سلفني شكراً".. حرام.. أم حلال؟!خدمات المحمول.. تثير الجدل بين الفقهاء
كتب إسلام محمد أبوالعطا:
"سلفني شكراً" خدمة تقدمها شركات المحمول في مصر تقوم علي أن الشخص الذي لا يوجد معه رصيد يمكن لشركة المحمول أن ترسل له رصيداً بقيمة معينة لكنها تشترط عليه عند السداد انها ستأخذ قيمة الرصيد بالاضافة إلي مبلغ آخر.
وهو ما يطرح سؤالا هل هذا المبلغ الاضافي يعد بمثابة رسوم لهذه الخدمة أم يعد ربا باعتبار انها تشترط عليه هذا منذ البداية. ولماذا لاتحصل شركة المحمول علي المبلغ فقط الذي ارسلته للعميل خاصة وانه عند قيام العميل بشراء كارت بقيمة معينة فانه لا يتحمل اي مبالغ اضافية علي قيمة الكارت؟
بداية تري الدكتورة آمنة نصير الاستاذة بجامعة الأزهر أن هذا الأمر يعد من المعاملات السمحة ولا تعد هذه الخدمة ربا فهي رسوم نظير تقديم خدمة ما.
وتضيف ولكني اري أن هناك كثيراً من الأمور الحياتية التي يمكن لشركات المحمول أن تقدمها اهم من هذه الخدمة مثل المساهمة في مصروفات المدارس وأمور أخري كثيرة اهم من هذه الخدمة.
اما الدكتور محمد الدسوقي استاذ اصول الفقه بجامعة القاهرة فيري أن هذه الخدمة تعد ربا. وان علي شركات المحمول تحصيل القيمة المرسلة للعميل فقط. لان هذه العملية لا تقتضي الزيادة وتعد نوعا من انواع التحايل.
وضرب الدكتور الدسوقي مثلا بالتليفون الارضي الثابت حيث إن شركته تقوم بتحصيل القيمة فقط ثم تعطي مهلة للسداد بدون غرامة ثم تخبر العميل انها ستقوم بتوقيع غرامة تأخير لعدم السداد.
من جانبه يقول الدكتور محمود كريمة الاستاذ بجامعة الأزهر من المقرر شرعا ان الربا اما أن يكون الزيادة بين عوضين مع عدم التماثل وهذا يسمي ربا الفضل ويجري في ستة اصناف وهي القمح والشعير والتمر والملح والذهب والفضة. وبعض الفقهاء يجعل التفاضل في كل ماله قيمة مادية. أو الربا مقابل التأخير ويسمي ربا النسيئة أو ربا الجاهلية وهو ما تحدث عنه القرآن.
وأضاف القاعدة الفقهية التي تحكمنا انه اذا توسطت السلعة بين عوضين فكما قال ابن القيم فلا ربا وبه اخذت دار الافتاء المصرية وعلي ضوء هذا فان ما تفعله شركات الاتصالات من ان تؤدي خدمة سلعية لمشتركيها مقابل أن تحصل علي قيمة هذه الخدمة مضافا إليها زيادة يشبه البيع الآجل مقابل زيادة وهذا جائز باجماع الفقهاء فما تفعله شركات المحمول ليس ربا ولا بمدخل له من قريب أو بعيد.