منتدى المشتاقون للجنة الشيخ صلاح حافظ الوادى الجديد
منتدى المشتاقون للجنة الشيخ صلاح حافظ الوادى الجديد
منتدى المشتاقون للجنة الشيخ صلاح حافظ الوادى الجديد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المشتاقون للجنة الشيخ صلاح حافظ الوادى الجديد

منتدى المشتاقون للجنة الشيخ صلاح حافظ
 
الرئيسيةتفسير 	سورة المطففين  Emptyأحدث الصورالتسجيلدخول
المواضيع الأخيرة
» معلومة مفيدة ألقاب الصحابة رضوان الله عليهم
تفسير 	سورة المطففين  Emptyالثلاثاء نوفمبر 05 2019, 03:22 من طرف سامية سيد

» احكام صدقة الفطر
تفسير 	سورة المطففين  Emptyالسبت مايو 18 2019, 07:06 من طرف صلاح شعبان

» *احـذر لصـوص الأجر في رمضـان*
تفسير 	سورة المطففين  Emptyالأربعاء مايو 01 2019, 22:43 من طرف سامية سيد

» البدعه فى تخصصيص رجب بصيام
تفسير 	سورة المطففين  Emptyالجمعة مارس 08 2019, 13:58 من طرف صلاح شعبان

» البدع عن شهر رجب
تفسير 	سورة المطففين  Emptyالجمعة مارس 08 2019, 13:56 من طرف صلاح شعبان

» اسعار اجهزة حضور وانصراف بالبصمة 2019
تفسير 	سورة المطففين  Emptyالخميس فبراير 14 2019, 15:56 من طرف شركة الساجدون

» سنترالات باناسونيك 2019 بالاسكندرية
تفسير 	سورة المطففين  Emptyالخميس فبراير 14 2019, 15:35 من طرف شركة الساجدون

» ذاك _جوابها
تفسير 	سورة المطففين  Emptyالجمعة فبراير 01 2019, 05:45 من طرف سامية سيد

»  قربك لربنا هو بداية الحكاية
تفسير 	سورة المطففين  Emptyالجمعة فبراير 01 2019, 05:20 من طرف سامية سيد


 

 تفسير سورة المطففين

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ام هبة
عضو برونزى
ام هبة


انثى عدد المساهمات : 251
نقاط : 415
تاريخ التسجيل : 17/01/2011
العمر : 53
الموقع : حى الصفا
العمل/الترفيه : كلية التربية

تفسير 	سورة المطففين  Empty
مُساهمةموضوع: تفسير سورة المطففين    تفسير 	سورة المطففين  Emptyالسبت مارس 26 2011, 17:13

