يا أيها الإنسان
حتى تكون حُرَّاً
هل تريد أن تكون نجماً يتلألأ ونوراً يسطع وشمساً تشرق على دجى الظلمات
فلا تبقي منها ولا تذر هل تريد الكرامة والرفعة في الدنيا والآخرة
اعبد الله وحده وتحقَّق بعبوديته تكن حُرَّاً عمَّا سواه
فتحقيق الحرية يكون في العبودية لله تعالى
فإذا كنت عبداً لله سبحانه ابتعدت عن عبودية الهوى والمخلوقين
فلن تكون حُرَّاً حتى يتعلق قلبك بالله وحده
فتوقن أن الله هو الخالق الرازق
المعطى المانع القوي القادر بيده خزائن كل شيء فلا مانع لما أعطى
ولا مُعطِي لما مَنَع وتوقن أن الناس عبيد لله يسخِّرهم الله كيف يشاء
فلا تكون عبداً لمخلوق ضعيف ترجو نفعه وتخاف ضره
تحسب أنه يستطيع أن ينفع أو يضر بذاته فلا تعلق نفعك أو ضرك بأحد من الخلق
بل تكون متوجهاً إلى الخالق العظيم
تكون حُرَّاً عندما تحرص على مرضاة الله وحده وتكون هذه غايتك التي تسعى
إليها ولا تخضع إلا له سبحانه وتعالى
تكون حُرَّاً عندما تنتظر الجزاء من الله تعالى ولا تلتفت إلى المخلوقين
ولا تحرص على ثنائهم وتقديرهم
تكون حُرَّاً حين تقف عند حدود الله ولا تتعداها فتكون بذلك حُرَّاً من عبادة الشيطان
ومن عبادة الهوى ومن عبادة المخلوقين فمن ابتعد عن
عبودية الله الخالق غرق في عبوديات الهوى والمخلوقين
فالحرية تكون في تحقيق العبودية لله تعالى فهي التي تمنع من عبودية ما سواه