحقيق رسالة الإسلام بتطبيق شرع الله كما أمر ،
وذلك من خلال الوسائل السلمية المتاحة وعبر المؤسسات الدستورية القائمة ،
ولا يسعى الإخوان إلى الحكم طلبا وأملاً فيه كما يفعل الكثير من الناس هذه
الأيام فإن وجدوا من الأمة من يستعد لحمل هذا العبء وأداء هذه الأمانة ،
والحكم بمنهاج إسلامي قرآني فهم جنوده وأنصاره وأعوانه ، ولكن إذا جاءهم عن
طريق صناديق الاقتراع الحر النزيه فإنهم لا يرفضوه من منطلق أنهم أصحاب
برنامج إصلاحي ذي مرجعية إسلامية .. .
فكرتهم إسلامية شاملة :
"
يعتقد الإخوان المسلمون أن الله تبارك وتعالى حين أنزل القرآن وأمر عباده
أن يتبعوا محمد صلى الله عليه وسلم ورضي لهم الإسلام ديناً ، وضع في هذا
الدين القويم كل الأصول اللازمة لحياة الأمم ونهضتها وإسعادها ، وذلك مصداق
قول الله تبارك وتعالى :" الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه
مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل
لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت
عليهم " { الأعراف : 157 } . ( إلى أي شئ ندعو الناس ص46) .
وإن
الإسلام يعترف بسقوط الدول والحضارات ، عندما تتكاثف الأمراض الحضارية في
شكل ظاهرة يطلق عليها القرآن الكريم : " الاستبدال " أو " الاستخلاف " .
وهذا مصداق لقوله تعالى : ( وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا
أمثالكم ) { محمد : 38 } ، وقوله تعالى : ( ثم جعلناكم خلائف في الأرض ومن
بعدهم لننظر كيف تعملون ] { يونس : 14 }.
وإن
أمتنا تقف على مفترق الطريق ، وهي إذا تجذر عندها الوعي بهذا القانون - "
الاستبدال " أو " الاستخلاف " - ، فيبقي أن تعد العدة وترتب أوراقها لتأخذ
دورها ، فليس في الدنيا نظام يمد الأمة الناهضة بما تحتاج إليه من نظم
وقواعد وعواطف ومشاعر كما يمد الإسلام بذلك كله أممه الناهضة ، فيقرر
الأستاذ البنا حقيقة أن " القرآن هو الجامع لأصول الإصلاح الاجتماعي الشامل
" ، ومن ثم هو أساس بناء الدولة الإسلامية { رسالة بين الأمس واليوم } ،
وكان من نتيجة هذا الفهم العام الشامل للإسلام عند الإخوان المسلمين أن
شملت فكرتهم كل نواحى الإصلاح في الأمة ، وتمثلت فيها كل عناصر غيرها من
الفكر الإصلاحية .. ، والتقت عندها آمال محبى الإصلاح الذين عرفوها وفهموا
مراميها ، وتستطيع أن تقول ولا حرج عليك ، إن الإخوان المسلمين : دعوة
سلفية ، وطريقة سنية ، وحقيقة صوفيةٌ ، وهيئة سياسية ، وجماعة رياضيةٌ ،
ورابطةٌ علميةٌ ثقافيةٌ وشركةٌ اقتصاديةٌ وفكرةٌ اجتماعيةٌ ، وهكذا نرى أن
شمول معنى الإسلام قد أكسب فكرتنا شمولاً لكل مناحى الإصلاح ، ووجه نشاط
الإخوان إلى كل هذه النواحي ، وهم في الوقت الذي يتجه فيه غيرهم إلى ناحية
واحدة دون غيرها يتجهون إليها جميعاً ، ويعلمون أن الإسلام يطالبهم بها
جميعاً " { رسالة المؤتمر الخامس }
فالإخوان المسلمون :
دعوة سلفية ، لأنهم يدعون إلى العودة بالإسلام إلى معينه الصافي من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
وطريقة سنية ، لأنهم يحملون أنفسهم على العمل بالسنة المطهرة في كل شيء ..
وحقيقة صوفية ، لأنهم يعلمون أن أساس الخير طهارة النفس ، ونقاء القلب ، والمواظبة على العمل .. والحب في الله والارتباط على الخير
وهيئة سياسية ، لأنهم يطالبون بإصلاح الحكم في الداخل ، وتعديل النظر في
صلة الأمة الإسلامية بغيرها من الأمم في الخارج ، وتربية الشعب على العزة
والكرامة والحرص على قوميته إلى أبعد حد
وجماعة رياضية ، لأنهم يعنون بجسومهم ويعلمون أن المؤمن القوي خير من
المؤمن الضعيف ، وأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن لبدنك عليك حقا . "
وأن تكاليف الإسلام لا يمكن أن تؤدى كاملة صحيحة إلا بالجسم القوي
ورابطة علمية ثقافية ، لأن الإسلام يحعل طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة
وشركة اقتصادية ، لأن الإسلام يُعْنى بتدبير المال وكسبه من وجهه وهو الذي
يقول نبيه صلى الله عليه وسلم نعم المال الصالح للرجل الصالح ويقول : " من
أمسى كالا من عمل يده أمسى مغفورا له "
وفكرة اجتماعية : لأنهم يعنون بأدواء المجتمع الإسلامي ويحاولون الوصول إلى طرق علاجها وشفاء الأمة منها .