 سورة المطففين سورة مكية .
أغراضها :
1- اشتملت على التحذير من التطفيف في الكيل والوزن وتفظيعه بأنه تحيل على أكل مال الناس في حال المعاملة أخذاً وإعطاء ، وأن ذلك مما سيحاسبون عليه يوم القيامة .
2- تهويل ذلك اليوم بأنه وقوف عند ربّهم ليفصل بينهم وليجازِيَهم على أعمالهم وأن الأعمال محصاة عند الله .
3- الوعيد للذين يكذّبون بيوم الجزاء والذين يكذّبون بأن القرآن منزل من عند الله .
4- ذكر حال الأبرار وذكر صور من نعيمهم .
5- وختمت السورة الكريمة بمواقف أهل الشقاء والضلال الكفرة الفجار من عباد الرحمن الأخيار حيث كانوا يهزءون منهم في الدنيا ، ويسخرون عليهم لإيمانهم وصلاحهم . [ تفسير ابن عاشور – صفة الصفوة ] .
( وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ (1) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3) أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ) .
[ المطففين : 1 – 6 ] .
----------------------------
( وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ ) ويل كلمة زجر وتهديد ووعيد (لِّلْمُطَفِّفِينَ ) التطفيف : البخس والنقص في المكيال والميزان ، ولهذا فسره بقوله :
( الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ ) أي : إذا اكتالوا لأنفسهم وتقاضوا من الناس (يَسْتَوْفُونَ ) يأخذون حقهم تاماً وافياً .
( وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ ) أي : إذا كالوا للناس أو وزنوا لهم (يُخْسِرُونَ ) أي : يبخسون الكيل والوزن وينقصونه ويعطون الناس حقهم ناقصاً، فجمعوا بين الشح في طلب حقهم كاملاً بلا مسامحة، والبخل بمنع ما يجب عليهم من إتمام الكيل والوزن لغيرهم .
 ففي هذا العدل فيما له وما عليه في الكيل والوزن وغير ذلك .
كما قال تعالى (وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ )
وقال تعالى (وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ وَزِنُواْ بِالقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ) .
وذكر الله عن شعيب أنه قال لقومه ( فأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ ) . وأهلكهم الله ودمرهم على ما كانوا يبخسون الناس في الميزان والمكيال .
 قال السعدي : وإذا كان هذا وعيداً على الذين يبخسون الناس بالمكيال والميزان فالذي يأخذ أموالهم قهراً وسرقة أولى بهذا الوعيد من المطففين .
 وإنما توعد الله المطففين بهذا الوعد الشديد لأن حقوق الخلق مبنية على المشاحة .
( أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ ) ( ألا ) الهمزة للاستفهام الإنكاري ، أي : ألا يتيقن أولئك المطففون .
 قال القرطبي : قوله تعالى (أَلا يَظُنُّ أولئك) إنكار وتعجب عظيم من حالهم، في الاجتراء على التطفيف، كأنهم لا يُخْطرون التطفيف ببالهم ، ولا يُخَمِّنون تخميناً ( أَنَّهُمْ مَّبْعُوثُونَ ) مسؤولون عما يفعلون.
والظن هنا بمعنى اليقين ؛ أي ألا يُوقن أولئك ، ولو أيقنوا ما نقصوا في الكيل والوزن.
وقيل : الظن بمعنى التردد ، أي إن كانوا لا يستيقنون بالبعث ، فهلا ظنُّوه ، حتى يتدبروا ويبحثوا عنه ، ويأخذوا بالأحوط ( لِيَوْمٍ عَظِيمٍ ) شأنه ، وهو يوم القيامة.
( أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ ) أي : مخرجون من قبورهم أحياء بعد موتهم .
( لِيَوْمٍ عَظِيمٍ ) أي : ليوم القيامة ، وهو عظيم عسير عبوس قمطرير شره مستطير .
 وصف يوم القيامة بـ ( عظيم ) باعتبار عظمة ما يقع فيه من الأهوال .
كما قال تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ . يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ) .
( يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ) . أي : يقومون حفاة عراة غرلاً في موقف صعب حرج ضيق ضنك على المجرم ، ويغشاهم من أمر الله تعالى ما تعجز القوى والحواس عنه ، قال تعالى (ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ ) . وقال تعالى (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ ) .
 قال الرازي : واعلم أنه سبحانه جمع في هذه الآية أنواعاً من التهديد :
فقال أولاً : ( وَيْلٌ لّلْمُطَفّفِينَ ) وهذه الكلمة تذكر عند نزول البلاء .
ثم قال ثانياً : ( أَلا يَظُنُّ أُوْلَئِكَ ) وهو استفهام بمعنى الإنكار .
ثم قال ثالثاً ( لِيَوْمٍ عَظِيمٍ) والشيء الذي يستعظمه الله لا شك أنه في غاية العظمة .
ثم قال رابعاً : ( يَوْمَ يَقُومُ الناس لِرَبّ العالمين ) وفيه نوعان من التهديد :
أحدهما : كونهم قائمين مع غاية الخشوع ونهاية الذلة والانكسار .
والثاني : أنه وصف نفسه بكونه رباً للعالمين .
 بعض أحوال الناس عند قيامهم لرب العالمين :
قال  ( يوم يقوم الناس لرب العالمين حين يغيب أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه ) . متفق عليه
وقال  ( يا أيها الناس إنكم تحشرون إلى الله حفاة عراة غرلاً كما بدأنا أول خلق نعيده ) . متفق عليه
وعن أنس أن رجلاً قال : يا نبي الله ، كيف يحشر الكافر على وجهه ؟ قال ( أليس الذي أمشاه على الرجلين في الدنيا قادر على أن يمشيه على وجهه يوم القيامة ) .
وقال  (يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهب عرقهم في الأرض سبعين ذراعاً ويلجمهم حتى يبلغ آذانهم).
