هل فكرت أن تلبس ثوبًا جديدًا في رمضان؟
أهنِّئك بقدوم هذا الشهر
المبارك، شهر التوبة والمغفرة والعتق من النار، شهر الخير والبركة، شهر
الجود والإحسان، وأقول لي ولك ولكل مقصِّر مع ربِّه:
يَا ذَا الَّذِي مَا كَفَاهُ الذَّنْبُ فِي رَجَبٍ حَتَّى عَصَى رَبَّهُ فِي شَهْرِ شَعْبَانِ
لَقَدْ أَظَلَّكَ شَهْرُ الصَّبْرِ بَعْدَهُمَا فَلاَ تُصَيِّرْهُ أَيْضًا شَهْرَ عِصْيَانِ
وَاتْلُ الْكِتَابَ وَسَبِّحْ فِيهِ مُجْتَهِدًا فَإِنَّهُ شَهْرُ تَسْبِيحٍ وقرآنِ
شهر
رمضان المبارك، شهر فيه تُغفر الذنوب وتزيد الحسنات، وتفتح فيه أبواب
الجنان، وتصفد الشياطين؛ كما رُوي عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إذا جاء رمضان فُتِّحت أبواب الجنة،
وغُلقت أبواب النار، وصُفدت الشياطين))؛ رواه مسلم.
وعن أبي هريرة
قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من صام رمضان إيمانًا
واحتسابًا، غُفر له ما تقدَّم من ذنبه))؛ رواه الشيخان.
أخي الحبيب،
يا له من فضل عظيم، ويا له من مكسب كبير، يبدل الله جميع سيئاتك حسنات،
الله أكبر، إنه لا يفرِّط في هذا المكسب إلا جاهل أو زاهد في الفضل.
وعن
أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
((رغم أنف رجل دخل عليه رمضان، ثم انسلخ قبل أن يغفر له))[1].
وعن
أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صعِد المنبر
فقال: ((آمين، آمين، آمين))، فقيل: يا رسول الله، إنك صعِدت المنبر
فقلت: ((آمين، آمين، آمين))، فقال: ((إن جبرائيل - عليه السلام - أتاني
فقال: من أدركه شهر رمضان، فلم يغفر له، فدخل النار، فأبعده الله، قل:
آمين، فقلت: آمين)) الحديث؛ رواه أحمد، وهو صحيح.
أخي، إنْ لم يُغفر لك، وتذرف عينك، وينكسر قلبك أمام ربِّك في هذا الشهر، فمتى إذن؟!
أخي، ألا ذرفت عينك من خشية ربِّك ولو مرة واحدة؟!
ألا تشعر أن قلبك قريب من ربِّك في هذا الشهر؟!
ألا تظنُّ أنها فرصة لك لتزداد قربًا وخشوعًا، وإنابةً وخضوعًا، وتكون بداية صادقة في الرجوع إلى الله، تزداد بها صلة بالله؟!
فرصة التوبة قريبة منك، فلا تدع الفرصة تفوتك.
ربما لا تستطيع صوم رمضان في السنة القادمة، وقد يكون آخر رمضان في حياتك، وتأمل هذا الحديث:
عن
أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((للهُ
أشدُّ فرحًا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم، كان على راحلته بأرض
فلاة، فأفلتت منه، وعليها طعامه وشرابه، فأيس منها، فأتى شجرةً فاضطجع في
ظلِّها، وقد أيس من راحلته، فبينما هو كذلك، إذ هو بها قائمة عنده، فأخذ
بخطامها، ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة
الفرح))[2].
وكل عام وأنتم بخير.