فضائل يوم الجمعة:
1- أنّه خير الأيام. فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلم قال: «خير يوم طلعت عليه الشّمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنّة، وفيه أخرج منها، ولا تقوم السّاعة إلا في يوم الجمعة» رواه مسلم .
2- تضمنه لصلاة الجمعة الّتي هي من آكد فروض الإسلام ومن أعظم مجامع المسلمين، ومن تركها تهاونًا ختم الله على قلبه كما في الحديث عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَأَبي هُرَيْرَةَ أَنَّهُمَا سَمِعَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمْ الْجُمُعَاتِ أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ ثُمَّ لَيَكُونُنَّ مِنْ الْغَافِلِينَ ) رواه مسلم .
*( لينتهين أقوام عن وَدْعهم ) بفتح الواو وسكون الدال المهملة وكسر العين المهملة أي : تركهم الجمعات .
( أو ليختمن الله على قلوبهم ) الختم : الاستيثاق من الشيء بضرب الخاتم عليه ؛ كتماً له ، وتغطية ؛ لئلا يتوصل إليه ، ولا يطلع عليه ، شبهت القلوب بسبب إعراضهم عن الحق واستكبارهم عن قبوله وعدم نفوذ الحق إليها : بالأشياء التي استوثق عليها بالختم ، فلا ينفذ إلى باطنها شيء ، وهذه عقوبة على عدم الامتثال لأمر الله ، وعدم إتيان الجمعة من باب تيسير العسرى .
( ثم ليكونن من الغافلين ) بعد ختمه تعالى على قلوبهم ، فيغفلون عن اكتساب ما ينفعهم من الأعمال ، وعن ترك ما يضرهم منها .
-وهذا الحديث من أعظم الزواجر عن ترك الجمعة والتساهل فيها .وفيه إخبار بأن تركها من أعظم أسباب الخذلان بالكلية .
3- أن فيه ساعةٌ يُستجاب فيها الدّعاء، فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «"فيه ساعة. لا يوافقها عبد مسلم، وهو يصلّي، يسأل الله شيئًا، إلا أعطاه إياه". زاد قتيبة في روايته: وأشار بيده يُقَلَلها» رواه البخاري ومسلم .
قال ابن القيم بعد أن ذكر الاختلاف في تعيين هذه السّاعة: "وأرجح هذه الأقوال قولان تضمنتها الأحاديث الثّابتة:
الأول: أنها من جلوس الإمام إلى انقضاء الصّلاة، لحديث ابن عمر أنّ النبّيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «هي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تُقضى الصّلاة» رواه مسلم. والقول الثّاني أنها بعد العصر، وهذا أرجح القولين" (زاد المعاد: 1/389-390).
4- أنّه يوم يتجلى الله عزّ وجلّ فيه لأوليائه المؤمنين في الجنّة، فعن أنس بن مالك في قوله عزّ وجلّ : {وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} [ق: 35]، قال: "يتجلى لهم في كلّ جمعةٍ".
5- أنّه يوم عيدٍ متكررٍ كلّ أسبوع، فعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «إن هذا يوم عيد جعله الله للمسلمين فمن جاء إلى الجمعة فليغتسل...» رواه ابن ماجه وحسنه الألباني.
6- أنّه يوم تُكفّر فيه السّيئات فعن سلمان قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «لا يغتسل رجلٌ يوم الجمعة، ويتطهر ما استطاع من طهرٍ، ويدهن من دهنه، أو يمس من طيب بيته، ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين، ثم يصلّي ما كتب له، ثم ينصت إذا تكلم الإمام، إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى» رواه البخاري .
7- أنّ للماشي إلى الجمعة بكل خطوة أجر سنّة صيامها وقيامها لحديث أوس بن أوس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «من غَسَّل يوم الجمعة واغتسل، وبكَّر وابتكر، ومشى ولم يركب، ودنا من الإمام فاستمع ولم يلغ كان له بكل خطوة عمل سنّة أجر صيامها وقيامها» رواه ابن ماجه وأبو داود وصححه الألباني .
الله أكبر كلّ خطوةٍ إلى الجمعة تعدل صيام سنّةٍ وقيامها؟.
فأين السّابقون إلى تلك الهبات، أين المتعرضون لتلك النّفحات {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [الحديد: 21].
8- أن جهنم تُسجّر أي تُحمى كلّ يوم من أيام الأسبوع إلا يوم الجمعة، وذلك تشريفاً لهذا اليوم العظيم. (انظر: زاد المعاد: 1/387).
9- أنّ الوفاة يوم الجمعة أو ليلتها من علامات حسن الخاتمة حيث يأمن المتوفى فيها من فتنة القبر، فعن ابن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «ما من مسلمٍ يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة، إلا وقاه الله فتنة القبر» رواه التّرمذي وحسنه الألباني