إنَّ صفتي الرحمن والرحيم بعد اسم الجلالة لهما الأهمية الكبيرة قياساً لسائر صفات الله سبحانه وتعالى
رحم:
الرحمة: الرقة والتعطف والمرحمة مثله
وقد رحمته وترحمت عليه وتراحم القوم: رحم بعضهم بعضا.
والرحمة: المغفرة وترحمت عليه أي قلت رحمة الله عليه.
واسترحمه: سأله الرحمة
رحم: الرحم رحم المرأة...ومنه استعير الرحم للقرابة لكونهم خارجين من رحم واحدة يقال رَحم ورُحم قال تعالى:
{وَأَمَّا الْغُلاَمُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا، فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا} (الكهف/80،81)
الرحمن الرحيم
والله الرحمن الرحيم: بنيت الصفة الأولى على فعلان لان معناه الكثرة وذلك لأن رحمته وسعت كل شيء وهو أرحم الراحمين
فأما الرحيم فإنما ذكر بعد الرحمن لأن الرحمن مقصور على الله عز وجل، والرحيم قد يكون لغيره
ويذهب بعض المفسرين إلى أن "الرحمن" هو ذو الرحمة الشاملة، فتعم المؤمنين والكافرين والمحسنين والمسيئين وكل موجود في هذه الحياة الدنيا، بينما "الرحيم" هو ذو الرحمة الدائمة، وذلك ما يختص بالمؤمنين وحدهم، ومن هنا قسموا الرحمة إلى رحمة "رحمانية" تعم الجميع ورحمة "رحيمية" تختص بالمؤمنين فقط.
وقد فُسر ذلك بأن "الرحمن" اسم مختص بالله سبحانه فلا يطلق على غيره، لكنه يعبر عن صفة عامة وهي الرحمة الشاملة التي وسعت كل شيء، و"الرحيم" اسم عام لأنه يطلق على غير الله تعالى أيضاً، لكنه يعبر عن صفة خاصة وهي الرحمة الثابتة الخاصة بالمؤمنين فقط.
وعلى هذا روى أن الرحمة من الله إنعام وإفضال، ومن الآدميين رقة وتعطف
وأرسل اللهُ سبحانه وتعالى النبيَ صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين
قال تعالى :
" وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ " الأنبياء (107)
وهو صلى الله عليه وسلم بالمؤمنين رءوفٌ رحيم
قال تعالى :
" لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ " التوبة (128)
وهناك من الأعمال الصالحة دعا الرسول صلى الله عليه وسلم لفاعلها بالرحمة
فهيا بنا نسردها ونفعلها خالصة لوجهه الكريم لننال رحمة الله سبحانه وتعالى
وهناك من الأحاديث النبوية الشريفة ما يبين لنا تلك الأعمال :
في العبادات
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" رحم الله رجلا قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فصلت فإن أبت نضح في وجهها الماء رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها فإن أبى نضحت في وجهه الماء "
الراوي: أبو هريرة المحدث: أبو داود - المصدر: سنن أبي داود - الصفحة أو الرقم: 1450
خلاصة الدرجة: سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" رحم الله امرأ صلى قبل العصر أربعا "
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: أبو داود - المصدر: سنن أبي داود - الصفحة أو الرقم: 1271
خلاصة الدرجة: سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح]
عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : اللهم ارحم المحلقين . قالوا : والمقصرين يا رسول الله ، قال : اللهم ارحم المحلقين . قالوا : والمقصرين يا رسول الله ، قال : والمقصرين . وقال الليث : حدثني نافع : رحم الله المحلقين . مرة أو مرتين . قال : وقال عبيد الله : حدثني نافع ، وقال في الرابعة : والمقصرين "
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 1727
خلاصة الدرجة: [صحيح]
الحلق للرجال والتقصير للنساء ومن لم يحلق للرجال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" رحم الله من سمع مقالتي حتى يبلغها غيره ، ثلاثا لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم : إخلاص العمل لله ، والنصح لأئمة المسلمين ، واللزوم لجماعتهم ، فإن دعاءهم يحيط من وراءهم إنه من تكن الدنيا نيته يجعل الله فقره بين عينيه ، ويشتت عليه ضيعته ، ولا يأتيه منها إلا ما كتب له ومن تكن الآخرة نيته يجعل الله غناه في قلبه ، ويكفيه ضيعته ، وتأتيه الدنيا وهي راغمة " .
الراوي: زيد بن ثابت المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 3254
خلاصة الدرجة: صحيح
في المعاملات والأخلاق
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" رحم الله رجلا ، سمحا إذا باع ، وإذا اشترى ، وإذا اقتضى "
الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2076
خلاصة الدرجة: [صحيح]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" رحم الله عبدا كانت لأخيه عنده مظلمة في عرض أو مال ، فجاءه ، فاستحله قبل أن يؤخذ ، وليس ثم دينار ولا درهم ، فإن كانت له حسنات ، أخذ من حسناته ، وإن لم تكن له حسنات ، حملوا عليه من سيئاتهم "
الراوي: أبو هريرة المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2419
خلاصة الدرجة: حسن صحيح غريب
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" رحم الله امرأ أصلح من لسانه "
الراوي: عمر المحدث: السفاريني الحنبلي - المصدر: شرح كتاب الشهاب - الصفحة أو الرقم: 104
خلاصة الدرجة: حسن
" رحم الله امرءا قال خيرا أو صمت "
الراوي: - المحدث: الشوكاني - المصدر: الفتح الرباني - الصفحة أو الرقم: 6/3092
خلاصة الدرجة: صحيح
روى سعد بن طريف :
" بينا أنا أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم في ناحية المدينة وامرأة على حمار يطوف بها أسود في يوم طش إذ أتت يد الحمار على وهدة فزلق فصرعت المرأة فصرف النبي صلى الله عليه وسلم وجهه كراهة أن يرى منها عورة ، فقلت : يا رسول الله إنها مسرولة فقال : رحم الله المتسرولات ، وقال : البسوا السراويلات وخصوا بها نساءكم عند خروجهن "
الراوي: سعد بن طريف المحدث: السيوطي - المصدر: اللآلئ المصنوعة - الصفحة أو الرقم: 2/261
خلاصة الدرجة: لمجموع طرقه يرتقي إلى الحسن
وقيل أن رحم الله معناها : اللهم ارحم
فلنجمع أخيتي تلك الأعمال وما أيسرها لندخل تحت من دعا رسول الله لهم بالرحمة
* صلاة الليل وإيقاظ الأهل
* صلاة أربع ركعات قبل العصر
* الحلق والتقصير في الحج
*التبليغ عن الرسول صلى الله عليه وسلم
( إخلاص العمل لله ، والنصح لأئمة المسلمين ، واللزوم لجماعتهم )
*أن تكون الآخرة نيتنا وعدم التعلق بالدنيا
* حسن المعاملة عند البيع والشراء والاقتضاء
*حفظ اللسان التحدث بالخير أو السكوت
*التسرول للنساء وخاصة عند الخروج
ولمن دعا لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرحمة تتمة
نتكلم عنها إن شاء الله تعالى
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم