انه بسمة أمل ، نسيم رجاء ، وإشراقة بشرى ، لكل من ضاق صدرها ، كثر همها ، زاد غمها ، يناديها بانتظار الفرج ، وترقب اليسر بعد العسر ، ويخاطب عقلها الذكي ، وقلبها الطاهر ، وروحها الصافية ، ليقول لها : اصبري واحتسبي ، لا تيأسي ، لا تقنطي ، تفاءلي ، فإن الله معك ، والله حسبك ، الله كافيك ، والله حافظك وليك . وبستان السعادة ، وديار الإيمان ، وحدائق الأفراح ، وجنات السرور ، عسى الله أن يسعد في الدارين بمنه وكرمه انه جواد كريم . أهلاً بك .. مصلية صائمة قانتة خاشعة .
أهلاً بك .. محجبة محتشمة وقورة رزية.
أهلاً بك .. متعلمة مطلعة واعية راشدة .
أهلاً بك .. وفية أمينة صادقة متصدقة.
أهلاً بك .. صابرة محتسبة تائبة منيبة .
أهلاً بك ..ذاكرة شاكرة داعية واعية .
أهلاً بك .. تابعة لآسية ورين وخديجة .
أهلاً بك .. مربية للأبطال ،ومصنعاً للرجال .
أهلاً بك .. راعية للقيم ، حافظة للمثل. أهلاً بك ..غيورة على المحارم ، بعيدة عن المحرمات. نعم .. لبسمتك الجميلة التي تبعث الحب وترسل المودة للآخرين .
نعم .. لكلمتك الطيبة التي تبني الصدقات الشرعية وتذهب الأحقاد.
نعم ..لصدقة متقبلة تسعد مسكينا ، وتفرح فقيرا ، وتشبع جائعاً.
نعم ..لجلسة مع القران تلاوة وتدبرا وعملا وتوبة واستغفاراً .
نعم ..لكثرة الذكر والاستغفار، وإدمان الدعاء ، وتصحيح التوبة .
لتربية أبنائك على الدين ،وتعليمهم السنة ، و إرشادهم لما ينفعهم .
نعم ..للحشمة والحجاب الذي أمر الله به ، وهو طريق الصيانة والحفظ.
نعم ..لصحبة الخيران ممن يخفن الله ، ويحببن الدين ، ويحترمن القيم.
نعم .. لبر الوالدين ، وصلة الرحم ، و إكرام الجار ، وكفالة الأيتام .
نعم .. للقراءة النافعة ، والمطالعة المفيدة ، مع الكتاب الممتع الراشد لا .. لصف عمرك في التوافه ، من حب للانتقام ومجادلة لا خير فيها .
لا .. لتقديم المال وجمعه على صحتك وسعادتك ونومك وراحتك.
لا .. لتتبع أخطاء الآخرين واغتيابهم ونسيان عيوب النفس.
لا .. للانهماك في ملاذ النفس ، و إعطائها كل ما تطلب وتشتهي.
لا .. لضياع الأوقات مع الفارغين ، و إنفاق الساعات في اللهو .
لا .. لإهمال الجسم والبيت من النظافة ، والروائح الذكية ، والنظام.
لا .. للمشروبات المحرمة ، والدخان والشيشة ، وكل خبيث.
لا .. لتذكر مصيبة مرت ، أو كارثة سبقت ، أو خطأ حصل .
لا .. لنسيان الآخرة والعمل لها ، والغفلة عن تلك المشاهد .
لا .. لإهدار المال في المحرمات ، والإسراف في المباحات ، والتقصير في الطاعات تذكري أن ربك يغفر لمن يستغفر ، ويتوب على من تاب ، ويقبل من عاد ارحمي الضعفاء تسعدي ، و أعطي المتحاجين تشافي ، ولا تحملي البغضاء تعافي. تفاءلي ، فالله معك ، والملائكة يستغفرون لك ، والجنة تنتظرك امسحي دموعك بحسن الظن بربك ، واطردي همومك بتذكر نعم الله عليك لا تظني بأن الدنيا كملت لأحد ، فليس على ظهر الأرض من حصل له كل مطلوب ، وسلم من أي كدر . :كوني كالنخلة عالية الهمة ، بعيدة عن الأذى ، إذا رميت بالحجارة ألقت رطبها . هل سمعت أن الحزن يعيد ما فات ، وان الهم يصلح الخطأ ، فلماذا الحزن والهم ؟! لا تنتظري المحن والفتن ، بل انتظري الأمن والسلام والعافية إن شاء الله أطفئي نار الحقد من صدرك بعفو عام عن كل من أساء لك من الناس الغسل والوضوء والطيب والسواك والنظام أدوية ناجحة لكل كدر وضيق.كوني كالنخلة : تقع على الزهور الفواحة والأغصان الرطبة ليس عندك وقت لاكتشاف عيوب الناس ، وجمع أخطائهم إذا كان الله معك فمن تخافين ؟ وإذا كان الله ضدك فمن ترجين ؟! نار الحسد تأكل الجسد ، وكثرة الغيرة نار مستطيرة. إذا لم تستعدي اليم ، فليس الغد ملكا لك . انسحبي بسلام من مجالس اللهو والجدل. كوني بأخلاقك اجمل من البستان . ابذلي المعروف فانك اسعد الناس به . دعي الخلق للخالق ، والحاسد للموت ، والعدو للنسيان لذة الحرام بعدها ندم وحسرة وعقاب ودعي الحزن ، واهجري الهم ، وفارقي منازل الكآبة ، وارتحلي عن خيام اليأس والإحباط ، وتعالي إلى محراب الإيمان ، وكعبة الأنس بالله ، ومقام الرضا بقضائه وقدره ، لتبدئي حياة جديدة لكن سعيدة ، وأياما أخرى لكن جميلة ، حياة بلا تردد ، ولا قلق ، ولا ارتباك ، وأياما بلا ملل ، ولا سأم ، ولا ضجر ، حينها يناديك منادي الإيمان ، من على جبل الأمل ، في وادي الرضا ، ليهتف بالبشرى : أنت ( اسعد امرأة في العالم ) .