وحتى توصف دعوة الإخوان المسلمين بأنها شاملة بحق يقرر الأستاذ البنا إحدى الثوابت الإسلامية وهي
عدم الفصل بين الدين والسياسة ، فيقول :
’’ إذا كان الإسلام شيئا غير السياسة وغير الاجتماع ، وغير الاقتصاد ، وغير
الثقافة فما هو إذا ؟ .. أهو هذه الركعات الخالية من القلب الحاضر ..
ألهذا أيها الإخوان نزل القرآن نظاما كاملا محكما مفصلا (تبيانا لكل شيء
وهدى وبشرى للمسلمين ) { النحل : 89 } ‘‘ ( رسالة طلبة الإخوان المسلمين ) .
ويقول: إننا سياسيون بمعنى أننا نهتم بشئون أمتنا ، ونعتقد أن القوة
التنفيذية جزء من تعاليم الإسلام تدخل في نطاقه وتندرج تحت أحكامه . وأن
الحرية السياسية والعزة القومية ركن من أركانه وفريضة من فرائضه ، وأننا
نعمل جاهدين لاستكمال الحرية لإصلاح الأداة التنفيذية ..( رسالة المؤتمر
السادس ) .
لذلك
توصف دعوة الإخوان بأنها شاملة : " الإسلام نظام شامل يتناول مظاهر الحياة
جميعاً ، فهو دولة ووطن أو حكومة وأمة وهو خلق وقوة أو رحمة وعدالة ، وهو
ثقافة وقانون أو علم وقضاء وهو مادة وثروة أو كسب وفني وهو جهاد ودعوة أو
جيش وفكرة ، كما هو عقيدة صادقة وعبادة صحيحة سواء بسواء " { رسالة
التعاليم } .
كما
توصف دعوة الإخوان بأنها ربانية : " أما أنها ربانية فلأن الأساس الذي تدور
عليه أهدافنا جميعاً ، أن يتعرف الناس إلى ربهم ، وأن يستمدوا من فيض هذه
الصلة روحانية كريمة تسموا بأنفسهم عن جمود المادة الصماء وجحودها إلى طهر
الإنسانية الفاضلة وجمالها . ونحن الإخوان المسلمين نهتف من كل قلوبنا : "
الله غايتنا " . فأول أهداف هذه الدعوة أن يتذكر الناس من جديد هذه الصلة
التي تربطهم بالله تبارك وتعالى ، والتي نسوها فأنساهم الله أنفسهم ( يا
أيها الناس أعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون ) { البقرة
: 21 } . وهذا في الحقيقة هو المفتاح الأول لمغاليق المشكلات الإنسانية
التي أوصدها الجمود والمادية في وجوه البشر جميعاً ، فلم يستطيعوا إلى حلها
سبيلاً ، وبفير هذا المفتاح فلا إصلاح " { رسالة دعوتنا في طور جديد } .
كذلك
توصف دعوة الإخوان بأنها عالمية وليست تقتصر على قطر من الأقطار : " وأما
أنها عالمية فلأنها موجهة إلى الناس كافة لأن الناس في حكمها أخوة : أصلهم
واحد ، وأبوهم واحد ، ونسبهم واحد لا يتفاضلون إلا بالتقوى وبما يقدم أحدهم
للمجموع من خير سابغ وفضل شامل ( يا أيها الناس أتقوا ربكم الذي خلقكم من
نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجلاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي
تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ) { النساء : 1 } . فنحن لا
نؤمن بالعنصرية الجنسية ، ولا نشجع عصبية الأجناس والألوان ولكننا ندعوا
إلى الأخوة العادلة بين بني الإنسان " { رسالة دعوتنا في طور جديد } .
رؤيتهم لنهوض الأمة :
ويرى الإخوان أن نهضات الأمم جميعها إنما بدأت على حال من الضعف يخيل
للناظر إليها إلى أن وصولها إلى ما تبتغي ضرب من المحال . ومع هذا الخيال
فقد حدثنا التاريخ أن الصبر والثبات والحكمة والأناة وصلت بهذه النهضات
الضعيفة النشأة ، القليلة الوسائل إلى ذروة ما يرجو القائمون بها من توفيق
ونجاح ( رسالة إلى أى شئ ندعو الناس ) .