 قوله تعالى ( يوم يقوم الناس لرب العالمين ) قيام الناس ليوم القيامة للحساب وحشرهم ليوم المعاد على أشكال وأصناف، فمنهم من يحشر أعمى وأبكم وأصم كما قال تعالى ( وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وَجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا ) .
ومنهم من يحشر مثل النملة في صورة الرجل، كما قال عليه الصلاة والسلام ( يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صورة الرجال يطؤهم الناس بأقدامهم ) .
ومنهم من يحشر معقوداً عند إسته لواء -وهو الغادر- مكتوب على هذا العلم واللواء : هذه غدرة فلان بن فلان ؛ أي: التي غدر فيها .
ومنهم من يحشر وحية تطوق رقبته وهو مانع الزكاة .
ومنهم من يحشر ملبياً قائلاً: لبيك اللهم لبيك وهم الذين ماتوا في الحج .
ومنهم من يحشر أغر محجلاً ؛ أي : أبيض اليدين والجبهة من آثار الوضوء .
ومنهم من يحشر وجروحه تنزف دماً لونها لون الدم وريحها ريح المسك وهم الشهداء .
 سمي يوم القيامة بذلك من أجل قيام الناس من قبورهم .
الفوائد :
1- تحريم التطفيف في المكيال والميزان .
2- وجوب العدل في كل شيء .
3- أن سبب الكفر والتكذيب والوقوع فيما حرم الله هو عدم الإيمان بالبعث .
4- عظم يوم القيامة ، حيث يقوم الناس لرب العالمين للفصل بينهم .
5- أن الإيمان باليوم الآخر أعظم دافع للعمل الصالح .
6- إثبات البعث .
7- إثبات ربوبية الله العامة .
( كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ (7) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ (8) كِتَابٌ مَّرْقُومٌ (9) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ (10) الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (11) وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (13) كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14) كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ (15) ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُوا الْجَحِيمِ (16) ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ ) .
[ المطففين : 7 – 17 ] .
----------------------------
( كَلَّا ) للردع والزجر والوعيد والتهديد .
( إِنَّ كِتَابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ ) أي إن مصيرهم ومأواهم لفي سجين وهو الضيق .
 قال الرازي : فالأكثرون على أنه الأرض السابعة السفلى ، وهو قول ابن عباس في رواية عطاء وقتادة .
 كتاب بمعنى مكتوب ، و ( الفجار ) جمع فاجر ، وهم الكفرة أصحاب الفجور المكذبون بالبعث .
( لَفِي سِجِّينٍ ) ( سجين ) مأخوذ من السجن وهو الحبس والتضييق ، أي : إن مصيرهم ومأواهم مكان ضيق ضنك مظلم موحش ، في أسفل النار في الأرض السفلى .
كما قال تعالى (ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ ) .
وقال تعالى (وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَاناً ضَيِّقاً مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُوراً ) .
وفي حديث البراء الطويل في قبض روح الكافر ( اكتبوا كتابه في سجين ) .
 قال ابن عاشور : قوله تعالى (كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ ) وهو تعريض بالتهديد للمطففين بأن يكون عملهم موجِباً كتْبه في كتاب الفجار .
( وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ ) تعظيم وتفخيم لأمره ، أي : وما أعلمك ما سجين ، ضيق عظيم ، وعذابه أليم .
( كِتَابٌ مَّرْقُومٌ ) أي كتاب مذكور فيه أعمالهم الخبيثة .
 قال في التسهيل ( كِتَابٌ مَّرْقُومٌ ) أي : مسطور بين الكتابين وهو كتاب جامع يكتب فيه أعمال الشياطين والكفار .
 قال ابن كثير : وليس تفسيراً لقوله تعالى ( وما أدراك ما سجين ) وإنما هو تفسير لما كتب لهم من المصير إلى سجين ، أي مرقوم مكتوب مفروغ منه لا يزاد فيه أحد ولا ينقص منه أحد .
( وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ ) أي : هلاك ودمار للمكذبين ، ثم بيّنهم بقوله :
( الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ ) أي : الذين يكذبون بيوم القيامة الذي يدان فيه الناس بأعمالهم ويعتقدون استحالة وقوعه ولا يصدقون به .
قال ابن القيم : وسمى الله تعالى يوم القيامة ( يوم الدين ) لأنه اليوم الذي يدين فيه الناس بأعمالهم ، إن خيراً فخير وإن شراً فشر .
( وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ ) أي : بيوم الدين وينكر وقوعه .
( إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ ) معتد : على محارم الله ومتعد إلى الحرام ، أثيم : أي كثير الإثم .
وقيل : ( معتد ) في أفعاله ( أثيم ) في أقواله .
 قال ابن عاشور : لأنهم اعتدوا على الله بالإشراك ، وعلى رسله بالتكذيب ، واعتدوا على دلائل الحق فلم ينظروا فيها أو لم يعملوا بها.
 وقال رحمه الله : فالتكذيب بيوم الجزاء هو منشأ الإقدام على السيئات والجرائم ، ولذلك أعقبه بقوله : ( وما يكذب به إلا كل معتدٍ أثيم إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين ) أي أن تكذيبهم به جهل بحكمة الله تعالى في خلق الناس وتكليفهم إذ الحكمة من خلق الناس تقتضي تحسين أعمالهم وحفظ نظامهم .
فلذلك جاءتهم الشرائع آمرة بالصلاح وناهية عن الفساد.
ورتب لهم الجزاء على أعمالهم الصالحة بالثواب والكرامة، وعلى أعمالهم السيئة بالعذاب والإهانة،
