يذكر أن الإمام أبو حنيفة كان له طالباً نابغا هو أبويوسف القاضي مرض ذات
يوم حتى كاد أن يهلك فذكر ذلك للإمام أبو حنيفة فأمر طلابه أن يصحبوه
ليعودوا أبايوسف فلما دخل عليه أبو حنيفة ورأى مابه من مرض قال لما خرج من
عنده: إني كنت أرجو لهذا الشاب أن يكون له شأن عظيم في العلم فذهب أحد
أقران الشاب وذكر له مقولة الإمام فيه.
وبعد فترة من الوقت شفي أبو
يوسف...
فخرج يمشي ذاهبا إلى حلقة الشيخ أبا حنيفة فلقاه رجل بالطريق
فقال له أن الإمام ابا حنيفة قال عنه كلاما طيبا، فدار في نفسه أنه أصبح
عالما الآن، فقرر أن يجعل له حلقة خاصة في نفس المسجد الذي فيه شيخه أبو
حنيفة، فرأى الشيخ من بعيد أبا يوسف ولكن لم يعرف يحسبه مازال مريضا فقال
هل نزل علينا شيخ، فقالوا تلامذته لا، فقال إذا من ذاك الشيخ الذي يجلس
هناك، فاخبروه أنه تلميذة أبو يوسف قد شفي ..
فقرر الإمام أبو حنيفة أن
يبين لأبو يوسف أنه مازال طالبا للعلم، فأرسل احد طلابه للجلوس في حلقة
الشيخ أبو يوسف وأن يطرح عليه مسألة
فقال التلميذ: ما قولك في رجل أعطى
ثوبه لخياط لتقصيره فلما رجع الرجل ليأخذ ثوبه قال صاحب الخياط أنه لم يأخذ
منه الثوب، ثم أحضر رجالا واكتشفوا وجود الثوب لديه وقد قام بتقصيره
بالفعل... هل يعطي الرجل أجرة الثوب للخياط ام لا ؟
فقال : أبو يوسف نعم
يعطيه لأنه قصره ، فقال له التلميذ ولكنه كان ينوي سرقته، قال: أبو يوسف
إذا لا يعطيه اجراً فقال له التمليذ لقد اخطأت
وبذكائه قال أبو يوسف
للتلميذ من أرسلك فقال الإمام أبو حنيفة، فذهب أبو يوسف لشيخه وقال له يا
شيخ أريد أن أسألك في مسالة وحكى له نفس المسألة فتجاهله الإمام ثم عاد
وكرر سؤاله
فاجابة الإمام: إن كان الخياط قص الثوب على طول الرجل فهو لم
يكن ينوي سرقته قبل تقصيره، وإن كان قد قصر الثوب على مقاس الخياط نفسه
فقد كان ينوي سرقته قبل تقصيره