وأن
مثل الأمم في قوتها وضعفها وشبابها وشيخوختها وصحتها وسقمها مثل الأفراد
سواء بسواء .. وعلاجها إنما يكون بأمور ثلاثة : معرفة مواطن الداء ، والصبر
على آلام العلاج ، والطبيب الذي يتولى العلاج " ، وهذا مصداق لقول الله في
سورة آل عمران : (قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان
عاقبة المكذبين * هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين * ولا تهنوا ولا
تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين * إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح
مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا منكم شهداء
والله لا يحب الظالمين * وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين ) { آل
عمران : 137-141 } ( رسالة دعوتنا )
ونحن
نقول إن قانون التداول يسري على الجميع ، فكل من فاته قطار اليوم يجب أن
يعد العدة لقطار الغد ، فهو قادم لا محالة . والعبرة بالاستعداد والفعل
الإنساني ، والأخذ بالأسباب ، ومن ثم التوكل على الله .
لذلك يلخص الأستاذ البنا مهمتنا في شطرين ، الشطر الأول : تخليص الأمة من
قيودها السياسية حتى تنال حريتها ، والشطر الثاني : بناؤها من جديد لتسلك
طريقها بين الأمم ، وتنافس غيرها في درجات الكمال الاجتماعي " { رسالة إلى
أى شئ ندعو الناس } .
كما
يوجز الغاية والوسيلة : " إن غاية الإخوان تنحصر في تكوين جيل جديد من
المؤمنين بتعاليم الإسلام الصحيح يعمل على صبغ الأمة بالصبغة الإسلامية
الكاملة في كل مظاهر حياتها ( صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة )
وأن وسيلتهم في ذلك تنحصر في تغيير العرف العام ، وتربية أنصار الدعوة على
هذه التعاليم حتى يكونوا قدوة لغيرهم في التمسك بها والحرص عليها والنزول
على حكمها .
ويحدد
بداية الانطلاق من تغيير النفس فيقول :" وينظر الناس في الدعوات إلى
مظاهرها العلمية وألوانها الشكلية ، ويهملون كثيراً النظر إلى الدوافع
النفسية التي هي في الحقيقة مدد الدعوات وغذاؤها وعليها يتوقف انتصارها
ونماؤها ... إن من وراء المظاهر جميعاً في كل دعوة روحاً دافعة .. ومحال ان
تنهض أمة بغير هذه اليقظة الحقيقية في النفوس والأرواح والمشاعر " ( إن
الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم ) { الرعد: 11 }
ويوجه إلى مستلزمات نهضة الأمة بقوله:
"إن
تكوين الأمم وتربية الشعوب وتحقيق الآمال ومناصرة المبادىء تحتاج من الأمة
التى تحاول هذا أومن الفئة التى تدعو إليه على الأقل إلى قوة نفسية عظيمة
تتمثل فى عدة امور:
1- إرادة قوية لا يتطرق إليها ضعف
2- وفاء ثابت لايعدو عليه تلون ولا غدر
3- تضحية عزيزة لا يحول دونها طمع ولا بخل
4- معرفة بالمبدأ والإيمان به وتقدير له يعصم من الخطأ فيه ، والإنحراف عنه والمساومة عليه ، والخديعة بغيره
على هذه الأركان الأولية التى هى من خصوص النفوس وحدها ، وعلى هذه القوة
الروحية الهائلة تبنى المبادىء وتتربى الأمم الناهضة وتتكون الشعوب الفتية
وتتجدد الحياة فيمن حرموا الحياة زمنا طويلا
وكل شعب فقد هذه الصفات الأربعة ، أو على الأقل فقدها قواده ودعاة الإصلاح
فيه ، فهو شعب عابث مسكين، لايصل إلى خير ولا يحقق أملا وحسبه أن يعيش فى
جو من الأحلام والظنون والأوهام : ( إن الظن لايغنى من الحق شيئا ) (رسالة
إلى أى شىء ندعو الناس )
لذلك يقرر الأستاذ البنا :
"
أن الإخوان المسلمين يقصدون أول ما يقصدون إلى تربية النفوس وتجديد الأرواح
وتقوية الأخلاق ، وتنمية الرجولة الصحيحة في نفوس الأمة . ويعتقدون أن ذلك
هو الأساس الأول الذي تبني عليه الأمم والشعوب " { رسالة هل نحن قوم
عمليون } ، فنحن نريد نفوساً حيةً قويةً فتيةً ، قلوباً جديدة خفاقةُ ،
مشاعر غيورة ملتهبة متأججة ، أرواحاً طموحة متطلعةً متوثبة ، تتخيل مثلاً
علياً ، وأهدافاً سامية لتسموا نحوها وتتطلع إليها ثم تصل إليها ،
الشباب أساس نجاح الأفكار :
ولنجاح
المشروع ، ركز الأستاذ البنا بحق ، على العمود الفقرى لإحداث النهضة وهم
الشباب وأكد على الخصائص الأربعة اللصيقة بالشباب ، والكفيلة بإحداث نهضة
قوية مستدامة ، وفى ذلك يقول :
" إنما تنجح الفكرة إذا قوى الإيمان بها ، وتوفر الإخلاص فى سبيلها ،
وازدادت الحماسة لها ، ووجد الاستعداد الذى يحمل على التضحية والعمل
لتحقيقها ،
وتكاد
تكون هذه الأركان الأربعة : الإيمان والإخلاص والحماسة والعمل ، من
خصائص الشباب ، لأن أساس الإيمان القلب الذكى ، وأساس الإخلاص الفؤاد النقى
، وأساس الحماسة الشعور القوى ، وأساس العمل العزم الفتى ، وهذه كلها
لاتكون إلا للشباب قديما وحديثا فى كل أمة عماد نهضتها ، وفى كل نهضة سر
قوتها ، وفى كل فكرة حامل رآيتها ، ( إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى ) "
الكهف :13 " (رسالة إلى الشباب ) ويترتب على ذلك أن تهتم الأمة التى تريد
النهوض : بغرس فكرة النهضة ، والعمل لها فى الشباب .
