|| مِـن آدابِ الإسْــلام ||
حُسْـنُ الإصغـاء
الإصغاءُ : حُسنُ الاستماع وهو مِن صِفاتِ المُسلم
فإذا تحدَّثَ إليك أخٌ فاستمِع له وأَحسِن الاستماع
ومِن صُـور حُسن الإصغـاء لِمَن يُحَدِّثك
أنْ تُبدىَ اهتمامًا بما يقول
أن لا تنشغلَ عنه بالتلفُّت حولك أو النظر في جوَّالك أو غير ذلك
ألاَّ تُقاطعه بل تستمع إليه حتى يُكمِلَ حديثَه
إنْ أخبركَ بالشئ مراتٍ عديدة فلا تغضب بل أظهِر له أنَّك تسمعه لأول مرة
أظهِر له تأثُّرك بكلامه مِن خلال تعبيرات وجهك
لا تطلب منه تكرار الكلام كثيرًا فهذا يدل على عدم انتباهك له وعدم تركيزك فيما يقول
واعلم أنَّ حُسنَ الإصغاء مِمَّا يرفعُ قدرك عند الناس ويكونُ سببًا في مَحبَّتهم لك وخاصةً الأطفال فالطفلُ يُحِبُّ مَن يستمعُ إليه ويهتم بكلامه ويُظهِر استجابةً طيبةً لقوله وقد كان النبىُّ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - يُحسِنُ الإصغاءَ لزوجاتِه رضوان اللهِ عليهِنَّ ولصحابته رضى اللهُ عنهم ومِن ذلك حُسن إصغائه - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - لزوجه عائشةَ - رضى الله عنها حين حدَّثته بحديث الإحدى عشرة امرأة وكان يتفاعلُ معها ويُعلِّقُ ويُبدي اهتمامًا بحديثها حتى انتهت منه وفي مُشاورتِه لأصحابه في كثيرٍ مِن الأمور والمعارك ما يدل على حُسن إصغائه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لكلامهم كُلُّ هذا على الرغم مِن كثرة مَشاغله.. قال احد حكماء العرب اذا جالست العلماء فأنصت لهم واذا جالست الجهال فانصت لهم ايضا فان في انصاتك للعلماء زيادة في العلم وفي انصاتك للجهال زيادة في الحلم
فلنقتدي برسولنا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ولنُحسِن الاستماع لِمَن يتحدَّثون إلينا حتى نحصلَ على حُبِّهم وثِقتهم