كل على حسب عمله : فلو أهمل الخالق تقويم مخلوقاته وأهمل جزاء الصالحين والمفسدين ، لم يكن ذلك من حكمة الخلق ، قال تعالى (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ . فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ ) .
( إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ ) أي : تقرأ عليه .
( آيَاتُنَا ) الشرعية المنزلة .
( قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ) الأساطير جمع أسطورة ، أي : خرافاتهم وحكاياتهم التي تذكر للتسلي ، ولا حقيقة لها ولا أصل .
 قال ابن عاشور : والأساطير : جمع أسطورة وهي القصة ، والأكثر أن يراد القصة المخترعة التي لم تقع .
 قال ابن كثير : أي إذا سمع كلام الله تعالى من الرسول  يكذب به ويظن به السوء فيعتقد أنه مفتعل مجموع من كتب الأوائل .
كما قال تعالى ( وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً ) .
وقال تعالى ( وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُواْ قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاء لَقُلْنَا مِثْلَ هَـذَا إِنْ هَـذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأوَّلِينَ ).
وقال تعالى (وَإِذَا قِيلَ لَهُم مَّاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ ) .
( كَلَّا ) أي : ليس كما زعموا ولا كما قالوا أن هذا القرآن أساطير الأولين .
( بَلْ ) للإضراب الانتقالي .
( رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) وإنما حجب قلوبهم عن الإيمان به ما عليها من الرين الذي قد لبس قلوبهم من كثرة الذنوب والخطايا .
 الرين : هو الحجاب الكثيف المانع للقلب من رؤية الحق والانقياد له .
 قال القرطبي : كذا قال المفسرون : هو الذنب على الذنب حتى يسودّ القلب .
وقال مجاهد : هو الرجل يُذْنب الذنب ، فيحيط الذنب بقلبه ، ثم يذنب الذنب فيحيط الذنب بقلبه ، حتى تُغَشِّي الذنوب قلبه.
وقال مجاهد أيضاً : هي مثل الآية التي في سورة البقرة ( بلى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً ) .
ونحوه عن الفراء ؛ قال : يقول كثرت المعاصي منهم والذنوب ، فأحاطت بقلوبهم ، فذلك الرَّيْنُ عليها.
والرين يعتري قلوب الكافرين ، والغيم للأبرار ، والغين للمقربين .
 قوله تعالى (مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) أي : الذي كانوا يكسبون من الذنوب المتراكم بعضها على بعض ، فصارت هذه الذنوب حجاباً بينهم وبين قلوبهم ، وبينهم وبين خالقهم وربهم .
فالمعصية سبب للطبع على القلب ، وسبب للمعصية بعدها ، وسبب لعمى البصائر .
قال تعالى ( فلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ) .
وقال  (إن المؤمن إذا أذنب كانت نكتة سوداء في قلبه ، فإن تاب ونزع واستغفر صقل قلبه ، فإن زاد زادت ، حتى تعلو قلبه ، فذلك الران الذي ذكر الله في قوله ( كلا بل رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ).
قال التيمي : إن الرجل ليصيب الذنب في السر فيصبح وعليه مذلته .
كان بعض السلف يقول : اللهم أعزنا بطاعتك ولا تذلنا بمعصيتك .
نظر بعض العباد إلى صبي ، فتأمل محاسنه ، فأتي في منامه وقيل له : لتجدن غبها بعد أربعين سنة .
وسفيان بن عيينة حرم فهم القرآن لأنه قبل الصرة من الوالي .
قال بعض السلف : إني لأعصي الله ، فأرى ذلك في خُلق دابتي وامرأتي .
المعاصي تضييع الأعمار يجد غبها يوم يقول ( يا ليتني قدمت لحياتي ) .
قال ابن المبارك : رأيتُ الذنوبَ تميتُ القلوبَ وقد يُورث الذل إدمانها
وتركُ الذنوبِ حياةُ القلوبِ وخيرٌ لنفسِكَ عصْيانُها
المعاصي سبب لكل بلاء كما قال تعالى (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) ، وقال  ( وما منع قوم زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ) .
وسبب لزوال النعم كما قال تعالى ( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ) .
وقال بعض السلف ( ما نزل بلاء إلا بذنب ) .
قال الشاعر : إذا كنت في نعمة فارعها فإن المعاصي تزيل النعم
وحُطْها بطاعة ربِّ العبادِ فربُّ العبادِ سريعُ النِّقم
وسافرْ بقلبك بين الورى لتبصرَ آثارَ من قد ظلمْ
( كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ ) أي : في الآخرة .
( لَّمَحْجُوبُونَ ) محجوبون عن رؤية ربهم وخالقهم .
 قال الشافعي : وفي هذه الآية دليل على أن المؤمنين يرونه عز وجل يومئذٍ .
وهذا الذي قاله الإمام الشافعي في غاية الحسن ، وهو استدلال بمفهوم الآية .
 قال ابن تيمية : عذاب الحجاب أعظم أنواع العذاب ، ولذة النظر إلى وجهه أعلى اللذات .
 وقال ابن القيم : فعذاب الحجاب من أعظم أنواع العذاب الذي يعذب بها أعداءه ، ولذة النظر إلى وجه الله الكريم أعظم أنواع اللذات التي ينـعم بها أولياءه .
( ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُوا الْجَحِيمِ ) أي : ثم مع هذا الحرمان عن رؤية الرحمن من أهل النيران .
 قال القرطبي : أي ملازموها ، ومحترفون فيها غير خارجين منها ( كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا ) كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيراً ) .
( ثُمَّ يُقَالُ ) لهم ، أي تقول لهم خزنة جهنم على وجه التوبيخ والتقريع .
( هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ ) أي : يقال لهم ذلك على وجه التقريع والتوبيخ والتصغير والتحقير ، كنتم تقولون لا بعث ولا حساب ولا عقاب ولا ثواب .
 وهذا القول من العذاب المعنوي المنصب على القلوب .