وقد حدد المرشد العام حسن البنا مراتب العمل المطلوبة لتحقيق هذه الأهداف فيما يلي :
إصلاح
نفسه حتى يكون قوي الجسم ، متين الخلق ،مثقف الفكر ، قادرا على الكسب ،
سليم العقيدة ، صحيح العبادة ، مجاهدا لنفسه ، حريصا على وقته ، منظما في
شؤونه ، نافعا لغيره ، وذلك واجب كل أخ على حدة . وتكوين بيت مسلم بأن يحمل
أهله على احترام فكرته ، والمحافظة على آداب الإسلام في كل مظاهر الحياة
المنزلية ، وحسن اختيار الزوجة ، وتوقيفها على حقها وواجبها ، وحسن تربية
الأولاد والخدم وتنشئتهم على مبادئ الإسلام ، وذلك واجب كل أخ على حدة كذلك
.
وإرشاد المجتمع بنشر دعوة الخير فيه ، ومحاربة الرذائل والمنكرات ، وتشجيع
الفضائل ، والأمر بالمعروف والمبادرة إلى فعل الخير ، وكسب الرأي العام
إلى جانب الفكرة الإسلامية ، وصبغ مظاهر الحياة العامة بها دائما ، وذلك
واجب كل أخ على حدته ، وواجب الجماعة كهيئة عاملة .
وتحرير الوطن بتخليصه من كل سلطان أجنبي – غير إسلامي – سياسي أو اقتصادي أو روحي .
وإصلاح الحكومة حتى تكون إسلامية بحق ، وبذلك تؤدي مهمتها كخادم للأمة وأجير عندها وعامل على مصلحتها .
وإعادة الكيان الدولي للأمة الإسلامية بتحرير أوطانها ، وإحياء مجدها ،
وتقريب ثقافاتها ، وجمع كلمتها حتى يؤدي ذلك كله إلى إعادة الخلافة
المفقودة ، والوحدة المنشودة . وأستاذية العالم بنشر دعوة الإسلام في ربوعه
مواقف للإخوان :
وضح
الإمام البنا مفهوم الوطن والوطنية في أكثر من موضع فأورد أن الوطن في عرف
الإسلام يشمل القطر الخاص ثم يمتد إلى الأقطار الإسلامية الأخرى فكلها
للمسلم وطن ودار ، ثم يرقى إلى الإمبراطورية الإسلامية الأولى التي شادها
الإسلامية بدمائهم الغالية العزيزة فرفعوا عليها راية الله ، ولا تزال
آثارهم تنطق بما كان لهم من فضل ومجد ، فكل هذه الأقاليم يسأل المسلم بين
يدي الله تبارك وتعالى ... . وبذلك يكون الإسلام قد وفق بين شعور الوطنية
الخاصة وشعور الوطنية العامة بما فيه الخير كل الخير للإنسانية جميعاً " يا
أيها الذين آمنوا إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل
لتعارفوا " الحجرات
وحرية الوطن عند الإخوان تعني الاستقلال السياسي والاقتصادي والثقافي والتشريعي والاجتماعي والروحي ....
فلا معني لأن يخرج المحتل من أرضنا بينما يحكمنا رجاله حكما أقسى وأشنع ،
ويطبقون علينا كل ما في جعبة الاستعمار من أفكار دخلية وغريبة ، فإن كل
الفروق بين هذين النوعيين من تحرير الوطن أن الاحتلال العسكري يقاوم
بالسلاح بينما المعارك الأخرى السياسية والاقتصادية ...... سلاحها الدعوة
والفكر والإعلام وغيرها من الوسائل العملية .
