1. إذا أصيب الإنسان بمرض؛ فعليه أن يصبر ويحتسب ولا يجزع ويسخط لقضاء الله وقدره،
ولا بأس أن يخبر الناس بعلته ونوع مرضه، مع الرضى بقضاء الله، والشكوى إلى الله -
تعالى-، وطلب الشفاء منه لا ينافي الصبر، بل ذلك مطلوب شرعًا ومستحب؛ فأيوب - عليه
السلام - نادى وقال: {إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين}.
2. لا يجوز التداوي بمحرم؛ لما في الصحيح عن ابن مسعود - رضي الله عنه - أنه قال:
((إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم)) وكذلك
يحرم التداوي بما هو شرك؛ من تعلق التمائم المشتملة على ألفاظ شركية، أو أسماء
مجهولة، أو طلاسم، أو خرز، أو خيط، أو قلائد، أو حلق تلبس على العضد أو الذراع أو
غيره، يعتقد فيها الشفاء ودفع العين والبلاء لما فيها من تعلق القلب على غير الله
في جلب نفع أو دفع ضر، وكذلك أيضاً التداوي عند المشعوذين من الكهان والمنجمين
والسحرة والمستخدمين للجن؛ فعقيدة المسلم أهم عنده من صحته، وقد جعل الله الشفاء في
المباحات النافعة للبدن والعقل والدين، وعلى رأس ذلك القرآن الكريم، والرقية به
وبالأدعية المشروعة.
ولا بأس بالتداوي بالأدوية المباحة على أيدي الأطباء العارفين بتشخيص الأمراض
وعلاجها في المستشفيات وغيرها.
والتداوي ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
الأول: ما علم، أو غلب على الظن نفعه، مع احتمال الهلاك بتركه فيجب.
الثاني: ما علم، أو غلب على الظن نفعه، وليس هناك هلاك محقق بتركه، فهو أفضل.
الثالث: أن يتساوى الأمران، احتمال النفع وعدمه، فالأفضل ترك التداوي.
3. عيادة المريض فرض كفاية؛ لما في الصحيحين وغيرهما عن أبي هريرة - رضي الله عنه -
أن النبي- صلى الله عليه وسلم -قال:
((حق المسلم على المسلم خمس))
وذكر منها:
((عيادة المريض))
فإذا زاره سأل عن حاله؛ فقد كان النبي- صلى الله عليه وسلم -يدنو من المريض، ويسأله
عن حاله، وتكون الزيارة فترة بعد أخرى، مالم يكن المريض يرغب الزيارة كل يوم، ولا
يطيل الجلوس عنده؛ إلا إذا كان المريض يرغب ذلك، ويقول للمريض:
(لابأس عليك، طهور إن شاء الله)
ويدخل عليه السرور، ويدعو له بالشفاء، ويرقيه بالقرآن، لاسيما سورة الفاتحة
والإخلاص والمعوذتين، وبالأدعية الواردة عن النبي.
4. يشرع للمريض أن يوصي بشيء من ماله في أعمال الخير، ويجب أن يوصي بماله وما عليه
من الديون وما عنده من الودائع والأمانات، إذا لم تكن موثقة وهذا مطلوب حتى من
الإنسان الصحيح؛ لقوله- صلى الله عليه وسلم -في حديث ابن عمر - رضي الله عنهما -:
((ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي به يبيت ليلتين إلا ووصيته
مكتوبه عنده))
متفق عليه، وذكر الليلتين تأكيدًا لا تحديدًا؛ فلا ينبغي أن يمضي عليه زمان وإن كان
قليلاً، إلا ووصيته مكتوبة عنده؛ لأنه لا يدري متى يدركه الموت.
وإن ترك خيراً كثيراً، وجب عليه أن يوصي بشيء من ماله، لأقاربه غير الوارثين.
5. يحسن المريض ظنه بالله؛ فإن الله - عز وجل - يقول:
((أنا عند ظن عبدي بي))
ويتأكد ذلك عند إحساسه بلقاء الله.
ويسن لمن يحضره تطميعه في رحمة الله، ويغلب في هذه الحالة جانب الرجاء على جانب
الخوف، وأما في حال الصحة فيكون خوفه ورجاؤه متساويين؛ لأن من غلب عليه الخوف أوقعه
في نوع من اليأس، ومن غلب عليه الرجاء أوقعه في نوع من الأمن من مكر الله.
ويكره الأنين، ما لم يغلبه.
ويكره تمني الموت، إلا لخوف فتنة، أو رجاء شهادة.