الفوائد :
1- بيان كتاب الفجار وأنه في سجين .
2- الويل والتهديد للمكذبين بيوم القيامة .
3- كلمة [ ويل ] معناه الوعيد والتهديد ، وقد جاءت آيات وأحاديث فيها التهديد بالويل من بعض الأعمال :
o الكفار : قال تعالى ( وويل للكافرين من عذاب شديد ) .
o الأفاك الأثيم : قال تعالى ( ويل لكل أفاك أثيـم ) .
o القاسية قلوبهم : قال تعالى ( فويل للقاسية قلوبهـم من ذكر الله ) .
o الذين ينقصون المكيال : قال تعالى ( ويل للمطففين ) .
o الهماز واللماز : قال تعالى ( ويل لكل همزة لمزة ) .
o الكذاب من أجل أن يضحك الناس : قال رسول الله  : ( ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويل له ويل له ) .
o الذين يتساهلون في غسل أعضاء الوضوء : قال رسول الله  ( ويل للأعقـاب من الـنار ) .
4- أن الكفار يقولون عن القرآن أنه أساطير الأولين .
5- التحذير من الذنوب والإصرار عليها ، وذلك يؤدي إلى أن يكون القلب عليه الران .
6- إثبات رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة .
7- أن من عذاب الكفار يوم القيامة عدم رؤيتهم لربهم تعالى .
8- أن أعظم نعيم أهل الجنة رؤية الله تعالى .
9- إثبات النار .
( كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (18) وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ (19) كِتَابٌ مَّرْقُومٌ (20) يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ (21) إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (22) عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ (23) تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ (24) يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ (25) خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ (26) وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ (27) عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ )
[ المطففين : 18 – 28 ] .
----------------------------
( كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ ) يقول تعالى ( كلا ) أي : حقاً ( إن كِتَابَ الْأَبْرَارِ ) كتاب بمعنى مكتوب ، والأبرار جمع بر ، وهم المؤمنون المتبعون لأوامر الله والمجتنبون لنواهيه كثيرو الخير والإحسان .
( لَفِي عِلِّيِّينَ ) أي : إن مصيرهم ومآلهم في مكان عال مرتفع ، وهو أعلى الجنة في السماء السابعة .
( وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ ) تعظيم وتفخيم لأمره ، أي : وما أعلمك ما عليون ، منزل رفيع ومكان وسيع ، ومجلس كريم ، فيه ألوان النعيم .
( كِتَابٌ مَّرْقُومٌ ) توكيد لقوله (كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ ) أي : تأكيد لما كتب لهم من المصير إلى عليين ( مرقوم ) أي : مكتوب لا يتغير ولا يتبدل ولا يزاد فيه ولا ينقص منه .
( يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ ) أي : يحضره المقربون عند الله من الملائكة والنبيين وسادات المؤمنين ، تنويهاً بهذا الكتاب وإشهاراً له .
 قال السعدي : من الملائكة الكرام وأرواح الأنبياء والصديقين والشهداء .
( إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ ) تقدم شرحها .
( عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ ) أي على الفرش المزينة بالفرش الحسان ( ينظرون ) إلى ما أعد الله لهم من النعيم ، وأعلاه النظر إلى وجه الله الكريم .
 قال الرازي : قوله تعالى (عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ ) ففيه ثلاثة أوجه :
أحدها : ينظرون إلى أنواع نعمهم في الجنة من الحور العين والولدان ، وأنواع الأطعمة والأشربة والملابس والمراكب وغيرها .
والثاني : قال مقاتل : ينظرون إلى عدوهم حين يعذبون في النار .
والثالث : إذا اشتهوا شيئاً نظروا إليه فيحضرهم ذلك الشيء في الحال .
واعلم أن هذه الأوجه الثلاثة من باب أنواع جنس واحد وهو المنظور إليه ، فوجب حمل اللفظ على الكل، ويخطر ببالي تفسير رابع : وهو أشرف من الكل وهو أنهم ينظرون إلى ربهم ويتأكد هذا التأويل بما إنه قال بعد هذه الآية ( تَعْرِفُ فِى وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النعيم ) والنظر المقرون بالنضرة هو رؤية الله تعالى على ما قال : ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ . إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ) ومما يؤكد هذا التأويل أنه يجب الابتداء بذكر أعظم اللذات ، وما هو إلا رؤية الله تعالى .
( تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ ) أي : تعرف إذا نظرت إليهم في وجوههم نضرة النعيم أي صفة الترافة والحشمة والدعـة والرياسة مما هم فيه من النعيم العظيم .
قال السعدي : فإن توالي اللذات والمسرات ، والأفراح يكسب الوجه نوراً وحسناً وبهجة .
قال الرازي : المعنى إذا رأيتهم عرفت أنهم أهل النعمة بسبب ما ترى في وجوههم من القرائن الدالة على ذلك ثم في تلك القرائن قولان :
أحدهما : أنه ما يشاهد في وجوههم من الضحك والاستبشار ، على ما قال تعالى ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ . ضاحكة مُّسْتَبْشِرَةٌ ) .
والثاني : قال عطاء إن الله تعالى يزيد في وجوههم من النور والحسن والبياض ما لا يصفه واصف ، وتفسير النضرة : قد سبق عند قوله ( نَّاضِرَةٌ ) .
( يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ ) أي : يسقون من خمر الجنـة ، والرحيق من أسماء الخمر .
( خِتَامُهُ مِسْكٌ ) قيل : المعنى إذا شربوا هذا الرحيق ففنى ما في الكأس ، انختم ذلك بخاتم المسْك.
وقيل : مختوم أي ختمت ومنعت عن أن يمسها ماس إلى أن يَفُكَّ ختامها الأبرار.
( وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ) أي : وفي مثل هذا الحال فليتفاخـر المتفاخرون وليتباهى ويكاثر ويستبق إلى مثله المستبقون كقوله تعالى ( لمثل هذا فليعمل العاملون ) .
الحث على التنافس على الأعمال الصالحات للحصول على نعيم الجنات .
 وقد جاءت آيات كثيرة تحث على التنافس على العمل الصالح والمسابقة إليه :
قال تعالى ( سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ ) .
وقال تعالى ( وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ ) .
وقال تعالى ( لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ ) ,
وقال تعالى ( وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ) .
وقال تعالى ( أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ ) .
قال ابن القيم : والمنافسـة تتضمن مسابقة واجتهاداً وحرصاً ، وهي من شرف النفس وعلو الهمـة وكبر القدر .... كما كان أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام يتنافسون في الخير ويفرح بعضهم ببعض باشتراكهـم فيه ، بل حض بعضهم بعضاً عليه مع تنافسهم فيه ) .
إلى أن قال : ( والمتنافسان كعبدين بين يدي سيدهما يتباريان ويتنافسان في مرضاته ويتسابقان إلى محابه ، فسيدهما يعجبه ذلك منهما ويحثهما عليه ، وكل منهما يحب الآخر ويحرضه على مرضاة سيده ) .
قال الحسن : إذا رأيتَ الرجل ينافسك في الدنيا فنافسه في الآخرة .
وقال وهيب بن الورد : إن استطعت ألا يسبقك إلى الله أحد فافعل .
وقال بعض السلف : لو أن رجلاً سمع بأحد أطوع لله منه ، كان ينبغي له أن يُحزنه ذلك .
وقال غيره : لو أن رجلاً سمع برجلٍ أطوع لله منه فانصدع قلبه فمات لم يكن ذلك بعجب .
قال رجل لمالك بن دينار : رأيت في المنام منادياً ينادي : أيها الناس ! الرحيل الرحيل ، فما رأيت أحداً يرتحل إلا محمد بن واسع ، فصاح مالك وغشي عليه .
وقال عمر بن عبد العزيز في حجة حجها عند دفع الناس من عرفة : ليس السابق اليوم من سبق به بعيره ، إنما السابق من غُفِر له .
( وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ ) أي : ما يمزج به ويخلط هذا الرحيق الذي يسقى منه الأبرار (مِن تَسْنِيمٍ ) أي : من شراب من عين تسمى ( تسنيم ) تنبع من الفردوس في أعلى الجنة ، وهو أفضل شراب أهل الجنة .
( عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَـرَّبُونَ ) أي : هي عين في الجنة يشرب منها المقربون صرفاً .
قال في التسهيل : تسنيم اسم لعين في الجنة يشرب منها المقربون صرفاً ، ويمزج منه الرحيق الذي يشرب منه الأبرار .
 قوله تعالى (يشرب بها) أي: يشربون منها ويرتوون، ولهذا قال (بها) ولم يقل (منها) فضمن (يشرب) معنى ( يروى ) فعدي بالباء .
وقيل : إن الباء بمعنى ( من ) ويكون المعنى : عيناً يشرب منها .. .
والمعنى : أن هذه العين المسماة ( تسنيم ) والتي نبعها وشرابها أفضل وأعلى شراب أهل الجنة يشرب منها صرفاً بلا خلط المقربون ويرتوون منها ، بينما تمزج مزجاً للأبرار وهم أصحاب اليمين بالرحيق.