وإن أي عمل إصلاحي يتم في وطن إسلامي ليس حراً عسكرياً أو ثقافياً أو
سياسياً أو اقتصادياً أو اجتماعياً ... هو إصلاح محدود يسعى في طريق مسدود
لأن العدو سلطانة قادر على أن يبطل هذا الإصلاح ويجعله عقيما
’’ وموقفنا من إخواننا المسيحيين في العالم العربي موقف واضح وقديم ومعروف ،
لهم ما لنا وعليهم ما علينا ، وهم شركاء في الوطن ، وأخوة في الكفاح
الوطني الطويل ، لهم كل حقوق المواطن ، المادي منها والمعنوي ، المدني منها
والسياسي ، والبر بهم والتعاون معهم على الخير فرائض إسلامية لا يمتلك
المسلم أن يستخف بها أو يتهاون في أخذ نفسه بأحكامها ، ومن قال غير ذلك أو
فعل غير ذلك فنحن براء منه ومما يقول ومما يفعل ‘‘ ( منشور بيان للناس ) .
و
لذلك جاءت مبادرة الإخوان حول مبادئ الإصلاح في مصر في 3/3/2004 و فيها :
(( إننا نؤكد أن موقفنا من الإخوة الأقباط موقف مبدئي ثابت مفروض على
المسلمين بموجب إسلامهم و إيمانهم مؤكد بنصوص القرآن الكريم و السنة
النبوية الشريفة " قولية و عملية " و هذا الموقف الموقف يتلخص في النقاط
التالية :
1. الإخوة الأقباط جزء من نسيج المجتمع المصري ولهم عليهم ما علينا .
2. حرية الاعتقاد والعبادة محترمة للجميع والتعاون في كل ما يخدم الوطن ويحقق الخير لكل المواطنين أمر لازم
3. الحرص على روح الأخوة التي ظلت تربط على مدى القرون بين أبناء مصر جميعا
مسلمين وأقباط وإشاعة الأصول الداعية إلى المحبة والمودة بينهم لتمكين
الأمة من العمل المتكامل لبناء مستقبلها .
4. تأكيد الوحدة الوطنية وعدم السماح لأي نشاط يؤدي إلى إثارة مشاعر التفرقة الدينية أو التعصب الطائفي بين المصريين
المواطنة : ثم يوضح الإخوان مفهوما دقيقا للمواطنة ، فيقولون :
’’
يرى الإخوان أن المواطنة أو الجنسية التي تمنحها الدولة لرعاياها قد حلت
مفهوم (( أهل الذمة )) وأن هذه المواطنة أساسها المشاركة الكاملة والمساواة
التامة في الحقوق والواجبات ، مع بقاء مسألة الأحوال الشخصية (( زواج
وطلاق ومواريث .. )) طبقا لعقيدة كل مواطن . وبمقتضى هذه المواطنة وحتى لا
يحرم المجتمع من قدرات وكفاءات أفراده ، يرى الإخوان للنصارى حقا في أن
يتولوا-باستثناء رئيس الدولة-كافة المناصب الأخرى مستشارين ومديرين ووزراء .
ويمثل النصارى مع المسلمين نسيجا اجتماعيا وثقافيا وحضاريا واحدا تداخلت
خيوطه وتآلفت ألوانه وتماسكت عناصره ‘‘ ( الإخوان وقضايا معاصرة ) .
’’
وموقفنا من الأجانب موقف سلم ورفق ما استقاموا وأخلصوا ، فإن فسدت ضمائرهم
وكثرت فقد حدد القرآن موقفنا منهم بقوله : (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا
بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم
وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون * هاأنتم أولاء
تحبونهم ولا يحبونكم ) { آل عمران : 118-119 } ‘‘ ( رسالة نحو النور ) .
وفي نبذ شديد الوضوح للفرقة والتعصب ، يشدد الأستاذ البنا على الوحدة الإنسانية والوحدة الدينية ، فيقول :
’’ إن
الإسلام الذي قدس الوحدة الإنسانية العامة في قوله تعالى : ( يا أيها
الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ) {
الحجرات : 13 } . ثم قدس الوحدة الدينية العامة كذلك ، فقضى على التعصب
وفرض على أبنائه الإيمان بالرسالات السماوية جميعا في قوله تعالى : ( قولوا
آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب
والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد
منهم ونحن له مسلمون * فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا
فإنما هم في شقاق فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم * صبغة الله ومن أحسن
من الله صبغة ) { البقرة : 136-138 } .
