تخيلوا معي امرأة عجوزاً صالحة
تعيش في بيت متواضع الحال بأطراف البلد
قد عرف عنها دعوتها المستجابة نظراً لصلاحها وتقواها
فتوافد عليها الناس من كل حدبٍ وصوب
أملاً في الفورز بدعائها ونيل الشفاء من الأمراض بإذن الله
وكلما دخل عليها صاحب حالة مرضية أمرته بوضع
ما تيسر له من الصدقة في صندوق لا تأخذ منه لنفسها
قرشا واحداً وإنما تقوم بتوزيعه بالكامل نهاية كل يوم
على الفقراء والمساكين وتواصل هي العيش بما تيسر
من المأكل والمشرب في بيتها الفقير المتهالك
حتى اصبحت سبباً في عمار الكثير من بيوت الفقراء والمحتاجين
وأحبها الناس حباً جماً لما تقوم به من فعل الخير
وبذل المعروف للفقراء والمساكين
وكانت تشترط على المتصدق ثلاثة شروط، هي :
• أن يخلص النية في صدقته لله تعالى.
• وأن يخرج الصدقة من مالٍ حلال خالص.
• وأن يكون حجم صدقته متوافقاً مع حالته المادية
فلا يضن على الفقراء بكثير صدقته إن كان ميسوراً
فهذا أرجى لاستجابة دعائها له وشفائه بإذن الله من مرضه
فإن صدق في تلبية هذا الشروط على النحو الأمثل
فسوف يرى بإذن الله أثراً عاجلاً في شفائه وإن لم يصدق
فلربما لا يرى أي أثر على الإطلاق
وبالفعل أضحى الكثير من الذين صدقوا في تلبية تلك الشروط
يروا نتائج عجيبة وفعالة في شفائهم من الأمراض
في حين باء الكثير أيضاً من الناس بالفشل والخيبة
بسبب عدم مصداقيتهم في تلبية تلك الشروط الثلاث
فمنهم من أعاد المحاولة وأفلح في نيل مبتغاه ومنهم من حجبه بخله
وسيطر عليه شح نفسه فأعرض عن معاودة المحاولة
وقد تتعجبون أحبتي إذا ما أخبرتكم أن هذه المرأة الصالحة
موجودة بيننا بالفعل في هذا العصر بل وتشترط نفس الشروط
التي ذكرتها بالتحديد بل وقد عاين الناس بسببها الشفاء من أمراض مستعصية
عجز أمهر الأطباء عن علاجها
ولعل البعض منكم الآن يكاد يقول لي :
(عجل بذكر عنوانها وبياناتها كي نسارع
بالذهاب إليها وطلب الدعاء منها)
فأبشركم أن الأمر أيسر من أن تسافروا لها هنا أو هناك
إذ إنها بين أيديكم صباح مساء
إنها الصدقة يا عباد الله
فلكم عافى الله بها مريضاً من مرضه
وحال بها دون وقوع البلاء على كثير من عباده المتصدقين
فهلا سارعنا بتلبية شروطها الثلاث