عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها. ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك".
الناس في العادة يقصدون من نكاح المرأة هذه الخصال الأربع: المال والحسب والجمال والدين. فاحرص أيها الراغب في الزواج علي ذات الدين. لما في ذلك من المنافع الدينية والدنيوية. والتي منها: أن الإسلام يفضل المرأة الأجنبية عند الزواج علي النساء ذوات النسب والقرابة. حرصاً علي نجابة الولد. وسلامة جسمه من الأمراض والعاهات الوراثية من جانب.. ومن جانب آخر لتوسيع دائرة الأسرة بمصاهرة الأسر الأخري.. وفي الجانب الأول ثبت علمياً أن القرابة تتسبب في أن يولد الطفل ضعيف الجسم. بليد الذكاء.. وفي الجانب الثاني جاء قوله جل شأنه: "وهو الذي خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً وكان ربك قديراً" "54"" .
كذلك فإن الإسلام يفضل في الزواج البكر علي الثيب - التي سبق أن تزوجت لأن البكر مجبولة علي الأنس والألفة بأول إنسان تكون في عصمته بعكس الثيب جاء في الحديث الشريف عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "عليكم بالأبكار فإنهن أعذب أفواها - أي أطيب كلاما - وأنتق أرحاما - أي أكثر أولاداً - وأقل خبا - أي مكراً - وأرضي باليسير" ويوضح ذلك ما ورد أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال لسيدنا جابر رضي الله عنه: هل تزوجت بعد قال: قلت: نعم يا رسول الله قال أثيبا أم بكرا قال: قلت بل ثيبا قال: أفلا جارية تلاعبها وتلاعبك قال: قلت يا رسول الله: إن أبي أصيب يوم أحد وترك بنات له سبعاً فنكحت امرأة جامعة تجمع رؤوسهن. وتقوم عليهن قال: أصبت إن شاء الله.
هذا وقد ورد أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت لرسول الله صلي الله عليه وسلم: يا رسول الله: أرأيت لو نزلت وادياً وفيه شجرة قد أكل منها. وشجرة لم يؤكل منها. في أيها كنت ترتع بعيرك؟ قال صلي الله عليه وسلم: في التي لم يرتع منها. تعني أن الرسول صلي الله عليه وسلم لم يتزوج بكرا غيرها هذا.
والزواج هو الأسلوب الأمثل الذي اختاره الله للتوالد والتكاثر. واستمرار الحياة. وإنجاب الذرية الصالحة التي ترفع راية "لا إله إلا الله محمد رسول الله" وهو الطريق الموصل إلي سعادة الدنيا ونعيم الآخرة. لهذا لم يشأ الدين الإسلامي الحنيف أن يترك الرجل منا يسير وراء شهواته ونزواته في اختيار قرينة له. يسكن إليها وتسكن إليه. دون أن يوجهه التوجيه السليم ويرشده إلي الخطة المثلي.
فحثه علي اختيار الزوجة المتدينة ذات الخلق الكريم. والسلوك المستقيم. عسي أن ينجب منها ذرية صالحة تكون موضع الفخر وزينة العمر. يعتز بهم المجتمع. وتسعد بهم الأمة.. قال تعالي: "المال والبنون زينة الحياة الدنيا".
أي المال الصالح. والولد الصالح. وقد حث القرآن الكريم الراغب في الزواج علي التزوج من الصالحات القانتات قال تعالي:
"فالصلحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله"
وقال: "وأنكحوا الأيامي منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم".
وبذلك وضع الإسلام للغريزة سبيلها المأمون وحمي النسل من الضياع. وصان المرأة عن أن تكون كلأ مباحا لكل راتع. ووضع نواة الأسرة الصالحة التي تحوطها غريزة الأمومة وترعاها عاطفة الأبوة. فالزواج نعمة من نعم الله العظمي