هذا
الإسلام الذي بنى على هذا المزاج المعتدل والإنصاف البالغ لا يمكن أن يكون
أتباعه سببا في تمزيق وحدة متصلة ، بل بالعكس إنه أكسب هذه الوحدة صفة
القداسة الدينية بعد أن كانت تستند قوتها من نص مدني فقط . وقد حدد الإسلام
تحديدا دقيقا من يحق لنا أن نناوئهم ونقاطعهم ولا نتصل بهم ، فقال تعالى
بعد الآية السابقة : ( إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين
وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم
الظالمون ) { الممتحنة : 9 } ( رسالة نحو النور ) .
المرأة :
فالإسلام قد أعلى منزلة المرأة ورفع قيمتها واعتبرها أختا للرجل وشريكة له
في حياته ، هي منه وهو منها ( بعضكم من بعض ) وقد اعترف الإسلام بحقوقها
الشخصية كاملة وبحقوقها المدنية كاملة كذلك ، وبحقوقها السياسية كاملة أيضا
، وعاملها على أنها إنسان كامل الإنسانية له حق وعليه واجب ، يشكر إذا أدى
واجباته ويجب أن تصل إليه حقوقه ، والقرآن والأحاديث فياضة بالنصوص التي
تؤكد هذا المعنى وتوضحه ‘‘ ( رسالة المرأة ) .
إن حق المرأة في العمل السياسي وإعدادها للمشاركة العامة واجب إذا ما روعيت الضوابط الشرعية المعتبرة .
’’ وعلى وجه العموم فليست المرأة جنسا أدنى من الرجل ، واختيارنا الفقهي أن
للمرأة-كما للرجل-حق المشاركة في الانتخابات النيابية والمحلية والنقابات ،
كما لها الحق في أن تتولى مهام عضوية تلك المجالس ، وكذلك الحق في تولي
المناصب القيادية ، ما عدا الإمامة العظمى وما يندرج تحتها ، أما ما يتعلق
بالمناصب القضائية فالباب مفتوح للاجتهاد ‘‘ ( منشور هذه دعوتنا ) .
الحكومة : الحكومة تؤدى مهمتها كخادم للأمة واجير عندها وعامل على مصلحتها "
كما جاء في كلمات المام البنا رضى الله عنه .. يعنى أن الامة هى التى
تختار حكامها وهى التى تحاسبهم وتراقبهم بل تعزلهم ... وهذا يعنى أن
الحكومة مسئولة أمام الأمة وهذه المسئولية لا تنفي أن الحكومة مسئولة أمام
الله عن الامة فلا تنفى مسئولية أخرى فالحاكم مسئول بين يدى الله وبين
الناس وهو أجير عندهم ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "كلكم راع وكلكم
مسئول عن رعيته " . وأبو بكر الصديق رضى الله عنه يقول عندما ولى الامر
وصعد المنبر " أيها الناس كنت أحترف لعيالى فاكتسب قوتهم فأنا الآن أحترف
لكم فافرضوا لى من بيت مالكم " وهو بهذا قد فسر نظرية العقد الاجتماعى أفضل
وأعدل تفسير بل هو وضع أساسه فما هو الا تعاقد بين الأمة والحاكم على
رعايه المصالح العامة ، فإن أحسن فله أجره وإن أساء فعليه عقابه .
يقول د. محمد ضياء الدين الريس في كتابه " النظريات السياسة الاسلامية "
فأما مسئوليته أمام الامة : فلأنه تولى ولايته منها بالعقد الذى عقدته له
فهى التى منحته حق الحكم وأمدته بالسلطة وما هو الا وكيل عنها فلها الحق أن
تسأله عن عمله . والجهة التى لها حق إنشاء العقد لها حق فسخة إذا وجدت
الاسباب لذلك .
- ثم إن الامة رقيبة عليه باستمرار :
1. بما هى ملزمة به من واجب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر .
2. وبما هو واجب لها من حق الشورى
3. وما هى مأمورة به من بذل النصح
4. فضلاً عما لها من الحق بوصفها الطرف الأول فى العقد فإذا حاد عن الطريق
السوي ولم يرع الامانة واذا جار وظلم أو بدل السيرة أوعطل الحدود أو خالف
الشرع من أى وجهة من الوجوه وكذلك إذا فقد شرطا من الشروط التى لابد أن
تتوافر فى ولايته فإن الامة قوّامة عليه ولها إما حق تقويمة أوحق عزله ....
