فصـــــل لربـــك وانحـــــــــر
لماذا لــم يقــــل سبحانه وتعالى فصل لنا أو صل لله ولماذا قال انحر ولم يقل ضحي أو اذبح بعد أن بشر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم باعطائه الكوثر جاء السبب
بالفاء أي أراد منه أن يشكر النعمة التي أعطاه إياها ينبغي تلقي النعم بالشكر ولم
يقل له فاشكر لان الشكر قد يكون قليلاً أو كثيراً فلو قال الحمد لله فقط لكان شاكراً
لكن هذا الأمر الكبير والعطاء الكبير يستوجب الحمد الكثير ولذا طلب الله تعالى من
رسوله صلى الله عليه وسلم شيئين الأول يتعلق بالله تعالى وهو الصلاة والثاني
يتعلق بالعباد وهو النحر والصلاة أعظم ركن من أركان الإسلام وهو أعلى درجات
الشكر لله والنحر وفيه إعطاء خلق الله والشفقة بخلق الله فشكر النعم يكون بأمرين
شكر الله والإحسان إلى خلقه من الشكر أيضاً وعندما نحسن إلى خلق الله يكون هذا
من شكر نعم الله
وقدم الله تعالى الصلاة على النحر لأن الصلاة أهم من النحر وهي ركن من أركان الإسلام وأول ما يسأل العبد عنه يوم الحساب والمفروض أن تكون خمس مرات في اليوم والليلة ولهذا فهي أعم من النحر لأن النحر يكون مع التمكن المادي فقط في حين أن الصلاة لا تسقط عن العباد في أي حال من الأحوال من مرض أو فقر أو غيره وقد وردت الصلاة في القرآن على عدة صور فهي إن كانت من الله تعالى فهي رحمة ومن الرسول صلى الله عليه وسلم دعاء ومن العباد عبادة وقول وفعل وحركة الصلاة وكلما ورد ذكر الصلاة والزكاة في القرآن تتقدم الصلاة على الزكاة لانها أعم وأهم
فصل لربك: لماذا لم يقل فصل لله أو فصل لنا
اللام في (لربك) تفيد الاختصاص والقصد أن الصلاة لا تكون إلا لله وحده وهي
مقابلة لما ورد في ذكر المرائين في الصلاة في سورة الماعون (الذين هم عن
صلاتهم ساهون الذين هم يرآؤون ويمنعون الماعون) أما في سورة الكوثر فجاءت
فصل لربك أي داوم على الصلاة لربك وليس كالمرائين
لماذا لم يقل فصل لنا في اللغة تسمى التفات من الغيبة إلى الحضور أو العكس
الصلاة تكون للرب وليس للمعطي فإذا قال فصل لنا لأفاد أن الصلاة تكون للمعطي
ولكن الصحيح أن المعطي له الشكر فقط وليس الصلاة حتى لا يتوهم أن الصلاة
تكون لأي معطي والصلاة حق لله وحده إنما المعطي له الشكر فقط وكذلك قال
تعالى إنا أعطيناك باستخدام ضمير التعظيم فلو قال فصل لنا لأوهم انه فيه شرك
انه تعالى له شريك والعياذ بالله) أو انه يمكن استخدام ضمير التعظيم للجمع
ملاحظة: في ا لقرآن كله لا يوجد موضع ذكر فيه ضمير التعظيم إلا سبقه أو تبعه إفراد بما يفيد وحدانية الله تعالى (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ...إنا لله وإنا
إليه راجعون) (كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله) (ألم نشرح لك صدرك
ووضعنا عنك وزرك....وإلى ربك فارغب) ولم يقل والينا فارغب وهكذا يتبين
انه لم يذكر ضمير التعظيم في القرآن كله إلا سبقه أو تبعه ما يدل على الإفراد
تجنباً للشرك
واختيار كلمة الرب بدل كلمة الله (فصل لربك ولم يقل فصل لله) هذه الآية إنجاز
لما وعد الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم في سورة الضحى (ولسوف يعطيك
ربك فترضى) ومعناها صل لربك الذي أنجز الوعد الذي وعدك إياه والعطاء من
الرعاية ولم يرد في القرآن كله لفظ العطاء إلا مع لفظ الرب (ربنا الذي أعطى كل
شيء خلقه ثم هدى) (ولسوف يعطيك ربك فترضى) (كلاً نمد هؤلاء وهؤلاء من
عطاء ربك وما كان عطاء ربك محذورا) (جزاء من ربك عطاء حسابا) لم تقترن
كلمة العطاء في القرآن كله بغير لفظ الرب، والرب هو المربي والمعطي والقيم
لماذا قال : ( وانحر ) ولم يقل واذبح
النحر في اللغة : يتعلق بنحر الإبل فقط ولا تستعمل مع غير الإبل. يقال ذبح الشاة
وقد يستعمل الذبح للجميع وللبقر والطيور والشاة والإبل لكن النحر خاص بالإبل
لأنها تنحر من نحرها فأراد الله تعالى أن يتصدق بأعز الأشياء عند العرب فلو قال
اذبح لكان جائزاً أن يذبح طيراً أو غير ذلك ومعروف أن الإبل من خيار أموال
العرب. وبما أن الله تعالى أعطى رسوله صلى الله عليه وسلم الخير الكثير والكوثر
فلا يناسب هذا العطاء الكبير أن يكون الشكر عليه قليلاً لذا اختار الصلاة والنحر
وهما أعظم أنواع الشكر
لماذا لم يقل وتصدق
الصدقة تشمل القليل والكثير فلو تصدق احدهم بدرهم أو بطير لكفى المعنى ولكن
الله تعالى أراد التصدق بخير الأموال ليتناسب مع العطاء الكثير
لماذا لم يقل وزكي
الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن يملك النصاب للزكاة أصلاً فهي غير واردة
على الإطلاق ثم إن الزكاة تجب مرة واحدة في العام وبنسبة 2.5 % فقط ولما
اختلف عما فرضه الله تعالى على المسلمين جميعاً ولن تكون شكراً خاصاً لله تعالى
على عطائه الكثير ألا وهو الكوثر
لماذا لم يقل وضحى
الأضحية هي كل ما تصح به الأضحية الشرعية فلو ضحى بشاة لكفت والأضحية
لها وقتها وهو أربعة أيام يوم النحر و أيام التشريق فقط والله تعالى لم يرد أن
يحصر الشكر له على عطائه الكثير بأيام محددة
اختلف المفسرون بالصلاة والنحر أهي صلاة العيد أو عامة الصلاة أو خاصة
والمعنى في الآية (فصل لربك وانحر) تشمل كل هذه الحالات ففي العيد يكون
النحر بعد الصلاة ولكن الكثير من المفسرين قالوا إنها عامة ويدخل فيها صلاة العيد
والأضحية.
لماذا لم يقل فصل لربك وانحر لربك؟ أو انحر له
- إن المتعلق الأول لربك كأنما يغني عن المتعلق الثاني وهو ما يسمى بظهور
- المراد أي يفهم من الآية فصل لربك وانحر لربك
- - الصلاة أهم من النحر لأنها لا تسقط بأي حال من الأحوال فجعل المتعلق بما هو
- أهم والنحر لا يكون إلا مع الاستطاعة
- - الصلاة لا تكون إلا عبادة ولا تكون غير ذلك أما النحر فقد يكون إما للعبادة وقد
- يكون للأكل فقط وليست بهدف العبادة لذا النحر يختلف عن الصلاة. وإذا كان النحر
- عبادة فلا يكون إلا لله تعالى وملعون من ذبح لغير الله فلو قال وانحر لربك لألزم أن
- يكون النحر فقط عبادة ولما جاز لغير العبادة أبداً
اضغط على الرابط
http://www.basaernews.com/news5004.htm