[ المطففين : 29- 36 ] .
الفوائد :
1- الثناء على الأبرار وبيان ما أعد اللهم لهم من النعيم .
2- أن الجنة في العلو .
3- بيان شيء من نعيم الأبرار في الجنة .
4- الحث على التنافس على الأعمال الصالحات للحصول على نعيم الجنات .
( إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ (29) وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ (30) وَإِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُواْ فَكِهِينَ (31) وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاء لَضَالُّونَ (32) وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ (33) فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ (34) عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ (35) هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ) .
[ المطففين : 29- 36 ] .
----------------------------
( إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ ) يخبر تعالى عن المجرمين كانوا في الدار الدنيا يضحكون من المؤمنين ، أي يستهزئون بهم ويحتقرونهم .
 قوله تعالى ( أجرموا ) المراد بهم المشركون من أهل مكة وخاصة صناديدهم .
 والإِجرام : ارتكاب الجُرم وهو الإثم العظيم ، وأعظم الإِجرام الشرك بالله .
( وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ ) أي : وإذا مروا بالمؤمنين يتغامزون عليهم أي محتقرين لهم .
 قوله تعالى ( يَتَغَامَزُونَ ) قيل : يغمز بعضهم بعضاً ، ويشيرون بأعينهم ، وقيل : الغمز : بمعنى العيب ، يقال غمزه : أي عابه ، وما في فلان غَمْزة أي عيب .
( وَإِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُواْ فَكِهِينَ ) أي : وإذا انقلب أي رجع هؤلاء المجرمون إلى منازلهم انقلبوا إليها فاكهين أي مهما طلبوا وجدوا ، ومع هذا ما شكروا نعمة الله عليهم ، بل اشتغلوا بالقوم المؤمنين يحقرونهم ويحسدونهم .
 قال ابن عاشور : والمعنى وإذا رجع الذين أجرموا إلى بيوتهم وخلَصوا مع أهلهم تحدثوا أحاديث الفكاهة معهم بذكر المؤمنين وذمهم.
 قال السعدي : وهذا أشد ما يكون من الاغترار ، أنهم جمعوا بين غاية الإساءة ، مع الأمن في الدنيا ، حتى كأنهم قد جاءهم كتاب وعهد من الله أنهم أهل السعادة .
( وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاء لَضَالُّونَ ) أي : وإذا رأى الكفار المؤمنين قالوا : إن هؤلاء لتائهون عن الحق والصواب وليسوا على هدى .
 قال السعدي : وقد حكموا لأنفسهم أنهم أهل الهدى ، وأن المؤمنين ضالون ، افتراء على الله ، وتجرؤا على القول عليه بلا علم .
( وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ ) أي : وما بعث هؤلاء المجرمون حافظين على هؤلاء المؤمنين ما يصدر منهم من أعمالهم وأقوالهم ولا كلفوا بهم ؟ فَلِمَ اشـتغلوا بهم وجعلوهم نصب أعينهم ؟ .
كما قال تعالى ( اخسـئوا فيها ولا تكلمون . إنه كان فريق من عبادي يقولون ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين . فاتخذتموهم سخرياً حتى أنسوكم ذكري وكنتم منهم تضحكون . إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون ) .
( فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ ) الجزاء من جنس العمل ، وكما يدين المرء يدان ، فكما ضحك المجرمون والكفار من المؤمنين في الدنيا فإن المؤمنين يضحكون منهم يوم القيامة جزاء وفاقاً .
( عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ ) أي : إلى ما أعد الله لهم من النعيم ، وينظرون إلى وجه ربهم الكريم .
( هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ) أي : هل جوزي الكفار على ما كانوا يقابلون به المؤمنين من الاستهزاء والتنقيص أم لا ، يعني قد جوزوا أوفر الجزاء وأتمه وأكمله .
قال الشيخ السعدي : نعم ثوبوا ما كانوا يفعلون عدلاً من الله وحكمة والله عليم حكيم .
الفوائد :
1- التنديد بالإجرام بالمجرمين .
2- بيان ما كان عليه المشركون في مكة من الاستهزاء بالمؤمنين .
3- بيان أن المؤمنين سيرون المشركين في الجحيم ويضحكون منهم وهم في نعيمهم والمشركون في جحيمهم .
4- أن الجزاء من جنس العمل .
5- إثبات البعث والحساب والجزاء .
6- تهديد الكفار بأنهم سيلقون عاقبة سخريتهم .
7- أن الاستهزاء والسخرية بالصالحين من سنن المكذبين والكفار .

