القاهرة أحمد مراد
كشف د. محمد أبو ليلة رئيس قسم الدراسات الإسلامية باللغة الإنجليزية
بجامعة الأزهر، تفاصيل مشادة كلامية بين الرئيس المصري المخلوع محمد حسني
مبارك وشيخ الأزهر الأسبق
الشيخ جاد الحق علي جاد الحق، والتي اتهم خلالها مبارك الأزهر الشريف
بتربية الإرهاب.
وتعود تفاصيل المشادة التي تُنشر لأول مرة ويرويها د. أبوليلة لـ الوطن إلى
فترة تولي الشيخ جاد الحق مشيخة الأزهر الشريف حيث كان الرئيس السابق
موجودا في الإسكندرية
وطلب من شيخ الأزهر أن يأتي إليه ووافق الشيخ وذهب إلى معهد الإسكندرية
الديني.
وعقب وصول الشيخ جاد الحق إلى المعهد اتصل بالرئيس السابق مبارك وأخبره
بأنه ينتظره في المعهد الديني الأمر الذي أغضب مبارك وطلب منه الحضور إليه
إلا أن الشيخ جاد الحق
رفض أن يذهب إليه وأصر على موقفه واشترط على مبارك أن يأتي وحده دون أن
يكون معه الموكب الرئاسي أو أفراد الحرس. وأمام إصرار الشيخ جاد الحق على
موقفه انصاع مبارك لرغبته
وتوجه بالفعل إلى معهد الإسكندرية الديني لمقابلة شيخ الأزهر وجلسا معا في
إحدى حجرات المعهد وترك مبارك الذين كانوا معه خارج المعهد.
وكان الشيخ جاد الحق قد طلب من د. عبد الرشيد سالم وكيل أول وزارة الأوقاف
في ذلك الوقت أن يجلس بجوار الباب الآخر للحجرة ليسمع ما يقوله الشيخ
لمبارك وما يقوله مبارك
للشيخ ويحفظه جيدا كأنه جهاز تسجيل.
وتبادل الطرفان شيخ الأزهر ومبارك الحديث وخلاله اتهم شيخ الأزهر مبارك
بأنه وراء إضعاف الأزهر الشريف وتجفيف منابعه وإهانة الأزهر والأزهريين من
خلال السيطرة على
ميزانية ومقدرات الأزهر الأمر الذي أدى إلى تدني الأجور والرواتب في
المعاهد الأزهرية وجامعة الأزهر على خلاف الجامعات المصرية الأخرى.
وأثارت الاتهامات التي وجهها شيخ الأزهر حفيظة مبارك والذي كاد يشتاط غيظا
ورد عليه قائلا: عندكم إرهاب يا شيخ وأنتم تربون الأرهابيين في الأزهر.
ورفض شيخ الأزهر كلام مبارك ورد عليه قائلا: نحن الذين نحميك وإن لم تتصرف
لإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح فسوف يكون للأزهر الشريف موقف.
وتابع د. أبو ليلة روايته للواقعة قائلا: من أجل هذا مات شيخ الأزهر الأسبق
الشيخ جاد الحق علي جاد الحق دون أن يجد أنبوبة أكسجين وكان ذلك بترتيب من
أمن الدولة لأنه كان
مغضوبا عليه من قبل نظام مبارك القمعي.
وأشار د. أبوليلة إلى أن هذه الواقعة لا يعلمها إلا ثلاث شخصيات في مصر هو
واحد منهم بالاضافة إلى د. مصطفى الشكعة عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر
الشريف ود. عبدالرشيد
سالم وكيل أول وزارة الأوقاف الأسبق.