5. وأما مسئوليته أمام الله عن الأمة تقررها الآيات والاحاديث فمن الآيات
،" فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين
يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب "
ومن الأحاديث قوله عليه الصلاة والسلام " كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته"
رواه البخارى ومسلم وما روى البخاري " ما من وال يلى من رعيه من المسلمين
فيموت وهو غاش لهم الا حرّم الله عليه الجنة وجاء فى صحيح مسلم قوله صلى
الله عليه وسلم لابى ذر " إنها أمانة وإنها يوم القيامة خزى وندامة الا من
أخذها بحقها وأدى الذى عليه فيها "
مبدأ تداول السلطة:
" والتداول السلمي
للسلطة هو جوهر الشورى والديمقراطية وأسلوبها الأمثل لحل المشكلة الصراع
على السلطة بمختلف مستوياتها . ولن يكون النظام السياسي شوريا ديمقراطيا ما
لم يتضمن الآليات التي تتيح للجماعة السياسية التي تخطى يتأيد الأغلبية
الشعبية بتولي السلطة لتنفيذ البرنامج الذي كانت تدعو إليه ، وذلك من خلال
اقتراع دوري يحتكم إليه ، فالمجتمع وحده الذي يرجع هذا الاتجاه أو ذاك"
( الإخوان وقضايا معاصرة).
الوحدة :
يحدد مفهوم الوحدة الوطنية تحديدا دقيقاً ، فيقول : ’’ إن الإسلام
قد فرضها فريضة لازمة لا مناص منها أن يعمل كل إنسان لخير بلده وأن يتفانى
في خدمته ، وأن يقدم أكثر ما يستطيع من خير للأمة التي يعيش فيها ، وأن
يقدم في ذلك الأقرب فالأقرب رحماً وجواراً، حتى أنه لم يُجز أن تنقل
الزكوات أبعد من مسافة القصر-إلا لضرورة-إيثاراً للأقربين بالمعروف . فكل
مسلم مفروض عليه أن يسد الثغرة التي هو عليها وأن يخدم الوطن الذي نشأ فيه ،
ومن هنا كان المسلم أعمق الناس وطنية وأعظمهم نفعاً لمواطنيه ، لأن ذلك
مفروض عليه من رب العالمين ، وكان الإخوان المسلمون بالتالي أشد الناس
حرصاً على خير وطنهم ، وتفانياً في خدمة قومهم ، وهم يتمنون لهذه البلاد
العزيزة المجيدة كل عزة ومجد وكل تقدم ورقي ، وكل فلاح ونجاح ... فالإخوان
المسلمون يحبون وطنهم ، ويحرصون على وحدته القومية بهذا الاعتبار ، ولا
يجدون غضاضة على أي إنسان أن يخلص لبلده ، وأن يفنى في سبيل قومه ، وأن
يتمنى لوطنه كل مجد وكل عز وفخار . هذا من وجهة القومية الخاصة ‘‘(رسالة
المؤتمر الخامس ) .
يقدم المبرر الأصيل للوحدة العربية ، فيقول : ’’ وحدة العرب أمر لابد منه
لإعادة الإسلام وإقامة دولته وإعزاز سلطانه . ومن هنا وجب على كل مسلم أن
يعمل لإحياء الوحدة العربية وتأييدها ومناصرتها ، وهذا موقف الإخوان
المسلمين من الوحدة العربية ‘‘( رسالة المؤتمر الخامس )
. ثم الوحدة الإسلامية ،
فيقرر أن :الحق أن الإسلام كما هو عقيدة وانه قضى على الفوارق النسبية بين
الناس فالله تبارك وتعالى يقول : ( إنما المؤمنون أخوة ) { الحجرات : 10 }
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( المسلم أخو المسلم ) والمسلمون تتكافأ
دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على سواهم . فالإسلام والحالة هذه لا
يعترف بالحقوق الجغرافية ولا يعتبر الفوارق الجنسية الدموية ، ويعتبر
المسلمين جميعا أمة واحدة ، ويعتبر الوطن الإسلامي وطنا واحدا مهما تباعدت
أقطاره وتناءت حدوده . وكذلك الإخوان المسلمين يقدسون هذه الوحدة ويؤمنون
بهذه الجامعة ، ويعملون لجمع كلمة المسلمين وإعزاز قوة الإسلام ، ( رسالة
المؤتمر الخامس )
التحالفات :
ضرورة وجود سياسة جديدة تعمل فعلاً لهداية العالم حتى يسود السلام ، وفي هذا يقول :
(( إن حكم الجبروت والقهر قد فات .. ، وقد وطنا أنفسنا على أن نعيش أحراراً
عظماء أو نموت أطهاراً كرماء )) رسالة المؤتمر السادس) . ((وإذن فلا بد من
سياسة التعاون والتحالف الصادق البرئ المبني على التآخي والتقدير ، وتبادل
المنافع والمصالح المادية والأدبية بين أفراد الأسرة الإنسانية في الشرق
والغرب ...، وبهذه السياسة وحدها يستقر النظام وينتشر في ظله الأمن والسلام
)).
