ـ أيها الإخوة الكرام حجاج بيت الله الحرام إليكم الركن الثالث من أركان الحج وهو : السعى بين الصفا والمروة : ــ
1ـ تعريف السعى : ـ السعى هو المشى بين جبلى الصفا والمروة ذهابا وإيابا ، بنية التعبد على أنه شعيرة من شعائر الحج وركنا من أركانه ، كما قال تعالى : " إن الصفا والمروة من شعائر الله "( البقرة : 158 ) ـ وقال النبىصلىالله عليه وسلم " اسعوا فإنً الله كتب عليكم السعى " رواه (ابن ماجه ، والشافعى ، وأحمد ) .
2ـ شروط السعى : ـ ( النية ، لقول النبى صلىالله عليه وسلم " إنًما الاعمال بالنيات " ـ الترتيب بينه وبين الطواف ، ويكون السعى بعد الطواف ، سواء أكان الطواف واجبا كطواف القدوم ، أو ركنا كطواف الإفاضة ـ أن يكون عدد أشواطه سبعة أشواط ) .
3 ـ سنن السعى : ـ ( الخبب وهو : سرعة المشى بين الميلين الأخضرين ، وهو سنة للرجال القادرين دون الضعفاء والنساء ـ الوقوف على الصفا والمروة بمقدار الدعاء المأثور ـ الدعاء بالأدعية المأثورة على كل من الصفا والمروة فى كل شوط بقول الساعى عند الصعود : الله أكبر ثلاثا وكذلك القول : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيئ قدير. لا إله إلا الله وحده ، صدق وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده ـ الموالاة بينه وبين الطواف فلا يفصل بينهما بدون عذر .
4 ـ آداب السعي : وهو الخروج من المسجد الحرام قاصدا جبل الصفا تاليا قول الله تعالى : " إنً الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يتطوف بهما ، ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم " قيل أن هذه الآية عندما قرأها سيدنا عبدالله بن الزبير رضى الله عنه ، ذهب إلى السيدة عائشة رضى الله عنها ، فقال لها : يا خالة إنى أرى آية فى كتاب الله تعالى تبين أن السعى ليس بركن ، وتلى عليها الآية ، ثم ذكر كلمة " فلا جناح " فقالت " بئسما قلت يا ابن أختى والله إنى لأعلم متى نزلت وفى أى المواقف نزلت ، نزلت فى قوم من الأنصار وكانوا حديثى عهد بالإسلام ، وكانوا لهم صنما فى هذا المكان يطوفون حوله فى موسم الحج ، فلما وجدوا أنهم يسعون فى مكان صنمهم الذى كانوا يعبدونه ، فشعروا بالحرج ، فاشتكوا لرسول الله صلىالله عليه وسلم فنزلت هذه الآية.
ولذلك يترتب على الساعى أن يكون مستحضرا فى نفسه ذله وفقره وحاجته إلى الله تعالى فى هداية قلبه ، وتزكية نفسه ، وإصلاح حاله ــ أن يكون الساعى متطهرا مثله مثل الطواف ـ أن يكون الساعى ماشيا لا راكبا إلا لعذر مرض أو مشقة ــ أن يكثر الدعاء له ولأهله ولعامة المسلمين ــ أن يغض البصرعن المحارم أثناء سيره فى المسعى ــ أن يكف لسانه عن المآثم ــ ان يتذكر الأم العظيمة هاجر عليها السلام التى كانت تسعى وتهرول فى هذا المكان بحثا عن الماء لوليدها الصغير ، وبلغ عدد مرات السعى سبعة أشواط حتى فجًر الله عز وجل لها عين زمزم ، هل كانت هذه الأم فى هذا الوقت تظن أن ما تفعله هذا سيكون نسكا من مناسك الحج , وركنا من أركانه إلى أن تقوم الساعة .