قال الله عز وجل إنما يخشى الله من عباده العلماء
وقال ــ صلى الله عليه وسلم ــ يشفع الله تعالى يوم القيامة ثلاثة الأنبياء ثم العلماء ثم الشهداء
وقال كعب : "عليكم بالعلم قبل أن يذهب , فإن ذهاب العلم موت أهله و موت العالم نجم طمس , موت العالم كسر لا يجبر , وثلمة لا تسد , بأبي وأمي العلماء , قال أحسبه قال قبلتي إذا قابلتهم وضالتي إذا لم ألقهم , لا خير في الناس إلا بهم "قال الحسن البصري ــ رضي الله عنه ــ "صرير قلم العالم تسبيح , وكتابة العلم والنظر فيه عباده , وإذا أصاب من ذلك المداد ثوبه فكإصابة دم الشهيد , وإذا قطر منها على الأرض تلألأ نوره , وإذا قام من قبره نظر إليه أهل الجمع , فقالوا : هذا عبد من عباد الله أكرمه وحشره مع الأنبياء "قال الهيتمي في كتاب الزواجر " ومن الكبائر المحرمات إضاعة نحو العلماء والاستخفاف بهم لحديث ثلاث لا يستخف بهم إلا منافق : ذو الشيبة في الإسلام , وذو العلم , وإمام مقسط " مجمع الزوائد
قال النووي رحمه الله تعالى في شرح المهذب بعد قوله ــ صلى الله عليه وسلم ــ " من آذى لي وليا فقد آذنته بالحرب " قالا الإمامان الجليلان : الشافعي وأبوحنيفة ــ رضي الله تعالى عنهما ــ إذا لم لم يكن العلماء أولياء لله فليس لله وليا لا سيما وقد جعل الله فيهم علامة إرادة الخير "
وقاوقال الإمام أبو الحسن الأشعري ــ رضي الله عنه ــ " لحوم العلماء مسمومة , وهتك أستارهم معلومة ,وإن لحوم العلماء سم من شمها مرض , ومن ذاقها مرض " وقال الإمام شهاب الدين المنصوري
أجدر الناس بالعلا العلماء فهم الصالحون والأولياء
سادة ذو الجلال أثنى عليهم وعلى مثلهم يطيب الثناء
وبهم تمطر السما وعنا يكشف السوء ويزول البلاء
فالبرايا جسم وهم فيه روح والبرايا موتى وهم أحياء
فتعفف عن لحمهم فهو سم جل منه الضنا وعز الشفاء
قد رأينا لك دهر عيونا ولعمري هم للعيون ضياء وقال الإمام علي بن أبي طالب ــ رضي الله عنه ــ
الناس من جهة التمثال أكفاء أبوهم آدم والأم حواء
فإن يكن لهم في أصلهم شرف يفاخرون به فالطين والماء
ما الفخر إلا لأهل العلم إنهم على الهدى لمن استهدى أدلاء
وقدر كل امريء ما كان يحسنه والجاهلون لأهل العلم أعداء
ففز بعلم تعش حيا به أبدا الناس موتى وأهل العلم أحياء
ويقول الإمام الشعراني ــ رحمه الله ــ
أخذ علينا العهد العام من رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ أن نبجل العلما والصالحين والأكابر , وإن لم يعملوا بعلمهم و لنقوم بواجب حقهم ونكل أمرهم إلى الله تعالى , فإن العلماء نواب رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ـ
ويقول الشيخ عبد المعز الجزار
إن العلماء للأمة كالملح للطعام , وينبغي علينا أن نحوطهم بالرعاية والعناية , وأن نبوأهم المكانة اللائقة بهم , وأن نزاحمهم في مجالسهم , ونسألهم عما يعن لنا من أمور , لأنهم أهل الذكر حتى يستقيم الأمر وتوضع الأمور في موقعها الصحيح
نقلا من مجلة الأزهر عدد جمادى الأخرة 1419 هــ أكتوبر عام 1998 م
وبعد
هل يعرف العلماء مكانة العلماء فإننا اليوم نحتاج من العلماء أولا أن يعرفوا الفضل لأهله وأن يعرفوا مكانة العلم والعلماء فإننا اليوم نرى العلماء يسبون بعضهم البعض لأهواء شخصية ولمصالح دنيئة علينا أن نتجرد من الدنيا وأن نعرف للعلم وللعلماء فضلهم