الوسائل العامة :
" أما وسائلنا العامة ، فالإقناع ونشر الدعوة بكل وسائل النشر ختى يفقهها
الرأي العام ويناصرها عن عقيدة وإيمان ، ثم استخلاص العناصر الطيبة لتكون
هي الدعائم الثابتة لفكرة الإصلاح ، ثم النضال الدستوري حتي يرتفع صوت هذه
الدعوة في الأندية الرسمية وتناصرها وتنحاز إليها القوة التنفيذية ، وعلى
هذا الأساس سيتقدم مرشحو الإخوان المسلمين حين يجئ الوقت المناسب إلى الأمة
ليمثلوها في الهيئات النيابية ،
ويقرر بوضوح شديد أن غاية الإخوان المسلمين ليست الحكم وإنما غايتهم تطبيق شرع الله . وفي هذا يقول :
’’ وعلى هذا فالإخوان المسلمون لا يطلبون الحكم لأنفسهم ، فإن وجدوا من الأمة من يستعد لحمل هذا العبء وأداء هذه الأمانة ، والحكم بمنهاج إسلامي قرآني فهم جنوده وأنصاره وأعوانه ( رسالة المؤتمر الخامس ).
لذلك جاء في القانون الأساسي للإخوان المسلمين :
(( في شهر ذي القعدة سنة 1347 ه ( 1928 م ) تألفت هيئة الإخوان المسلمين .
الإخوان المسلمون ( هيئة إسلامية جامعة ) تعمل لتحقيق الأغراض التي جاء من أجلها الإسلام الحنيف وما يتصل بهذه الأغراض :
- شرح دعوة القرآن الكريم شرحا دقيقا يوضحها ويردها إلى فطريتها وشمولها
ويعرضها عرضا يوافق روح العصر ويرد عنها الأباطيل والشبهات .
- جمع القاوب والنفوس على هذه المبادئ القرآنية وتجديد أثرها الكريم فيها وتقريب وجهات النظر بين الفرق الإسلامية المختلفة .
- تنمية الثروة القومية وحمايتها وتحريرها والعمل على رفع مستوى المعيشة .
- تحقيق العدالة الاجتماعية والتأمين الاجتماعي لكل مواطن والمساهمة في
الخدمة الشعبية ومكافحة الجهل والمرض والفقر والرذيلة وتشجيع أعمال البر
والخير .
- تحرير وادي النيل والبلاد العربية جميعا والوطن الإسلامي بكل أجزائه من
كل سلطان أجنبي ومساعدة الأقليات الإسلامية في كل مكان وتأييد الوحدة
العربية تأييدا كاملا والسير إلى الجامعة الإسلامية .
- قيام الدولة الصالحة التي تنفذ أحكام الإسلام وتعاليمه وتحرسها في الداخل وتبلغها في الخارج .
- مناصرة التعاون العالمي مناصرة صادقة في ظل المثل العليا الفاضلة التي
تصون الحريات وتحفظ الحقوق والمشاركة في بناء السلام والحضارة الإنسانية
على أساس جديد من تآذر الإيمان والمادة ، كما كفلت ذلك نظم الإسلام الشاملة
.
يعتمد الإخوان المسلمون في تحقيق هذه الأغراض على الوسائل الآتية :
الدعوة : بطريق النشر والإذاعة المختلفة من الرسائل والنشرات والصحف
والمجلات والكتب والمطبوعات وتجهيز الوفود والبعثات في الداخل والخارج
.
التربية : بطبع أعضاء الهيئة على هذه المبادئ وتمكين معنى التدين الفعلي لا
القولي في أنفسهم أفرادا وبيوتا ، وتكوينهم تكوينا صالحا – بدنيا بالرياضة
، وروحيا بالعبادة ، وعقليا بالعلم – وتثبيت معنى الأخوة الصادقة والتكامل
التام والتعاون الحقيقي بينهم حتى يتكون رأي عام إسلامي موحد ، وينشأ جيل
جديد يفهم الإسلام فهما صحيحا ويعمل بأحكامه ، ويوجه النهضة إليه .
التوجيه : بوضع المناهج الصالحة في كل شئون المجتمع : من التربية ،
والتعليم ، والتشريع ، والقضاء ، والإدارة ، والجندية ، والاقتصاد ، والصحة
العامة ، والحكم ..... الخ . والاسترشاد بالتوجيه الإسلامي في ذلك كله
والتقدم بها إلى الجهات المتصة ، والوصول بها إلى الهيئات النيابية
والتشريعية والتنفيذية والدولية لتخرج من دور التفكير النظري إلى دور
التفكير العملي .
العمل : بإنشاء مؤسسات اقتصادية واجتماعية ودينية وعلمية ................. )
- وباختصار :
1- الدعوة بطرق النشر المختلفة .
2- التربية بطبع أعضاء الهيئة على هذه المبادئ .
3-التوجيه بوضع المناهج الصالحة في كل شؤون المجتمع .
4العمل بإنشاء مؤسسات اقتصادية واجتماعية ودينية وعلمية