والله أعلم
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صلاح حافظ
><><><
>



ذكر عدد المساهمات : 1101
نقاط : 1974
تاريخ التسجيل : 06/01/2011
الموقع : المشتاقون للجنة

تفسير 	سورة المطففين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة المطففين    تفسير 	سورة المطففين  Emptyالإثنين أبريل 11 2011, 06:02

جزاكي الله خير الجزاء
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
وحيد نفد شامى
*******
*******
وحيد نفد شامى


ذكر عدد المساهمات : 1612
نقاط : 3961
تاريخ التسجيل : 08/10/2011
العمل/الترفيه : أزرع الطيبة و الإحسان بلا امضاء

تفسير 	سورة المطففين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة المطففين    تفسير 	سورة المطففين  Emptyالجمعة نوفمبر 11 2011, 17:09

شكر الله لك هذا الموضوع القيم
نفع الله به وزادك من فضله وكرمه
اسمحي لي اختي بهذه الإضافة


http://alharary.com/vb/quran/83.html


http://myhuda.com/files/media/8-Kids/12-Quran_Lern.Vidio/31.swf


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حسناء
عضو نشيط
عضو نشيط



انثى عدد المساهمات : 26
نقاط : 38
تاريخ التسجيل : 14/12/2010

تفسير 	سورة المطففين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة المطففين    تفسير 	سورة المطففين  Emptyالجمعة نوفمبر 11 2011, 18:46

تفسير 	سورة المطففين  172703
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تفسير سورة المطففين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تفسير سورة الماعون
» تفسير سورة المسد
» تفسير سورة العصر
» تفسير سورة الناس
» تفسير سورة الكافرون

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المشتاقون للجنة الشيخ صلاح حافظ الوادى الجديد  :: ۩╝◄منتدى القران الكريم►╚۩ا-
انتقل الى: